سؤال لطيف ما حكم تجسس الزوج على زوجته؟ والعكس والسعي على حصول والسعي الى الحصول على كلمة السر في الحاسوب والهواتف المحمولة وصولا الى ما يجري في غيبة كل منهما في حالة الشك بوجود ما يغضب الله بغرض انقاذ الطرف الاخر تقديم النصح له آآ نعم نقول للسائل الكريم الاصل في الحياة الزوجية قيامها على المعاشرة بالمعروف وحسن الظن المتبادل بين الطرفين والبعد عن الشكوك وظنون السوء لان ذلك ادعى لدوام الالفة والسكينة في الحياة الزوجية وقد نهى الله تعالى عن اساءة الظن بالمؤمنين عموما وعن التجسس عليهم وعن تتبع زلاتهم وعثراتهم. فقال تعالى يا ايها الذين امنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم ولا تجسد وفي الحديث المتفق عليه اياكم والظن فان الظن اكذب الحديث. ولا تحسسوا ولا تجسسوا ايضا لقد روي عن زيد بن وهب انه قال انه انه اتى ابن مسعود فقال له او قيل له هذا فلان تقطر لحيته خمرا فقال عبدالله انا قد نهينا عن التجسس ولكن ان يظهر لنا منه شيء نأخذه به لقد ورد الوعيد الشديد لمن يتجسس ويتحسس ويتنصص على اخبار الناس وعلى كشف المخبوء المستور وراء الجدر ففي حديث ابي برزة الاسلمي آآ قول النبي صلى الله عليه وسلم يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم. فان من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله واذا كان هذا بالعلاقة مع المسلمين عامة. فانه يتحقق في العلاقة بين الزوجين خاصة لما جعل الله بينهما من الحقوق والواجبات المتبادلة ولما جعل الله للزوجة على زوجها من حقوق وسمى هذا ميثاقا غليظا وكيف تأخذونه وقد افضى بعضكم الى بعض واخذنا منكم ميثاقا غليظا. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يطرق الرجل اهله طرقا وعن تتبع عثراتهم او تخونهم فعن جابر ابن عبدالله كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره ان يأتي الرجل اهله طرقا وفي رواية مسلم نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يطرق الرجل اهله ليلا يتخونهم او يتلمس عثراتهم فبين علة النهي لان لا يحمله قدومه ليلا على تخون اهله وطلب عثراتهم الحديث يحذر من مساوئ الظنون الكاذبة. ومتاهاتها العمياء فالغيرة المشروعة. فالغيرة المشروعة شروطه بالا تساق في تيار الظن الذي يدفع الى المبالغة في الريبة والتجسس وسوء الظن فلا ينبغي لاحد من الزوجين ان يترخص في شيء من ذلك الا حيث توجد الريبة القوية بدلائلها الغالبة على ان يكون له في هذا الاستثناء نية حسنة تتمثل في استصلاح الاحوال والاحتساب والنهي عن المنكر وحراسة اخرة اهله وليس بقصد فضحهم والتشهير بهم او اذلالهم وابتزازهم وكسر انفهم وعلى ان يكون هذا بقدر ما تقتضيه الضرورة والحاجة لان ما رخص فيه للحاجة او الضرورة يقدر بقدرها فان كانت ريبته مبنية على معتبرة وقوية فلا حرج عليه في التحقق من ذلك اذ لا يجوز للشخص ان يتغافل عن اهله اذا رأى منهم ما يدعو الى الريبة. اما اذا كان الامر مجرد غيرة مفرطة او ظن بالزوجة فهذا موضع النهي لما سبق من الادلة التي ننهى عن التجسس ولحديث ان من الغيرة ما يحبه الله ومنها ما يبغض الله. اما الغيرة التي يحبها الله فالغيرة في الغيبة. واما الغيرة التي يبغضها الله فالغيرة في بغير ريبة سبحان الله من النماذج التطبيقية التي تدل على حسن الزن بالزوجة ما جاء في حديث ابي هريرة ان اعرابيا اتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ان امرأتي ولدت غلاما اسود واني انكرته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم هل لك من ابل؟ قال نعم فقال فما الوانها؟ قال حمر قال هل فيها من اورق؟ قال ان فيها لورقا يعني هذا كثير فقال فانى ترى ذلك جاءها قال يا رسول الله عرق نزعها. فقال ولعل هذا عرق نزع ايضا في بدائل من التجسس تحكيم الشرعية الذي اميط فيه التوفيق بنية الاصلاح ممن يباشره. ان يريدا اصلاحا. يوفق الله بينهما وفي نهاية المطاف اذا ضاقت الامور وتعقدت السبل فقد اباح الاسلام الفراق باحسان. وقال تعالى وان يتفرقا يغني الله كلا من اللهم اهدنا سواء السبيل وقنا عذابك يوم تبعث عبادك يا رب العالمين