الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على افضل الانبياء والمرسلين اما بعد فمرحبا بكم في لقاء نتدارس فيه شيئا من ايات الاحكام من سورة البقرة يقول الله جل وعلا ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون في هذه الايات دلالة على وجوب تبليغ الحق وتوصيل العلم الى الخلق وفي هذه الايات ان من كتم الحق فهو وكتم العلم فهو اثم ولكن هذا عند العلماء فيه تفصيل بالنسبة للعلم الشرعي فهناك علوم لا يلزم بيانها. وهي التي لا يحتاج اليها الخلق او لا تبلغه افهامهم جاه سالح عن مسألة في فقير جاء كسالك عن مسألة في الزكاة هل من كان عنده مال يجب عليه يدفع الزكاة ولا ما يجب فحينئذ لا يلزم الفقيه ان يجيبه لان هذا السائل غير محتاج لهذه المسألة وهكذا لو كان السائل لا يبلغ فهمه المسألة المسؤولة عنها كما لو سأل عن فروع القدر وذهنه لا يستوعب ذلك فالفقيه لا يلزمه ان يجيب هذا السائل ولذا ورد ما انت بمحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم الا كان فتنة لهم والنوع الثاني من المسائل مسائل محتاج اليها لكن يمكن معرفة العلم من غير هذا الفقيه فحينئذ لا يلزم الفقيه الجواب ويحيل يقول روح اسأل فلان كما كان ذلك شأن الصحابة عندما كانوا يتدافعون الفتيا الحالة الثالث مسائل يحتاج اليها السائل وليس في في البلد فقيه سوى هذا الفقيه. فحينئذ يلزمه ان يجيب ولا يجوز له ان يكتم العلم ومثل هذا في المنكرات العامة او الواجبات التي لا يقدم عليها العباد. يجب على الفقيه ان يظهر العلم في هذه المسائل ليقيم الحجة على العباد ومن هنا فينبغي التنبيه على ما يحصل من المنكرات والمعاصي وحديث من سئل عن علم فكتمه الجم بلجام من نار هذا ايش فيه ضعف في الاسناد بضعف الاسناد وبالتالي ما نأخذ منه حكم وفضيلة العلم ونشر العلم قد دل عليها نصوص كثيرة. قال النبي صلى الله عليه وسلم خيركم من تعلم القرآن وعلمه قال الله عز وجل ومن احسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقوله اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون. هل فيها جواز لعن المعين؟ مثله في التي بعدها ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار اولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين عندنا المعين وعندنا لعن على الصفة مثال اللعن على الصفة الا لعنة الله على الظالمين. الا لعنة الله على الكاذبين مثلهما في هذه الايات فهذا جائز لورده في النص واكثر العلماء يفضلون الدعاء بالهداية على اطلاق اللعن النوع الثاني لعن المعين وهذا على جانبين صاحب المعصية المعين فهذا لا يجوز لعنه فان بعض الصحابة لما لعن شارب الخمر بعينه نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. وقال قال لا تكونوا عونا للشيطان على اخيكم والمسألة الثانية في المعين الكافر هل يجوز ان يلعن او لا يجوز وهذه المسألة قد اختلف العلماء فيها والجمهور على عدم الجواز لان النبي صلى الله عليه وسلم طلب منه ان يلعن بعض الكفار باعيانهم فقال اني لم ابعث لعانا وانما ولذا اذا قيل لهم اتبعوا ما انزل الله قالوا بل نتبع ما الفينا عليه اباءنا فعاب الله عليهم وقال اولو كان اباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون وفي هذه الايات هاديا معلما وقد اشار المؤلف الى هذه المسألة ابن العربي فقال قال لي كثير من اشياخي ان الكافر المعين لا يجوز لعنه لان حاله عند الموافاة يعني عند الموت لا تعلم. قد يسلم. وقد شرط الله تعالى في هذه الاية في اطلاق اللعنة الموافاة على الكفر. ان الذين كفروا وماتوا وهم كفار لكن قال بان النبي صلى الله عليه وسلم قد روي عنه انه لعن اقواما باعيانهم من الكفار فقالت عائشة دخل علي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء فاغظباه فلعنه ثم قال المؤلف والصحيح عندي جواز لعنه لظاهر حاله كجواز قتاله وقتله ولعل قول الجمهور في هذه المسألة ارجح اذ لا ثمرة من اللعن والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن من شأنه ذلك وشأنه لم يكن من شأنه المستمر ذلك واما لعن المؤمن صاحب الطاعة فهذا من كبائر الذنوب وقد ورد في الحديث لعن المؤمن كقتله. كما في صحيح مسلم قال لا تلاعنوا بلعنة الله لا تلاعنوا بلعنة الله وفي هذه الايات ان ذنب كتمان العلم يمكن ان يتاب منه وتكون التوبة ببيان العلم وتوظيحه وقال الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا. فاولئك توبوا عليهم وانا التواب الرحيم وفي هذه الايات في قوله جل وعلا ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر. بما ينفع الناس فيه دلالة على جواز ركوب السفن لانها امتن عليهم بانهم ينتفعون بجريان السفن في البحر. في جواز استعمال النقل البحري وفي هذه الايات مشروعية محبة الله عز وجل وان المؤمنين يقدمون محبة الله على محبة من سواه قال والذين امنوا اشد حبا لله في الاية دلالة على ان المحبة عبادة يتقرب بها لله عز وجل من ثم لا تصرف. المحبة الا لمن طلب الله عز وجل منا ان نحبه ووقع اختلاف في محبة الكفار. هل هي جائزة او ليست بجائزة خصوصا اذا كان العبد بينه وبينهم صلة من قرابة او تجارة او جيرة او نحو ذلك فمنع من محبته اقوام واجازها اخرون استدلوا على ذلك بقول الله عز وجل انك لا تهدي من احببت لم ينكر محبته لهم. انك لا تهدي من احببت. فلم ينكر لهم. ومثل هذا في قول الله جل وعلا في سورة ال عمران عندما قال ها انتم اولئك تحبونهم. ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله. واذا لقوكم قالوا امنا ولم ينكر عليهم محبتهم لهم وفي هذه الايات ان الاتباع للغير لابد ان يكون على وفق ما جاءت به الشريعة فلا يطاع احد في معصية الله ولا يتبع احد في مخالفة امر الله. وان المطيعين لغيرهم في معصية الله او المتبعين يتبرأ منهم يوم القيامة وفي هذه الايات ان العبرة ليست بالعمل وحده. لابد ان يكون مع العمل الشروط الشرعية بمثل الاخلاص لله والمتابعة لرسوله ولذلك كم من عام لا يقبل عمله؟ قال تعالى كذلك يريهم الله اعمالهم حسرات عليهم وفي هذه الايات ان الاصل ان ما في الارض حلال يجوز الانتفاع به وان الاصل في المأكولات التي على الارض انها طيبة. الا ما قام الدليل على انها ليست كذلك وفي هذه الايات النهي عن اتباع خطوات الشيطان النهي عن عن اتباع خطوات الشيطان. ومن اتباع خطوات الشيطان تحليل محرم الله او تحريم ما احل الله ومن اتباع خطوات الشيطان البدع والشرك والمعاصي في هذه الايات ان العداوة الحقيقية هي بيننا وبين ابليس وان من عدا قد تنقلب عداوته الى محبة وصداقة. قال تعالى عسى الله ان يجعل بينكم وبين الذين لعاديتم منهم مودة وفي هذه الايات النهي عن الفحشاء وهي الكبائر الذنوب والمعاصي والنهي عن الذنوب التي تسوء العبد يوم القيامة. يسمى سوء في هذه الايات تحريم القول على الله بلا علم. قوله وان تقولوا على الله ما لا تعلمون ومن ذلك ان يفتي الانسان وهو ليس مؤهلا للفتية او ان ينقل قولا عن فقيه في حكم شرعي قبل ان يتأكد من صحته يقرا في تويتر ولا في شيء من وسائل التواصل الاجتماعي ان الفقيه الفلاني يقول كذا ويبادر الى نقله انتبه تأكد انك تنسبي الى العالم انه يقرر حكم الله فتكون ممن قال على الله بلا علم وفي هذه الايات وجوب اتباع القرآن والسنة. التي نزلت من عند الله وتحريم اتباع التقاليد والاعراف. المخالفة لما في الشرع تشبيه الاحوال الرديئة والسيئة بالامثلة المنفرة لينفر الناس من هذه الاخلاق السيئة بهذه الايات ان الكفار مع ما يتوجه اليهم من الادلة والبراهين الا انهم يقابلونها بحال تماثل الصمم صم بكم عمي فهم لا يعقلون. اي لا يعملون عقولهم في فهم هذه الحجج. وهذه البينات والبراهين ثم قال تعالى انما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل به لغير الا فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا اثم عليه. ان الله غفور رحيم. وهذه اية عظيمة فيها احكام كثيرة لعلنا ان نتركها ليوم اخر اسأل الله جل وعلا ان يوفقنا واياكم لخيري الدنيا والاخرة وان يجعلنا واياكم من الهداة المهتدين تماسله سبحانه ان يصلح احوال الامة وان يردهم الى دينه ردا حميدا. اللهم اعذنا من الشيطان الرجيم. هذا والله اعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين