وفي الصحيح ايضا قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من اتبعه. لا ينقص ذلك من اجورهم شيء. العلماء تتابعوا على ذكر فضيلة الدعوة. والدعوة الى الله اسم بسم الله الرحمن الرحيم. والحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبد الله ورسوله. صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم كثيرا الى يوم الدين. اما بعد فيا ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وانها لساعة رجاء ان تتنزل علينا فيها الرحمات وان تحفنا فيها الملائكة وان الله بها فيمن عنده. ان سعينا لسماع كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم والتفقه فيهما ومعرفة ما كان عليه. السابقون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم باحسان. في زمن تلاطمت فيه الفتن واختلط فيه الليل بالنهار واشتبه على كثير من الناس الطريق وظل كثير عن السبيل. ولذلك كان من اللوازم ان يكون هناك تتابع في التذكير بامر الله جل وعلا وبمنهجه الذي جعله لرسوله صلى الله عليه وسلم ولصحابته ولمن سار على نهجه. والحياة مهما طالت فانها معبر لا غير. هي معبر الى الاخرة. والاخرة خير لمن اتقى. وهي طريق اما الى الجنة واما الى النار وليس الشأن في العمل من كثرته وتعدده وانما الشأن في صوابه. ليبلوكم ايكم احسن عملا حسن العمل ليكون خالصا صوابه. والصواب هو ما كان على السنة. لا على ما احدثته العقوبة من الاهواء والبدع والطرائق المختلفة. فمن التقرب الى الله جل وعلا والرغب فيما عنده الحرص على مثل هذه المجالس العلمية الدعوية النافعة التي تزينت وظهر صوابها حضور واشراف سماحة والدنا وشيخنا الشيخ عبد العزيز بن عبد الله محمد مع اللطيف ال الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء يحضرون وينصتوا ثم يعقب مصوبا للمحاورين ومرشدا لهم ومبينا للحاضرين مع يتعلق بموضوع محاضرات الاسبوع. موضوع هذه المحاضرة تأصيل المنهج الدعوي في ضوء الكتاب والسنة. وفهم السلف الصالح وسبب اختيار هذا الموضوع ممن اختاروه وكلفني سماحة الشيخ بالقائه ان الدعوة لا شك هي سمة هذه الامة وسمة اتباع محمد صلى الله عليه وسلم. قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني. وسبحان الله وما انا من المشركين فلذلك فادعوا واستقم كما امرت. فالدعوة هي السبيل وهي النهج وهي الطريق الذي لا بد لنا منه وهي عبادة عظيمة من العبادات التي يتقرب بها الى الله عز وجل. عبادة متعدية النفع نفعها لا يقتصر على صاحبها. بل يتعدى نفعه الى الدعوة يتعدى نفع صاحب الدعوة بالدعوة الى الناس في بلده او في خارج بلده او ربما بمن تأثر به الى قيام الساعة ولذلك كان الدعاة على نوعين من يدعو على وفق الامر الاول وفق السنة مع الاخذ بما جد في العصر من اجتهادات لا تخرج عن في اطار التزام السنة والجماعة وطرائق السلف الصالح. وصنف الثاني اراد ان يدعو لكن هذه الدعوة كانت على وفق الاهواء والاجتهادات دون رجوع من العلم الى ركن وثيق فتعددت الاهواء وتعددت المشارق فصارت الدعوة بدل ان تكون منهاجا واحدا صارت مناهج شتى وطرائق مختلفة وكل يدعي صوابه فيما يأتي وفيما يذر. ولا شك ان العناية بالتأصيل فيه عصمة للعقل وللقلب من الوقوع الغلط لذلك جاء هذا العنوان تأصيل المنهج الدعوي على ضوء الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح المنهج هو الطريق. ذكره الله جل وعلا في كتابه في قوله لكل جعلنا منكم شرعة ومن حاجة. المنهاج والمنهج والنهج هو الطريق الواضح الذي لا التباس فيه. سلك نهجا واضحا يعني طريقا متأكدا منه. واضحا لا التباس فيه والدعوة لا شك انها اسلوب يحتاج الى طريق هذا مما جعل القرآن فيه ايات كثيرة تبين هذا المنهاج وهذا المنهج لان الشرائع مختلفة لكن المنهج واحد لكن لان الشرائع مختلفة والمناهج مختلفة لكن العقيدة عقائد الانبياء واحدة وهذا هو الذي يوصلنا الى ان المناهج الدعوية قد لا تكون على وفق كتاب وسنة طريقة مأمونة مما اخذها اهل العلم عن السلف الصالح. بل يكون فيها ضرب من النظر في صالح والمفاسد بحسب توهم اصحابها النظر فيما في احداث خاصة اما اقليمية او حزبية او سياسية او فئوية او جماعية الى اخره لكن الدعوة لا تكون دعوة على منهاج صالح الا اذا ارتفعت عن الاغراظ الدنيوية وصارت لله جل وعلا. لهذا اجر الداعية ليس على البشر الداعية على الله قل ما اسألكم عليه من اجر. وما انا من المتكلفين ان هو الا ذكر للعالمين ولتعلمن نبأه بعد حين. فالداعية لا يأخذ على دعوته اجرا لانه على سبيل محمد صلى الله عليه وسلم لا يأخذ اجرا من الخلق. لماذا؟ لانه اذا اخذ اجرا دنيويا من الخلق فانه وربما سلك ما يريدونه او يستحسنونه او اولوا اليه اهوائهم دون نظر الى امر اخر. هذا واقع. فان الانسان اذا اخذ عوض دعوته فانه ربما وقع في انحراف من جهة ان يقول على وفق ما اراد من يعطيه اجرا في ذلك هذا كان الاجر اجر الداعية على الله جل وعلا. قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين. وفي الاية الاخرى قال ان اجري الا على الله على حصى وهذا يقتضي الاخلاص فانه كلما كان قلب الداعية معلقا بالله جل وعلا كان منهجه في دعوته مؤصلا على وفق طريقة محمد ابن عبد الله عليه الصلاة والسلام وهل اعظم من الاجر ان يقال لمحمد عليه الصلاة والسلام؟ ان اردت ملكا ملكناك وان اردت امرأة حسنة حسنا زوجناك. فقال لو وضعتم الشمس في يميني والله لو وضعتم الشمس بيميني والقمر في والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر لا اتركه او اموت دون عليه الصلاة والسلام. لهذا كان من المهمات ان يكون الاقتداء في الدعوة قبل معرفة الطريق ان يكون الداعية متخلصا من طلب الدنيا. وكلما كان اقرب الى الدنيا كلما فاته من الصواب في دعوته بقدره. واذا كمل له ان يكون بالدعوة الاسلامية والى الله ان يكون مراده الدنيا اما جاه واما منصب او مال يعطى او انتصار حزب او انتصار فئة على فئة او تمكن سياسي او نحو ذلك فانه يقع في هذه الدعوة للانحراف ولا يصل الحق الى الناس. الدعوة الى الله جل وعلا ليست عاديا من افضل العبادات بل عدها جمع من اهل العلم هي افضل العبادات. لانها مشتملة على انواع انها نوع من الجهاد في سبيل الله. لقوله تعالى فلا تطع الكافرين وجاهدوا به يعني بالقرآن جهادا كبيرا. والمجاهدة بالقرآن يعني بالدعوة الى الله بالقرآن والسنة التي هي بيان للقرآن. ومن اوجه التفظيل ان الدعوة الى الله صارت من افضل العبادات او افظل العبادات انها متعدية اما العبادات المقصود بها التطوعات المقصود بها العبادات التطوعية اما غيرها فيكون قاصر اذا كان مثلا يقوم في وقته في ليله او يكثر التلاوة القرآن هذا نفعه لنفسه لكن اذا كان يعلم الاخرين القرآن يعلمهم السنة يدعوهم يحببهم يحبب الله اليهم ويقربهم الى الله فان هذا النفع متعدي. ولهذا قال ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر قال وجدت ان التأليف والتصنيف انفع من التدريس. وذلك ان المعلم يحضر له عدد من الناس من الطلاب اربعين خمسين مئة ثم اذا مات انتهوا انتهى هذا العدد بقدر من علمه. ثم هم يعلمون. وهكذا ولكن المؤلف والمصنف في التصانيف النافعة التي تفيد الامة فانه لا ينفك جيل من الناس من ان منها عدد كبير. فصار من هذه الجهة من جهة تعدي النفع افضل كما ذكره رحمه الله. لهذا نقول ان الدعوة مأمور بها. قال تعالى ادعوا الى سبيلك اذ ربك ادعوا الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن. وقال جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله قال ايضا قلت كن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. وقال ايضا جل جل جلاله فلذلك فادعوا واستقم كما امرت والايات في ذلك كثيرة في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم. يعني ابن الحمراء خالية الثمن يشمل كل وسيلة من وسائل ابلاغ الدين الى الناس الدين الحق الى الناس سواء كان ذلك للتعليم او كان بالتأليف او كان بالتدريس او كان بالذهاب الى القرى والبوادي او بالقاء المحاضرات او المشاركة في وسائل الاعلام او باي نوع من ذلك فكل وسيلة فيها ابلاغ للدين الحق للناس فهي دعوة الى الله تعالى. والدعوة الى الله كل يدعيها. مناهجها شتى والمنتسبون الى الدعوة طرائقهم شتى. ولكن هذه الطريقة وهذه المناهج قد تكون بعيدة تماما عن الكتاب والسنة وطرق سلف الامة وسائل دعوة غلاة الصوفية والمريدين والاحزاب