الاستغفار معناه طلب المغفرة والسين والتاء الطلق واصل الغفر معناه الستر والعفو والصفح فقول المسلم استغفر الله يعني اطلب منك يا ربي ان تعفو عني وان تستر عورتي وان تتجاوز من زلته هذا معنى الاستغفار والاستغفار ايها الاخوة من العبادات العظيمة بل هي مقامة من مقامات العبودية جعلها الله تبارك وتعالى لخيرة الخلق الانبياء والمرسلون ولو تأملنا مع كمال علمهم وقوة اعمالهم نجدهم من اكثر الناس استغفارا لله تبارك وتعالى واذا تأملنا في سر ذلك نجد ان المقصود نيل هذه المرتبة والوصول الى هذه المقامة من مقامات العبودية وهي مقامة الاستغفار فكما ان الانسان يقول يا رب ارزقني يتعبد لله باسمه الرزاق وكذلك يقول يا ربي عافني ويا ربي قوني ويتعبد لله عز وجل باسمه القوي فان الاستغفار باب كبير للاخيار يصلون به الى مراتب الابرار لانهم يتعبدون الله عز وجل باسمائه الحسنى المتعلقة بهذا النوع من التعبد فحينما يقول المسلم استغفر الله فانه يطلب المغفرة من الغفور فتأملوا معي انه حصل في دعائه انه طلب من الله المغفرة لعلمه انه غفور ولعلمه انه الغفار ولعلمه انه الكريم ولعلمه انه الرحيم ولعلمه انه العفو ولعلمه انه سبحانه وتعالى يغفر الذنب ويقابل التوبة بالقبول. واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداعي اذا دعان ما تقرب طائع الى الله بمثل الاستغفار ولهذا جعل الله الاستغفار عقيب الطاعات فقال سبحانه وتعالى عقيب الموقف في الحج ثم افيضوا من حيث افاض الناس واستغفروا الله وكان النبي صلى الله عليه وسلم اذا سلم من صلاته قال استغفر الله ثلاثا كما في حديث عائشة رضي الله عنها والله جل وعلا امر نبينا صلى الله عليه وسلم ان يكثر من التسبيح والاستغفار مع الجمع بالحمد في اخر عمره دل على ان الكمالات تختم بالاستغفار لرب البريات فقال الله عز وجل له لما نعى اليه اجله واخبره بكمال وظيفته واتمه قال ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا تقول ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم بعد هذا ساجدا الا ويقول سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي تأملوا معي ان اعظم ما نختم به الطاعات هو الاستغفار لماذا؟ لانه تعبد لله عز وجل بالاسماء الجميلة الجليلة الدالة على الكرم والجود والسخاء والعطاء لله سبحانه وتعالى