الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد مشغلين الخارجي ولا الداخل لا نزال في سياق الحديث عن كلام عن الكلام على الحوض. فيما اظن ولا لا واخذنا اخر مسألة ان قلت واين سيكون مكان الحوض يوم القيامة؟ وقلنا بان مكانه سيكون على الارض المبدلة. سيكون على الارض المبدلة اخذنا مسألة اكثر منها طيب نواصل باذن الله هذه المسائل فان قلت وكيف الجمع بين اختلاف الالفاظ الفاظ الروايات المحددة لمقداره باختلاف البلدان فاننا نجد ان النبي صلى الله عليه وسلم حددها في بعض الروايات بقوله كما بين جرباء واذرح من الشام ونجده في بعض الروايات حددها بقوله كما بين ايلة وصنعاء من اليمن فهل هذا من باب اختلاف التنوع ولا من باب اختلاف التضاد وما الحكمة من هذا الاختلاف في التحديد الجواب لا اختلاف بين ذلك ولله الحمد والمنة وذلك ان الادلة حددت الحوض بانه بان طوله شهر وعرضه شهر يعني بانه مربع فطوله كعرضه فاذا هذا هو التحديد العام الذي يفهمه كل احد ولكن من كمال بيان فصاحت الشارع وكمال بيانه وتبليغه للشرع وربما لا يفقه بعض الناس مسيرة الشهر فانتقل من التحديد العامي الى التحديد التعييني الخاص بالمنطقة التي يفقهها المخاطب فلما جاءه اناس يعرفون الشام ومواضعها حدد لهم بمدينتين في الشام حتى يتصوروا مسيرة الشهر فقال كما بين جرباء واذرح من الشام ولكن لما جاءه اهل اليمن كان من المناسب ان يحدد لهم مسافة الشهر بمدينتين او منطقتين يعرفونها. ويعرفون ان البعد بين فيما بينهما فقال صلى الله عليه وسلم كما بين اي لتوى وصنعاء من اليمن فاذا هذا التحديد يختلف باختلاف السائلين فلما سأله من يعرف الشام حدد له مسافة الحوض بمدينتين او منطقتين او قريتين من من قرى الشام ولما سأله اهل اليمن حدد لهم بمنطقتين يعرفها اهل اليمن ويعرفون تحديد المسافة بينهما لان من الناس من لو قلت له ان انني ابعد عنك مسافة خمسين كيلا لما تصور لكن لو قلت انني ابعد عنك كما تبعد الدلم عن حوطة بني تميم لتصور المسافة. اليس كذلك فهذا من باب بيان حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تفصيل دقائق ما قد يرد عليه شيء من الاجمال. وهذا من باب كمال البلاغ فاذا لا اشكال ولا تعارض في بين هذه الروايات ولله الحمد والمنة. ومن مسائل هذه القطعة ايضا اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في قوله صلى الله عليه وسلم انيته اي الحوض كنجوم السماء ما المقصود بتشبيه الانية بالنجوم؟ على قولين لاهل العلم رحمهم الله. فمن اهل العلم من قال اي في كثرته اي كما ان النجوم كثيرة لا حصر ولا عد لها. فكذلك الاواني التي تكون على اطراف الحيض الحوض على اطراف الحوض فانها تكون كثيرة كعدد نجوم السماء بينما ذهب فريق من اهل العلم الى ان المقصود التشبيه في الجمال والبهاء والروعة والاشراق. اي في الجمال والبهاء والروعة والاشراق. ولا تزال الشعراء تتغنى بجمال النجوم وروعتها واشراقها وبهائها فان قلت واي القولين ارجح؟ اقول كلاهما لان المتقرر عند العلماء ان اللفظ اذا فسر بتفسيرين لا تنافي بينهما فانه يحمل عليهما فقوله صلى الله عليه وسلم انيته كنجوم السماء اي في كثرتها وفي جمالها وبهائها وروعتها انا ترى ما حضرت لكم الا شوي كان عندي وحيد من العيال تعبان ما امداني احضر ومن مسائلها ايضا ان قيل لك هل الحوض قبل الصراط او بعده؟ هل الحوض قبل الصراط او بعده فنقول في ذلك خلاف بين اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى والجمهور على انه قبل قبل الصراط لان الاحاديث التي فيها صفة الحوض قد ذكرت ان اناسا يزادون عنه. ويدفعون عنه. ويؤخذ بهم الى وهذا انما يكون قبل قبل الصراط. لانه ليس بعد الصراط الا المحاص صف القنطرة ثم دخول ثم دخول الجنة فاذا هذا الذود وهذا الاخذ ذات اليمين وذات الشمال وهذا الطرد انما يكون قبل الصراط. فهذا دليل على ان الحوض الصراط في اصح قولي اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى ومن المسائل ايضا ان قيل لك هل الحوض قبل الميزان او بعده؟ هل الحوض قبل الميزان او بعده فنقول الجواب في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله تعالى والقول الاقرب انه قبل الميزان وهذا قول اكثر اهل السنة والجماعة رحمهم الله تعالى قال الامام القرطبي رحمه الله والمعنى يقتضي هذا فان الناس يخرجون من قبورهم عطاشى فاذا وافوا الموقف فانهم يحتاجون مع طول الوقوف الى ما به ذهاب ظمئهم واطفاء لهيب صدورهم وهذا مناسب لاكرام النبي صلى الله عليه وسلم وامته بهذا الحوظ العظيم الضخم انتهى كلامه رحمه الله فكأنه يقول قبل اخافتهم بعد خروجهم من قبورهم حفاة عراة غرلا قبل اخافتهم بالميزان والصراط ناسب ان يكرم الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وامته باطفاء ظمأ اكبادهم وطمأنة قلوبهم واطفاء لهيب صدورهم قبل الشروع في اكمال بقية هذه العروسات نسأل الله ان يعيننا واياكم عليها وقد ذهب وقد وقد وقد يسر بعض اهل العلم نظم ذلك بقوله حمص فالحاء عبارة عن الحوض والميم عبارة عن الميزان والصاد عبارة عن الصراط هكذا قالوا رحمهم الله. فهذا ارجح في ترتيب هذه العروسات فاول ما يمر الناس عليه بعد قبورهم هو الحوض. ثم بعد ذلك الميزان. ثم بعد ذلك تطاير صحف الاعمال ثم بعد ذلك الصراط ثم بعد ذلك القنطرة والمقاصة ثم بعد ذلك دخول الجنة نسأل الله ان يجعلني واياكم من اهل النجاة في الدنيا والاخرة ومن المسائل على هذه القطعة ايضا اعلم رحمك الله عز وجل ان الذود عن الحوض ينقسم الى قسمين الى ذود عام والى ذود خاص فالنبي صلى الله عليه وسلم والملائكة تذود عن الحوض نوعين من الذود فذود عام وذود خاص. فاما الذود العام فهو ذود من ليس من هذه الامة اصلا فمن كان من امة نوح او امة موسى او امة عيسى وابراهيم. او من غيرهم من الامم على انبيائهم افضل الصلاة وازكى التسليم فانهم يذادون عن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. يذادون عن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وذلك لان هذا الحوض من خصائص هذه الامة قد اكرم الله به هذه الامة بخصوصها فلا تشاركها امة من الامم. وهذا يدل عليه قول النبي صلى الله عليه وسلم فيذادون كما البعير الضال. يعني الذي ليس من القطيع. فهذا بعير جاء من قطيع اخر. يريد ان يشرب من مشرب قطيع فصار صاحب الذود يذوده. اذا جاء من امة اخرى فهذا هو الذود العام واما الذود الثاني فهو الذود الخاص وهو منحصر بذود المحدثين من هذه الامة. والمغيرين لشريعة نبيها صلى الله عليه وسلم. فالذود اصل هو ذود المبدلين المغيرين في الدين. وبرهانه قول النبي صلى الله عليه وسلم الا ليذادن عن حوض اناس اعرفهم ويعرفونني. فاقول اصيحابي اصيحابي فيقال انك لا تدري ما احدثوا بعدك. فاذا به طائفة من هذه الامة تزاد عن هذا الحوض. وسبب ذودها هو ما بيناه سابقا. في الدرس الماظي اسباب الذود عن الحوض وهو الاحداث الاحداث في الدين. وتغيير شريعة رب العالمين فان قلت وما حكمة الذود العام؟ مع ان من باب الاكرام ان تكرم غيرك بما يسره الله عز وجل لك من الخيرات والنعيم فانه لو جاء احد من امة اخرى او بلاد اخرى واستضافك واستضافك فان الشريعة تحبذ لك استضافته بل اوجبت عليك استضافته فهؤلاء الامم يخرجون عطاشى كامتنا. فاذا جاؤوا الى حوض نبينا صلى الله عليه وسلم. فلما يذادون مع شدة حاجتهم عظم خير هذه الامة وكثرة الماء. فما حكمة من فما الحكمة من الذود العام؟ الذود الخاص معروف الحكمة منه وهي ذو عقوبة ونكال جزاء وفاقا. كما انهم لم يشربوا من حوض رسول الله وسلم من متابعته فلن يشربوا من حوض يوم القيامة. لن يشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسي الا من شرب من حوضه المعنوي وهي متابعته صلى الله عليه وسلم ولكن ما الحكمة من الذود العام؟ لماذا لا يمكن افراد اولئك الامم؟ اولئك الامم من الشرب. والخير كثير والنعمة مغدقة لقد بحث العلماء رحمهم الله تعالى في الحكمة من ذلك فقالوا هناك حكمتان الحكمة الاولى انهم يذادون من باب تعظيم انبيائهم. اذ ان لكل نبي حوض اذ ان لكل نبي حوضا فيزاد هؤلاء حتى يرجعوا الى انبيائهم من باب احترام مقام النبوة حتى لا يخلو وحوظ نبي من وارد انتم معي في هذا؟ حتى لا يخلو حوض نبي من وارد. كما لو اننا وضعنا موائد متتابعة كل مائدة لبني فلان. فاكثر الناس المجيء لمائدة دون الموائد الاخرى فصار صاحب يقول لهم اذهبوا الى تلك الموائد ليس هذا من باب بخله وشحه او قلة كرمه وانما من باب احترام اصحاب الموائد الاخرى الا يجتمع الناس على مائدته فتنكسر خواطر اخوانه من المسلمين فهمتم هذا؟ مثال واضح؟ فاذا من باب اظهار فضل الانبياء ومن باب احترامه صلى الله عليه وسلم وتقديره ورفعة شأنه من اخوانه من الانبياء لا يرضى احد من اممهم من افراد اممهم ان يشرب من حوضه حتى لا يكتفي بالشرب من حوض من حوض اخيه النبي فيبقى بعض احواض الانبياء او بعض حياض الانبياء لا وارد لا وارد لها والحكمة الثانية اظهار فضل هذه الامة وانه ليس المقصود حرمان البقية وانما من باب اظهار شرف هذه الامة وفضلها وذلك كمن يصنع وليمة منقسمة الى قسمين. اما الوليمة التي في المقدمة فانه يخص بها من القوم والامرا والوجها والعلما. فلو ان احدا جلس في مكانهم ماذا يقول له؟ اذهب عن هذا المكان. عندك الولائم الاخرى من باب اظهار فضل هؤلاء وشرفهم واحترامهم وتقديرهم وبيان منزلتهم وهذا ليس قطعا للكرم وليس بخلا ولا شحا فاذا لا نفهم من منع النبي صلى الله عليه وسلم والملائكة افراد الامم الاخرى من الشرب فهما لا يليق بمقام النبي عليه الصلاة والسلام ولا بمقام الملائكة ولا بمقام الامة. فاذا صار الذود العام حكمته بيان فضلين. اما بيان فضل الانبياء واحترام فظيلتهم التي اختصهم الله بها واما لبيان شرف وفضل وعلو هذه الامة فتختص افضل الامم بافضل الاحوال الاخوة فتختص افضل الامم بافضل الاحواض واكملها واشرفها وارفعها كما قال صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة قال ليلني منكم اولو الاحلام والنهى ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم فاظهار فظل الانسان وتخصيصه بشيء من الاكرام دون غيره ليس هذا من باب التفريق المنهي عنه شرعا هذا شيء جاءت به الشريعة. بل حتى في الكلام لا ينبغي للمفضول ان يجلس مجلس الفاضل ولا ينبغي للمفضول ان يتكلم بين يدي الفاضل كما في حديث محيصة في قصة في قصة القسامة قال فذهب محيصة ليتكلم فقال له النبي صلى الله وسلم كبر كبر يريد السن. قال فتكلم حويصا ثم تكلم محيصة. اذا اظهار فضل صاحب الفضل سواء في حفظ مكانه ومكانته او تقديمه في الاطعام وتخصيصه بمكان على المائدة. كل ذلك لا حرج ولا بأس فيه من باب محافظة المحافظة على مكانته ومنزلته. ان تنازل هو وطابت نفسه وسمحت فله ذلك. لكن نحن ان نحفظ له مقامه ونحفظ له منزلته. فهمتم هذا يا اخوة؟ اتضحت؟ ومن المسائل ايضا لو قال انسان ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يرنا فكيف سيعرفنا يوم القيامة اننا من امته يدعونا او اننا لسنا من امته فيذودنا فانه يعرف اصحابه الذين مات وقد عرف وجوههم. لكن امته التي ستأتي بعد كيف سيعرفها؟ الجواب لا اشكال في ولله الحمد فانه ان خفيت عليه ملامح وجوهنا فسيعرفنا بالسيما. والمقصود بالسيما اي العلامة التي اختص بها افراد امة محمد صلى الله عليه وسلم دون سائر الامم. فان قلت وما غابغ السيما وما برهانها فاقول بياض في الجبين ومواضع الوضوء وبرهانها ما في الصحيحين. من حديث ابي هريرة رضي الله تعالى عنه. قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان امتي يدعون يوم القيامة غرا محجلين من اثار الوضوء فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل وفي الصحيح من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ايضا في رواية اخرى قالوا يا رسول الله وكيف تعرف لم يأت من امتك بعد. وكيف تعرف من لم يأت من امتك بعد؟ قال ارأيتم لو ان رجلا له خيل بيض بين ظهراني خيل دهم بهم افكان الرجل يعرف خيله؟ قالوا بلى يا رسول الله تعرف غيره. قال فانهم يأتونني يوم القيامة غرا محجلين من اثر الوضوء. فاذا هذه الامة يعرفها النبي صلى الله عليه وسلم بالسيما وقد سئل ابن تيمية رحمه الله تعالى عن من لا يتوضأ ولا يصلي قال لا يكون من هذه الامة ويذاد به ويزاد عن حوضها لانه الان احدث في الدين احداثا اوجب له الردة اذا كان لا يتوضأ ولا يصلي فيكون تائها بين الامم لا يدري الى اي امة ينتسب يا ربي رحمتك وحفظك. فاذا يعرفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه السيمة. فان قلت وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم فمن استطاع منكم ان يطيل غرته فليفعل. فنقول اولا قد اختلف قادوا والمحدثون في هذه اللفظة اتصح مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم؟ ام انها مدرجة من كلام ابي هريرة رضي الله عنه وقد رجح ابو العباس هزبر الامة ابن تيمية رحمه الله تعالى انها مدرجة من كلام ابي هريرة رضي الله عنه فاذا ليست هي من قول النبي صلى الله عليه وسلم وانما هي مدرجة من قوله من قول ابي هريرة رضي الله تعالى عنه وارضاه وقد اختلف العلماء في تفسيرها فمنهم من قال المقصود باطالة الغرة اي ان البياض الذي سيكون في يدك من اطراف اصابعك الى مرفقك هذا موضع الوضوء يستحب لك ان تطيله الى منتصف العضد لانك كلما رفعت مقدار العضو المغسول كلما زاد نورك وحليتك فان مواضع الوضوء يكرمها الله بالنور والحلية. اما النور فقد سبق دليله واما الحلية ففي صحيح الامام مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء وهذا التفسير عليه ابو هريرة رضي الله تعالى عنه. فقد كان يغسل يديه حتى يشرع في عضديه. وكان يغسل قدميه الى بانصاف ساقيه. ويحدث بهذا الحديث ويفسر اطالة الغرة اطالة موضع الغسل بينما خالفه في ذلك جمع من الصحابة. بل وعلى رأس المخالفين له رسول الله صلى الله عليه وسلم فان جميع من يكمل الواصفين لي وضوئه. صلى الله عليه وسلم ذكروا انه كان يغسل يديه الى المرفقين قدميه الى ورجليه الى الكعبين ولا يحفظ عنه مرة واحدة. صلى الله عليه وسلم انه تجاوز المرفق الى العضد. او تجاوز الكعبة الى لا يحفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه تجاوز ذلك. ولذلك فالقول الصحيح ان قوله فمن استطاع ان منكم ان يطيل غرته فليفعل مع انه من قول ابي هريرة ولكن الاطالة هنا تبقى لفظا مجملا نرجع في بيانها الى ماذا؟ الى فعل النبي صلى الله عليه وسلم فتكون الاطالة الى الموضع المحدد شرعا وهو المرفقان في غسل اليدين والكعبان في غسل القدمين واختار هذا القول ابو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وهو اصح الاقوال ان شاء الله في هذه المسألة فان قلت اولا يستشف من هذا؟ ان الوضوء من خصائص هذه الامة لان الاثر ترتب على الوضوء من خصائصها وهي السيما. فيكون الوضوء ايضا من خصائصها واختار ذلك القول ابو العباس رحمه الله تعالى. فقال والوضوء من خصائص هذه الامة ولكن هذا في الحقيقة فيه نظر لان الذي يعتبر خصيصة للامة انما هو الاثر. لا ذات الوضوء. واما مسمى الوضوء فقد كان معروفا في الامم الماضية. كما في الصحيح من حديث سارة لما دخلت على هي وابراهيم على ذلك الملك الظالم الغاشم الذي لا يسمع بامرأة جميلة ويختصها لنفسه. قال فإقترب منها فتوضأت وصلت. فتوضأت وصلت. وفي الأثر وفي الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا وضوئي ووضوء الانبياء قبلي فمن زاد او استزاد فقد اساء وتعدى وظلم. وكذلك جريج لما حصل له ما حصل من الاتهام بالفاحشة وهدموا صومعته التي يتعبد فيها وارادوا قتله قال ائتوني بالغلام فجاءوا بالغلام فقام فتوضأ وصلى ركعتين ثم نخس الغلام فقال من ابوك؟ قال الراعي قال الراعي واضح فاذا الوضوء كان معروفا الا انه ينبغي التنبيه على ان ابا العباس ليس مقصوده الوضوء اجمالا وانما الوضوء صفة. فالوضوء على هذه الصفة المخصوصة هو الذي يعتبر من خصائص امة محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم. لكن حتى هذا يحتاج الى يحتاج الى دليل ولذلك القول الاقرب عندي ان مسمى الوضوء العام كان معروفا في الامم الماضية في الامم الماضية ولكن الذي به هذه الامة انما هو الاثر السيما العلامة العلامة التي اختص الله عز وجل بها هذه الامة دون دون سائر الامم. فالامم والانبياء وان كانوا يتوضأون الا ان الله عز وجل ادخر هذه هذه الخصيصة لامة محمد عليه الصلاة والسلام فان قلت والتيمم او يفيد هذه السيما فان قلت والتيمم اويفيد التيمم هذه السيما فهمتم السؤال اذا بقي الانسان سنة النبي عليه الصلاة والسلام يقول الصعيد الطيب وضوء المسلم وان لم يجد الماء عشر سنين طيب توفي في هذه الفترة هل يحرم بسبب كثرة تيممه؟ من اجل فقد من اجل فقد الماء. من هذه السيما الجواب المتقرر عند العلماء ان البدل له حكم المبدل في خصائصه. فجميع الخصائص المترتبة على الوضوء انتبه لخصائص ليس الاحكام فهمتم هذا؟ فجميع الخصائص المترتبة على الوضوء فانها تترتب على التيمم سواء بسواء. الوضوء يرفع الحدث التيمم يرفع الحدث. يجوز الوضوء قبل الوقت يجوز التيمم قبل الوقت. هل خروج الوقت ناقض للوضوء الجواب لا اذا خروج الوقت غير ناقض للتيمم. انتم معي ولا لا؟ فاذا جميع خصائص الوضوء ننقلها مباشرة للتيمم عند فقد الطهارة المائية لان البدل الذي هو التيمم يأخذ حكم المبدل الذي هو الوضوء في كل مكان من خصائصه لا في احكامه. يعني انه يشرع التسمية قبل الوضوء لكن ليس انها تشرع قبل التيمم لان هذا في الاحكام الا الخصائص. فالخصائص شيء والاحكام شيء اخر. يشرع التثليث في غسل الوجه في الوضوء لكن لا يشرع بالتيمم. لان التثليث هذا من الاحكام الى الخصائص. فالبدل يلحق المبدل في الخصائص لا في كم وبناء على ذلك فاذا فقد الانسان الماء فقدا حقيقيا بالا يجده. او فقدا حكميا بان بان وجد هو لكن هو نفسه لا يستطيع استعماله. فالعيب فيه هو لا في الماء فهذا فقد حكمي فان جميع ما يترتب على الوضوء يترتب على التيمم فكما ان من خصائص الوضوء وجود هذه السيما في هذه الاعضاء كذلك ايضا تنتقل للتيمم فاذا مات الانسان على تيممه فانه لا يحرم من هذه السيمة لا يحرم من هذه السيمة. ولان المتقرر عند العلماء ان الحرمان من الثواب لابد ان ان يقرن بالتجانب اثم ان الحرمان من الثواب لابد ان يكون مقرونا بالتجانف للاثم. فالذي يحرم من هذه السيما هو من يتجانف للاثم لكن من فقد الماء وحل عليه العذر الشرعي فترك الوضوء لا رغبة عنه. ولا كراهية له ولكن تركها بالعذر فلا يحرم منها هذا الثواب لانه لم يتجانس لاثم ولان المتقرر عند العلماء ان من كان عازما على الفعل. ثم اعجزه واقعده عنه العذر الشرعي فيكتب له اجر الفعل المعجوز عنه تماما لقول النبي صلى الله عليه وسلم ان بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا الا وهم معكم المرض وفي رواية الا شاركوكم في الاجر حبسهم العذر. وقول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مرض العبد او سافر كتب له من العمل ما كان يعمله صحيحا مقيما. كم باقي من الوقت ومن المسائل ايضا ان قيل لك والذين يذادون عن الحوض هل فيهم هذه العلامة والسيمة ايضا فيذادون مع وجود هذه العلامة في جباههم واطرافهم. الجواب سؤال في ذلك خلاف بين اهل العلم رحمهم الله. والقول الصحيح نعم. يذادون ايضا حتى ولو كانت عليهم هذه السيما لوجود الاخلال بشيء اخر وهو الاحداث في الاحداث في الدين. فان من اهل البدع من قد يتوضأ وضوءا شرعيا قد تابع فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس عنده شيء من الاخلال بالطهارات المائية. فقام بالشرط يترتب على شرطه المشروط وهذه السيمة لمن توضأ من هذه الامة. فهي اثر من اثار الوضوء. فمن توضأ من هذه الامة له هذه السيما لكن قد يكون عنده من الاحداث والابتداع ما يمنعه من الورود. فلا يكمن وروده على حوض النبي صلى الله عليه وسلم بسبب احداثه لا بسبب ان هذه السيمة غير موجودة. انما يحرم من السيما من ليس من هذه الامة واما من كان من هذه الامة وكان محرصا وكان محافظا على هذا هذه العبادة وهي الوضوء فانه يأتي وعليه هذه السمة لكن لا يأمن من الطرد والذود بسبب احداثه وابتداعه في الدين فانتبهوا للتفريق بينهما فانتبهوا للتفريق بينهم ومن المسائل ايضا اعلم ان من جملة من يزاد عن الحوض. من كان يدخل على الملوك والامراء فيصدقه قم في كذبهم ويعينهم على ظلمهم وباطلهم. عالما كان او غير عالم. فيدخل في ذلك الوزراء الظلمة الذين يعينون هذا الظالم على ظلمه ويدخل في ذلك علماء السوء الذين يسكتون عن باطل الحاكم ويعينون على ظلمه في الناس فمن دخل على الملوك او الامراء فصدقهم في كذبهم. واعانهم على ظلمهم وشجعهم على باطلهم وعدوانهم وتسلطهم على الناس فان انه من جملة من يذاد عن الحوض يوم القيامة. محروم هذا الشخص من ان يشرب ولو جرعة ماء من هذا الحوض فان قلت وما دليل ذلك؟ انا اقول دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في صحيح الامام مسلم بلفظ سيكون بعدي امراء من صدقهم في كذبهم. واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض الحديث مرة اخرى سيكون بعدي امراء من صدقهم في كذبهم واعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولن يرد علي الحوض. والحديث كما ذكرت لكم عند الامام مسلم رحمه الله تعالى فحذاري ايها العلماء وطلبة العلم وحذاري يا من تسمع كلامي اياك ثم اياك ان تدخل على امير ظالم كذاب غاشم ثم على الاستمرار على كذبه وتعينه على البقاء على ظلمه فانه لن ينفعك يوم القيامة وسيكون سببا مانعا حائلا عن ورود حوض رسولك صلى الله عليه وسلم ومن المسائل ايضا ان قلت ما حكم من انكر الحوض ننتقل من فائدة لفائدة ولله الحمد ما حكم من انكر الحوض الجواب هذا يختلف باختلاف مبدأ انكاره. فان كان انكاره انكار جحود وتكذيب بما تواترت به النصوص فهو كافر خالع ربقة الاسلام من عنقه بالكلية. وذلك لان الحوض صار من من الامور المعلومة من الدين بالظرورة وقد تواترت عليه الادلة كما ذكرت لكم ان الحوض قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم اكثر من بضع وثلاثين صحابيا. بل قال بعض هي مروية عن اكثر من خمسين صحابيا. فاذا لا جرم ان هذا من جملة الاحاديث المتواترة فقضيته التي يثبتها قضية يقينية قطعية معلومة من الدين بالضرورة. والمتقرر عند العلماء ان من انكر معلوما من من الدين بالظرورة فانه كافر هذا اذا كان انكاره انكار جحود وتكذيب. يعني تتلى عليه الادلة اطرافا النهار واناء الليل. ويقرؤها ويسمعها ومع ذلك يقول هذه الادلة كذب انا اكذب بهذه الادلة واجحدها. وليس ثمة شبهة قامت في ذهنه انكر دلالتها او حرف دلالتها بسبب ذلك. فان فان كان من انكر الحوض انكاره انكار جحود وتكذيب فانه كافر. واما ان كان انكاره للحوظ انكار تأويل. وشبهة فانه ينتظر به حتى يكشف تأويله. وتدفع شبهته وتتضح له الحجة وتبين له المحجة. ثم بعد ذلك ان عرف واصر كفر فان من طوائف اهل البدع من انكر الحوض لا انكار تكذيب وجحود ولكن انكار شبهة وتأويل كالمعتزلة والخوارج وغيرهم من طوائف اهل البدع. فهؤلاء عندهم في اعتقادهم في الحوض غبش لكن لم يكذبوا باصله. الا انهم حرفوه واخرجوا دلالاته عن معناها الصحيح والحدو فيها فهؤلاء ينتظر بهم حتى تنكشف شفتهم ويزول تأويلهم وتتضح لهم الحجة وتبين لهم حجة فان عرفوا وانكشفت الشبهة واصروا كفروا. كم بقى من الوقت ومن المسائل ايضا ان قيل لك من اول من سيشرب من الحوض من اول الشاربين من الحوض؟ بعد النبي صلى الله عليه وسلم الجواب هذه المسألة مسألة غيبية لا يجوز ان نجزم بشيء منها الا وعلى ذلك دليل من الشرع لان هذه الاولية اولية غيبية وما والمتقرر باجماع اهل السنة ان ما كان من قبيل الغيب فانه على النصوص وقد دلت الادلة على ان هناك طوائف تبدأ بالشرب من الحوض فمن هذه الطوائف فقراء المهاجرين. فاول وارد على النبي صلى الله عليه وسلم حوضه فقراء لحديث ثوبان رضي الله عنه اول الناس ورودا علي الحوض فقراء المهاجرين. الشعثر رؤوسا الذين لا ينكحون المتنعمات. ولا تفتح لهم السدد. ذلك لفقرهم مدفوعين بالابواب مدفوعون بالابواب. شعث غبر لا ينكحون المتنعمات ولا ولا تفتح لهم الامور المسدودة. لعدم وجود جاه ولا مال ولا منصب. فيكرمهم الله عز وجل لثباتهم ويقينهم وتوكلهم على الله ورضاهم واحتسابهم ونصرتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بانهم يكونون اول على على هذا الحوض. الطائفة الثانية اهل اليمن اهل اليمن لحديث ثوبان يقول النبي صلى الله عليه وسلم اني لا بعقر حوضي. انتبهوا لكلمة لا بعقر. اني لبعقر حوض يزاد الناس الا اهل اليمن يزاد الناس الا اهل اليمن يعني الناس هنا مجملة وقد بينتها الروايات الاخرى وهي انهم من غيروا وبدلوا اضرب بعصايا حتى يرفض عليهم. والحديث صحيح. حتى يرفض عليهم يعني حتى لا ينزعهم احد في التقدم قال فاضرب بعصاية حتى يرفض علي. يعني حتى لا ينازع اهل اليمن احد في التقدم الي للورود فهاتان الطائفتان قد دلت عليهما الادلة. واهل العلم رحمهم الله تعالى اختلفوا لماذا خص اهل بهذه الخصيصة العظيمة فقال العلماء ذلك كرامة لاهل اليمن في تقديمهم في الشرب من الحوض مجازاة لهم. بحسن صنيعهم وتقدمهم في الاسلام وايضا لو نظرت الى الانصار لوجدت ان مبدأهم من اليمن. فيدخل الانصار في اهل في اهل اليمن فيدفع النبي صلى الله عليه وسلم غيرهم اي غير اهل اليمن ليشربوا كما دافعوا عنه في الدنيا وناضلوا عن شريعته بل ان اعظم ما انتفع به ابو بكر بل ان اعظم من انتفع به ابو بكر في حروب الردة واخمادها من؟ اهل اليمن فانهم لم يرتدوا وبعثوا الجيوش المتتابعة لابي بكر لنصرة الدين والالتحاق بجيوش ابي بكر رضي الله عنه واربع وعلى ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يروى عنه اني اجد نفس الرحمن من قبل اليمن. وليس المقصود النفس اي الشهيق والزفير وانما من باب نفس ينفس تنفيسا فهو من باب تنفيس الكربة. فاذا ادلهمت الخطوب على عباد الله فان فرجهم يكون من اهل اليمن عادة. غالبا غالبا يكون فرجهم من اهل اليمن. فاهل اليمن عدة عدة في كل ضائقة. اهل اليمن هم عدة المسلمين في كل ضائقة فلحسن صنيعهم وعظم نصرتهم للدين وللنبي صلى الله عليه وسلم تقدموا قبل غيرهم للشرب من حوض رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم لعلنا نكتفي بهذا القدر من الكلام عن الحوض ونبدأ الدرس القادم في مسائل الشفاعة وتفاصيلها وقواعدها. واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. هل عندنا سؤال