الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين الوقت وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد بقي عندنا في مسائل الشفاعة مسألة نعنون لها بالطوائف التي انكرت الشفاعة وما ادلتها وكيف الجواب عنها فنقول وبالله التوفيق لقد انكر الخوارج والمعتزلة جملة من الشفاعات الثابتة بالادلة الصحيحة الصريحة واعظم الشفاعات التي انصب نفيهم لها شفاعة في اهل الكبائر بنوعيها سواء الشفاعة فيهم قبل دخول النار او الشفاعة فيهم بعد دخولها فهذه الشفاعة ينكرها الخوارج والمعتزلة ويقولون بان شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم التي ثبتت له في الاخرة تنقسم الى قسمين فقط الى الشفاعة العظمى وهذه لم ينكرها احد من الطوائف والى الشفاعة في رفعة الدرجات في الجنة يوم القيامة بل ان منهم من انكر الشفاعات كلها الا الشفاعة العظمى وقد استدلوا على هذا الانكار بجمل من الادلة الشبهة الاولى او الدليل الاول في قول الله عز وجل فما تنفعهم شفاعة الشافعي فهذا خبر عام عن اهل النار بان شفاعة الشافعين لا تنفعهم ومثله في الاستدلال ايضا نفي الشفاعة في قول الله عز وجل فما لنا من شافعين كذلك قول الله عز وجل لا بيع به ولا خلة ولا شفاعة فقالوا ان قوله عز وجل فما تنفعهم كفاعة الشافعي هذا لفظ عام يدخل فيه كل من دخل النار كذلك قوله فما لنا من شافعين نكرة في سياق النفي مؤكدة بمن وهذه من اقوى صيغ العموم بل وحكى جمع من الاصوليين ان النكرة ان النكرة في سياق النفي او النهي تفيد العموم اذا اكدت بمن فما لنا من دافعين وقد اختلفوا في افادة النكرة في سياق النفي والنهي للعموم اذا لم تؤكد بمنه لكن اذا اكدت بمن؟ فالجميع يقولون بانها تفيد العموم كذلك قوله لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة نكرة في سياق النفي فتعم هذه الايات التي استدلوا بها في هذا المقام واجاب العلماء عن ذلك بثلاثة اجوبة اجاب العلماء عن هذه لثلاثة اجوبة الجواب الاول ان هذه الايات انما هي في سياق الكفار ولا شأن لها بالمؤمنين فما تنفعهم اي ما تنفع الكفار قوله عز وجل فما لنا من شافعين هذا خطاب على لسان الكفار كذلك قوله ولا شفاعة ايضا هذا تحذير للكفار فهذه الايات انما خطب بها الكفار فلا يدخل فيها المؤمنون لثبوت الادلة الدال المثبتة للشفاعة وهذا من باب التفسير في السياق فانك لو رجعت الى سياق هذه الايات لوجدتها تتكلم عن الكفار كقول الله عز وجل ما سلككم في سقم وهم الكفار الى قوله وكنا نكذب بيوم الدين وهذا شأن الكفار ثم قال بعد ذلك فما تنفعهم؟ شفاعة الشافعين فهذا دليل على ان الخطاب ليس لاهل الايمان او او من معه اصل الايمان وانما الخطاب للكفار والشفاعات التي اثبتتها النصوص لا شأن للكفار بها وانما هي في اهل باهل الايمان وقد ذكرت لكم قاعدة في الدرس الماظي ان كل شفاعة منفية في القرآن فيخص بها الكفار هذا الجواب الاول الجواب الثاني وهو جواب صحيح ايضا انها تدل على انتفاء الشفاعة التي كانوا يظنونها هم في معبوداتهم التي يعبدونها من دون الله عز وجل فقد كان المشركون يشركون مع الله عز وجل الهة اخرى يرجون نفعها وشفاعتها وان تقربهم الى الله زلفى كما قال الله عز وجل ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى وقال الله عز وجل ويقولون هؤلاء دفعاؤنا شفعاؤنا عند الله والله عز وجل نفى هذه الشفاعة بهذه الايات فاذا قال الكفار يوم القيامة فما لنا من شافعين؟ اين اين هذه المعبودات التي كنا نعبدها؟ لم لم تأتي تشفع لنا ويؤكد هذا الجواب قول الله عز وجل وما نرى معكم شفعائكم الذين زعمتم انهم فيكم يعني من كنتم تزعمون انهم سيشفعون لكم اين هم الان؟ لماذا لا ينفعونكم بهذا المقصود الاعظم الذي من اجله اشركتم اشركتموهم مع الله عز وجل وكذلك قوله عز وجل فما تنفعهم شفاعة الشافعين اي الشفاعة التي كانوا يظنونها وكذلك لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة اي الشفاعة التي كانوا يظنونها وهذا جواب صحيح ايضا فاما ان نجعلها في الكفار واما ان نجعلها بالشفاعة التي كانوا يظنونها في معبوداتهم من دون الله عز وجل الجواب الثالث انها من العام المخصوص فجميع هذه الايات التي تنفي الشفاعة وردت بالفاظ عامة والادلة من السنة التي اثبتت جملا من الشفاعات يوم القيامة وردت في شفاعات خاصة فعندنا دليلان احدهما عام والاخر خاص والمتقرر عند العلماء انه لا تعارض بين عام وخاص لاننا خاصة مقدم على العامي فحين اذ قوله عز وجل فما تنفعهم شفاعة الشافعين عام في كل شفاعة الا فيما خصه النص وقوله عز وجل فما لنا من شافعين عام في كل شافع الا في من خصه النص وقوله عز وجل لا بيع فيه ولا خلة ولا جماعة عامة في كل تفاعى الا فيما خصه النصر وبهذه الاجوبة تنكشف الشبهة الاولى التي دندن حولها كثيرا فاما ان نحملها على على خصوص الكفار واما ان نحملها على خصوص الشفاعة التي كانوا يظنونها يوم القيامة في معبوداتهم واما ان نجعلها عامة ونجعل الادلة الاخرى خاصة ونبني العامة على الخاص الشبهة الثانية بقول الله عز وجل ولا يشفعون الا لمن ارتضى واستدل المعتزلة والخوارج بهذه الاية على نفي الشفاعة في اصحاب الكبائر يوم القيامة فان قلت وما وجه استدلالهم بها واقول قالوا ان الله تبارك وتعالى لا يرضى عن الكفار ولا عن الفساق ولا عن العصاة واهل الايمان اذا دخلوا يوم القيامة النار انما دخلوا بسبب فسقهم وضلالهم وكبيرتهم ومعاصيهم فكيف تقولون بان الشفاعة ستكون عن هؤلاء والله لا يرضى عنهم بتصريحه في قوله ولا يشفعون الا لمن ارتضى والفاسق لا يرضى الله عز وجل عنه والعاصي وصاحب الكبيرة لا يرضى الله عز وجل عنه كذا قالوا وفهموا هذه الاية واجاب اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى عن ذلك بقولهم ان المعنى الصحيح للاية هو نفي لوقوع الشفاعة الا بالرضا اي رضاه هو سبحانه واذنه كما قال ابن عباس والضحاك في قوله عز وجل الا لمن ارتضى اي لمن قال لا اله الا الله ويدل على ذلك ان الاية في الموحدين كما قال الله عز وجل لا يملكون الشفاعة الا من اتخذ عند الرحمن عهد قال المفسرون العهد المقصود به هنا هو قول لا اله الا الله فهذا دليل على ان اهل الايمان وان دخلوا النار فانهم لا يحرمون من مطلق الرضا لان معهم شيء من مقتضى لان معهم شيئا لان معهم شيئا من مقتضى فالله عز وجل يرضى عن الشفاعة فيهم لوجود لا اله الا الله معهم فيبين لك بهذا ان الرضا يوم القيامة قد يكون هو الرضا المطلق وهذا يوجب دخول الجنة ابتداء ولكن هناك مطلق الرضا وهذا قد لا يوجب دخول الجنة ابتداء اذا لم يغفر الله عز وجل لصاحب الكبير كبيرته لكن حتى وان دخل في النار فانه لا يدخلها وقد فقد مطلق رضا الله عز وجل عنه. بل يدخلها مع وجود مطلق رضا بسبب ما بقي معه من الايمان والتوحيد والاسلام فيكون دخوله في النار من باب تصفيته وتنقيته وتخليصه من هذه الشوائب وتكفيرها عنه فاذا خفت بشيء من العذاب وازداد رضا الله عز وجل بسبب ذهاب مقتضى عدم الرضا اذن حينئذ ربنا عز وجل في الشفاعة لانه ارتضى فهمتم هذا فهكذا يفهم اهل السنة والجماعة هذه الاية فالمقصود هو نفي وقوع الشفاعة الا بالرضا. واصحاب الكبائر لا يفقدون مطلق الرضا بل حتى وان دخلوا النار فيبقى عليهم مطلق الرضا بل ان دخولهم في النار يراد به تصفيتهم من موجب السخط وتنقيتهم من موجب الغضب فاذا نقوا وهذبوا زالت علة الغضب والسخط فيكمل الرضا عنهم فيؤذن لهم حينئذ بالخروج اما بالشفاعة او الانتهاء فترة العذاب واما من دخل النار وليس عليه مطلق الرضا فهذا لا يؤذن فيه بالشفاعة مطلقا وهم من عبد المجيد من رحت شوي وهم الكفار والمشركون والمنافقون فهؤلاء يدخلون النار حال كون الله لم يرض عنهم ولا مطلق الرضا فاذا صال صار الناس يوم القيامة ينقسمون الى ثلاثة اقسام بالنسبة للرضا وجودا وعدما من يرضى الله عز وجل عنه الرضا المطلق فهذا يدخل الجنة ابتداء ومن يفقد مطلق الرضا فهذا يدخل النار ابتداء ولا يخرج منها ولا يؤذن فيه بالشفاعة مطلقا واناس ليس لهم حظ من رضا الله الا بعضه فليس لهم حظ الا في مطلق الرضا فهؤلاء ان لم يغفر الله عز وجل لهم كبيرتهم قبل الدخول فانه لا بد من دخولهم باذن الله عز وجل ولكن مع دخولهم يبقى ان لهم عهدا عند الله عز وجل الا يخلدهم لوجود لا اله الا الله معهم اي لوجود مطلق الايمان والاسلام الموجب لمطلق الرضا من الله تبارك وتعالى فاذا هذبوا وصفوا ونقوا من هذه الشوائب والقاذورات اذن لهم حينئذ في الشفاعة في الشفاعة فيهم هكذا يفهم اهل السنة والجماعة هذه الاية ولعلكم فهمتموها الشبهة الرابعة استدل هؤلاء بقول الله تبارك وتعالى بقول الله تبارك وتعالى افمن حق عليه كلمة العذاب افانت تنقذ من في النار تدلوا بقول الله عز وجل افمن حق عليه كلمة العذاب افانت تنقذ من في النار قالوا فهي دليل على عدم خروج من في النار. وعدم قدرة احد على اخراجهم فاذا دخل اهل الكبائر يوم القيامة النار فلا قدرة لاحد على انقاذهم بنص هذه الاية فهمتم استدلاله الجواب من وجهين الوجه الاول انها في خصوص الكفار وليست في اهل التوحيد كما قاله الامام الطبري وغيره فان كلمة العذاب لا تحق الاحقاق المطلق الا على اهل الكفر الاكبر والشرك الاكبر والنفاق الاكبر والفسق الاكبر وليست في اهل الايمان اصلا وذلك لانك وذلك لان كلمة العذاب المقصودة في هذه الاية هي قول الله عز وجل لاملأن جهنم منك وممن تبعك منه اجمعين فهذه الكلمة لا تحق الاحقاق المطلق الا على من ليس معه اصل الايمان والاسلام ونزيد الجواب الاول وضوحا فنقول ان كلمة العذاب لها احقاقان الاحقاق المطلق ومطلق الاحقاق ولعلي اوصلها لكم ولا فهمتموها من اللي فاهمها ما شاء الله اه وهو المقصود بهذه الاية اذا نقول ان ان احقاق ان الاحقاق في كلمة العذاب ينقسم الى الى قسمين الى الاحقاق المطلق والى منطلق الاحقاق فنحمل الاية في قوله افمن حقت عليه كلمة العذاب على الاحقاق المطلق لا على مطلق الاحقاق فان قلت فان الله عز وجل قال افمن حقت واطلق وقد درسنا سابقا ان المطلق يجب بقاؤه على اطلاقه ولا يقيد الا بدليل. فلماذا حملتها على بعض افرادها واخرجت الفرد الاخر فنقول اخرجنا مطلق الاحقاق لثبوت الادلة على ان من دخل النار بمطلق الاحقاق انه ينقذ منها بالشفاعة ويبقى من دخلها بالاحقاق المطلق لا خروج له منها مطلقا. كلما خبت زادهم الله عز وجل فيها سعيرا لا يموتون فيها ولا يحيون وبهذا تنكشف شبهة هؤلاء وهناك جواب اخر انها محمولة على من كان دخوله