الحق الخامس من حقوق الاخوة ان تتجنب مع اخوانك المراء والمماراة فان المراء مذهب للمحبة ومذهب للصداقة مفسد للصداقة القديمة ومحل ليه؟ البغظاء والتشاحن والقطيعة بين الناس ما معنى الميراث يعني ان يكون ثم مناقشة ثم بحث يبحث رجل مع رجل يبحث امرأة مع امرأة الى اخره كبير مع صغير صغير مع كبير فاذا اتى البحث هذا يتعصب لرأيه وهذا يتعصب لرأيه فيماريه فهذا يشتد وذاك يشتد هذه حقيقة المماراة. ان ينتصر كل منهما لرأي رآه فيأتي بالادلة ويرفع صوته ثم بعد ذلك يحصل في النفوس ما يحصل وقد كان بعض ذلك بين الصحابة. فقد قال ابو بكر مرة لعمر ما اردت الا مخالفتك وهم الصحابة رضوان الله عليهم فيجب ان فيجب ان يكون المسلم مع اخيه ومع صحبته ومع خاصته متنزها عن المماراة. لان وجهات النظر في المسائل تختلف. وكلما توسع نظر المرء وتوسع عقله وادراكه علم ان النظر في بعض المسائل متكئ لا يكون على جهة واحدة. تناقش مسألة من المسائل فتنظر اليه من جهة وينظر الاخر اليها من جهة اخرى فيختلف تختلف انت وهو فاذا اختلفتما فكل منكما له وجهة نظره فاذا ما رأيت لقولك وتعصبت ثم رفعت صوتك والاخر كذلك حتى حصلت الشحناء حصلت مفسدة ولم تحصل مصلحة والعاقل ينظر الى ان الامور التي يتناقش فيها فيها الناس عادة في امورهم تختلف وجهاتها لها وجهات كثيرة ولها اسباب كثيرة قد يأتي ثالث ورابع فيخرج كل واحد برأي جديد يخرج كل واحد ممن اتى رأيا جديدا ووجهة نظر جديدة في المسألة المطروحة. فاذا النقاش لا يعني المراء. اذا بدأت المسألة تدخل في الميراث ينتحب وقد قال سواء كنت محقا او ترى من نفسك ان ان الصواب مع اخيك وليس معك وقد قال عليه الصلاة والسلام من ترك المراء هو مبطل بنى الله له بيتا في ربض الجنة. ومن ترك المراء وهو محق بنى الله له بيتا في اعلى الجنة. فترك المراء محمود وهو من حق الاخ على اخيه الا يستدرجه في ان يماريه لا يستدرجه في ان يجادله ان لا يستدرجه في ان يكون هذا يرفع الصوت على هذا حتى تنقطع الاخوة وحتى يعدو هذا على هذا بالكلام وان لم يعدو بالكلام فقد يعدو بقلبه ويظن ان هذا قصد كذا وخالفه ويرى كذا وهذا لا قدروا هذا والى اخر ذلك من وساوس الشيطان