تفسير ابن كثير | جزء عم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 1- سورة النازعات | من الأية 1 إلى 7

عبدالرحمن العجلان

الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم النازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا في السابقات سبقا - 00:00:00ضَ

المدبرات امرا يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة حسبك هذه الايات الكريمة فاتحة سورة عن جيعات وتسمى سورة الساهرة وهذه السورة مكية وتمتاز السور المكية بما فيها من التحدي وتقرير الالوهية لله جل وعلا - 00:00:35ضَ

وتقرير اثبات الرسالة لمحمد صلى الله عليه وسلم وتقرير البعث والنشور والجنة والنار وقد اصطلح العلماء رحمهم الله على ان المراد بالمكي ما نزل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:23ضَ

من مكة الى المدينة خلال الثلاث عشرة سنة الاولى من بعثته صلى الله عليه وسلم حتى لو نزل خارج مكة والمدني ما نزل من القرآن بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:56ضَ

من مكة الى المدينة ولو انه نزل بمكة او بالمشاعر بعرفات ومن يسمى مدني اي بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة خلال العشر السنوات لان - 00:02:24ضَ

مدة حياة النبي صلى الله عليه وسلم بعد الرسالة ثلاث وعشرون سنة منها ثلاث عشرة سنة بمكة يدعو الى التوحيد وهو اعظم واهم ما بعث الله به الانبياء صلوات الله وسلامه عليهم - 00:02:52ضَ

من اولهم الى اخرهم كلهم يدعون الى توحيد الله جل وعلا فهو اهم المهمات وهو اساس الدين وهو القاعدة التي تبنى عليها الاعمال الشرعية فاي عمل يعمله المرء بدون توحيد لله جل وعلا لا فائدة فيه ولا ثمرة له - 00:03:18ضَ

كما قال الله جل وعلا في حق بعظ الاعمال التي ظاهرها الصلاح من الكفار وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا لا قيمة له والعمل وان قل مع توحيد الله جل وعلا واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:03:49ضَ

فانه ينفع باذن الله وقوله جل وعلا والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا الواو حرف قسم وجر وهذه المتناشقة المتتابعة مقسم بها اقسم الله جل وعلا بها ولله جل وعلا - 00:04:19ضَ

ان يقسم بما شاء من خلقه فهو جل وعلا يقسم ببعض المخلوقات للفت نظر العباد الى عظمة هذا المخلوق وخالقه جل وعلا اعظم واجل والمخلوق لا يجوز له ان يقسم - 00:05:04ضَ

الا بالله او بصفة من صفاته لما لان المخلوق اذا اقسم بشيء وقد اعطاه منتهى التعظيم ولا يجوز لمخلوق لعبد من عباد الله ان يعطي منتهى التعظيم الا الله جل وعلا. والمستحق له - 00:05:36ضَ

فانت اذا اقسمت مثلا بالابوين كانك اعطيتهما منتهى التعظيم. وهذا لا يجوز من اقسم بالنبي صلى الله عليه وسلم فقد اعطاه منتهى التعظيم. ومنتهى التعظيم لا يصح للنبي صلى الله عليه وسلم. وانما هو لله جل وعلا - 00:06:15ضَ

ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم من حلف بغير الله فقد كفر او اشرك والقسم بغير الله جل وعلا شرك والعلماء رحمهم الله يقسمون الشرك الى اصغر واكبر فالشرك الاكبر - 00:06:42ضَ

هو المخرج من الملة صاحبه كافر خالد مخلد في النار والشرك الاصغر كبيرة من الكبائر بل هو من اعظم الكبائر لكن لا يخرج المرء من الملة والحلف بغير الله قد يكون شرك اصغر - 00:07:10ضَ

وقد يكون شركا اكبر وما يقال ان الحلف بغير الله شرك اصغر مطلقا ولا يقال انه شرك اكبر مطلقا وانما بحسب حال الحالف المقسم واذا حلف بغير الله كما هو جار على السنة بعض الناس يحلف بالنبي يحلف بحياتك يحلف بالامانة. هذا محرم ولا يجوز - 00:07:39ضَ

لكن لو سئل من تعطي منتهى التعظيم؟ لقال الله جل وعلا هذا نسميه شرك اصغر لكن هؤلاء الذين يحلفون وساداتهم واوليائهم ما اعطوهم تعظيما دون تعظيم الله بل الكثير منهم يعطيه اكثر مما يعطي الله من التعظيم - 00:08:13ضَ

فهو في حقهم اذا يكون شركا اكبر والدليل على هذا ان البعض منهم اذا قيل له تحلف بالله على كذا وكذا امر ماضي يدري عنه وربما حلف ولو كان كاذبا - 00:08:46ضَ

يحلف بالله وهو يعلم انه كاذب ولا يبالي واذا قيل له تحلف بالسيد او الولي او صاحب الضريح ونحو ذلك حسب لهذا الف حساب ما يحلف الا اذا عرف يقينا انه صادق - 00:09:09ضَ

لانه يخشى من السيد او الولي ان يهلكه يخشى ان ينتقم منه وهذا الشرك الاكبر والعياذ بالله اذا وقع في نفسه الخوف من غير الله جل وعلا اكثر مما يخاف من الله فهذا كفر - 00:09:33ضَ

وخروج من ملة الاسلام وان صلى وصام فلا يجوز للمسلم ان يحلف الا بالله او بصفة من صفاته بالله جل وعلا بالرحمن بالرحيم بالعزيز بالجبار المتكبر بالملك بالقدوس وهكذا اسماء الله وصفاته - 00:09:54ضَ

واذا حلف بغير الله وينبغي له كما وجهه النبي صلى الله عليه وسلم ان يبادر ويسارع ويقول لا اله الا الله لا اله الا الله لانه وقع في الشرك فكأنه - 00:10:19ضَ

كفر ما وقع فيه بتوحيد الله جل وعلا فلا يجوز للمسلم ان يحلف بغير الله جل وعلا وعليه ان يتحاشى عن اليمين الا ما اطمأن لانه صادق فيه فاذا وثق من صدق نفسه - 00:10:37ضَ

فلا حرج عليه ان يحلف ولا بأس يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا تمنعكم اليمين من حقوقكم والله ان في يدي عصا ويهز العصا رضي الله عنه لان اليمين بالله والانسان صادق توحيد - 00:11:04ضَ

وتعظيم لله جل وعلا والمرء مطمئن الى صدقه فيما قال واذا كانت اليمين في حق مالي مثلا وتورع المرء عن اليمين خوفا ان يكون قد نسي او حصل شيء غفل عن - 00:11:26ضَ

واعطى الحق المطلوب منه ولم يحلف بعدما توجه اليمين عليه فهذا حسن وورع كما فعل عثمان رضي الله عنه لما توجهت عليه اليمين في دعوة بينه وبين احد الصحابة قال له - 00:11:50ضَ

حاكم القضية تحلف ابى رضي الله عنه ان يحلف واعطى الحق المطلوب منه تورعا رضي الله عنه وقال اخشى ان يصادف قدرا او يوافق قدرا فيقال بيمين عثمان فتورع رضي الله عنه عن اليمين واعطى المطلوب منه - 00:12:13ضَ

وكذلك بعض التابعين رحمة الله عليهم توجهت عليه اليمين فتوقف عن اليمين واعطى الحق المطلوب منه وان كان عاجزا عنه ويعتقد انه لا يلزمه لكنه توقف عن اليمين والتوقف عن اليمين في الامور المالية - 00:12:40ضَ

هذا حسن ويمدح به المرء لكن اذا كان واثقا من يمينه فلا نوم عليه يعني ما يعتبر مندوب اليه لا وانما لا نوم عليه فيما اذا حلف اذا كان يجزم بصدق نفسه - 00:13:02ضَ

والله جل وعلا اقسم بهذه الاشياء والناجعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا والسابقات سبقا. فالمدبرات امرا. خمس هذي اربع الاولى اختلف المفسرون رحمهم الله المراد بها وهل هي كلها لمقسم به واحد - 00:13:24ضَ

مقسم به متعدد يعني الناشطات غير السابحات والسابقات غير الناشطات ام هي كلها لواحد بعد الاتفاق على ان المراد بالمدبرات امرا الملائكة يعني الخلاف بين المفسرين في الاربع الاول منهم من قال - 00:14:06ضَ

ان هذه الخمس كلها من اولها الى اخرها كلها يراد بها شيء واحد وهم الملائكة عليهم الصلاة والسلام ولكن لما تعددت الصفات واختلفت الالفاظ ناسب ان يعطف بعضها على بعض - 00:14:40ضَ

الخمس قالوا فيها الملائكة هذا القول الاول وتكون جميع المقسم بها هذه هي لمقسم به واحد وهم الملائكة وصح ان يعطف بعضها على بعض لاختلافها في اللفظ والصفة والواو في الاول - 00:15:07ضَ

هي تسمى حرف قسم والواو والفاء بعد هذا في العطف حروف عطف عطفت مقسما به على مقسم به يقول رحمه الله اختلفت عبارات المفسرين في هذه الكلمات هل هي صفات لشيء واحد - 00:15:39ضَ

لاشياء مختلفة على اوجه عند المفسرين واتفقوا على ان المراد بالمدبرات امرا وصف لشيء واحد وهم الملائكة. عليهم الصلاة والسلام الوجه الاول من هذه الاوجه ان المراد بالجميع الملائكة الناجعات غرقا - 00:16:06ضَ

يعني الملائكة تنزع ارواح الكفار من اقاصي اجسامهم كما يغرق النازع بالقوس ويبلغ بها غاية المد منها ما يستطيعه والغرق من الاغراق ايها النازعات اغراقا قال ابن مسعود رضي الله عنه - 00:16:38ضَ

ان ملك الموت واعوانه ينزعون رح الكافر كما ينزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبتل وتخرج نفس الكافر كالغريق في الماء قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه الذي اثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليه وعلى علمه - 00:17:14ضَ

يقول ان الملائكة تنزع روح الكافر بشدة وغلظة وقسوة غرقى والنازعات غرقا وشبه هذا رضي الله عنه كما جاء في بعض الاحاديث بنزع السفود من الصوف المبلول السفود هي الشوكة - 00:17:43ضَ

الملتف بعظها على بعظ وفيها شعب كثيرة شوكات ليس الشوكة واحدة تنزع او شعبتان فقط وانما هي كلها شعب متعددة وقعت في صوف مبلول عادة الصوف المبلول يرتص بعضه على بعض - 00:18:14ضَ

فتنزع ولا تخرج وحدها وانما تخرج بالقوة معها شيء من الصوف ونفس المؤمن كما سيأتي تخرج كما تخرج القطرة من في السقاء. من فم السقا يعني السقاء لا صار فيه - 00:18:40ضَ

قطرات ماء وصلى على فمه خرجت القطرات ففيفة متتابعة بسهولة ويسر لانها تبشر وترى مكانها من الجنة او النار وتأتيها البشرى فتخرج بسهولة ويسر وملك الموت يرفق بارواح المؤمنين ويشتد - 00:19:05ضَ

ويغلظ في ارواح الكافرين فاقسم الله جل وعلا بالملائكة التي تنزع ارواح الكفار من اجسامهم في غير الله وشدة لانهم يستحقون ذلك والناشطات نشطا الملائكة تنشط نفس المؤمن اي تسلها - 00:19:40ضَ

سلا رقيقا رفيقا فتقبضها كما ينشط العقال من يد البعير البعير عادة اذا عقل يعقل بالحبل ويكون الحبل هذا الذي جعل عقالا للبعير سهل الفك هو يربط البعير ما يستطيع البعير ان - 00:20:16ضَ

يفك يده مهما اعطي من قوة لكن الراعي اذا اراد فك العقال يمسك بطرفه ويسله سل فيقول البعير وسيد القوم الذي فالتمسوا له كل علاج فلم ينفع فيه فعرظوا امرهم - 00:20:49ضَ

على الصحابة رضي الله عنهم الذين نزلوا حولهم هل فيكم من راق ان سيدنا لدغ والتمسنا له كل علاج فلم ينفع فيه فلعل عندكم شيء قال احد الصحابة رضي الله عنهم نعم انا راقي - 00:21:23ضَ

لكننا استضفناكم فابيتوا ان تضيفوننا فمن ارقى لكم الا بجعل واتفق معهم على قطيع من الغنم ان برأ سيدهم يعطونه قطيعا من الغنم فذهب رضي الله عنه وقرأ عليه فاتحة الكتاب - 00:21:43ضَ

قال الراوي فقام كاننا كانما نشط من عقاب كانه فك عقاله وقام الناشطات يعني تأخذ نشطا يعني اخذا برفق ولين فالمقسم به الاول الملائكة التي تنزع ارواح الكفار من شدة وغلظة - 00:22:09ضَ

والمقسم به الثاني الملائكة انفسهم التي تسل روح المؤمن سلم خفيفا وقل لهم ملائكة لكن اولئك ملائكة العذاب وهؤلاء ملائكة الرحمة وذاك يظهر له سوء حاله بما يرى من ملائكة العذاب - 00:22:37ضَ

والمؤمن يبشر ويسر في حاله لما يرى من بشارة الملائكة حوله يبشرونه وهو بين اهله وذويه لكن ما يستطيع ان يقول شيء والا قبل ان يفارق اهله وقبل ان تخرج روحه - 00:23:12ضَ

يرى مكانة يبشر او يرى الخوف والذعر والعياذ بالله لكنه في تلك الحال ما يقدر ان يقول شيء وكما قال الله جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - 00:23:36ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون هذا يبشر به وهو بين اهله وذويه ما خرج منهم نسأل الله الكريم من فضله جعلنا الله واياكم منهم - 00:23:57ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا. لا تخف مما امامك لان اكثر ما يخاف عليه الانسان نفسه ما يدري الى ماذا يصير ثم اذا اطمئن على مصيره حزن على اولاده ومن خلف - 00:24:21ضَ

يخاف عليهم الضيعة يخاف عليهم التعدي من يتعدى عليهم فيبشر بهذا وهذا الا تخف مما امامك ولا تحزن على ما خلفت لان الله سيحفظهم بطاعتك اياه واما الجدار وكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما. وكان ابوهما - 00:24:45ضَ

صالحا فحفظهما الله جل وعلا بصلاح الاب ان الله يحفظ ذرية الرجل بصلاحه واستقامته وطاعته لله جل وعلا والملائكة تبشره بالا يخاف مما امامه ولا يحزن على ولده ولده سيتولاهم الله جل وعلا - 00:25:20ضَ

وكما قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لما احتضر قيل له وصف لاولادك ما عندهم شيء والحوا عليه وهو ما خلف شيء لكن لو اراد ان يوصي والصلاة من بيت المال لكنه رفظ رظي الله عنه - 00:25:47ضَ

الوصي لاولادك قال لا ما عنده شيء وصبية كله صغار قال هم بين اثنين اما فاسق فلا نعينه على فسقه واما صالح فالله جل وعلا سيتولاه متقي يتولاه الله جل وعلا - 00:26:05ضَ

لن يضيعه والله يتولى الصالحين البشرى تنزل على المؤمن عند الاحتضار في وقت ما يستطيع ان يخبر ما يرى وقد يتكلم احيانا باشياء ينتقد عليه من حوله يظن انه عن تخريف - 00:26:30ضَ

وليس الامر كذلك وانما هم لا يدركون ما ادرك لانه قد ينادي ويقول اقربوا تعالوا هلموا ليرى وجوه الملائكة عليهم الصلاة والسلام ومن حوله يظن انه ما يدرك وهو يخاطب الملائكة حينما يراهم - 00:26:58ضَ

ويشرق وجهه ويسفر لما يرى من البشارة التي لا يستطيع ان يعبر عنها لمن حوله والناشطات نشطا. فالنشط هو الاخذ برفق ولين مثل نشط العقال ومثل خروج القطرة من فم السقا - 00:27:22ضَ

بسهولة تخرج ان الملائكة تناديها يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية وتخرج وتفرح الفاجر والكافر يتوعد وتتفرق روحه بجسده ما تريد الخروج لانها تخرج لماذا؟ للعذاب وتنزع - 00:27:57ضَ

قال وانما خص النزع بنفس الكافر والنشط بنفس المؤمن لان بينهما فرقا. فرق بين خروج نفس المؤمن من جسده وخروج نفس الكافر من جسده فالنزع جلب بشدة والنشط كذب برفق - 00:28:24ضَ

والنازعات غرقا الملائكة والناشطات نشطا الملائكة لهؤلاء ملائكة ولهؤلاء ملائكة والسابحات سبحا. يعني الملائكة يقبضون ارواح المؤمنين يلونها سلا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح ثم يستخرجونها كالسابح في الماء يتحرك فيه برفق - 00:28:55ضَ

ولطافة والسابحات سبحا الملائكة تسل روح المؤمن وتدعها قبل ان تستخرجها استخراجا كامل تستريح قالوا مثل السابح الذي يسبح بالماء شيئا فشيئا ثم يقف يركض ليستريح ويتراد عليه نفسه عن المجهود الذي بذله - 00:29:28ضَ

وقيل هم الملائكة ينزلون من السماء مسرعين كالفرس الجواد اذا اسرع في جريه يقال له سابح الجواد الفرس اذا سار في البيداء يقال له سابح يعني كأنه يسبح وهو يسير بسرعة - 00:30:05ضَ

فالسابقات سبقا الملائكة سبقت ابن ادم بالخير والعمل الصالح او قيل هم الملائكة تسبق بارواح المؤمنين الى الجنة اسبت والسابقات سبقا اما انها سابقة لكونها تسارع في الاعمال الصالحة وهم اسرع من بني ادم - 00:30:33ضَ

في العمل الصالح او السابقات سبقا تسبق بالروح الى الجنة قبل الجسد والجسد لا يزال في اعداد التجهيز ما جهز الى الان والروح سبقت سبقت بها الملائكة ذهبت بها الى الجنة - 00:31:11ضَ

هذا القول الاول على ان المراد بالجميع الملائكة والنازعات غرقا نزع ارواح الفجار والكفار والناشطات نشطا. سل ارواح المؤمنين الاتقياء البررة والسابحات سبحا تسابق في سل روح المؤمن وتستخرجها وتجعلها تستريح بدون مشقة وكلفة - 00:31:41ضَ

او انها تنزل من السماء بامر ربها مسرعة والسابقات سبق الملائكة تسابق ابن ادم الصالح بالعمل الصالح الذي يرظي الله او انها تسبق بروح المؤمن الى الجنة فالمدبرات امرا هذي الملائكة - 00:32:26ضَ

يدبر امر الخلائق بامر الله جل وعلا وهذا الوجه الاول ان المراد بهذه المعطوف بعضها على بعض الملائكة عليهم الصلاة والسلام وقيل غير ذلك يقول رحمه الله الوجه الثاني في قوله والنازعات غرقا - 00:33:00ضَ

يعني النفس حين تنزع من الجسد فتغرق في الصدر ثم تخرج يعني تكون النازعات النفس تكون نفس الفاجر والكافر والملائكة التي تقبض روحه نفسه هو والناشطات نشطا. قال ابن عباس - 00:33:28ضَ

هي نفوس المؤمنين تنشط للخروج عند الموت لما ترى من الكرامة وذلك لانه يعرض عليها عليه مقعده في الجنة قبل ان يموت يعني ان المراد بالنازعات والناشطات الارواح نفسها ليست الملائكة التي تأخذها - 00:33:55ضَ

هذا وجه اخر والسبحات سبحا يعني ارواح المؤمنين حين تسبح في الملكوت والسابقات سبقا يعني استباقها الى الحضرة المقدسة الى الله جل وعلا يعني مسارعتها الى الله جل وعلا وقيل المراد بها النجوم - 00:34:22ضَ

وقيل غير ذلك ولكن القول الاول هو الظاهر والله اعلم وهو الذي درج عليه كثير من المفسرين وبدأوا به ان المراد بها الملائكة وبهذه الصفات المذكورة المدبرات امرا الملائكة تدبر امر الخلائق بامر الله جل وعلا - 00:34:50ضَ

لان الملائكة عليهم الصلاة والسلام كثر وما يعلم عددهم الا الله جل وعلا واذا علم ان البيت المعمور في السماء الدنيا بحذاء الكعبة كما ورد يدخله كل يوم سبعون الف ملك - 00:35:14ضَ

لا يعودون اليه الى قيام الساعة هؤلاء عباد في البيت المعمور وما هي اعلم جنود ربك الا هو ولكل من الملائكة مقام معين وعمل مرتب ما يختلف كما قال الله جل وعلا عن الملائكة وما منا الا له - 00:35:40ضَ

مقام معلوم يقول اما قوله فالمدبرات امرا فاجمعوا على انهم الملائكة قال ابن عباس رضي الله عنهما هم الملائكة وكلوا بامور عرفهم الله عز وجل العمل بها وقال عبد الرحمن بن سابق - 00:36:13ضَ

يدبر الامر في الدنيا اربعة اربعة املاك جبريل وميكائيل واسرافيل وملك الموت واسمه عزرائيل فاما جبريل موكل بالرياح والجنود واما ميكائيل فموكل بالقطر والنبات واما ملك الموت وموكل بقبض الانفس - 00:36:38ضَ

واما اسرافيل فهو ينزل عليهم بالامر من الله تعالى وقد اقسم الله جل وعلا بها بشرفها وكلهم يدبرون ما امرهم الله جل وعلا بتدبيره وللملائكة عليهم الصلاة والسلام وظائف محددة - 00:37:15ضَ

معينة كل له وظيفته وكان الوحي ينزل به جبريل عليه السلام وملك الموت ومعه اعوانه لقبض ارواح بني ادم والحفظة الذين يسجلون ما يعمله ابن ادم من خير وشر واخرون موكلون بحفظه لا يقع - 00:37:48ضَ

الا فيما قدره الله جل وعلا عليه وكما قال عليه الصلاة والسلام يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون عند صلاة العصر وصلاة الفجر فيسألهم ربهم وهو اعلم كيف تركتم عبادي؟ فيقولون اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون - 00:38:22ضَ

قال العلماء رحمهم الله من كان يثني خيرا وفيه شبه من الملائكة والملائكة عليهم السلام على ما يطلعون عليه من مساوئ المسلمين يقولون اتيناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون فملائكة الليل - 00:38:56ضَ

يأتون وهم يصلون العصر ويتركونهم يصعدون عنهم وهم يصلون الفجر وملائكة النهار يحضرون صلاة الفجر ويصعدون بعد صلاة العصر فالمؤمن اذا اثنى بالخير ففيه شبه من الملائكة وستر الزلل فالمؤمن - 00:39:24ضَ

ينشر ويظهر الخير ويستر الخطأ والزلل الا عند الحاجة عند المناصحة ويبين ما يعلم لكن اذا لم يكن هناك حاجة فيستر ما يعلمه من زلل وقبيح قال جل وعلا بعد هذه الاقسام الخمسة - 00:39:56ضَ

يوم ترجف الراجفة. اين جواب القسم جواب القسم ما هو يوم ترجم الراجفة والله اقسام انتهت والناجعات غرقا والناشطات نشطا. والسابحات سبحا. فالسابقات سبقا فالمدبرات امرا ما جاء القسم قال العلماء رحمهم الله لانه معلوم. جواب القسم - 00:40:22ضَ

لان الكلام في تقرير البعث وخبر السورة والكلام في السورة فيما يأتي في تقرير البعث ائنا لمردودون في الحافرة فاذا كنا عظاما نخرة قالوا تلك اذا كرة خاسرة وجواب القسم محذوف تقديره لتبعثن - 00:40:53ضَ

والعامل في قوله يوم ترجف الراجفة هو الفعل الموجود في جواب القسم المحذوف لتبعثن متى يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة والراجفة هي الرجفة الشديدة التي تكون عند الصعق عند الموت يموت بها كل شيء - 00:41:21ضَ

ولا يبقى الا الله وحده لا شريك له واخر من يموت هو ملك الموت تموت الملائكة ويموت حملة العرش ويموت كل الملائكة ولا يبقى الا ملك الموت ثم يقول الله جل وعلا ليمت ملك الموت - 00:41:52ضَ

ويبقى الله وحده الواحد الاحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهو الحي القيوم جل وعلا ثم تكون بعدها الرادفة النفخة الثانية التي يحيا فيها الخلائق بامر الله - 00:42:13ضَ

ورد ان بينهما اربعون سنة وهي في يوم واحد يوم الراجفة والرادفة وما بعدها كلها يوم واحد لكنها بين الرأي الرجفتين بمقدار اربعين سنة كما جاء عن بعض السلف رحمة الله عليهم - 00:42:39ضَ

يوم ترجف الراجفة يعني يكون البعث في ذلك اليوم والراجفة الرجف الشديد والحركة والزعزعة التي يموت فيها الخلائق كلهم ثم تكون بعدها الرادفة التي تردفها وتتبعها وهي التي يحيي الله فيها الخلائق - 00:43:03ضَ

تتبعها الرادفة التي يحيا فيها الناس ثم ينقسمون الى الاقسام التي ذكرها الله جل وعلا والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:43:28ضَ