السياسية البحتة استخدمت الدين وسيلة لدعوة الناس الى مفاهيم سياسية ليس فيها تعبد لله وليس فيها ايضاح الدين لله واشباه ذلك فان هذا متعدد فيبعد اصحاب الدعوة يقربون ولذلك كان من المجاهدة المهمة من المجاهدة المهمة ان يحرص المسلم داعية على ان يكون في دعوته على وفق كتاب الله وسنة رسوله وفهم السلف الصالح. لماذا فهم السلف الصالح. لان الله جل وعلا يقول والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار الذين اتبعوهم باحسان. والذين اتبعوهم باحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الانهار. وهذا جعل الذين اتبعوا الصحابة باحسان جعلهم مشمولين بنفس الفضل او بالفضل نفسه. فذكر السابقين الاولين من المهاجرين والانصار. والذين اتبعوهم باحسان يدخل فيه الصحابة الذين تلو السابقين يدخل فيه من تبعهم باحسان الى يوم القيامة. وهذا لاجله قال اهل العلم السلف الصالح. السلف الصالح من هم؟ السلف يعني من سلفنا. الصالح الذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاح. والذين شهد لهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاح هم القرون الثلاثة الذين قال فيهم خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. فذكر قرنين او ذكر ثلاثة قرون وهذا يعني شدة الاستمساك بما كان عليه اولئك. فاذا رأينا ما كان عليه اولئك فاننا نجد ان المنهج الدعوي المتصل بالسلف الصالح رضوان الله عليهم ومن مشى على هذا المنهج من ائمة اهل العلم وائمة اهل الاجتهاد كسادات التابعين وتبع التابعين والائمة الاربعة ومجتهدي اهل الاسلام وعلماء الاسلام الى وقتنا الحاضر وجدنا انهم وان تباعدوا وفي بعض المسائل قليلا لكنهم يشتركون في سمات وفي صفات هذه السمات والصفات هي سمات منهاج الدعوة على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح فاول هذه السمات معرفة ان الدعوة انما هي لله. يعني الاخلاص لله في الدعوة. وان الدعوة ليست لاحد. ليست لشيخ ولا للنفس ولا لقبيلة ولا لبلد ولا لمذهب ولا لطائفة ولا لجماعة ولا لحزب انما هي تقريب الخلق الى الله جل على وجعل الخلق يحبون الله سبحانه ويعبدونه وحده لا شريك له على سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. ولهذا قال تعالى قل هذه سبيلي ادعو الى الله. وفي كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله على هذه الاية قال وفيها التنبيه على الاخلاص لان من الناس من يدعو لكنه يدعو الى نفسه او الى شيخه او الى طريقته او الى حزبه او فئته او كما قال. وهذا واقع اذا نظرنا اليوم التمسنا الصواب في ذلك وجدنا ان المتخلص من هذا قليل ولذلك يجب على الداعية ان ينتبه لنفسه وان يحاسب نفسه بين الحين والاخر. قد يأتي الشيطان وقد يأتي اغراض الدنيا تأتي وتعرض الانسان بين الحين والاخر. لكن المؤمن رجاع الى الحق. لا ينفك من رجوع الى الله تعالى بين الحين والاخر. ويطلب الصواب من الله سبحانه ويستغفر ربه جل وعلا في الغلط وعدم او ضعف الاخلاص في الدعوة الى الله. لانه كيف ينتفع الناس من دعوتك؟ الا اذا اخلصت لله سبحانه وتعالى. لان به القبول. نعم هناك حديث كثير قد يتحدث به الانسان. لكن تلذذ له الاذان. لكنه لا يحرك وفي القلوب صلة بالله ولا تعظيما لله ولا يحرك في القلوب تعظيما لرسوله صلى الله عليه وسلم ولا صلة بالعلم ولا باهله ولا بالرجوع الحق ولا يحرك في القلوب توبة ولا انابة ولا اتباعا وانما يزين الكلام في العقول ويزين في الاذان دون تأثير حقيقي. ولكن كلام اذا صدر من اللسان لم يتجاوز الاذان. واذا صدر من القلوب فان القلوب تعيه وتعقل فاول المسائل واعظمها ان يكون الداعية منتبها الى الاخلاص ليحذر اخذ الاجر على دعوة ليحذر ان يقول بثمن. وان يتكلم بثمن وان يشارك بثمنك واذا غلب على نفسه شيء من ذلك او من الحاجة فليراجع نفسه ان يكون مصيبا في قوله والدعوة تختلف عن القرآن وتعليم القرآن للدعوة لها احكام لها حكم في ذلك غير التعليم. تعليم القرآن. ولذلك اجاز العلماء ان يأخذ الداعية رزقا لا اجرا يأخذ مكافأة من بيت المال يقرها ولي الامر مكافحة غير مشروطة على قيامه بهذا الواجب الكفائي. لان الله سبحانه وتعالى قال ولتكن منكم