الحلقة الثانية في نوازل المرضى في باب الطهارة نستهلها بالحديث عن تركيب الاسنان الصناعية هل له اثر على الطهارة؟ تركيب الاسنان الصناعية جائز عند الحاجة اليه وهذا التركيب لهذه الاسنان لا يؤثر لا على صحة الوضوء ولا على صحة الغسل فلا حرج في تركيب الاسنان الصناعية ولا في حشوها ومن الادلة على ذلك ما ثبت عن بعض الصحابة انهم استعملوا اطرافا صناعية كعربجة ابن اسعد رضي الله عنه فقد قطع انفه يوم الكلاب فاتخذ انفا من ورق من فضة فانتن عليه فامره النبي صلى الله عليه وسلم فاتخذ انفا من ذهب هذا الانف لابد انه سيحجب شيئا من مواضع الماء. ومع هذا لم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بازالته. لم يأمره ان يزيل هذا الانفى الصناعي عند وضوءه او عند الغسل مسألة اخرى ايضا او دليل اخر القياس على الخاتم يشرع اتخاذ الخاتم كما تعلمون بشروطه ولم يرد في وجوع في وجوب خلع الخاتم او تحريقه دليل والخاتم لابد ان يحجب شيئا من الماء لقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم الخاتم ولم يرد عنه انه امر بتحريكه او نزعه والخاتم سيحجب شيئا من الاصبع فيكون هذا معفوا عنه. فيقال مثل هذا في هذه التركيبة اثنان فكما ان الخاتم الذي يباح للانسان ان يتخذه او قد يشرع لا يجب عليه ان ينزعه فكذلك تركيبة الاسنان لا يجب ان تمزع وهذي فتوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقد سئل في مثل ذلك فقال الظاهر انه لا يجب وهذا يشبه الخاتم والخاتم لا يجب نزعه عند الوضوء بل الاولى ان ليحركه لكن ليس على سبيل الوجوب. لان النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسه ولم ينقل انه كان يحركه عند الوضوء وهو اظهر من كونه مانعا من وصول الماء الى هذه من هذه الاسنان لا سيما انه يشق نزع هذه التركيبة بطبيعة الحال عند بعض الناس