في النار هو الدخول المطلق فهي محمولة على من كان دخوله في النار هو الدخول المطلق فمن كان فيها خالدا الخلود المطلق ممن حرمت عليه الجنة التحريم المطلق فهذا لا يمكن ان ينقذ منها ابد الابات. ولا دهر فاذا هي محمولة على من دخل في النار الدخول المطلق لا مطلق الدخول ومحمولة على من دخل النار بالاحقاق المطلق لا مطلق الاحقاق ومحمولة على من حرمت عليه الجنة التحريم المطلق لا مطلق التحريم ومحمولة على نعم فإذا هي محمولة على الكفار ممن ليس معهم اصل الايمان والاسلام جمعا بين الادلة الشرعية الواردة في هذه المسألة فاذا قوله عز وجل فمن حقت عليه كلمة العذاب يراد بها الاحقاق المطلق لا مطلق الاحقاق الشبهة التي بعدها قال المعتزلة وهو دليل عقلي عندهم قالوا لقد دلت الادلة الا ان العقوبة تستحق تستحق على طريقة الدوام فكيف يخرج الفاسق وصاحب الكبيرة من النار بالشفاعة يعني ان كل عقوبة ستكون يوم القيامة فمن طبيعتها الدوام والبقاء والاستمرار فكيف تقولون بان اصحاب الكبائر يعاقبون بعقوبة منقطعة كانهم يطالبون اهل السنة من اين اتيتم بقولكم ان هناك عقوبات في الاخرة منقطعة فان الادلة دلت على ان العقوبات دائمة ومستمرة كما قالوا واجاب اهل السنة والجماعة رحمهم الله بجوابه الجواب الاول بعدم التسليم وبيانه نحن لا نسلم لكم ايها المعتزلة ان العقوبات يوم القيامة تستحق الدوام والاستمرار وعدم الانقطاع هذا شيء اتيتم به من كيسكم العفن فهي شبهة اوردها الشيطان على قلوبكم فصدقتموها ولا حقيقة لها من الادلة بل الادلة دلت على ان هناك عقوبات في الاخرة منقطعة وذلك بعدة ادلة من باب التنفير لا من باب الحصى في صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي حقها الا احمي عليها يوم القيامة فيكوى بها وجهه جبينه وجنبه وظهره كلما بردت اعيد اعيدت حتى يرى سبيله اما الى جنة واما الى نار وما من صاحب ابل لا يؤدي حقها ثم ذكر عقوبته الى ان قال حتى يرى سبيله اما الى جنة واما الى نار وكذلك قال ما من صاحب غنم لا يؤدي حقها الا الا بطح لها بقاع قرقر تنطحه بقرونها وتطأه باظلافها كلما مضى عليه اخرها عاد عليه اولها في يوم كان مقداره خمسين الف سنة حتى يرى مصيره. اما الى جنة واما الى نار فهذه عقوبة دائمة ولا منقطعة؟ هذي عقوبة منقطعة. اذ لو كانت دائمة لما كان الغاية لها فائدة واقصد بالغاية هي قوله حتى فهذا دليل على ان هناك عقوبات في الاخرة منقطعة ومنها ايضا ما في الصحيحين من حديث اخر رجل يدخل الجنة ما قصة هذا الرجل انه بعد خروجه من انه كان بعد دخوله في النار يتمنى ان يخرج من النار هو لا يريد الجنة في اول الامر هو يريد فقط ان يتخلص من النار طيب خلصه الله عز وجل من النار اذا انقطع العذاب المطلق وبقي مطلق العذاب لانه يرى امامه النعيم الذي لا طاقة له على صبر الصبر عليه لكن لم يصله وهذا عذاب لكنه ليس كالعذاب السابق فهمتم ماذا فيبقى ما شاء الله ان يبقى فيقول اي ربي قدمني عند باب الجنة فقال ويلك يا ابن ادم اولم تعطي عهودك ومواثيقك الا تسأل غير ما اعطيت قال ربي لا اكون اشقى خلقك لا اسألك غيرها فيقدمه عند باب الجنة فتنفهق له الجنة ويرى اشجارها وانهارها ونعيمها فيسكت ما شاء الله ان يسكت ثم يقول اي ربي ادخلني الجنة. اذا هذه ثلاث عقوبات منقطعة اخرجه من النار فانقطعت العقوبة بها وصرف وجهه عنها فانقطعت عقوبته بها وادخله بعد ذلك الجنة وانقطعت عقوبته بحرمانه من النعيم اذا قول المعتزلة بان العقوبة من من خصائصها يوم القيامة عدم الانقطاع هذا ليس بصحيح بل في الصحيحين ايضا من حديث ابن عباس في قصة صاحب القبرين ومن مات قد حلت اخرته وقامت قيامته فاذا عقوبتهما من عقوبات الاخرة ترى اذا عذب انسان في قبره حتى وان كان اهل الدنيا لا يزالون في الدنيا فكل ما يصيب الانسان من العذاب والنكال بعد موته فهي من عقوبات الاخرة فمر النبي صلى الله عليه وسلم فمر النبي صلى الله عليه وسلم على هذين القبرين فقال انهما لا يعذبان وما يعذبان في كبير اما احدهما فكان لا يستتر من بوله. واما الاخر فكان يمشي بالنميمة. قال فدعا بجريدة رطبة وشقها نصفين فغرز على هذا واحدة وعلى هذا واحدة. فقالوا يا رسول الله لم فعلت هذا قال لعله ان يخفف عنهما ما لم يلبسا فدل ذلك على التخفيف والانقطاع وعلى ذلك قول اهل السنة ان عذاب القبر منه ما هو دائم ومنه ما هو منقطع ويدل على ذلك اكثر الاحاديث التي لا يؤمن بها المعتزلة. وهي احاديث الشفاعة في اخراج اصحاب الكبائر من النار في قول النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه وزن برة من خير هذا عذاب قطع هذا عذاب منقطع وقول النبي صلى الله عليه وسلم من مات من كان اخر كلامه من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة يوما من الدهر وان اصابه قبل ذلك ما اصاب وان اصابه قبل ذلك ما اصابه فاذا ما قاله المعتزلة من ان هناك عقوبات في الاخرة عفوا ما قاله المعتزلة والخوارج من ان العقوبات في الاخرة من خصائصها الدوام والاستمرار وعدم الانقطاع هذا شيء جاءوا به من عند من كيسهم ومن عقولهم المنتنة الا فالحق ان العقوبات يوم القيامة تنقسم الى الى قسمين لعقوبات دائمة على اصحابها لا تنقطع ابد الاباد وهي العقوبة التي تحل بمن تحل بالكافرين الكفر الاكبر والمشركين الشرك الاكبر والمنافقين النفاق الاكبر فما حل بهؤلاء من العقوبات فهو الذي من خصائصه الدوام والبقاء والاستمرار وهناك عقوبات منقطعة وهي العقوبة التي تحل بمن معه اصل الايمان والاسلام وعليها ادلة اصحاب عليها ادلة الشفاعة في اصحاب الكبائر ولهم بعد ذلك ادلة عقلية عقلية اعرظت عن نقلها وعن كتابتها لانها اردى من ان يوقف عندها اصلا وكلها مبنية على شبهات جاءوا بها من عندهم هم. ولا براهين يعبدها. فهي مجرد دعاوى. فنعرض عن ذكرها من باب الاختصار هذه من اقوى ولكن ما ذكرته هي من اقوى شبههم هذا هو الجواب الاول واما الجواب الثاني فهو الجواب بالتسليم ان العقوبات في الاخرة من شأنها الدوام الا ما نص الدليل على انه منقطعون فنقول ايها المعتزلة سلمنا لكم جدلا بان العقوبات من خصائصها يوم القيامة الدوام والاستمرار. لكن هذا لا يؤخذ على اطلاقه ولا على عمومه بل لابد ان نجمع بين الادلة فهناك ادلة دلت على ان هناك من العقوبات ما هو منقطعون. وبناء على ذلك فنحن في في قولكم ان العقوبات لا تنقطع ولكننا نزيد على قولكم الا اذا دل دليل على انقطاعها وقد دل الدليل على ان العقوبات لاصحاب الكبائر يوم القيامة انها عقوبات منقطعة هذا هو الجواب الثاني والله اعلم وبذلك نكون قد انتهينا ولله الحمد من الكلام على ما يتعلق الشفاعة وننتقل الدرس القادم الى قطعة جديدة من كلام الامام الطحاوي واني اقسم بالله انها محظرة لكم اليوم وهي قوله رحمه الله والميثاق الذي اخذه الله تعالى على ادم وذريته حق ولكنني اجدني لا استطيع ان اواصل اكثر من هذا فلعل ما قيل فيه بركة والله اعلى واعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد