هنا قضية مهمة وهو ان العلم قد يرومه بعض الناس باستعجال. والعلم لا يصلح بالاستعجال وانما يطلب على مر الايام والليالي قال ابن شهاب في الزهري الامام المعروف من رام العلم جملة ذهب عنه جملة. ولكن يطلب العلم على مر الازمة ايام والليالي. العلم ليس للصغير دون الكبير. نعم العلم في الصغر كالنقص في الحدث. ولكن الكبير ايضا يحصل العلم والصغير اذا كبر ولم يواصل العلم فانه يفوته. ويذهب عنه العلم. لهذا رؤي الامام احمد ومعه على كبر سنه ومعه محبرة واوراق. فقيل له يا ابا عبد الله وانت في هذا السن ومعك المحبرة؟ فقال قال كلمته المشهورة مع المحبرة الى المقبرة. ومن كلماته المشهورة قال اطلبوا العلم من المهدي الى اللحد. من مهديا من اول لحظة هل يمكن ذلك؟ انه من من وانت بالمهد تطلب العلم فهذا من المبالغة في شدة الاستمساك بذاك انما العلم بالتعلم كما قال عليه الصلاة والسلام وكما ربى ابن مسعود رضي الله عنه بقوله ان الرجل لا يولد عالما وانما العلم بالتعلم. روى هذه الكلمة ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله. كلمة اخرى لابن مسعود في هذا المعنى قال تذاكروا الحديث فان ذكر الحديث حياته. تذاكروا الحديث فان ذكر الحديث حياته. كل مسلم لا شك انه يرغب في الاستمساك بالسنة. والاستمساك بهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم. فهل ينتظر الى ان يسمع بين كل حين وحين حديثا واحدا ام ان نعمر المجالس بتلاوة سنته عليه الصلاة والسلام؟ قال ابن مسعود لاولئك الذين يكثرون الجلوس او لمن للاقران تذاكروا الحديث. فان ذكر الحديث يعني تذاكره حياته. اذا ترك العلم به يحيى. واذا غفلت عن تذاكره مات العلم. وهذا الذي ينبغي في مجالسنا ان تكون المجالس مجالس علم مجالس سنة مجالس حديث مجالس خير لانك اذا تذاكرت العلم ثبت. واذا سمعت في مجلس واحد بضعة احاديث وقرت في ذهنك فانه يكون من ذلك عندك حصيلة عظيمة وبها حياة القلب وبها تحصيل العلم والعلم يحصل شيئا فشيء. اذا فهذه وصية لابن مسعود ان العلم لا يكون مع الرجل منذ ولادته الرجل لا يولد عالما ولكن يطلب العلم وانما العلم بالتعلم ومن يتحرى الخير يعطى