امة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. فامر بان يكون منا عدد كافي يدعون الى الخير. فاذا اخذ رزقا يعينه على القيام بذلك وليس اجرا مقيدا بساعة او مقيدا بيوم او مقيدا بشيء معين فانه لا حرج عليه في ذلك. السمة الثانية ان تكون الاولويات واظحة عندك في المنهج الدعوي المنهج الدعوي في الكتاب والسنة ظاهر الاولويات. الاولويات فيه بينة يعني الاولى الاولى الاول فالثاني في الثالث ظاهرة بينة كما في حديث معاذ رضي الله عنه حينما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم الى اليمن. قال له يا معاذ انك تأتي قوما اهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه الى ان يوحدوا الله كما في كتاب التوحيد في صحيح البخاري وفي الصحيحين قال فليكن اول ما تدعوه اليه شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. فانهم اجابوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فانه ما اطاعوك لذلك فاعلمهم ان الله افترض عليهم زكاة في اموالهم تؤخذ من اغنيائهم فترد في فقرائهم واتقي دعوة المظلوم فانه ليس بينها وبين الله حجاب. وهذا الحديث ظاهر الدلالة في ان الدعوة تكون الى توحيد الله تعالى اولا. والتوحيد يكون الدعوة اليه اجمالا وتفصيلا في الاجمال والتفصيل ويدخل في ذلك كما ذكرنا تعليم العقيدة الصحيحة ونشر مؤلفاتها واشرطتها وبيان ذلك للناس في كل مكان عن طريق الوسائل الحديثة الانترنت ووسائل الاعلام والقنوات الى اخر ذلك فان هذا من اعظم القربات التي بها نقتدي فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم. من السمات ايضا الحرص على الاتباع وعدم الابتداع لان الزمن قد يؤدي بالمرء الى ان يحدث بدعا في الدعوة. لماذا؟ لان الداعي يريد ان ينجح في دعوته. يريد ان يوصل للناس الرسالة. فحرصه على الخير هذا قد يجلبه الى ان يبتدع في الدعوة اشياء لم يأذن الله بها ولم يدل عليها دليل. وكثير من الناس تختلط عليه مصالح في الدعوة وجوب الاتباع. يظن ان كل مصلحة ظهرت فانها يصوغ اخرج بها وهذا ليس بصحيح. فالمصالح المتوخاة التي دعت اليها الشريعة هي المصالح التي دل عليها او المصالح الاجتهادية التي لا يكون فيها مضاهاة للشرع او تؤول الى ما لا يحمد في فاذا كان في المصالح ابتداع او كان فيها خروج عن الاخلاص او ذهاب الى عدم لزوم الاولويات في الشرع فان هذا باطل. مثل من يقول ان اننا نريد بالدعوة اما الامور الاخرى فدعها بعد ذلك. ومثل من يقول المهم في الدعوة السلوك. انا نربي الناس على الزهد والفظائل واشباه ذلك وهم في الدين لا يفقهون وهم في التوحيد ظعاف ربما جهلوا وربما مارسوا بعض البدع والمحدثات فهذا خروج عن قاعدة الدعوة التي سار عليها السلف الصالح انه لا بد من الاتباع والحذر من الابتداع. ولهذا قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتفق على صحته من حديث عائشة من احدث في امرنا هذا من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. رد يعني مردود على صاحبه وقوله في امرنا هذا الدعوة داخلة في هذه الاظافة بانها من امر النبي صلى الله عليه وسلم ومن امر الدين فمن احدث في الدعوة ما ليس من الاسلام ما ليس من هدي النبي صلى الله عليه اليس مقرن من اهل العلم فهو رد مردود على صاحبه. من سمات المنهج الدعوي المؤصل على الكتاب والسنة الاعتناء في التربية بالعلم. هناك من يعتني في التربية الدعوية يعتني بالسلوكيات او يعتني في ان يفهموا الواقع المحلي او الواقع الدولي او ان يفهموا محاسن الاسلام او ان يفهموا التقارير متعلقة باوضاع الحكام او الدول او المستجدات. ويمضي على هذا الامر سنين دون تغيير ودون ان يرفع او يغير في منهاج دعوته. هذا فيه ضرر بين على المدعو. لانك تدعو هذا الانسان الى ربه فاذا كنت تدعوه الى ربه فانما ينجو يوم القيامة من اتى الله بقلب سليم انما ينجو من اتى الله بقلب سليم. لا بعقل متنوع لا بعقل يفهم المستجدات لا بعقل يفهم العصر واحواله وقائع سياسية حتى اصبح بعض الدعاة او وبعض من يهتم بالدعوة يتابع الاخبار السياسية اكثر من مراجعته لكلام اهل العلم صحتني القرآن. وللتفسير في صحيح البخاري ومسلم وكتب السنة وكلام المجتهدين من اهل العلم وفي هذا ضرر بالغ على الداعية في نفسه وعلى المدعوين. لذلك كان من المهم ان يكون في في الدعوة ان يكون هناك عناية بالعلم النافع ان يكون من التربية بل اول درجات التربية واول ما يهتم فيه التربية العلمية بمعرفة المدعو للقرآن وحفظه ما تيسر منه وللسنة والالتزام بها ولمعرفة فرق بين السنة والبدعة والتحذير من الابتداع العناية بالعلم المؤصل العلم المرتبط بالقرآن في السنة هناك مسألة متصلة بمنهج السلف الصالح في الدعوة والعلم وهي العناية باللغة العربية. القرآن انما انزل بلسان عربي مبين فكيف نفقه القرآن؟ نفقه اخباره نفقه اوامره نواهيه له حدوده وعده ووعيده. كيف نفقه ما قص الله علينا فيه؟ كيف تحرك به القلوب؟ انما هو باللغة العربية ولذلك كان السلف الصالح اذا دعوا الى الله في اي من البلاد التي فتحوها بالعلم والقرآن قبل السيف والسلام فان اول ما يعلمون الناس اللغة العربية لذلك انتشرت اللغة العربية وفقه اللغة العربية حتى كان من ابناء الامم الاخرى من اصل لنا قواعد اللغة العربية وذلك لعنايتهم بها واشتداد اهتمامهم بها. ولهذا تجد اليوم الصالحين من اهل العلم في مشارق الارض ومغاربها يحرصون على تعليم الناس هذه اللغة العربية. لماذا؟ ليس لانها لغة العرق العربي والجنس العربي لانها لغة الاسلام ولغة القرآن ولغة ولغة الفقه عن الله جل وعلا وعن رسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا العناية بتعليم اللغة العربية هذه من سمات السلف الصالح في منهاج دعوتهم. لا يدعونا بلغات الاقوام ويتركون الناس لا يفقهون يقول تعالوا انتم يعلمونهم اشياء من الاسلام ويقول ادعوا بلغاتكم ويتركونها انما يعلمونهم باللغة العربية قدر الامكان. ولا يمكن ان يكون داعية في دعوته لا يعلم اللغة العربية. وهذا مما يؤكد ان يعتني الدعاة اليوم في المراكز الاسلامية وفي المؤسسات والجمعيات في مشارق الارض ومغاربها ان يعتنوا في العلم والعمل باللغة العربية عربية فانه لا قوة للاسلام الا بقوة اهل العلم واهل الدعوة ولا قوة لاهل العلم ولا لاهل الدعوة الا بقوتهم في اللغة العربية. فاذا اصبنا في اللغة العربية فهما واستنباطا او نطقا وتحدثا فان سنصاب في فهمنا لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. من المسائل التي كانت من من سمات السلف الصالح انهم كانوا ينضبطون في المسائل التي يتناولونها. العلم واسع وكتبه كثيرة وتلقيه ليس بالسهل فلابد من بالانضباط العلمي الانضباط العلمي يشمل مسائل. المسألة الاولى ان يكون الداعية يعلم من نفسه انه متمكن علميا فيما يدعو اليه. لا نشترط في الدعوة العلم الكامل وانما من علم شيئا بدليله وفهمه فانه له ان يدعو اليه. علمت التوحيد وفهمت تدعو اليه. هل انت مسائل من الشرع بدليلها ووضوحها فانك تدعو اليها الثاني ان يكون هناك علم باخلاق الداعية بالاخلاق المرجوة. التي هي اخلاق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته واخلاق الصحابة. ومن اعظمها الاخلاص والصبر معرفة الحق الخلق الحسن حسن الكلام مع الناس لين الجاني التعبد القدوة الحسنة وهكذا. فالخلق الذي اسماه عدد من اهل العلم السلوك هذا من المهمات في الانضباط العلمي لدى الداعية. لانه بلا خلق فانه لا يكون علما صحيح. بلا صبر بلا اناك بلا حسن جانب. بلا توعد بلا حلم فكيف يكون داعية؟ الثالث ان يكون عند انضباط علمي في تناول واقع الناس واقع الناس مختلف. الناس ربما كانوا في بلد ما لديهم عادات لديهم امور فالعلم قد يؤدي الى شيء لكن الانضباط فقط الداعية بالعلم يجعله يهتم بمهارات مخاطبة الناس. فاذا عندنا ثلاث عناصر عنصر العلم وهذا مهم وهو الاصل والعنصر الثاني الخلق والعنصر الثالث المهارة. ما صلة هذا بالانضباط؟ لا يمكن ان نكون في لا فينا في امور الدعوة وفي مناهج الدعوة والناس فيما يأتون وما يذرون ومشاربهم ان يكون العلم وحده علاجا. ولذلك هناك كثير عرفوا بعلم نافع لكن ليس لديهم خلق الداعي. او ليس لديهم مهارة الداعية التي تجعله ينضبط دعويا وعلميا باصول العلم. دعوة بعلم وباخلاق دون اه دون مهارة في مخاطبة الناس يوقع الدعوة في امور كثيرة. متنوعة ليست محمودة. لهذا كان من اللوازم ان يكون الداعية على منهاج السلف الصالح عالما خلوقا بصيرا بكيفية ايصال دعوة من سمات السلف الصالح في دعوتهم انهم دعاة الى ودعاة الى اقتراح الفرقة. فكل وسيلة من وسائل اجتماع الناس فانهم يأتون وكل وسيلة من وسائل افتراق الناس فانهم يذرونه. ولذلك كانت دعوتهم الى السنة والى توحيد والى لزوم العلم والعمل دعوة الى الاجتماع. لان الاجتماع هو اجتماع في الدين الجماعة جماعتان جماعة في الدين وجماعة في الابدان في الدنيا ابدان الناس ومصالحهم ودنياه واجتماع الناس في دينهم وسيلة لاجتماعهم في دنياهم. ولذلك من سمات منهاج السلف الصالح في الدعوة انهم دعاة الى الاجتماع والى نبذ الفرقة الجماعة ونبذ الفرقة في اصناف اولا في اعظم امر الاجتماع في وعدم التفرق فيه. شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي اوحينا اليك. وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم. ان اقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه. فاقامة الدين وعدم التفرق فيه هذا دعوة الى الجماعة في الدين ونبذ الفرقة. الثانية الاجتماع على من له السمع والطاعة وله الولاية وهو ولي الامر المبايع. فالاجتماع عليه واجب ومن سمات منهج السلف الصالح. ولذلك ذموا الخوارج وذموا الفرق من والكرامية والشيعة واشباههم لانهم يدعون الى الخروج على ولاة الحق وعلى من له البيعة الشرعية. وهذا يجعلنا نقول انه من الدين ولا من الكتاب والسنة ولا مما دل عليه منهج السلف الصالح ان يكون هناك في بلد الاسلام بيعتان بيعة على السمع والطاعة وبيعة اخرى للجماعة او بيعة دعوية او بيعة سلوكية او بيعة طرقية فليس هناك الا بيعة واحدة. فكل بيعة كل بيعة خلاف البيعة المعروفة التي تؤدي للسمع والطاعة لامام المسلمين ولولي امرهم فهي باطلة. فلا يصح اذا ان تدعو جماعة من الجماعات في منهج دعوي الى بيعة مرشد لها او الى امام لها او الى شيخ من المشايخ عندهم او الى طريقة او الى امام او نحو ذلك لان هذه البيعات مخالفة لا دليل عليها ومخالفة لما دل عليه الدليل ونهج السلف الصالح في ان البيعة واحدة غير متعددة. فليس هناك عدة بيعات في المنهج الدعوي الذي سلكه السلف الصالح. وبالتالي فاي من هذا سيؤدي الى فرقة والى اختلاف والى منابذة لطريقة السلف الصالح من سمات السلف الصالح اعتناؤهم بالوسطية والاعتدال اعتناؤهم بالوسطية والاعتدال. الوسطية والاعتدال معناها ان يأخذوا في الامور بالوسط بين طرفين فليس السلف الصالح مع اهل الغلو في غلوهم وليسوا مع اهل الجفاء في جفاءه ليسوا مع اهل الغلو في الدعوة ولا في العمل ولا في العلم وليسوا مع اهل الجفاء في دعوة او في العمل او في العلم. وانما هم وسط بين ذلك. فكما انهم وسط في توحيد الله وفي صفات وفي السنة وفي السلوك بين طرفين فكذلك هم في منهاج الدعوة وسط بين طرفين. وهذا يجعل دعوتهم قابلة للانتشار والبقاء. لانه بالتجربة كل دعوة خرجت عنه منهاج السلف الصالح بغلو او بزيادات او بشيء من المبالغة فانه لا يكتب ولها الاستمرار وانما يكتب الله الاستمرار للدعوة التي هي على منهاج سابق. ولذلك انظر في كتب الفرق ما اكثرها تجد ان فرقا اتت وانتهت كثيرة لاجل ان انهم واضمحلت وبقي البقاء العام في امة الاسلام لاهل السنة والجماعة على بقاء بعض المحن التي ستبقى الى قيام الساعة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح ان اليهود افترقت على احدى وسبعين فرقة وان النصارى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة واين هذه الامة ستفترق على وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. من سمات المنهج السلفي في الدعوة انه منهج يعتمد على النصوص الشرعية وعلى القواعد المأخوذة من النصوص ومن كلام اهل العلم. فلدى هذا المنهج كليات تحكم طبيعة دعوته. فالادلة مقدمة. والقواعد العامة مقدمة لانه لا بد من ظبط للدعوة والا تعددت الاجتهادات. فاذا كان هناك رجوع الى الدليل والى القواعد فان الدعوة تتقام ومن ذلك قاعدة العناية صالح العامة وتقديمها على المصالح الخاصة. المصالح الكلية في الامة مهمة المصالح الكلية العامة مهمة. فاذا اتى منهج من مناهج الدعوة يريد ان يقدم مصلحة خاصة لمنهاجه على المصلحة العامة للامة فانه حين ذاك يشق طريقا فيه فرقة لهذه الامة. ولهذا اعتنى السلف الصالح رحمهم الله بالعناية بالمصلحة العليا للامة وتفويت الادنى من المصالح الخاصة. حتى لو كانت مصالح متعلقة بذات الداعي او بالداعية ذاته او ببعض المسائل فانهم يفوتون المصلحة الدنيا لتحصيل الكلية وهذا انما يقدره اهل العلم. والزمان يتفاوت والناس يتفاوتون. لهذا قال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى رحمة واسعة قال تحدث للناس اقضية ما احدثوا من الفجور تحدث للناس اقضية بقدر ما احدثوا من الفجور يعني ان اجتهاد العالم يحدث له قضاء جديدا لاجل ان الناس احدثوا فجورا في حياتهم في منحى من المناحي. مثل ايظا اعمال قاعدة سد الذرائع جمع ذريعة وهي في الشرع كل وسيلة او كل طريق الى غيره. لكنه في القاعدة عنوا بها الذرائع الموصلة الى ما هو منهي عنه في الشرع. لذلك هناك قاعدتان ما يعمل به في ذلك. اولا انه ما لا يتم المشروع به. ما لا يتم مشروع الا به فهو مشروع ان يكون المشروع واجبا فما لا يتم به الا يكون واجب وما لا يتم المستحب الا به فهو مستحب لان وسيلة الوسائل لها احكام الغايات. والثانية سد الذرائع. ومن المعلوم ان الذرائع ثلاثة اقسام عند الاصوليين واصحاب القواعد. ذريعة اجمع العلماء على عدم سبها. مثل زراعة العنب. مثل السكاكين ومثل بيع وسائل الاشعال واحد يقول نمنع العنب علشان ما يشرب الناس خمر. اجمع العلماء على انه لا يجوز سد هذه الذريعة لانها ذريعة متوهمة ونادرة. ما نبيع سكاكين علشان ما احد يقتل الثاني بالسكين ايظا اجمع اهل العلم على ان هذه ذريعة لا تسد. ما نحفر ابار عشان ما يجي واحد يطيح في البير ويموت اجمع العلماء على انها لا تسد وامثال ذلك كثير. فاعمال قاعدة سد الذرائع في الدعوة يجب ان بمقدارها. ما يقول والله هذي ذريعة نسدها. فاحيانا بعض الذرائع لا تسد. لاجل ظهور الحاجة العامة له. الثاني من الذرائع ما اتفق العلماء على انه يسد. ما اتفق العلماء على انه يسد مثل الخلوة وتكشف المرأة باظهار مفاتنها وتبرجها امام رجل اجنبي فان هذا مما اتفق العلماء على انه على انها تسد. وامثال ذلك كثير. وهناك مسائل اختلفوا فيها هل تسد ام لا تسد؟ وهذه المختلف فيها يأتي كثير منها في امور الدعوة في امور الدعوة مثل بعض الاشياء التي آآ يتكلم بها او يأتيها بعض الدعاة مثل الاناشيد اللي يسمونها اناشيد اسلامية ومثل اه بعض الاعمال الدعوية مثل مخيمات مثل معسكرات مثل اخره. بعض الناس يقول لا هذه ذريعة الى طرق صوفية او الى ما اشبه ذلك واخرون يقولون لا هذه وسيلة تكون نافعة. واذا كان هناك خلاف في هذه الذرائع التي هل تسد او لا تسدد المنهاج الدعوي فلا بد من الرجوع الى اهل العلم بحصول اجتهاد في هذه استنادا للكتاب والسنة كلام سلف الامة فاذا اختلفوا فالمرأة اذا اختلف اهل العلم الراسخون في ذلك فان المسألة يكون فيها سعة لذلك من سمات منهاج السلف في الدعوة ان الناس يحتاجون الى بث الفأل. والرغب فيهم اكثر من التقني والترهيب. يعني ان يكون اعتماد الدعوة في بث الفأل وبث الترغيب ما يرغب الناس وما يفتح امامهم انشراح الصدر. ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها لعبيد بن عمير قالت يا عبيد اذا وعظت فاوجز ان كثير الكلام ينسي بعضه بعضا. واياك واملال الناس وتقنيطهم واياك واملال الناس وتقنيطهم. فالمبالغة في الترهيب بحيث يظن الانسان يأتي حالة نفسية انه اعاني كل لا محالة هذا ليس من منهاج السلف. والمبالغة في التشاؤم او ذكر الاوضاع والتشاؤم فيها ايضا هذا ليس مما يقتضيه العلم. النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب الفعل. كما ثبت في الصحيح الفاعل ما هو؟ الكلمة الحسنة يسمعها. لذلك الداعية في محاضرته خطيب في خطبته يحرص على ما يبعث الفأل في الناس وعلى ما يبعث فيهم الرغب يقلل من يعني من التيئيس جدا ومن الترهيب الذي يخيف فيكون بقدره. ولذلك تجد في القرآن وصف الجنة اكثر من وصف هنا والترغيب اكثر من من الترهيب. هذا يأتي الى وسيلة او الى من طرائق الدعوة المعاصرة التي استخدمها بعضهم وهي من كرة. وهي ان يبعث في الناس التشاؤم من حال الاسلام ومن حال اهله. ويأتي خطيب او امام او داعية او ملقي او مدرس في مدرسته او او يأتي لاوضاع المسلمين مثلا لاوضاع المسلمين في دينهم لاوضاع المسلمين السياسية لاوضاع المسلمين في احوالهم ويأتي ويأتي ويقول ويقول حتى الناس ويبعث فيهم التشاؤم واليأس من ان يكون هناك مخرج وطريق الى الله جل وعلا وعودة لعزة هذا الدين. والنبي صلى الله عليه وسلم قال بدأ هذا الدين غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء. في مسند احمد باسناد لا بأس به قال الغرباء الذين يصلحون اذا فسد الناس او يصلحون ما افسد الناس اذا فسد الناس او او جاءهم الكثير من الواقع المؤلم في دينهم في شهواتهم في في بلدهم في دولتهم الى اخره. في الواقع العام للمسلمين. لا يجوز ان ان يسلك في الدعوة سلوك التيئيس التشاؤم. من ذلك ذكر مكائد اعداء الاسلام وذكر خططهم والمبالغة في ذلك فان هذا مخالف لامر الله جل وعلا الشرعي وهو مخالف ايضا لامره القدري. لان الامور ليست بقدر بشرية ولا بعدة وعتاد ولا قوي الله جل وعلا يغير الامور في يوم وليلة كن فيكون. العالم تربع على قوة اقتصادية رهيبة. العالم الغربي قوة اقتصادية رهيبة باموال تحسب بارقام ربما لا يعرفها الاكثرون. من كبرها. في ثلاثة ايام صار العالم كله يعاني مشكلة عظيمة في الاقتصاد والركود والكساد و الى اخره. وذهبت جل تلك الاموال ووقعت شركات في افلاس ودول الى اخره اذا اه نظر في الامور البشرية البحتة بمدح فاضح كما عند المرجفين او بتيئيس فاضح مبالغ فيه كما عند بعض الدعاة الخطباء في ذلك هذا ليس على منهاج السلف الصالح. الواجب في ذلك الاعتدال في الامور و كلا طرفي قصد الامور ذميم. من سمات السلف الصالح ونختم بها في ذلك انهم يحرصون على الرد على الشبه في الدين. وليس عندهم ان كل منتسب للدين فانه يسكت عليه. فان حماية الدين والديانة والحق والكتاب والسنة اولى من رعاية المعين ولذلك كان من سمة السلف الصالح انهم عندهم الردود العلمية على المبطلين المخالفين في العقيدة المخالفين في لزوم الجماعة المخالفين حتى قال الامام احمد لرجل قم انت رجل ضال. لمخالفة تتعلق بالجماعة في كلامه وهكذا. لكن هذا لا يعني احداث الفرقة. ولا يعني مبالغة في ذلك حتى يكون هناك الكثير من الخروج عن منهاج النبوة في جمع الكلمة وجمع كلمة المسلم. واخر هذه السمات بحسب ما اقتضاه المقام ان السائرين على منهاج الدعوة على منهاج السلف الصالح وبما دل عليه الدليل من الكتاب والسنة يتسمون بسلامة السنتهم وصدورهم من في اهل العلم او اهل الدين او من بغضهم وشنآنهم وهذا من المهمات لنجاح الداعية في دعوته ان الذي يحمل لسانا وقاعا فان الله جل وعلا يبتليه بوقوع الناس فيه. والذي يحمل قلبا يحمل غيظا على المؤمنين او على بعظ المؤمنين فانه لا يؤثر في دعوته لهذا كان السلف الصالح يدعونه ويرون انهم اقل الناس قال الحسن البصري رحمه الله ما لقيت احدا الا ظننت انه خير مني ولما وقف الحسن ايضا البصري رحمه الله الله رحمة واسعة والفرزدق الشاعر على قبر قال الحسن للفرز الشاعر يا فرزدا ما اعددت لهذه الحفرة؟ قال اما انا قال اما انا فاعددت لها لا اله الا الله محمد رسول الله واما انت فاعددت لها عملك. فبكى الحسن وقال ان كان الامر كذلك فاياك والوقوع في المحصنات. فحمله كلام هذا الرجل الشاعر الجاهل التعدي على حرائر شعره حمله على ان يذل بالحق وان يكون لينا. ولذلك من سمة الداعية وهكذا كان السلف انهم يقبلون الحق ممن جاء به. ويلينون لاخوانهم ولا يكونون في مجالسهم مشتغلين عن العلم بالوقيعة لفلان وفلان هذه امور انما اتاتى بقدر الحاجة في حينها. لان لكن ان تكون منهجا وسبيلا وتكون ديدن فلان فيه وجرح وفلان فيه وهكذا هذا مخالف لنهج السلف الصالح. لذلك سلامة اللسان وسلامة الصدر من سمات الداعية على ذلك المنهاج. اللهم انا نسألك ان تختم لنا بالحسنى وان توفقنا الى ما فيه رضاك وان تنير لنا درب الجنة وان تقينا وان تعيذنا من دروب النار انك على كل شيء قدير. اللهم وفق ولاة امورنا الى ما تحب وترضى. واجعلنا واياهم من المتعاونين على البر والتقوى. نعوذ بك اللهم من الضلال بعد الهدى ومن الحول بعد الكور. اللهم نجنا فانك على كل شيء قدير. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين