السلام عليكم ساحدثكم في هذه الشذرة عن فعل قرآني واضح في معناه غريب في تصريفه وهو ان في قول الله تعالى لمريم عليها السلام فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوم فلن اكلم اليوم انسيا. تأملوا معي ترين اصله الفعل الماضي رأى فعل ماظ ثلاثي رأى فعل. عند بناء المضارع فالاصل في العربية ان نأتي بحرف المظارعة المناسب اما الهمزة او النون او الياء او التاء ونأتي بالاحرف الثلاثة كاملة. لذلك ساقيس هذا الفعل على نظيره سعى حتى تتضح المسألة. لاحظوا من سعى سأقول انا اسعى اسعى همزة مع السين والعين والالف يائية الاصل. انا اسعى نحن نسعى هو يسعى انت تسعى حين ارادت العرب بناء المضارع من رأى خففت خففته بحذف هذه الهمزة. لماذا؟ لان هذا الفعل كثير الاستعمال. وكثير المعاني لانها تعبر به عن الرؤية البصرية وعن الرؤية القلبية وعن الرؤية المنامية. لذلك هو كثير المعاني كثير الاستعمال وفيه همزة والهمزة ثقيلة فخففته العرب بنقل هذه الفتحة من الهمزة الى الراء الساكنة. لذلك اصبحت الراء مفتوحة وحذفت هذه الهمزة لانها اصبحت ساكنة فالتقت مع الالف الساكنة فحذفت. فقلنا رأى قلنا في مضارعه ها رأى ارى نرى يرى ترى. لاحظوا معي ان رأى وزنها فعلى فعل لذلك حين حذفنا الهمزة لا بد ان نحذف العين من الميزان. لذلك حين اقول انا ارى الوزن انا افل نحن نرى نحن نفل هو يرى هو يفل انت ترى انت تفل لان حذفنا العين ساتحدث عن الفعل المضارع المبدوء بالتاء لان هذا الفعل القرآني يبدأ بالتالي لذلك سانتقل هنا للحد حديث عن الفعل ترى. اذا ترى وزنه تفل لان الاصل ترقى ثم حذفنا الهمزة. اذا الوزن تفل. طيب القرآن الكريم اسند هذا الفعل الى ياء المخاطبة لان الخطاب لمريم عليها السلام لمريم عليها السلام. لاحظ ياء المخاطبة وسنأتي مع ياء المخاطبة بالنون لان الفعل المضارع حين يكون من الامثلة الخمسة يرفع بثبوت النون هذه حالة الاصلية. لذلك عند الاسناد ساقلب هذه الالف ياء لانها يائية الاصل. لاحظوا ساقول ترايين تريين بهذا الشكل تريين ها تفلين هذا هو الوزن. طيب الياء التي هي الحرف الاخير من الفعل هي بمنزلة اللام تحركت وانفتح ما قبلها فقلبت الفا. حين قلبت الفا والالف ساكنة اجتمعت عياء المخاطبة لاحظوا ياء المخاطبة هنا الظمير وهي تعبر عن الفاعل عن مريم عليها السلام حين اجتمعت الالف الساكنة مع ياء المخاطبة وهي ساكنة حذفنا هذه الالف. لذلك سيصبح الفعل على هذه الصورة. لاحظوا ها ترين تارين. حتى تتضح في الصورة نريد ان نزن الان ترينا. لاحظوا انا حذفنا الياء التي تقابل اللام. فلم يبقى من الفعل الا الراء التي تقابل الفاء. لذلك الوزن الان ترين وزنها تفينا لاحظوا لم يبق من الفعل الا حرف واحد ومع ذلك المعنى واضح ترين ترين من الرؤية. الان في الاية دخلت فاما فاما هذه تتكون من الفاء وان وماء ماء هذه هي ماء الزائدة والفاء حرف معنى لا عمل له. اما ان ها فهي الشرط الجازمة. لذلك هي جزمت هذا الفعل فحذفنا هذه النون. فاصبح الفعل تري على وزن تفي ثم ادخلنا نون التوكيد الثقيلة. لاحظوا نون التوكيد الثقيلة. نون التوكيد الثقيلة هي نون ساكنة ونون مفتوحة. ثم ادغمنا النون في النون. اذا النون الاولى ساكنة. وهذه الياء ساكنة فالتقى ساكنان فكسرنا ياء المخاطبة للتخلص من التقاء الساكنين الفعل ترين على وزن تفينا تفينا. فهذا هو تصريف وهذا الفعل. هذا هو التحليل الصرفي لهذا الفعل القرآني. اما من حيث المعنى فالمعنى واضح هو من الرؤية البصرية بالعين. فاما ترين من البشر احدا. ولكن نريد ان نتحدث عن التوكيد لماذا اكد الله تعالى هذا الفعل في هذا المقام؟ نقول ان هذا التشديد في امر مريم عليها السلام فاما ترين من البشر احدا فقولي اني نذرت للرحمن صوما فلن اكلم اليوم انسيا هذا التشديد الذي يعبر عنه هذا التوكيد يتناسب مع تفصيلات هذا قام المهيب. لاحظوا مريم عليها السلام الان في موقف ضعف في موقف ضعف لان قومها سيتهمونها اجارها الله وحاشاها بالفاحشة. لذلك الله الا امرها بالصمت. لماذا؟ ليرفع عنها الحرج. ليرفع عنها الحرج لانه جل وعلا تكفل الا بالدفاع عنها بماذا؟ باجراء المعجزة على لسان وليدها. لذلك امرها بالصمت. فرفع عنها الحرج وايدها بالمعجزة. لانه تكفل للدفاع عنها فانطق وليدها في المهد ولم يكلفها الا بالاشارة اليه. فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا