الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد ففي لقائنا الثاني الذي نتحدث فيه عن تزكية النفوس وتحدثوا عن سبب من اهم اسباب تحصيلي زكاة النفس الا وهو طلب العلم الشرعي ان العلم اذا حصله الانسان فانه بذلك يزكي نفسه ولذلك جاءت النصوص برفع مكانة العلماء وبيان انهم قد حصلوا على الرتب العليا ولذلك قال جل وعلا قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وقال سبحانه وتعالى وقال سبحانه وتعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ولما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الاسلام قال اذا فقهوا. يعني كان الفقه في الدين طبيعة لنفوسهم وملكة يجدونها عندهم اثنى الله جل وعلا على العلماء واستشهد بهم في مواطن كثيرة. قال تعالى شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم. فاستشهد بهم على شهادة التوحيد وذكر الله جل وعلا ان العلماء هم الذين يخشون الله حق خشيته كما قال سبحانه انما يخشى الله من عباده العلماء وكذلك ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ان اجر العالم لا ينقطع بموته. كما قال صلى الله عليه وسلم اذا مات الانسان انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له وانطلاقا من هذا جاءت الشريعة بالترغيب في التعلم وترتيب الاجور العظيمة عليه في الدنيا والاخرة. يقول النبي صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه بما سهل الله له به طريقا الى الجنة وان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع وفضل العالم على العابد كفظل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وان العلماء ورثة الانبياء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما. وانما ورثوا العلم فمن اخذه اخذ بنصيب وافر ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه وجاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم بين ان طلب العلم الشرعي من انواع الجهاد من سلك طريقا يقول صلى الله عليه وسلم من آآ خرج يطلب علما فهو في سبيل الله حتى يرجع. من خرج يطلب علما فهو في سبيل الله حتى يرجع ولذلك علينا ان نتعرف الاسباب المؤدية الى تحصيل العلم ومن ذلك دعاء الله جل وعلا فان العبد اذا دعا الله ان يمكنه من تحصيل العلم فان الله جل وعلا قد وعد عباده المؤمنين باجابة دعائهم قال تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم وقد امر الله جل وعلا نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بان يطلب من ربه الاستزادة من العلم. كما قال سبحانه وقل رب بزدني علما الامر الثاني مما يتمكن المرء به من تحصيل العلم اخلاص النية فانك اذا نويت باعمالك وجه الله والدار الاخرة فان الله جل وعلا سينيلك العلم وسيبقيه في صدرك فان الاخلاص له اثر عجيب في تحصيل العلم وفي الاستفادة منه وفي التمكن من بثه ونشره في الامة الامر الثالث حسن اختيار المعلم الذي يستفيد الانسان منه فيختار علماء الشريعة الذين يثق فيهم ويعرف انهم متمكنون من العلم الذي ليدرسه عليهم والامر الرابع التدرج في العلم بحيث يبتدئ الانسان بالمعلومات التي تناسب حاله الاول ثم يأخذ ما هو اعمق منها وهكذا. فان المرء اذا رغب في تحصيل العلم مرة واحدة فانه لن يتمكن من ذلك ولن يحصل العلم مرة واحدة الامر الخامس مما يكون مؤثرا في تحصيل العلم المقارنة بين المعلومات تواني المقارنة بما مقارنة معلومة بمعلومة او مقارنة قول بقول بقول ومعرفة الفرق بينها ونحو ذلك ليه الامر السادس من اسباب تحصيل العلوم الحرص على التقوى بالاقدام على الاعمال الصالحة وترك الاعمال السيئة. ومن اعظم ذلك ان يكون الانسان عاملا بالعلم الذي تعلمه فان الله تعالى يقول ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. فبين ان الذين يستفيدون ويهتدون كتاب تمام الاهتداء هم اهل التقوى وقال تعالى يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا اي قدرة تميزون بها بين الحق والباطل. وهذه من صفات وهذه من صفات آآ صاحب العلم ومن الامور التي لها تأثر لها تأثير عظيم في تعلم العلم توقير العالم. ومعرفة مكانته فان الله جل وعلا قد فمن شأن العلماء وامر بالرجوع اليهم وحث الناس على الصدور عن اقوالهم وارائهم ومن هنا فاذا وقر الانسان علمه فانه سيستفيد من آآ علمه وفي عصرنا الحاضر يحسن بالانسان الا يفوت الاستفادة من الوسائل الحديثة التي تعين الانسان على تعلم علم سواء كان في هذه الجامعات الالكترونية من مثل جامعة المعرفة العالمية او كان في هذه الاشرطة والمسجلات وكذلك ما يتعلق بالقنوات والاذاعات ونحوها جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله وملائكته ومن في السماوات والارض ليصلون على معلم الناس الخير حتى النملة في جحرها وحتى الحوت وجاء في الحديث الاخر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان العالم ليستغفر له من في السماوات والارض حتى الحيتان في الماء جاء في الحديث مما يبين مكانة العلماء وعلو درجتهم جاء ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله لا يقبض العلم انتزاع ينتزعه من صدور الرجال. ولكن يقبض العلم بقبض العلماء. حتى اذا لم يبقى عالم اتخذ ناس رؤوسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فاضلوا فظلوا واضلوا ومن الامور المتعلقة بالعلم ان العبد اذا حصل العلم فانه حينئذ سيحصل اليقين الذي يحس فيه بطمأنينة القلب وبرد الخاطر والمراد باليقين طمأنينة القلب واستقرار العلم فيه وهو يظاد الشك والريب قال ابن مسعود رضي الله عنه خير ما القي في القلب اليقين وقال رضي الله عنه اليقين الايمان كله وعلامة وعلامة اليقين وفائدته ان صاحب اليقين اذا ورد عليه شيء من الشبه او حصلت فتنة وابتلاء فانه لا يسارع الى تصديقها حتى يتثبت في الامر ولا ينحرف ولا ينجرف مع اي ناعق يتكلم بما لا يكون فيه متبعا لدليل شرعي جاء عن الحسن رظي الله عنه انه قال اليقين طلبت به الجنة وباليقين هرب من النار. وباليقين اديت الفرائض. وباليقين صبر على الحق اليقين مع الصبر تنال به الامامة في الدين. كما قال تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون و انظر لموقف النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه في قوله تعالى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل جاء في حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من ان يقول اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك الثبات هذا هو اليقين. الثبات اليقين ولذلك كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم ارزقني من اليقين ما تهون به علي مصائب الدنيا من اسباب تحصيل اليقين اصول العلم الشرعي فان علماء الشريعة علماء اهل السنة والجماعة هم اكثر الناس طمأنينة. هم اكثر الناس استقرارا في القلب. ترد عليهم العظيمة الجليلة الكبيرة. ومع ذلك تجد الواحد منهم مطمئن النفس. لا يتزعزع قيد انملة ثم بعدهم عامة اهل السنة عندهم من اليقين ما ليس عند غيرهم من اصحاب العقائد الاخرى ثم بعدهم عامة اهل البدع فان عندهم يقين اقل من رتبة يقين اهل السنة لما لديهم من شبهات ثم بعد ذلك علماء اهل البدع فان عندهم من الشك والريب والاضطراب ما ليس عند عامتهم واهل الاسلام عندهم من اليقين ما ليس عند غيرهم من اصحاب الديانات والملل الاخرى لما ذكر الله جل وعلا هذا الكتاب قال ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين. فهذا الكتاب هو الذي يحصل اليقين وقال تعالى يفصل الايات لعلكم بلقاء ربكم توقنون. وقال جل وعلا قد جاءكم من الله نور كتاب مبين يهدي به الله من اتبع رظوانه سبل السلام. ويخرجهم من الظلمات الى النور ومن اسباب تحصيل اليقين التفكر في ايات الله في الكون قال تعالى سنريهم اياتنا في الافاق وفي انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق. اولم يكفي بربك انه على كل شيء شهيد ومن اسباب اليقين التخفف من الذنوب بتركها قبل فعلها والاستغفار والتوبة منها بعد الايهاب كذلك من اسباب تحصيل اليقين معرفة قصص الامم الماظية. قال تعالى وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به ذكاء ورتلناه ترتيلا كذلك من اسباب تحصيل اليقين التأمل في احوال الامم الماظية وكيف نزلت بهم العقوبات لما اعرضوا عن منهج الله وكذلك التأمل في عجز الامم السابقة عن الاتيان بمثل هذا القرآن. وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا بسورة من مثله الاستجابة للفتن المظلة هذا من اسباب زوال اليقين كما جاء في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم قال تعرظ الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا. فاي قلب اشربها نكتت فيه نكتة سوداء واي قلب انكرها نكتت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين ابيظ مثل الصفاء لا يظره فتنة ما دامت السماوات والارض والاخر اسود مرباد كالكوز يعني الكوب مجخية يعني مقلوبة لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا الا ما طيب من هواه ان عدم التزام الانسان ب ما يعد الله به من فعل ما يأمر الله به من فعل الطاعات هذا من اسباب زوال اليقين. قال تعالى فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم القيامة الى يوم يلقونه فاعقبهم نفاقا في قلوبهم الى يوم يلقونه بما اخلفوا الله ما وعدوه وبما يكذبون مما يجعل بعض الناس لا يحصل رتبة اليقين ويجعله لا يوقن بوعد الله تلك الاماني الكاذبة والدعاوى الباطلة التي تغر العبد وتجعله يغفل عن المسائل اليقينية والمطالب القطعية. يقول الله تعالى يا ايها الانسان ما غرك بربك الكريم وقال سبحانه امن هذا الذي ينصركم من دون الرحمن ان الكافرون الا في غرور فغرور الانسان يجعله لا يحصل رتبة اليقين ويقول جل قال ابن مسعود رضي الله عنه كفى بخشية الله علما. وكفى بالاغترار بالله جهلا ومن اسباب عدم تحصيل اليقين الغرور بالدنيا والانخداع بالامور الدنيوية فان الانسان اذا انخدع بالدنيا وظن ان المقصود الاساسي هو الدنيا غفل عن الاخرة وانتج ذلك بعدا عن اليقين وجعل الانسان يضطرب ويقلق ولا يهنأ بحياته قال تعالى الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا فاليوم ننساهم كما نسوا مع يومهم هذا وما كانوا باياتنا يجحدون. وقال تعالى وذري الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا. وغرة الحياة الدنيا وقال سبحانه يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله غرور السبب الاخر من اسباب عدم تحصيل اليقين الغرور بوعود الشيطان الكاذبة فان الشيطان يلقي في نفوس الناس اماني كاذبة فمن استجاب لها قل عنده اليقين او ذهب بالكلية. قال تعالى وما يعدهم الشيطان الا غرورا الامر الاخر الاغترار بما اعطي اهل الكفر واهل المعاصي من متاع الحياة الدنيا فان الله تعالى يقول لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس وقال تعالى ما يجادل في ايات الله الا الذين كفروا فلا يغروك تقلبهم في البلاد فانهم وان اعطوا بعض الاسباب المادية بالامور الدنيوية لا يعني هذا انهم على يقين او يعني انهم سعداء في حياتهم او يعني انهم مطمئنون في هذه الحياة كذلك من اسباب زوال اليقين تلك الدعوات الزائفة الكاذبة التي تطلقها بعض الجماعات المبطلة الذين يحاولون نشر اكاذيبهم واباطيلهم. فيوهم على الناس ويموهوا عليهم بخلط الحق بالباطل قال تعالى وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا. شياطين الانس والجن يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون وقال جل وعلا ذلك بانهم قالوا لن تمسنا النار الا اياما معدودات. وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون. وقال سبحانه بل ان يعد الظالمون بعظهم بعظا الا غرورا فعندما نجد بعض المقالات او بعض الحلقات التلفزيونية التي يموه فيها اهل الباطل ولا يمكنون اهل الحق من نشر حقهم في هذه مسائل يكون ذلك من اسباب نقصان اليقين او عدم تحصيله كذلك من اسباب زوال اليقين اغترار الانسان بما اتاه الله من نعم مع مع غفلته عن قدرة الله جل وعلا على ازالتها. قال تعالى فاما عاد فاستكبروا في الارظ فاماعات فاستكبروا وفي الارظ بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة؟ وقالوا من اشد منا قوة؟ اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو واشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون وقال سبحانه وقالوا نحن اكثر اموالا واولادا وما نحن بمعذبين. ما كانت عاقبتهم عاقبتهم عدم الاستقرار في الحياة. عدم زكاة نفوسهم العقوبة التي جاءتهم في الدنيا مع ما ينتظرهم من العقوبة في الاخرة قال تعالى ولينا ذقناه رحمة منا من بعد ضراء مسته ليقولن هذا لي وما اظن الساعة قائمة ولئن رجعت الى ربي ان لي عنده للحسنى فلننبئن الذين كفروا بما عملوا ولنذيقنهم من عذاب غليظ اسمع لقول الله تعالى ويل لكل همزة لمزة الذي جمع مالا وعدد جمع مالا وعدده يحسب ان ماله قال ده كلا لينبذن في الحطمة يحذر الانسان من ان يعاقبه الله جل وعلا فيزيل من قلبه اليقين فان الله تعالى قادر على ذلك. قال سبحانه فان يشاء الله يختم على قلبك. وقال سبحانه واعلموا ان الله هيحول بين المرء وقلبه وقال وكذلك يطبع الله على قلوب وكذلك يطبع الله على قلوب المعتدين. وقال سبحانه وكذلك نسل في قلوب المجرمين. لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الاليم لقد واسمع لقول الله جل وعلا لقد سمع الله لقد سمع الله لقد سمع الله الذين قالوا ان الله فقير ونحن اغنياء سمى الله جل وعلا اولئك الذين ضعف اليقين عندهم سماهم مرضى القلوب فقال سبحانه وفي قلوبهم في قلوبهم مرض في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا فترى الذين في قلوبهم مرظ يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة ان عدم تحصيل اليقين هو من اسباب دخول نار جهنم والعياذ بالله فان الله جل وعلا قد حكى عن اهل جهنم انهم قالوا وما نحن بمستيقنين. وما نحن بمستيقنين اخذنا في درسنا هذا ان من اسباب تزكية النفوس العلم الشرعي وبينا مكانة العلماء وبينا اسباب تحصيل العلم وبينا كيفية تحصيل اليقين وذكرنا بعض النماذج التي يحصل العبد بواسطتها درجة اليقين وقارنا بين الناس ودرجاتهم بالنسبة اليقين وذكرنا المعوقات التي تجعل بعض الناس لا يحصل درجة اليقين وبينا الاثار المترتبة على اليقين تحصيلا او عدم تحصيل وموظوعنا في هذا موضوع مهم ينبغي بنا ان نوليه عناية خاصة وان نهتم بتحصيل درجة اليقين لانها من اسباب فمن اكبر اسباب تزكية النفس. العلماء يخشون الله فاذا خشوا الله زكوا نفوسهم. قال تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فالوصية الوصية بتحصيل العلم والحرص على الوصول الى درجة اليقين هذا واسأل الله جل وعلا ان يرزقنا واياكم علما نافعا المراد بالعلم النافع الذي يعمل به صاحبه. اللهم ارزقنا علما نافعا وعملا اللهم يا حي يا قيوم هب لنا من اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم يا حي يا قيوم اجعل لنا من ما نكون به ائمة في الدين هذا والله اعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين