اذا سمعتم احدا من العامة ينسب المطر الى الوسم وهو نجم او الى سهيل وهو نجم فانكم تبينون له ان هذه النسبة انما تجوز اذا كانت نسبة توقيت فقط. نسبة توقيت فقط فلا ومنها كذلك ان يدعو الانسان وهو مستيقن بالاجابة. حتى وان لم يجب فتأخير استجابته او عدمها لا ينبغي ان يهز ذلك اليقين في قلبه. يقول صلى الله عليه وسلم ادعوا لديك او تحسر عن قدميك ليصيب شيء بدنك او بعض اجزاء بدنك شيء من المطر. لما في صحيح الامام البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال اصابنا ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم مطر فحسر النبي صلى الله عليه وسلم عن رأسه وفي رواية عن ثوبه حتى اصابه من المطر. فقلنا لم فعلت ذلك يا رسول الله؟ قال لانه حديث عهد بربه فان قلت اومن السنة ان نخرج شيئا من متاع البيت ليصيبه المطر كما يفعل في بعض البلاد فنقول قل ليس من السنة ان يتقصد الانسان اخراج شيء من متاعه كثياب او اواني او فرش ليصيبه الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد ما ادري وين وقفنا يا اخواني ها اي نعم نكمل ان شاء الله تعالى ما تيسر من الكلام على باب صلاة الاستسقاء من المسائل التي ينبغي البحث فيها ايضا مسألة الاستسقاء بالانواء ان لم نكن قد اخذناها سابقا فقد جرت عادة اهل الجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم الى انهم ينسبون الخير الذي نزل من الامطار. وغيث الله عز وجل للبلاد والعباد الى الانوار التي هي منازل النجوم اختفاء وظهورا فانزل الله عز وجل قوله تبارك وتعالى وتجعلون رزقكم انكم تكذبون. يعني ان الله عز وجل اذا انعم عليكم بنعمة من من النعم فانكم تنسبونها لغيره وفي الصحيحين من حديث ابي من حديث زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح بالحديبية على اثر سماء كانت من الليل فلما سلم اقبل علينا بوجهه فقال هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا قلنا الله ورسوله اعلم. قال قال اصبح من عبادي مؤمن وكافر. فاما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب. واما من قال مطرنا بنوء كذا وكذا ذلك كافر بي مؤمن بالكوكب واذا نسب الانسان نعمة الغيث والمطر الى شيء من الانواء فان هذه النسبة لا تخلو من ثلاث حالات اما ان تكون نسبة سبب فقط بمعنى انه يعتقد ان الله هو الذي قدر المطر وشاءه وخلقه واوجده ولكن من اسباب نزول المطر ووجوده هذا النوم. فهو يعتقد ان هذا النوء مجرد سبب. فهذه النسبة حكم عليها العلماء بانها كفر اصغر او شرك اصغر لانه اعتقد سببا ما ليس بسبب ولان الشارع وصفه بانه كفر. وكل ذنب وصفه الشارع بانه شرك او كفر ولم يصل الى مرتبة الشرك او بالكفر الاكبر فهو شرك او كفر اصغر انه وسيلة للكفر الاكبر القسم الثاني ان ينسبها الانسان الى النوء نسبة ايجاد واحداث وخلق وتقدير فيقول ان النوء الفلاني هو الذي قدر المطر وهو الذي اوجد هذا الغيث. فلا جرم ان هذه النسبة تخرج الانسان عن دائرة الاسلام بالكلية فيكون مشركا ونوع شركه شرك في توحيد الربوبية. لانه اعتقد ان ثمة مدبرا لهذا الكون وخالقا او متصرفا لشيء من ذراته غير الله عز وجل واما النسبة الثالثة فهي ان ينسب هذا الخير الى النوء نسبة توقيت. بمعنى ان الله قد اجرى عادته في كونه انه ينزل المطر على اهل هذه البلد او اهل هذه الناحية في اوقات معينة من السنة. فمتى ما حل هذا الوقت قام الظن في قلوبهم بنزول المطر. مع اعتقادهم بان هذا النوء او خروج النجم او اختفاءه. لا اثر له تأثير سبب في نزول المطر ولكنها نسبة توقيت وقد اختلف اهل العلم رحمهم الله تعالى في هذا القسم الثالث والقول الاقرب انه لا بأس به ان شاء الله ولا حرج فيه. لا حرج فيه خرج فيها وعليها قول الله عز وجل وعلامات وبالنجم هم يهتدون. وقول الله تبارك وتعالى وهو الذي خلق وهو الذي خلق النجوم لتهتدوا وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ومن المسائل ايضا لو سألنا سائل وقال لقد علمنا بان صلاة الاستسقاء فيها خطبة. ولكن اهي خطبة واحدة ام خطبتان اهي خطبة واحدة ام خطبتان فنقول في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله والاقرب ان شاء الله ان خطبة صلاة الاستسقاء واحدة. فالاقرب ان خطبتها واحدة لانه لم ينقل اكثر من خطبة واحدة عن النبي صلى الله عليه وسلم. كما في سنن ابي داوود بسند جيد من حديث عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج حين بدأ حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال انكم شكوتم جذب دياركم الى اخر الحديث. ثم صلى ولم يذكر الرواة عنه الا خطبة واحدة ومن المسائل ايضا ان قلت هل الخطبة تكون قبل صلاة الاستسقاء ام بعدها هل خطبة صلاة الاستسقاء تكون قبلها ام بعدها الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى على قولين فمنهم من قال بان السنة ان يخطب قبل الصلاة وعلى هذا اكثر الاحاديث الصحيحة ومنهم من قال بان السنة ان يؤخر خطبتها الى ما بعد الصلاة وقد ثبتت به ايضا جمل من الاحاديث الصحيحة والقول الاقرب ان شاء الله عز وجل جواز الامرين. لثبوتهما عن النبي صلى الله عليه وسلم في صلوات متعددة فيكون هذا الفرع مما يدخل تحت قاعدة فقهية ندندن حولها كثيرا تقول العبادات الواردة الواردات على وجوههم متنوعات تفعل على جميع وجوهها في اوقات مختلفة فمن الاحاديث التي دلت على ان الخطبة قبل الصلاة حديث عائشة عند ابي داوود والذي ذكرته انفا. ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج بدأ حاجب الشمس فقعد على المنبر فحمد الله واثنى عليه ثم قال خطبته ودعا ثم اقبل على الناس بوجهه فصلى ركعتين وهذا دليل على ان الخطبة كانت كانت قبل الصلاة واما الدليل على ان الصلاة قبل الخطبة. ففي حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الاستسقاء ثم فخطب الناس وهو حديث صحيح. فلما ثبت الامراني وصح بها النصان عن النبي صلى الله عليه وسلم فلا داعي الى الترجيع بينهما لاننا نستطيع ان نجمع بينهما وكل نصين ظاهرهما التعارض امكن الجمع بينهما فلا يجوز القول فيهما لا بالنسخ ولا بالترجيح لان النسخ والترجيح مرتبتان تعقب الجمع فما امكن الجمع بينه فالواجب ان اولى به لان المتقرر عند عند العلماء ان الجمع بين الادلة واجب ما امكن ولان المتقرر ان اعمال الدليلين اولى من اهمال احدهما ما امكن ولانه لا يجوز ان نهجم على شيء ما ثبتت به الادلة فنلغي العمل به لان المتقرر بالاجماع ان اعمال الكلام او لا من اهماله ومن المسائل ايضا ومن المسائل ايضا ان قلتا وبما تفتتح خطبة صلاة الاستسقاء ما السنة في افتتاح خطبتها الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى والقول الصحيح ان عندنا قاعدة في افتتاح الخطة ذكرناها سابقا في باب الجمعة وهي ان الخطب الراتبة انما تستفتح بالحمدلة بغض النظر عن نوع الخطبة اهي راتبة ام عارظة. وبغظ النظر عن الصلاة التي تكون قبلها الخطبة اهي صلاة العيد ام صلاة الجمعة ام صلاة استسقاء بل حتى صلاة الكسوف على القول بان فيها خطبة بعدية فانه يشرع لا للخطيب ان يفتتحها بالحمدلة. فاننا لا نعلم بالاستقراء التام الكامل لجميع خطب النبي صلى الله عليه وسلم العارضة والراتبة الا ويفتتحها بالحمدلة. وقد تواترت بذلك النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم وبناء على ذلك فقول من قال بانها تفتتح بالتكبير قول لا دليل عليه. وكذلك قول من قال بانها تستفتح بالاستغفار ايضا هذا قول لا دليل عليه وانما يكون الاستغفار والتكبير في ثناياها لا في ابتدائها ومن المسائل ايضا ان قلت وما المستحب ان يقول الخطيب في خطبة الاستسقاء؟ ما هي الموضوعات التي يستحب للخطيب ان يقولها الجواب لا نعلم في في ذلك سنة ثابتة معينة عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن بما انها صلاة لها سبب فمن المناسب ان تشتمل خطبتها على مناسبتها من يشرح لي هذا واذا مرة اخرى بما انها صلاة لها سبب فمن المناسب ان تشتمل خطبتها على الكلام على شيء من تفاصيل اسباب بها. نعم نعم له اسباب نعم احسنت جميل هذا هو هذا هو المقصود احسنت استاذ فهد. فاذا من المستحب ان تشتمل خطبتها على شيء من مناسبتها. ومن المعلوم ان ان مناسبة الصلاة تأخر المطر. فتأخر المطر جعل الله له جملا من الاسباب. منها كثرة الذنوب والتقحم فيها ومنها كذلك ظلم العباد. واكل حقوق الناس بالباطل ومنع الزكاة. فمن المناسب ان يتكلم الخطيب عن هذا الموضوعات ويتكلم عن تقصير الناس في حقوق الله وفي حقوق خلقه. ويأمر الناس بالتوبة ويكثر فيها من الاستغفار والامر به ويكثر فيها من قراءة الايات الدالة على الامر بالاستغفار. وكذلك يأمر الناس بالخروج من مظالم العباد ورد الحقوق الى وارجاع الامانات الى اهلها وصلة الارحام وغيرها من الامور التي هي حقيقة سبب تأخر نزول المطر ومن المسائل ايضا في هذا الباب ما السنة بعد الفراغ من خطبتها الجواب السنة بعد الفراغ من خطبتها ان يكثر الخطيب فيها من الدعاء المجهول به والذي يؤمن عليه المأموم ما الحكم اذا كثرت الامطار في البلد وخيف من ضررها على المال والزروع او والبيوت الجواب السنة في ذلك ان يبتهلوا الى الله عز وجل ان يصرف هذا السحاب عنهم الى اطراف البلد ثم بعد ذلك يلتفت الخطيب الى القبلة ويحول رداءه وكذلك المأمومون في اصح القولين كما سيأتي. ويكثر كل وقت واحد منهم بالدعاء فيما بينه وبين وبين نفسه. ويفعلون ذلك سواء اكانت الخطبة قبل الصلاة او او بعدها ففي سنن ابي داود ان النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من خطبة صلاة الاستسقاء قالت فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه يدعو فلم بل يرفعهما حتى رؤي بياض ابطيه اي من شدة الرفع. ثم حول الى الناس ظهره وقلب وهو رافع يديه ثم اقبل على الناس فصلى ركعتين. وفي الصحيحين من حديثه عبد الله ابن زيد ان النبي صلى الله عليه وسلم توجه الى القبلة يدعو وقلب رداءه الحديث بتمامه هذا هو المشروع. فيستحب بعد الخطبة الدعاءان. الدعاء المجهول به من قبل الامام والذي يؤمن عليه جميعا والدعاء فيما بين المصلي وبين نفسه ومن المسائل ايضا من السنة ان يحول الامام والمأمومون ارضيتهم. فيجب جزءها الايمن على الكتف الايسر وجزءها الايسر على الكتف الايمن. وهذا التحويل ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم كما في حديث عائشة الذي ذكرته قبل قليل وقصة التحويل ايضا في الصحيحين من حديث عبد الله ابن زيد رضي الله تعالى عنه قال ثم قال بل داءه وتوجه الى القبلة وتوجه الى القبلة يدعو فان قلت اويحول المأمومون ارضيتهم ايضا؟ الجواب فيه خلاف بين اهل العلم والقول الصحيح نعم هذا سنة عامة في حق الامام والمأمومون. فان قلت انه لم ينقل في الاحاديث ان الصحابة وقد كانوا مأمومين قد حولوا ارديتهم وانما الراوي ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي حول رداءه. فنقول اننا لا نحتاج الى نقل في هذه المسألة. لان ان الاصل في افعال النبي صلى الله عليه وسلم انها على التشريع. فمن ادعى ان فعلا من افعاله يخصه فانه مطالب بالدليل الدال على هذا التخصيص. لان الاصل في التشريع التعميم والاصل في الخصائص عدم ثبوتها الا بدليل ولان المتقرر عند العلماء ان كل حكم ثبت في حقه صلى الله عليه وسلم واكمل يا فهد فانه يثبت في حق الامة تبعا الا بدليل الاختصاص ولاننا لما نظرنا الى الحكمة من هذا التحويل وجدناها عامة. فيعم الحكم غيره لعموم فان قلت وما العلة من هذا التحويل حتى ننظر اهي عامة ام خاصة؟ فنقول ان الحكمة فمن ذلك هي التفاؤل بتغيير الحال وتبديلها. وفي وفي سنن البيهقي من مرسل ابي جعفر الباقر. رحمه الله تعالى قال ثم حول رداءه ليتحول القحط فلما كانت علة هذا التحويل عامة جعلنا التحويل مشروعا في حقه وفي حق جميع المأمومين لان كل واحد منهم يحتاج الى تبديل الحال وتحويلها. فان قلت وهل عموم العلة يقتضي عموم الحكم؟ فنقول نعم بدليل قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله ما العلة في الامر بترك البيع والسعي الى الصلاة؟ ها خوف التشاغل عنها بالبيع والشراء وقد وجبت اقامتها. طيب اويصلح ان يستدل بهذا النص الوارد في الجمعة على من باع واشترى وصلاة الظهر قد اقيمت؟ الجواب نعم. وعلى من باع واشترى وصلاة العصر قد اقيمت؟ الجواب نعم. كيف عممت الحكم مع ان النص وارد في الجمعة؟ فنقول لان المقصود من ترك البيع هو حرمة التشاغل عن الفريضة. وهذا يدخل فيه جميع الفرائض الخمس التي فرظ الله عز وجل على العباد شهور وحرم كل وسيلة تفظي الى التشاغل عنها. هذا يسمونه عموم الحكم بعموم العلة وهو مبحث من باحث الاصوليين رحمهم الله تعالى طال حوله الجدل ولكن الصحيح ان العلة المنصوص عليها اذا كانت عامة ولفظ الحكم خاص فان الحكم يعم مع خصوص لفظه لعموم علته. ولعل هذا في موضع اخر ان شاء الله عز وجل ومن المسائل ايضا ان قلت وكم ركعات صلاة الاستسقاء؟ فنقول اجمع العلماء على انها ركعتان اثرا ونظرا. اما من الاثر فلقول عائشة قالت ثم نزل فصلى ركعتين ثم صلى ركعتين وفي الصحيحين من حديث عبدالله بن زيد قال ثم توجه الى القبلة يدعو وحول رداءه ثم نزل فصلى ركعتين جهر في بالقراءة وقد اجمع العلماء على ذلك واما من النظر فلان المتقرر عندنا في صلاة الاستسقاء انها كصفة قلناها في الدرس الماظي انها كصفة صلاة العيد زمانا مكانا وصفة لقول ابن عباس فصلى ركعتين كما يصلي في العيد. وهذا لا نطيل الوقوف عنده. فان قلت وكم عدد تكبيراتها الجواب تكبيراتها في الركعة الاولى والثانية كالتكبيرات تماما في صلاة العيد سبع في الاولى وخمسون في الاخرى والقراءة بعدهما كلتيهما فان قلت وما السنة ان يقرأ الامام في صلاة الاستسقاء فنقول ان عندنا قاعدة تقررت وهي ان السنة في صفة صلاة الاستسقاء ان يسن بها سنة صلاة العيد. فالسنة التي يقرأ بها الامام في صلاة العيد هي عينها السنة التي ينبغي لامام صلاة الاستسقاء ان يقرأ بها. وقد بينا في باب العيد ان القراءة فيها على وجهين. اما ان يقرأ سبح والغاشي لما في صحيح مسلم من حديث سلمان رضي الله عنه ومضى ذكره واما ان يقرأ فيها قاف واقتربت لما في صحيح مسلم من حديث ابي واقد الليثي رضي الله عنه وسبق ذكر الحديثين في في باب صلاة العيدين وان قرأ غيرهما فلا حرج. في قول عامة اهل العلم رحمهم الله تعالى ومن المسائل ايضا ان قلت اويقرأ فيها سرا ام جهرا فنقول يقرأ فيها جهرا بدليل الاثر والنظر. اما من الاثر فلقولي عبدالله بن زيد في الصحيحين قال ثم توجه الى القبلة يدعو وحول رداءه ثم صلى ركعتين جهرا فيهما بالقراءة. واما من النظر فلان صلاة الاستسقاء يسن بها سنة صلاة العيد. والسنة في صلاة العيد ان يقرأ فيها الامام جهرا فكذلك صلاة الاستسقاء ولان كل صلاة عارضة قلناها سابقا ولان كل صلاة عارضة يشرع لها اجتماع الناس في السنة فيها ان يقرأ الانسان جهرا. كصلاة الجمعة تعرض وفي الاسبوع مرة ويسن عندها فيها الاجتماع الكثير فيجهر بها. صلاة الكسوف صلاة العيدين صلاة الاستسقاء كذلك فان قلت اوليست هي صلاة نهارية؟ والقاعدة المتقررة في صلاة النهارية انه لا يجهر فيها فنقول نعم ولكن هذا الاصل فيه مستثنى وهو الصلاة العامة التي يجتمع يجتمع فيها اهل البلد فان السنة ان يجهر الانسان فيها حتى ولو كانت نهارية. واذا ثبت النص فلا ولا فلا قياس ولا رأي ولا اجتهاد ومن المسائل ايضا ان قلت وهل ثمة ادعية ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم يستحب ان يقولها الامام في دعائه الجهري او الذي يخافت به؟ الجواب نعم لقد ثبتت جمل من الادعية عنه صلى الله عليه وسلم ينبغي حفظها من ذلك ما في الصحيحين من حديث انس رضي الله عنه في قصة الرجل الذي دخل فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا وانقطعت السبل فادعوا الله يغيثنا. قال فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه ثم قال الله اللهم اغثنا اللهم اغثنا اللهم اغثنا. هذا نوع وثمة وجه اخر وثمة ثمة وجه اخر وهو ما في مستخرج ابي نعيم على صحيح الامام مسلم من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه قال دعا النبي صلى الله عليه وسلم في الاستسقاء فقال اللهم فجللنا سحابا كثيفا قصيفا دلوقا ضحوكا تمطرنا به رذاذ قط قطا سجلا يا ذا الجلال والاكرام. من اعظم انواع الدعاء ومنها كذلك ما ثبت في سنن ابي داود باسناد جيد من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا في الاستسقاء فقال الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين. لا اله الا الله يفعل ما يريد. اللهم انت الله لا اله الا انت انت الغني ونحن الفقراء. انزل علينا الغيث واجعل ما انزلت قوة على طاعتك وبلاغا وبلاغا الى حين وبلاغا الى حين. ومن جملة ذلك ايضا ان يقول الانسان وقد وقد ورد في مستدرك الامام الحاكم من حديث ابي هريرة ان يقول اللهم انا خلق من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك. وكذلك ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم اسقنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا عاجلا طبقا غير رائف. وباي صيغة دعا بما الحال اجزأه لان المتقرر عند العلماء ان الاصل في الادعية الحل الا بما خالف الشرع فلا يطلب في لفظ الدعاء ان يكون متفقا مع ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم بل الباب في الدعاء مفتوح ولله الله وانتم موقنون بالاجابة. لا تقل والله انا سادعو واجرب. او تدعو والله يعلم من قلبك ارتال ارتال يأس والقنوط من رحمته وروحه. الا يستجيب الله عز وجل لك. ويعجبني في ذلك قصة عن الشيخ عبدالرحمن ولكن لا يجوز لك ان تدعو بشيء مخالف للشرع. وهذا من جملة الفروق بين باب الاذكار. وباب الدعاء فان القاعدة في الاذكار انها على التوقيف فلا تخترع ذكرا ثم تأمر الناس ان يذكروا الله به. فباب الاذكار مبني على التوقيف. ولذلك انا الوم بعض طلبة العلم ان يخترع ذكرا فيجربه فيتحقق مقصوده الذي يريد بالذكر ثم يبدأ يبثه بين الناس ولذلك فالقاعدة المتقررة عندنا ان الاذكار لا تثبت بالتجارب. الاذكار لا تثبت بالتجارب كقول الانسان وقد انتشرت مقاطعه يقول هذا الذكر استغفر الله العلي العظيم الذي لا اله الا هو الحي القيوم واتوب اليه عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته اما اوله فقد ورد. وقد اختلف العلماء في صحته واقل احواله انه لا بأس به. لكن عدد خلقه ورضا نفسه هذه ثبتت في صحيحه الامام مسلم من حديث جويرية في ذكر اخر وانت دمجت بين ذكرين واخترعت من الذكرين ذكرا واحدا فهذا احداث وابتداع في دين الله عز وجل ما لم يكن منه. فباب الاذكار باب توقيفي لا يجوز ان يخترع الانسان ذكرا من عند نفسه بل لا بد من دليل. واما باب الادعية ولله الحمد والمنة فمبناه على فمبناه على الحل. والاباحة فلك ان تدعو في صلاتك فرضا ونفلا وفي اوقات الدعاء. وفي الصلوات العارضة وغيرها. بما فتح الله عز وجل عليك من الدعاء في طوافك بما فتح الله عليك في سعيك بما فتح الله عليك في سجودك بما فتح الله عليك لرمي جمرات ايام التشريق الاولى والثانية. يشرع فيها الدعاء ولا لا؟ فتدعو بما يفتح الله عليك لكن احذر من ان الفاظ دعائك مشتملة على شيء من المخالفات الشرعية فاذا الدعاء ما نطالب ما نطلب فيه دليل. لكن ومع القول بان الاصل فيه الحل والاباحة الا انه كلما كانت الفاظ دعائك متفقة من يكمل مع الفاظ دعاء الشارع كلما كان اكمل وابعد عن دخول الهنات التي قد لا تتصورها انت في دعائك لعدم استحضار لوازمها فاذا موافقة الفاظ الشارع في الدعاء افضل واكمل. لكن ليست اوجب. فلك ان تدعو بما يفتح الله عليك وبما ان صلاة الاستسقاء فيها دعاء والدعاء هو اصل تشريعها. فلا بد ان نتعرف على شيء من جمل اداب الدعاء من جمل اداب الدعاء من جمل اداب الدعاء وانتم تعرفونها ولا تخفى على شريف علمكم ولكن من باب المذاكرة ولتكن في مسألة خاصة. ان قيل لك اذكر لنا شيئا من اداب الدعاء فنقول لقد دلت الادلة على ان الدعاء يستجاب اذا تأدب الانسان بادابه وحقق شروطه واجتنب موانعه فمن ذلك صحة العقيدة. فان الدعاء اذا صدر من قلب صحيح العقيدة فانه احرى للاستجابة ومن ذلك ايضا ان يستجيب العبد لامر الله المتظمن فعل ما امر وترك ما نهى عنه لان الجزاء من جنس العمل. فاذا استجبنا لامر الله استجاب الله عز وجل لدعائنا. وعلى ذلك قول الله عز وجل واذا سألك كعبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعاني ثم اعطانا سببا عظيما من اسباب الاستجابة وهي قوله اكملوا الاية فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي فليستجيبوا هذا الاستجابة لامر الله. اذا اردت ان يستجيب الله لك في دعائك ويجعلك من اصحاب الدعاء المستجاب فاعظم الاستجابة لامره بفعل ما امرك به واجتناب ما نهى عنه ما نهاك عنه وزجرك ومنها كذلك السلامة من الكبر والتعالي. فيدعو الانسان بقلب خاشع متبذل متذلل متضرع منطرح عند عتبة باب الكريم معترف بعظيم فضله وشدة فقره الى ربه عز وجل اذا علم الله عز وجل من قلب الداعي هذه المعاني العظيمة استجاب دعاءه. واما ان يدعو العبد ربه في حالة يستشعر فيها استغناء عما يدعوه به او تعاليا وكبرا وغطرسة وعدم افتقار فان الله عز وجل في الاعم الاغلب لا يستجيب لهذا لا يستجيب لصاحب هذا لهذا القلب ومنها كذلك وعي القلب لما يقوله اللسان وينطق به فينبغي ان يكون الدعاء صابرا من قلب واع لا غافل ولا لاهي. ففي الحديث ان الله ليس دعاء احدكم. عفوا في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ادعوا ربكم وانتم موقنون بالاجابة فان الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل له. او كما قال صلى الله عليه وسلم فكلما توافق نطق القلب مع نطق اللسان كلما كان ادعى للاستجابة فاحرصوا بارك الله فيكم على ذلك ابن سعدي تعرفونها تعرفونها؟ انه لما كانت ليلة ليلة الاستسقاء يعني الليلة اللي بيصبحون فيها على صلاة الاستسقاء صار الناس يصلحون معابير مياه مياههم في سطوحهم. يعني يفتحونه مسددة وذلك من باب كمال لليقين بان الله غدا سيجيب دعاءه. سيجيب دعاءهم ومنها كذلك عدم الاستعجال في الاستجابة فان الاستعجال في الدعاء من موانع الاستجابة كما قال صلى الله عليه وسلم ان الله عز وجل ليستجيب لاحدكم ما لم يدعو باثم او قطع رحم ما لم يستعجل قالوا وكيف الاستعجال يا رسول الله؟ قال ان يقول قد دعوت ودعوت ولم ارى يستجب لي فيستحسر ذلك ويدع ويدع الدعاء. هذا هو الاستعجال ومنها كذلك طيب المطعم والمشرب كما قال صلى الله عليه وسلم ان الله تبارك وتعالى طيب لا يقبل الا طيبا. الى ان قال ثم الرجل يطيل السفر اشعث اغبر يمد يمد يديه الى السماء يا رب يا رب يعني فيه الحاح قال ومطعمه حرام ومشربه حرام وغذي بالحرام. او قال وملبسه حرام وغذي بالحرام فانى يستجاب فانى يستجاب لذلك ولما جاء سعد بن ابي وقاص يقول يا رسول الله ادع الله ان يجعلني مجاب الدعوة. قال يا سعد اطب مطعمك تكن مجاب الدعوة ومنها كذلك ان يتحرى اوقات الاجابة الثابتة بالادلة كاخر ساعة من يوم الجمعة وثلث الليل الاخر وادبار الصلوات وبين الاذان والاقامة وعند نزول الامطار وغيرها مما ثبتت به الادلة انها من ساعات الاستجابة ومنها كذلك ان يبدأ دعاءه بالحمدلة والثناء على الله عز وجل بما هو اهله ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم لما روى الثلاثة وصححه ابن حبان من حديث فضالة ابن عبيد رضي الله عنهم. قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته ولم يحمد الله تعالى ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال عجل هذا ثم دعاه فقال اذا صلى احدكم فليبدأ بتحميد ربه عز وجل والثناء عليه المقصود بالصلاة هنا الدعاء. معنى اللغوي لا الشرع. اذا صلى احدكم فليبدأ بتحميد ربه عز وجل والثناء عليه ثم ليصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء. او كما قال صلى الله عليه وسلم. ومن الاداب احسان الظن بالله عز وجل حال الدعاء. احسان الظن حال الدعاء واننا نسمع بعض الغرائب والعبارات التي تصدر من افواه اناس لا خلاق لهم. من انه اذا كان في يوم الاستسقاء قزع من تحابي ثم دعا الناس وذهب السحاب ماذا يقولون؟ ليتناق مفتكين وهذا سوء ظن بالله عز وجل سوء ظن بالله تبارك وتعالى ومنها كذلك عدم تعليق الدعاء بالمشيئة وهو ادب عظيم من الاداب الواجبة في الدعاء فلا تقل الله اللهم اغثنا ان شئت. اللهم انزل علينا المطر ان شئت. هذا خطأ عظيم. يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه لا يقولن احدكم اللهم اغفر لي ان شئت اللهم ارحمني ان شئت. اللهم ارزقني ان شئت. وليعظم الرغبة فان الله لا مكره له. وفي رواية اخرى فان الله لا يتعاظمه شيء اعطاه. ولان قرن الدعاء بالمشيئة مشعر بعدم عظم الافتقار وقوة الالحاح في المطلوب والله عز وجل يحب كثرة الالحاح وعظم الافتقار الصادر من العبد حال الدعاء ومنها كذلك الالحاح على الله. وتكرار الدعاء وعدم الملل. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا دعا الله عز وجل دعاه دعاه ثلاثا. فاذا تأدبنا بهذه الاداب في دعاء الاستسقاء وفي غيره من من الادعية من خيري الدنيا من ادعية خيري الدنيا والاخرة فان الله عز وجل هو مجيب الدعوات. وهو قاضي الحاجات اللغفات ومن المسائل ايضا ما حكم التوسل في الدعاء بالاعمال الصالحة؟ ما حكم التوسل انتهى الوقت؟ في الدعاء بالاعمال الصالحة. كأن يقول اللهم بصلاتنا اغثنا. اللهم ببرنا والدينا ارحمنا. اللهم بمحبتنا لك ولنبيك صلى الله عليه وسلم. انزل علينا الغيث الجواب لا بأس بذلك في قول عامة اهل السنة والجماعة. وقد ثبت ذلك بالقرآن والسنة. اما من القرآن فقول الله عز وجل عن عباد الله الصالحين. ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان امنوا بربكم فامنا. ربنا فاغفر اي بايماننا اغفر والايمان عمل صالح. وفي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قصة ثلاثة النفر الذين اواهم المبيت الى غار. فانطبقت عليهم الصخرة والحديث طويل. لكن خلاصته ان الاول ان الجميع توسلوا باعمالهم الصالحة. فالاول توسل الى الله ببره بوالديه فانفرجت الصخرة شيئا والثاني توسل الى الله بمراقبته وخوفه وابتعاده عن مواقعة الفاحشة خوفا من الله فانفرجت شيئا. والثالث توسل الى الله باماناته ورد الحقوق الى اهلها فانفرجت الصخرة وخرجوا يمشون في الشمس. فان قلت هذا شرع من قبلنا نقول شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخه في شرعنا يكفي فيه ان النبي صلى الله عليه وسلم حكاه حكاية المقر له. والمادح لفاعله والاقرار دليل الجواز ولا نعلم خلافا بين اهل السنة بالتوسل بالاعمال الصالحة. مسألة فان قلت وما حكم مسح الوجه باليدين بعد هذا الدعاء في او غيرها؟ الجواب فيه خلاف بين اهل العلم والاقرب عندي عدم مشروعيته اذ لم يرد بطريق صحيح او نقل معتمد. وهذا المسح انما يقصد العبد به التعبد لله عز وجل. واصل الاصل في العبادات توقيف ولم يصح وخذوها مني قاعدة حديثية كل حديث في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء فلا يصح كل حديث في مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء فلا يصح. مسألة وهي واقعة عند ما الحكم اذا نزل الغيث قبل الخروج للصلاة؟ ما الحكم اذا نزل المطر قبل الخروج الى الصلاة الجواب المتقرر عند العلماء في قواعد الاصول عند الائمة الفحول ان الحكم يدور مع علته وجودا وعدما فاذا انزل الله عز وجل الغيث فقد انكشفت العلة التي من اجلها شرعت الصلاة. فحينئذ ان خرجوا الى المصلى يحمدون الله عز وجل ويشكرونه. فلا بأس فقد تأذن الله عز وجل الشاكرين بالمزيد قال عز وجل لئن شكرتم لازيدنكم. وان بقوا في بيوتهم فلا حرج. هذا هو هذا هو الشرعي لكن لو سألنا سائل وقال لو كانت البلاد كبيرة وامر امام المسلمين فيها بصلاة اسقاط فالامر يكون عاما في جميع منطقة نفوذه واجزاء بلاده اليس كذلك؟ طيب. اويخرج لصلاة استسقاء البلاد الذي البلاد التي نزل على اهلها الغيث في اطرافها. كبعض المناطق الشمالية الان في المملكة غدا يصلون الاستسقاء ولا ما يصلون الجواب نعم يصلون ويدعون لاخوانهم من اهل المناطق التي قحطت السماء في حقهم. لان من طبع المؤمن ان ولاخوانه ان يكشف الله عز وجل عنهم الضرورة والضرر والكرب. فاذا خرج اهل المناطق المنطورة في البلد الواحد الذي امر ولي الامر فيه بالصلاة. فانهم يخرجون لا للدعاء لا لانفسهم وان ما ليحمد الله عز وجل ويشكروه على ما اصابهم وانزل عليهم من الغيث. يدعون لاخوانهم ممن لم ينزل عليهم المطر ومن المسائل ما السنة اذا رأى الانسان المطر؟ وما الذكر الوارد فيه؟ الجواب اما الذكر الوارد فيه فعلى وجهين من السنة. الوجه الاول ما ثبت في الصحيحين. من حديث زيد ابن خالد الجهني قال مطرنا بفضل الله ورحمته. والوجه الثاني ما ثبت في صحيح الامام مسلم. من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى المطر قال اللهم صيبا نافعا وان قالوا غير ذلك من عبارات العبارات العامة المناسبة للحالة كعبارات الشكر والحمدلة فلا بأس به لمناسبة الحال يشرع ان يصيب كشيء من المطر. فان تحسر عن رأسك مثلا او تحسر عن من المطر وانما السنة الثابتة ان يصيب بدنك انت. يصيب بدنك انت والسنة في ذلك والمشروع في ذلك عدم الاجتهاد لان القضية قضية عبادة. القضية قضية عبادة اخر مسألة عندنا في هذا الباب او الى مواضع لا يتضررون بنزول المطر فيها. فان الرجل الذي قال هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله دخل الجمعة القادمة هو او غيره. فقال يا رسول الله هلكت الاموال وانقطعت السبل فادعوا الله ان يرفعها عنا قال فقال النبي فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم حوى لينا ولا علينا اللهم على الاكام والضراب ومنابت الشجر وبطون الاودية اي حول البلاد لا عليها وهذا من باب الادب مع الله انه لم يدعو الله عز وجل ان يصرف السحاب جملة وتفصيلا لان في هذا استغناء عن هذه النعمة لكن المفسدة او الضرر يدفع بقدره. بمعنى ان الذي ضركم هو نزوله على بلادكم او على بنيانكم او زروعكم يصرف الله عز وجل سحابه الى ما حول البنيان. على بطون الاودية ومجتمعات المياه الكبيرة ومنابت الشجر لينتفع بها الشجر والارض انا قلت اخر مسألة طيب تبونها اخر مسألة ولا نختم هذي اللي عندي جاءت في الذهن وهي مسألة فيما مسألة فيما اذا هبت الريح فمل المشروع قوله؟ الجواب مشروع للانسان ان يسأل الله عز وجل من خيرها وخير ما ارسلت اليه وان يستعيذ بالله عز وجل من شرها وشر ما ارسلت اليه كما ثبت بذلك الحديث. ويدع الانسان الكلام الذي لا ينبغي من سب او نسبة لهذه الريح لنوء من الانواء او خروج نجم او اختفائه فعليك بمثل هذه الاقوال التي فيها الخير والبركة حتى تتحقق مصالحها وتندفع مفاسدها وينبغي للانسان اذا اقبل السحاب الى بلاده ان يظهر عليه اثر الخوف للامن فتقول عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اقبل الغيم دخل ثم خرج وعرف ذلك في وجهه. يكثر يكترب صلى الله عليه وسلم فاذا نزل المطر سريعا وكانت تقول له عائشة لما يا رسول الله؟ قال وما يدريك يا عائشة؟ فان قوما رأوه فصار عذابهم. فتلا قول الله عز وجل فلما رأوه عن قوم عاد فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارظ ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم وفي معجم الامام الطبراني من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال ما هبت ريح قط الا جثا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركبتيه وقال اللهم اجعلها رحمة ولا تجعلها عذابا. فتلك الايات الكونية التي يرسلها الله قبل ان يعرف مقصود ارساله فيها لابد ان يظهر على الانسان الخوف لانه ربما يكون حتفه وهلاكه فيها وما يدريه وما يدريه عنا في ذهنه مسألة اخرى يتناقل الناس رسالة بمنع تسمية الغيث بالمطر. ويحذرون من تسمية الغيب بالمطر. فهل هذا صحيح ام خطأ الجواب هذا خطأ محض ولا وجه للصواب فيه. فان قلت ولماذا اقول لان المتقرر عند العلماء ان الالفاظ المشتركة في بعض المعاني متعددة المعاني يتحدد معناها المقصود بسياق لا بذاتها ما فهمتوها يعني مثلا تقول رأيت عينا جلس بين الطلاب في الدرس هل تقصد العين المائية تقصد العين الجاسوسة ولا لا تقول ذهبنا الى البرية فرأينا عينا تزخر تقصد فالعين هي العين بتركيبتها وذاتها. لكنك عرفت انها الجاسوسة بسياقها. وعرفت انها المائية بسياقها. فالمطر لا تحمل معنى العذاب الا اذا جاء في سياق العذاب. ولكن اذا جاء في سياق الرحمة كما ساسرده عليكم من الاحاديث الان. فهو رحمة الصحيحين من حديث ابي ايوب زيد ابن خالد الجهني قال مطرنا بفضل الله ورحمته ولم يقل اغثنا. وفي صحيح الامام من حديث عائشة كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رأى المطر قال السياق سياق رحمة وفي صحيح الامام البخاري من حديث انس رضي الله عنه قال اصابنا ونحن مع النبي صلى الله عليه وسلم مطر ولم يقل غيث وفي الصحيحين من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الاوسط من رمضان حتى اذا كانت ليلة احدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج فيها من اعتكافه قال من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الاواخر الى ان قال. قال اني رأيت تلك الليلة في تلك العشر ثم انسيتها ولقد رأيتني اسجد على ماء وطين في صبيحتها. قال ابو سعيد فمطرنا تلك الليلة. وفي رواية قال فمطرت السماء تلك الليلة فابصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جبهته اثر الماء والطين صبيحة احدى وعشرين فاذا لا ينبغي ان نعطي اللفظة المشتركة حكما بالنظر الى ذاتها وانما نعطيها حكما بالنظر الى سياقها فاذا ورد المطر في سياق العذاب فيفيد العذاب واذا ما ورد المطر في سياق الرحمة فهو رحمة. والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم السلام عليكم