تراجع عدد كبير من خصوم الشيخ عن معاداته فان الدعاية التي كانت ضد الشيخ شديدة جدا في ذلك الوقت اشترك فيها جهات متعددة مما نشر للشيخ عداوة نشأت من عدم من عدم وقوف هؤلاء على كتبه. فلما وقفوا على ما قرره الشيخ في كتبه واذا به يقرر ما قرره علماء المذاهب الاربعة. وينقل ذلك من كتب العلماء التي يعرفونها. مما تسبب في كبيرة في الدعاية ضد الشيخ اذ وقف من انصبوا على كتبه عليها وتبين لهم ان الامر فيها كان على خلاف ما بلغهم فتراجعوا عن خصمتهم للشيخ والامثلة الدالة على هذا التراجع كثيرة جدا استقصيتها في بحث عسى الله ان يسهل خروجه. اعرظوا لبعظ النماجد ان بعظ النماذج الموضحة لذلك. من ذلك ما وقع من من تراجع علماء مكة عن خصمتهم للشيخ وكانوا يكفرونه اول الامر بعد ان ناقشهم الشيخ عبدالعزيز حيث اقروا ان ما دعا اليه ابن عبدالوهاب هو عين ما دعا اليه العلماء قبله. وهكذا اقروا بذلك عندما ناقشهم الشيخ حمد بن معمر والشيخان اذان من تلاميذ الشيخ محمد وقد شهد شيخ المذهب الحنفي بمصر الشيخ عبدالرحمن الجبرتي رحمة الله تعالى عليه. والشيخ محمد بن علي الشوكاني عالم اليمن لان تلك المناقشة من قبل علماء الشيخ قد اظهرت ما لدى اصحاب الشيخ من الحجة. وان العلماء المكيين اقروا بصحة ما ذكره اصحاب الشيخ ومثل ذلك المناقشة التي جرت بين الامام سعود بن عبد العزيز وعلماء المغرب الذين وفدوا الى الحجاز. فناقشهم سعود واوضح لهم حقيقة دعوة الشيخ. فلما على حقيقة دعوة الشيخ اقروا انها الحق. مما جعل سلطان المغرب السلطان سليمان يكتب للامام سعود قصيدة من نحو مئتي بيت يثني فيها ما قرره الشيخ محمد من الاعتقاد. ويثني على ما صنعه الامام سعود من ازالة مواضع الشرك والقدر التي كانت موجودة في مكة. ويثني على ما فعله من طريق من تأمين الطرق للحج للحجاج. ومن ذلك ما جرى لعلامة اليمن الشيخ علي باصابرين رحمة الله تعالى عليه. فان هذا الرجل كان من اكابر علماء اليمن ومرة نال من دعوة الشيخ محمد في درسه ليلا فاحشا. وكان الشيخان صالح البسام ومبارك المساعد حاضرين. فلما فرغ الشيخ علي من درسه قام اليه وقال له يا شيخ هل اطلعت على كتب الشيخ محمد حينما نزلت من دعوته؟ قال لا. لكني قلت هذا نقلا عن مشايخي فاقترح عليه ان يطلع على نسخ معهما من كتب الشيخ فوافق. فدرسها وتأملها وبعد اسبوع جاء وقال لطلابه اني نلت من الشيخ محمد ودعوته والحق ان كلامي لم يكن عن اطلاع على كتبه. وانما هو تقليد وحسن ظن بمشايخنا. وقد اطلعني بعض اخواننا النجديين على بعض كتبه فرأيت فيها الحق والصواب وانا استغفر الله مما قلت. ونظير هذا الموقف ما جرى للشيخ رشيد رضا الشهير بعد ان اطلع على كتب الشيخ فانه تراجع عن معاداته للشيخ واصحابه. حيث كان يظنهم خوارج حصدهم جيش ابراهيم باشا. وقد اطلع الشيخ رشيد شيخ الازهر في وقته ابا الفضل الجيزاوي. وعددا من علماء الازهر على كتب الشيخ. فشهدوا ان ما قرره الشيخ محمد هو الحق فقال له الشيخ وقال شيخ الازهر لرشيد رضا على ملأ من الناس. جزاك الله خيرا بما كشفت عنا من الغمة. في شأن الوهابية. والمتراجعون عن ادواة الشيخ كثيرون جدا يطول بنا المقام لو اردنا ان نتتبعهم ولكن لعلنا نذكر شيئا بحسب المتبقي من الوقت. الامر في موقف العلماء لاحقا من الشيخ رحمه الله تعالى كما قال علامة اليمن الشيخ الحازمي. وكما قال العلامة الشيخ عبد اللطيف بن عبدالرحمن من ان كتب الشيخ صارت بعد ان اطلع عليها العلماء في الشام والعراق ومصر واليمن صارت تباع باغلى الاثمان. وتنافس العلماء في اقتنائها وذلك بعد ان تبينت لهم الحقيقة المتعلقة وبصحة اعتقاد الشيخ. ولزومه ما كان عليه علماء الامة المحققون. وقد احصيت في زمن الشيخ وما قاربه من زاد على مائة وستين علماء مصر والشام واليمن والهند والجزيرة العربية والعراق ممن كانوا على اعتقاد الشيخ واثنى عليه عدد منهم وسموه شيخ الاسلام. ومن اهم من تراجع عن موقفه من دعوة الشيخ اخوه الشيخ سليمان بن عبد الوهاب الذي يحاول بعض خصوم الشيخ ان يقول ان سليمان ابن عبد الوهاب نابذ الشيخ واستمر حتى مات. وهذا غير صحيح. فان الشيخ سليمان رحمه الله تعالى تراجع عن خصمته لدعوة الشيخ كما وثق ذلك الشيخ حسين بن غنام حيث ذكر ان الشيخ سليمان وفد قبل وفاة الشيخ قبل وفاته بسنتين. الى الدرعية وتراجع عن موقفه. ونقل ايضا الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن رسالة طويلة وقف عليها بخط الشيخ سليمان كتب رسالة لثلاثة ممن زاملوه في معاداة دعوة الشيخ محمد وهما الشيخان ابن شبانة والشيخ التويجري وفي هذه الرسالة طلب الشيخ سليمان بن عبدالوهاب من هؤلاء المشايخ الثلاثة ان يبينوا الحق الذي ظل هو وهؤلاء الشيوخ يعادونه عديدة وان ينشطوا في بيانه اكثر من نشاطهم السابق في طمسه ومحاربته وقد اجابوه برسالة وعدوه فيها بذلك واستغفروا الله عما لهم من نصر الشرك واهله عدة سنين. وقال الشيخ سليمان في بيان ندمه على ما وقع والله لو خرجنا الى البرية وجارنا الى الله تعالى توبة مما وقع منا وعدنا الناس مجانين لما كان ذلك كثيرا. يعني لندمه على ما وقع منه في معاداة دعوة الشيخ. وقد صنف الشيخ سليمان ابن عبد الوهاب رسالة مهمة في الرد على احد خصوم الشيخ وهو مربد سماها الشيخ سليمان الحق المبين وهذه الرسالة ذكرها الشيخ عبد الله قال محمود في كتابه تحذير اهل الايمان في رده على ابن فيروز. فلا ريب ان الشيخ سليمان قد تراجع. هذه الشواهد الثلاث لا تبقي شكا في انه تراجع رحمه الله تعالى عن باطله السابق وثمة مجموعة من اهل العلم كالشيخ عبد القادر التلمساني ومجموع الشيخ ابي بكر خوقير اخوقير رحمه الله تعالى وغيرهم من اهل العلم الذين رجعوا عن معاداتهم لدعوة الشيخ بعد ان وقفوا عليها