يسمونه سحرا باعتبار ان السحر يوجد اشياء فوق ما هو في واقع الناس الملموس فيقولون فلان جماله ساحر وفلان فيه سحر وقال صلى الله عليه وسلم ان من البيان لسحرا محمد السحر لغة مأخوذ من الخفاء وذلك لانه ما من ساحر الا وهو يخفي شيئا ويظهر وجها اخر يخفي شركه للجن وطاعته للجن وتقربه الى الجن الذي لا يمكن ان يخدموه الا بتلكم الصور التعبدية المختلفة ويظهر للناس بصورة مصلح يريد الجمع والاصلاح بين الناس بزعمهم ولنعلم جميعا ايها الاخوة الفضلاء والاخوات الفضليات ان من رام الاصلاح فعليه ان يسلك طريقين عليه ان يسلك طريقين. الاول الطريق الشرعي والثاني الطرق الكونية اما ان يسلك الانسان طريقة في الاصلاح غير شرعي او طريقة في الاصلاح غير كوني فهذا وان غام الاصلاح فانه يفسد ولا ريب ولنضرب مثلا من الواقع الملموس وعلى ذلك نقيس السحر المخبوء الذي لا يتطلع عليه كثير من الناس مما يصلح البدن اكل الحلال ولو ان الانسان اكل النجس واكل القاذورات والنجاسات كالخنزير ونحوه يفسد بدنه طبعه فبعد ان كان غيورا يصبح ديوثا وبعد ان كان قويا يصبح ضعيفا. وهكذا وهكذا الانسان الذي يخالف الامور الكونية يأكل الاتربة مثلا ويأكل الاشياء نافعة فان هذه الاشياء تضره لانه خالف الامور الكونية مع مخالفته للامر الشرعي فلا يمكن ان يوجد صلاح في الكون ولا يمكن ان يوجد صلاح في المجتمع ولا في الفرد الا بتتبع الشرع اولا ثم يكون ذلك اتباع الامور عامة الكونية التي اوجدها الله تبارك وتعالى السحر في الشرع هو اسم يطلق على ما يفعله الساحر من العمل بزعم انه يحبب بين اثنين او يفرق بين اثنين وهذا العمل لا يمكن التوصل اليه الا اذا كان هناك شرك ومن سمى بعظ الاشياء سحرا فهذا من الباب اللغوي فان العرب من توسعهم في اللغة انهم يرون بعض الاشياء التي تفوق الخيال اي شيئا يذهب العقل فالمقصود ان السحر معناه اللغوي اوسع من المعنى الشرعي وهؤلاء فائدة لطلبة العلم ان المعاني الشرعية لا تكون مخالفة للمعاني اللغوية جملة وتفصيلا وانما تكون المعاني الشرعية اما مخصصة للمعاني اللغوية كالدعاء باللغة مطلقا الدعاء في اللغة مطلق الطلب واما واما في الشرع فهو شيء مخصوص سواء كان الدعاء عبادة او دعاء مسألة على صورة مخصوصة وهيئة مخصوصة واما ان يكون المعنى الشرعي اعم من المعنى اللغوي عم من المعنى اللغوي فالتعبد لغة معناه الذل العبادة معناها في اللغة الذل والخضوع ومعناها في الشرع اعم من الذل والخضوع. اذ ما من متعبد متعبد الا وهو يتلذذ في ذله لله جل وعلا حتى اصبح في حاله عزيزا