الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فهذا لقاء جديد نتدارس فيه شيئا من ايات الاحكام بسورة البقرة قال الله جل وعلا ثم قست قلوبكم من بعد ذلك قسوة القلب تنجلي في امرين احدهما عدم الرحمة وثانيهما عدم قبول الحق وقسوة القلب لها اسباب من اعظم اسبابها الاعراض عن الوحي والاستجابة لداعي الهوى فهذه تقسي القلب ومن اعظم ما تعالج به قسوة القلوب خشية الله كما في هذه الاية لما قارن بين القلوب القاسية والحجارة ذكر ان من الحجارة ما يهبط من خشية الله وحينئذ ينبغي بالمؤمن ان يحرص على معالجة قلبه. من الامراظ ومنها مرظ القسوة وفي هذه الايات قسوة قلوب بني اسرائيل فانهم قد شاهدوا البراهين العظيمة منها احياء الموتى. ومع ذلك بقيت قلوبهم قاسية لم تقبل الحق بل شبهها الله عز وجل بالحجارة وجعل الحجارة افضل من قلوبهم وفي هذه الايات تحريم تحريف كلام الله بابدال لفظة او بتفسيره بغير مراد الله ولذلك عاب الله عز وجل على بني اسرائيل انه كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون وفي هذه الايات ايظا بيان ان المنافقين اذا لقوا البيان ان اليهودي ذالكوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم ببعض قالوا وتحدثونهم بما فتح الله عليكم وهناك ثلاث ايات بمثل هذا المعنى مر معنا في اوائل سورة البقرة لما تحدثت عن المنافقين ذكرت انهم يفعلون مثل ذلك وهذه الاية تتحدث عن اليهود انهم اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلا بعضهم الى بعض قالوا وتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم وهناك اية ثالثة في سورة ال عمران. وقد تقدم معنا ان سورة ال عمران عن النصارى وقد ذكر الله عز وجل في سورة ال عمران ان هذا من فعلهم وانهم اذا لقوكم قالوا امنا. واذا خلوا عضوا عليكم الانامل من الغيث وتلاحظ انهم عند الخلوة خلوة بعضهم ببعض كل واحد منهم يفعل ما يتوافق مع طريقته المنافقون اذا خلوا الى شياطينهم ايش قالوا انا معكم انما نحن مستهزئون. وهذي طريقة اهل النفاق واليهود اذا خلوا قالوا عندكم علم. واذا قابلتم هؤلاء القوم تتركون العلم الذي عندكم وتجاملونهم بهذه الكلمة فهذه الكلمة قد تكون سببا من اسباب قيامهم بالحجة عليكم امام الله يوم القيامة بينما النصارى اذا خلوا عضوا عليكم الانمل من الغيث وفي هذه الايات التذكير بعموم علم الله وانه لا يخفى عليه شيء سواء عند مقابلتهم للمؤمنين او عند خلوة بعضهم ببعضهم الاخر وفي هذه الايات بيان ان اليهود منهم كتبة ومنهم اميون وان الكتبة يدلسون على الاميين الذين لا يعرفون القراءة والكتابة فيقولون هذا من عند الله. سواء بكتابة اشياء يدخلونها في التوراة او باصدار فتاوى ونحوها من اجل ان ينالوا شيئا من الدنيا ومن هذا انهم يكتمون ما يتعلق بالاخبار برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وفي هذه الايات ان اليهود يشيعون اشاعات كاذبة انهم سيدخلون في النار قليلا ثم يذهبون الى الجنة وان المسلمين يخلفونهم في النار فيبقون فيها فرد الله عز وجل عليهم بان هذه دعوة فاعطونا الدليل على هذه الدعوة فان كان قولا بلا علم فانه لا يقبل وفي هذا دلالة على ان النافي يلزمه الدليل كما يلزم المثبت من اسبت او نفى عليه الدليل وفي هذه الايات لقوله بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته. فاولئك اصحاب النار ما قال فعل خطيئة وانما قال احاطت به الخطيئة بحيث غلبت خطاياه حسناته او لم يكن عنده حسنات اما من كسب سيئة لكن لم تحط خطيئاته به فانه لا يكون مخلدا في النار فان قال قائل لماذا يخلدون في النار؟ وكفرهم محصور بالدنيا وهي سنوات قليلة فيقال بان في نيتهم ان لو بقوا ابد الاباء لبقوا على طريقتهم فجازاهم الله بحسب ما في نياتهم وفي هذه الايات ان الذين امنوا وعملوا الصالحات يبقون في الجنة ابد الابد فهم اصحاب الجنة والمراد بالصحبة طول الملازمة وفي هذه الايات التذكير بالمواثيق التي اخذت على بني اسرائيل ومع ذلك لم يلتزموا بها مع انها في مصلحتهم دنيا واخرة ومن المواثيق التي اخذت عليهم ان يفردوا الله بالعبادة وان يحسنوا للوالدين لذوي القربى واليتامى وان يتكلموا بالكلام الحسن مع الناس وفي هذه الايات ان المسلمين يخاطبون بهذه الامور كما يخاطب اهل الكتاب لان شرع من قبلنا عنف لنا وفي هذه الايات تذكير لبني اسرائيل بما فعلوه من نقض للعهود من تلك العهود ان الله اخذ عليهم الا الا يقتل بعضهم بعضا فخالفوا. من العهود ان الله اخذ عليهم الا يخرج بعضهم بعضا من بلدانهم. فخالفوا ومن العذر وفي هذه الايات ان الاخراج من الديار عقوبة شديدة تكون بعد القتل في هذه الايات تحريم الاخذ ببعض الكتاب دون بعظه وفيها التشنيع على من امن ببعض الكتاب وكفر ببعضه الاخر. اذا عندنا مرتبتان ايمان بالبعض كفر بالبعض. فهذا بمثابة الكفر بالجميع والثاني عمل بالبعظ وترك للبعظ فهذا لا يعد تركا للجميع لكنه يشنع عليه فيقال له هذه امور متماثلة فكما اخذت بالشرع في الاول يلزمك باخذ الشرع في الثاني في هذه الايات التخويف من العقوبات الدنيوية والاخروية كما قال فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا. ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وفي هذه الايات تحريم تقديم الدنيا على الاخرة وايجاد تقديم الاخرة على الدنيا وان من قدم الدنيا على الاخرة في كل اموره فان العذاب يستمر عليه ولا يخفف عنه ولا ينصر وفي هذه الايات بيان ان الرسل يتفاوتون في المرتبة وليسوا على رتبة واحدة بهذه الايات التشنيع على من وقف في وجه الرسل واتباع الرسل من والدعاة الذين يبلغون ما جاءت به الرسل وان الوقوف في وجوههم من اسباب نزول لعنة الله بالعبد قال تعالى بل لعنهم الله بكفرهم وفي هذه الايات ان من عرف الحق فلم يؤمن به اشد عقوبة ممن لم يؤمن بالحق لعدم معرفته به وفي هذه الايات ان الحسد من اكبر الاسباب التي تجعل الناس يعرظون عن قبول الحق كما حسد بنو اسرائيل العرب ان يكون منهم او ان تكون فيهم الرسالة ولذا كان من جزاء ذلك ان يبوء بغضب على غضب. ويكون لهم العذاب المهين وفي هذه الايات ان ما لدى الانبياء يصدق بعضه بعضا وان من كفر ببعض ما جاء به بعض الانبياء فكأنما كفر بما جاء به الجميع بهذه الايات وجوب الاستعداد للدار الاخرة وانها الدار التي ينبغي ان يستعد لها الناس وانها دار اعدها الله للمتقين ليست خاصة بقوم دون قوم ولذلك امتحن الله من زعم ان الاخر لهم بان طلب منهم ان يتمنوا الموت. وما هم بفاعلين ويؤخذ من هذه الايات ان الحياة ليست مرادة لذاتها الا يتمنى الانسان البقاء لذات البقاء؟ وانما يتمنى الحياة والبقاء في الدنيا من اجل ان ترتفع درجته في الاخرة في هذه الايات وجوب وجوب الايمان بالملائكة الكرام. في مقدمتهم جبريل ميكائيل بهذه الايات تحريم معاداة الا من خلال معاداة اوليائه واصفيائه بهذه الايات ان النبي صلى الله عليه وسلم قد جاء بمعجزات تدل على صدقه ولكن الايمان بالمعجزات لا يوفق له كل واحد من الناس بهذه الايات ان من عاهد الله وجب عليه الوفاء بالعهد. سواء كان نذرا او كان وقفا او كان يرى ذلك في هذه الايات ان الجماعة الذين لهم كلمة واحدة اذا عاهد بعظهم لزم لجميعهم ومن هنا اذا عقد الامام الاعظم صلحا لزم جميع من تحت يده الالتزام بذلك الصلح. ما يأتي انسان ويقول هذا انما عقده صاحب الولاية لا يلزم فانه قال اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة ان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين هذا والله اعلم صلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين