السلام عليكم من غريب افعال القرآن الكريم نكتل ويكتل. في قول الله تعالى في سورة يوسف قالوا يا ابا انا منع منا الكيل فارسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون. وفي القراءة الاخرى فارسل اخانا يكتل وانا له لحافظون. فما تصريفه وما معناه؟ لاحظوا معي قلت لكم ان ابنية الافعال في العربية كالانية الفارغة نضع فيها ما نشاء. ومن هذه الابنية افتعل. لاحظوا همزة الوصل ثابتة والتاء ثابتة. اما الفاء والعين واللام فهي فارغة نضع فيها ما نشاء من المعاني حسب حاجتنا فعلى سبيل المثال من ناء فاء سنقول انتفع من نا شار سنقول انتشر من دار سنقول اقتدر من عا صار سنقول اعتصر من سنقول اختزل وقيسوا على ذلك. طيب اذا بنينا افتعل من الفعل كال يكيل لاحظوا كال يكيل الحرف الاول هو الكاف وهو يقابل الفاء الحرف الثاني الياء لاحظوا هذه الالف اصلها ياء. لذلك قلنا كال يكيل اذا كال هذه اصلها كيالا. لذلك الحرف والثانية الاصلي هو الياء وهو يقابل العين لذلك هذه هي الياء. الحرف الثالث هو اللام وهي تقابل اللام وهذه اللام. طيب اذا بنينا افتعل الان هذه همزة الوصل وهي مكسورة كافة التي تقابل الفاء ساكنة. التاء الزائدة مفتوحة. والياء التي تقابل العين مفتوحة. واللام التي تقابل اللام مفتوحة اكتيل. اذا افتعل منكال يكيل اكتيلا. لاحظوا هذه الياء متحركة وما قبلها مفتوح. لذلك قلبها العربي الفا. لماذا؟ لان الالف اخف من في هذا الموضع لان هذه الفتحة امتدادها الطبيعي هو الالف. لذلك قلبنا هذه الياء الفا. فاصبح الفعل على هذه الصورة. لاحظوا اكتال اكتالا الفرق بين اكتالا واكتيالا في الخفة واظح هذه اخف والعربي ميال الى الخفة. اذا تالا هي الصورة المحسنة من اكتيل واكتيل هذه يفتعل منكالا يكيل. طيب اذا اتينا بالفعل المضارع من اكتال لاحظوا عندنا هذه لاحظوا اذا اتيت بهمزة المضارعة ساقول اكل تالو اذا اتيت بنون المضارعة ساقول نكتال اذا اتيت بياء المضارعة ساقول يكتال اذا اثبتان مضارعة ساقول تكتال. لاحظوا نحن نتحدث في هذا الفعل القرآني عن الفعل الى المضارع نكتال المبدوء بنون المضارعة ويكتال المبدوء بياء المضارعة على القراءتين اذا نكتل ويكتل هو نكتال ويكتال ونكتال ويكتال هما فعلان مضارعان من اكتال واكتال هو افتعل من كال يكيل. هذا الفعل حين وقع في هذا الموضع من لاحظوا الاية فيها طلب ارسل معنا اخانا لماذا؟ ما الهدف من هذا الطلب؟ من هذا الطلب وهو طلب ارسال اه اه اخي يوسف عليه السلام الهدف هو الكيل لذلك هذا الفعل يقول العلماء وقع في جواب الطلب. واذا وقع في جواب الطلب فحكمه جزم. لماذا؟ لان جملة الطلب وجوابه كجملة الشرط وجوابه. فمعنى فارسل معنا اخانا نقتل اي ان ترسل معنا اخانا نكتل. فشرط نكتل هو ارسال الاخ. لذلك لاحظوا هو مجزوم وهذا الفعل صحيح الاخر فهو يجزم بالسكون. اذا هو مجزوم بالسكون والالف ساكنة. لذلك لا بد ان نتخلص من التقاء الساكنين بحذف الالف فاصبح نكتل. اذا لاحظوا هذا الحذف ترتب على علة نحوية الفعل في الاصل نكتال ويكتال. فلما وظع جوابا للطلب جزم. فلما جزم بسكون اخره ساكنان فحذفنا الساكن الاول فاصبح الفعل نكتل وفي القراءة الاخرى يكتل. اذا نكتل اصله نكتال يكتل اصله يكتال ولكن لما جزم حذفنا الالف للتخلص من التقاط الساكنين. لذلك لاحظوا نكتال وزنها نفتعل. يكتال وزنها افتعل طيب هذه الالف التي حذفت تقابل الياء التي هي العين. لذلك لو وزنا هذا الفعل وهو مجزوم في هذا الموضع سنقول وزن نكتل نفتل نحذف العين لان هذه الالف حذفت وزن يكتل يفتل بحذف العين لان هذه الالف حذفت. وقد ذكر الزجاجي في كتابه مجالس العلماء ان المازني وابن السكيت وهما من كبار علماء العربية اجتمعا في مجلس وزير المعتصم محمد بن عبد الملك كالزيات فقال الزيات للمازني سل ابن السكيت سؤالا في اللغة فسأله المازني ما وزن نكتل في قول الله فارسل معنا اخانا نكتل فتعجل ابن السكيت وقال نكتل نفعل. وهذا خطأ. لاحظوا معي هي نفتل حذفنا العين لانا حذفنا الالف لالتقاء الساكنين وهي تقابل العين. ما قلناه في بناء افتعل من كالة يكيل نقوله في بناء افتعل من جميع نظائره. نحن قلنا من كال يكيل اكتيا لا ثم حسنناها الى اكتالا. طيب من باع يبيع سنقول ابتيع ثم نحسن هذا اللفظ فنقول ابتاعا من عاش يعيش سنقول اعتيش ثم نحسنه فنقول اعطاش من غاب يغيب سنقول اغتيب ثم نحسنه ونقول اغتاب من ما حيميح سنقول امتيحا ثم نحسنه فنقول امتاحا من هاج يهيج سنقول اهتيج ثم نحسنه فنقول اهتاج وهكذا. هذا هو تصريف الفعل القرآني. اما المعنى فهو واظح بعد هذا التصريف هو الفعل المظارع. لاحظوا الذي اصله كان الا يكيل من الكيل. لذلك في اه اه قراءة الجمهور فارسل معنا اخانا نكتل اي نكتل جميعا من اكتيال الحبوب وفي قراءة يكتل اي ارسل معنا اخانا يكتل هو لذلك قالوا هناك ونزداد كيل بعير