قل هذه سبيلي. ادعو الى الله. على بصيرة انا ومن من اتبعني وسبحان الله وما انا من المشركين. سبحان الله وما انا من المشركين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فهذه تتمات لغزوة تبوك فالذي تنول منها ما يتعلق بحديث كعب بن مالك فحسب فاقول وبالله تعالى التوفيق كنظرة اجمالية الى غزوة تبوك تقول مستعينا بالله سبحانه ان الله سبحانه وتعالى نصر نبيه صلى الله عليه وسلم وفتح له مكة وصدق وعده اذ قال ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد على احد الوجوه في تفسيرها لرادك الى مكة وايضا من الله على رسوله صلى الله عليه وسلم بالنصر يوم حنين الحمد لله سادت جزيرة العرب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وامن الرسول صلى الله عليه وسلم شرورا كثيرة كانت تأتيه من جزيرة العرب ولكن بقي في العرب منافقون مرضوا على النفاق وبقي ايضا اهل نفاق يتربصون بالمؤمنين الدوائر ولكن لم تكن لهم شوكة كبيرة بل كانوا يتسترون وكما قال تعالى اتخذوا ايمانهم جنة عن سبيل الله لكن كان ثم خطر يهدد مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهدد المسلمين كلهم وكان كسيرا وكان كسير من المسلمين يتوقعون حدوس هذا الخطر في اية لحزة فمنذ غزوة مؤتة وبدأوا الروم يفكرون في غزو مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعاونة قبائل العرب المتاخمة لهم كقبيلة غسان وقبيلة غسان كانت قبيلة كبيرة قوية متاخمة لبلاد الروم وموالية لها وكانت قبائل لخم ايضا من القبائل القوية المجاورة لبلاد الروم والمتاخمة لها ولا يخفى عليكم ان من اسباب غزوة مؤتة هو ان ملك غسان قتل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم الى ملك بصرى وتهدد وتوعد فكان العرب يتحدثون ان قبيلة غسان مع الروم يعدون جيشا للهجوم على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودل على هذا حديث عمر الطويل في تفسير قوله تعالى يا ايها النبي لما تحرم ما احل الله لك اذ قال عمر كنت انا وصاحب اللينة تناوب النزول الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مساكنها بالعوالي كانت مساكننا بالعوالي فاذا بصاحبه يطرق بابي طرقا شديدا في الليل ويقول اخرج يا عمر فقلت ماذا حدث؟ فجاءت قبيلة غسان قال لا بل اشد من ذلك قد حدث طلق النبي صلى الله عليه وسلم نساءه. فذكر الحديث ولم يكن النبي طلق النساء انما كان هجرانا الحاصل منه ان عمر خرج قائلا منزعجا اجاءت قبيلة غسان؟ فكانت قبيلة غسان تنعل خيولها في غزو مدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وبمساندة الروم وكما سلف فان اهل النفاق بنوا مسجدا على اطراف المدينة بايعاز من ابي عامر الفاسق الذي يقال له ابو عامر الراهب كي يستقبلوا الروم اذا جاءوا الى مدينة رسول الله لغزوها وارادوا من النبي صلى الله عليه وسلم ان يأتي المسجد ويصلي فيه كي يقرهم على ما هم عليه ومن ثم يحكموا الخطة للاجهاز على مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم فانزل الله في مسجد الدرار ما انزل والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وارصادا اي انتظارا لمن حارب الله ورسوله من قبل هو ابو عامر الراهب وليحلفن ان اردن الا الحسنى والله يشهد انهم لكاذبون فالحاصل ان الشريعة قويت جدا وافادت ان الروم تستعد لغزو مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها قبائل العرب المتاخمة للروح فماذا كان وقد جاءت الاخبار بذلك وانتشرت اعلن النبي صلى الله عليه وسلم النفير العام واستنفر المسلمين استنفر كل من كانت له قدرة على الخروج للغزو كي يخرج وفي ذلك يقول تعالى يا ايها الذين امنوا ما لكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ثاقلتم من الارض ارضيتم بالحياة الدنيا من الاخرة فما متاع الحياة الدنيا في الاخرة الا قليل انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا باموالكم وانفسكم في سبيل الله. ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون كان النبي صلى الله عليه وسلم استنفارا النفير العام فخرج المسلمون وخرج فريق من العرب الجدد ضد الروم ايضا اخزتهم الحمية ايضا لنصرة دينهم وفريق اخر اخذته الحمية لنصرة العرب ضد الروم فكان لهذا اثره الرسول سيغزو الروم. وهذا امر لم يكن يتوقع ابدا. فالروم كانت دولة قوية في غاية من القوة انذاك بل اقوى قوة على وجه الارض من الامم كالامريكان الان على سبيل المسال فكيف يفكر الرسول في غزوهم في اراضيهم وفي مملكتهم فخرج كثير من العرب مع الرسول صلى الله عليه وسلم واعلن الرسول كما سمعتم النفير العام لحرب الروم صلوات الله وسلامه على رسوله وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم يحث اهل الايمان على البذل والعطاء لان عقوبات كانت تواجه المسلمين وهو اه منها قلة ذات اليد المال كان قليلا ومنها ان السفر كان بعيدا تبوك على بعد ثمانمئة كيلو تقريبا ومنها ان العدو عدده كبير جدا ان عدد العدو كبير كبير جدا السفر بعيد والحر شديد والعدو كثير وهناك قلة في المال وقلة في الظهر اي في الابل والخيول التي ستركب والمسافر يحتاج الى ان يركب هذه المسافات الطويلة ووافق هذا زمن اجتناب الثمار فالمحصول يحتاج الى جني سواء التمور او الرطب او الاعناب كلها تحتاج الى جني والمجاعة شديدة انذاك فماذا كان رغب النبي صلى الله عليه وسلم في البزل والانفاق فجهز او اعلن قائلا من جهز جيش العسرة فله الجنة. فغزوة تبوك يقال لها غزوة العسرة ويقال لها كذلك ساعة العسرة وهي التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه اذ قال لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والانصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم فاعلم النبي صلى الله عليه وسلم من جهز جيش العسرة فله الجنة فجهز عثمان بن عفان اغلب هذا الجيش اتى بثلاثمائة بعير بعددها وعتادها واحمالها من ما له ويتبعه عبدالرحمن بن عوف فجاء بمال كثير وجاء العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم بمال كثير ايضا وجاء عاصم بن عدي من مدينة الرسول بمال كثير ومن الانصار وكل اتى بالذي يستطيع الا انه سمى دوما اهل نفاق يتربصون حتى برسول الله الدوائر فاذا جاء شخص يتصدق بشيء كثير قالوا هذا مرائي واذا جاء شخص يتصدق بمال قليل قالوا ان الله غني عن اموال هذا الرجل فيهم يقول تعالى الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون الا جهدهم. اي ويلمزون الذين لا يجدون الا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب اليم فجاء ابو غيثمة وكان فقيرا لكن جاد بما عنده جاء بنصف صاع من تمر او بصاع من تمر فسخر منه المنافقون قائلين ان الله غني عن سعي هذا وهو الذي جاءت فيه الاية والذين لا يجدون الا جهدهم وقالوا عن عثمان انه مرائي فلم يسلم من اهل النفاق احد انذاك الا ان الرسول عليه الصلاة والسلام استحث الصحابة على البذل والعطاء وقال بعض العلماء ان هذا الموقف هو الذي قال فيه النبي ما نفعني مال كما نفعني مال ابي بكر. قال بعض العلماء ان ابا بكر اتى بكل ماله وعمر اتى بنصف ما له فقال الرسول لابي بكر ما تركت لاهلك يا ابا بكر؟ قال تركتم الله ورسوله واجتمعت الاموال لرسول الله صلى الله عليه وسلم كي يجهز هذا الجيش الا ان العدد كان كبيرا جدا. كل يريد ان يخرج مع الرسول عليه الصلاة والسلام وتحفزت العرب واخذتها العزة كي تقاتل مع النبي محمد اذ هو عربي واذ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع جيش قوامه ما يقارب ثلاثين الفا ولم يعهد مثل هذا الجيش في تاريخ الاسلام الا ان الظهور لم تكن حاضرة ايضا لم تكن الابل ولا الخيول كافية لحمل هذا العدد الكبير من اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام فجاء ابو موسى الاشعري في طائفة من الاشعريين الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحمله اي يطلب منه ناقة او فرسا يركب عليه. ومعه نفر من الاشعريين اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستحملونه ايطلبون منه ابلا او خيولا يركبونها للخروج للغزو فلم يجدوا عند الرسول شيئا قال عليه الصلاة والسلام والله لا احملكم ولا اجد ما احملكم عليه فتولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون حزنوا حزنا شديدا لكونهم فقراء لا يجدون مالا يشترون به ناقة او فرسا للخروج مع النبي صلى الله عليه وسلم قال تعالى ولعل الذين اذا ما اتوك لتحملهم قلت لا اجد ما احملكم عليه تولوا واعينهم تفيض من الدمع حزنا الا يجدوا ما ينفقون. فكان هذا الفريق من اهل الايمان هذا شأنه حزين لانه لن يخرج مع الرسول حزن حزنا شديدا لكونه لن يخرج مع الرسول وعلي بن ابي طالب الذي لم يتخلف عن رسول الله في اية غزوة تهيأ للخروج فامره النبي ان يبقى على المدينة كامير وان يخلف النبي في ال بيته فحزن علي حزنا شديدا لكونه سيتخلف عن رسول الله في هذه الغزوة. وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان اي تجعلني مع النساء ومع الصبيان واترك الجهاد فقال النبي صلى الله عليه وسلم اما ترضى ان تكون مني بمنزلة هارون من موسى اي ابقيتك كما ابقى موسى هارون فخرج علي يودع الرسول عليه الصلاة والسلام حتى وصل معه الى ثنية الوداع وهي في اطراف المدينة من ناحية تبوك ولهذا يقول بعض العلماء ان القصيدة الشهيرة طلع البدر علينا من ثنيات الوداع انما قالها الانصاريون لما رجع النبي من تبوك لانه في رجوعه من تبوك دخل من ناحية الثنيات من ثنيات الوداع اما اثناء قدومه الى مكة فلن يدخل من ناحية الثنيات. فالله اعلم الشاهد ان عليا رضي الله عنه ودع الرسول وبكى علي بكاء شديدا لكونه سيتخلف عن الغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فهذا فريق من اهل الايمان امال النفاق فاتوا يتعللون بالعلل جاء المعزرون من الاعراب ليؤذن لهم الاعراب اتوا سواء اصحاب الاعذار منهم او الذين ليس لهم اعذار. كثير منهم اتى يستأذن في التخلف ولقد قال تعالى واغلب وهياتس غزوة تبوك او عفوا اغلب ايات سورة التوبة تتعلق بغزوة تبوك قال تعالى وجاء المعزرون من الاعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب اليم ليس على الضعفاء ولا على المرضى ولعل الذين لا يجدون ما ينفقون حرج اذا نصحوا لله ورسوله ما على المحسنين من سبيل الايات ولا على الذين اذا ما اتوك لتحملهم لكن جعلوا نفاق اخرون يريدون فقط التخلف ذكروا منهم الجد ابن قيس اذ اتى النبي يقول يا رسول الله ائذن لي ولا تفتني ائذن لي ولا تفتني اني اخاف على نفسي من نساء بني الاصفر يعني من النسوة الروميات اقع في المحرم قال تعالى ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني الا في الفتنة سقطوا وان جهنم لمحيطة بالكافرين فقال تعالى لا يستأذنك الذين يؤمنون بالله واليوم الاخر ان يجاهدوا باموالهم وانفسهم في سبيل الله والله عليم بالمتقين انما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الاخر وارتادت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة الذي كان يريد الجهاد مع الرسول كان يعد العدة من زمن. ولكن كره الله انبعاثهم فصدتهم ابننا اخذ العلماء امرا ان التكاسل عن فعل الخيرات قد يكون عقوبة من الله سبحانه ولذا اسر عن بعض السلف قوله اذا نام عن صلاة الليل انا لم احزن على اني نمت من الليل هذا مقدر علي لكنني اخشى ان يكون الله كره قيامي فزبطني. لمعاصي التي صدرت مني ويستدل بقوله تعالى ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم. فاحيانا يكون عدم قيام الليل تسبيطا من الله لذنوب اقترفها الشخص ويؤيده قوله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى اي سنهيئه لعمل اهل الشر الحاصل ان المعذرين ان المعذرون من الاعراب اتوا كي يؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله قالوا لا حاجة لنا في الاستئذان نتخلف ولن يعلم بنا احد ولكثرة عدد الجيش فان كل شخص يتغيب يظن ان امره لن ينكشف لكثرة عدد المقاتلين ولانه في هزه الغزو على وجه الخصوص لم تكن الاسماء تكتب في دواوين لان الامر جاء مباغتا جاء مفاجئا للمسلمين فلم يكن للمسلمون اعد العدد القوية لهذا اللقاء الشاهد ان النبي صلى الله عليه وسلم حث الناس على الخروج للجهاد وبين لهم الوجهة اننا سنذهب الى تبوك للقاء الروم فالكل كل من يحب الشهادة في سبيل الله تأهب لي ذلك واهل النفاق بدأوا يتخلفون واحدا تلو الاخر وحمدا لله على تخلفه فان الله قال لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خبالا. احيانا وجود اشخاص في الوسط المسلم يسبب ارباكا ويسبب فتنة في الوسط المسلم الصالح وبعده يكون افضل وهذا كثير مجرب وايضا سير الصالحين تنم عن ذلك وجود بعض الافراد في الوسط الصالح وان كان ظاهرهم الاستقامة فانهم يضرون بالمسلمين. يضرون بالمسلمين فالحاصل من ذلك بارك الله فيكم ان طائفة تخلفت والحمد لله على تخلفهم فقد قال تعالى لو خرجوا فيكم ما زادوكم الا خذالا ولا اوضاع خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم والله عليم بالظالمين تتحرك الجيش المسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بينت المخاطر التي كانت تواجههم العدو كسير وهي اقوى قوة على وجه الارض انذاك العدو كثير والسفر بعيد والمال قليل والطعام قليل. لا يوجد كثير من الطعام حتى انهم في الطريق جاعوا فجاء عمر يستأذن الرسول في نحر بعض النواضح بعض الابل. عفوا لم يأت عمر جاء بعض الانصار وبعض الصحابة يستأذنون الرسول في نحر الابل كي يأكلوا ويدهنوا يدهنون الشعر ليست انهم كريمات انما يدهنون من دون الابل يدهن ويأكل فرخص النبي لهم فجاء عمر قال يا رسول الله كيف ننحر اهبلنا؟ كيف نسافر؟ كيف نرجع يا رسول الله ايبلونا تحملنا كيف نصنع فما ترى يا ابن الخطاب اجمع يا رسول الله الاطعمة مع الناس وادعوا الله عليها. جمع الرسول الاطعمة ودعا عليها وبرك عليها فنمت نماء زائدا والحمد لله وسلم الله المسلمين من هذه المجاعات اتجه الرسول صلى الله عليه وسلم الى تبوك بهذا الجيش الهائل في الطريق بدأ يتفقد بعض الصحابة الذين يحبهم ويحب تواجدهم فكان يحب ابا خيسمة الذي لمزه المنافقون في الصدقات اذ تصدق بنصف صاع. فرأى النبي رجلا مبيضا عن بعد فقال كن ابا خيثم. فكان ابو خيسمة وايضا تقدم ان النبي سأل عن كعب ابن مالك اذ كان يحبه ويحب وجوده وقد تخلف كعب وقد مضت قصته في التخلف في ذلك وتاب الله عليه اذ له قال وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى اذا ضاقت عليهم الارض بما رحبت وضاقت عليهم انفسهم وظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه ثم تاب عليهم ليتوبوا ان الله هو التواب الرحيم فالحاصل ان النبي تفقد الاصحاب وحذر الصحابة في الطريق من امور قال عليه الصلاة والسلام ذات ليلة وهو معسكر بتبوك فقد نزلوا جميعا ستهب الليلة ريح شديدة فلا يخرجن احد من خيمته فخلف رجل وخرج في هذه الليلة فحملته الرياح الشديدة والقت به الى جبال طيء. والقت به الى جبال طير وقال الرسول صلى الله عليه وسلم انكم ستمرون بالبئر التي شربت منها الناقة فلا تشربوا منها ولا تسقوا منها انعامكم ولا تعزموا منها عجينا وامر بالطعام الذي طبق بهذه الماء ان يلقى وباللحوم التي طبخت والمرق الذي طبخ طبقت به هذه اللحوم ان يلقى وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من اموره ووصل الرسول عليه الصلاة والسلام الى تبوك بعسكره ومن معه من الجنود سمعت الروم بذلك وسمعت قبائل غسان بذلك اما الروم فجبنوا عن لقاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم وقذف الله في قلوبهم الرعب وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم اذ قال نصرت بالرعب مسيرة شهر فعلى بعد شهر من العدو العدو يقذف في قلبه الخوف مني فابتعدت الروم عن اللقاء ولم ترضى ان تواجه الرسول عليه الصلاة والسلام اما قبيلة غسان فتفرقوا شجر مذر وهربوا كل مهرب الا ان الرسول ايضا ارسل خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه في طائفة من الخيل الى مكان او الى رجل يقال له كيدر دوامة الجندل فارسله النبي عليه الصلاة والسلام في سرية اليه على ما ذكر اهل السير فهاجمه خالد رضي الله عنه واتى به اسيرا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما اتت به كتب السير فاخذ اكيدر دومة الجندة اسيرا فاقر بالجزية وافتدى نفسه وافتدت قبيلته بمبالغ طائلة وبابل وخيول وبقر اعطاها للمسلمين وكذلك اتى ملك والى مستسلما ومقرا بالجزية ودفع للرسول عليه الصلاة والسلام هذا للرسول هدية شخصية وهي بغلة اداها لرسول الله وكانت بغلة شهيرة فضلا عن سائر الجزية التي دفعها للرسول عليه الصلاة والسلام. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد وبعد ان تفرقت الروم ولم يجرؤوا على مواجهة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين وقذف الله في قلوبهم الرعب وعلمت قبائل العرب ان الروم قد خذلتهم وتخلت عنهم فكان لهذا اثر حسن على المسلمين انضمت قبائل كثيرة من العرب تلك التي كانت متاخمة لبلاد الروم انضموا لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فاحدثت هذه الغزوة مع انه لم يكن فيها قتال كبير احدثت سمعة طيبة للمسلمين سمعة عظيمة في جزيرة العرب فكل جزيرة العرب تحدثت ان رسول الله غزى الروم ولم تجرؤ الروم على مواجهته فدخل بسبب ذلك اقوام كثيرون لا حصر لهم في دين الله افواجا فكان لها اثر ابلغ من اثر القتال. واتى قوم مقرين بالجزية والنصارى الذين كانوا يريدون البقاء على نصرانيته جاؤوا صاغرين كما قال تعالى قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون فاتوا باموال الجزية عن ذلة وصغار وسلموها للمسلمين لرسول الله. فكانت الغزوة من اعظم الغزوات فتحا وان لم يكن فيها قتال للسمعة الطيبة التي حازها المسلمون وللرعب الذي قذف في بلاد الروم فالحمد لله رب العالمين كان هذا مجمل القول في غزوة تبوك وسمى حديث كعب بن مالك فيه تفصيل لكسير منها وقد تقدم وتبقى فوائد فقهية في محلها ووقتها ان شاء الله بهذا القدر اجتزل وجزاكم الله خيرا. والسلام عليكم ورحمة الله