الا وهم مشركون في اخر سورة الدعوة والداعية في سورة يوسف عليه السلام. قال فيها لما نهى عن الاغترار بالكثرة قال جل وعلا قل يا محمد قل هذه سبيلي يعني المذكورة في السورة المسألة الثانية من المسائل المتعلقة بالاعتصام بالكتاب والسنة في الدعوة ان الداعية يجب عليه ان لا ينظر الى المصالح التي تعارض ما دلت عليه الادلة الدين مبني على فقه بالنصوص والامناء على الشريعة هم الفقهاء بالكتاب والسنة والله جل وعلا جعل لنا مثلين عظيمين ببعثة اول الرسل نوح عليه السلام وببعثة خاتم الرسل محمد عليه الصلاة والسلام فنوح عليه السلام مكث في قومه الف سنة الا خمسين عاما والحصيلة وما امن معه الا قليل. اكثر ما جاء في روايات المفسرين لهم كم كانوا قريب سبعين او ثمانين ممن امن معه حصيلة الف سنة الا خمسين عام سبع مئة وخمسين سنة في الدعوة الى اصل واحد وبيان واحد والمثل الاخر محمد عليه الصلاة والسلام مكث في مكة ثلاثة عشر عاما يدعو الى توحيد الله وفي المدينة عشر سنين بعد ذلك وفي خلال هذه الثلاثة وعشرين سنة امن معه اذ حج معه حجة ودعت فهو من مئة الف في ثلاث وعشرين سنة ونوح وهو اول الرسل ومن اولي العزم من الرسل وهو اولهم بذل كل مجال في الدعوة لكن ما اذن الله جل وعلا فقال ربي اني دعوت قومي ليلا ونهارا فلم يزدهم دعائي الا فرارا واني كلما دعوتهم لتغفر لهم لاحظ القصد من الدعوة كلما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا اصابعهم في اذانهم واخروا واستكبروا استكبارا ثماني واستغشوا ثيابهم واصروا واستكبروا استغفار ثماني دعوتهم جهارا ثماني اعلنت لهم واسررت لهم اصرارا الى اخر الايات بسورة نوح الف سنة الا خمسين عاما هذا مثل والمثل الاخر ثلاثة وعشرين سنة الحصيلة مئة الف فاذا بهذين المثلين يظهر لك ان الدعوة في اعتصام الداعي بالكتاب والسنة ان ينظر الى دعوته الى اي شيء يدعو اما هدى الناس فليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء. لهذا من اصول اهل العلم ان الاغترار بالكثرة هذا من وسائل الشيطان ان يغتر بالكثرة في مدح ما عليه الكثرة. قد يكون الكثرة على باطل وقد يكون السترة على حق اذا كان اذا كانوا على الكتاب والسنة وقد يكون الكثرة على باطل. الامر الثاني ان تحصيل الكثرة بدون تأسيس الدعوة على الكتاب والسنة بالاعتصام بها وبما جاء فيها وترتيب اولوياتها هذا يجعل الناس يذهبون الى وسيلة ويتركون الغاية وانظر في سورة يوسف عليه السلام اذ قال الله جل وعلا في اخرها وهي سورة تسمى سورة الدعوة والداعية لما اشتملت عليه من قصة دعوة ويوسف عليه السلام قال جل وعلا في اخرها وما اكثر الناس ولو حرصت في مؤمنين. وهو نبينا عليه الصلاة والسلام وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين لان هذه حكمة الله جل وعلا. والاية الثانية وما يؤمن اكثرهم بالله فسبيل محمد عليه الصلاة والسلام في الدعوة هي سبيل الانبياء والمرسلين جميعا خذها من سورة يوسف عليه السلام. كما قال جل وعلا في اثناء السورة ان الحكم الا لله الا تعبدوا الا اياه. ذلك الدين القيم هذه هي الدعوة دعا اليها يوسف في السجن ودعا اليها لما قابل الملك ودعا اليها لما اتى اخوته وهكذا حتى دعا الله جل وعلا بالدعاء الاخير توفني مسلما والحقني بالصالحين. قل هذه يعني المذكور في السورة هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة والبصيرة هي الاعتصام بالكتاب والسنة. فمن كان فقيها بالكتاب والسنة فهو على بصيرة من دعوته انا ومن اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين