يقول الله جل وعلا كيف تكفرون بالله المنافقون كفار؟ نعم نعم لان القول باللسان والعمل بالجوارح والاركان لا يفيد اذا لم يكن معه ايمان بالقلب اذا لم يكن معه اعتقاد جازم في وحدانية الله جل وعلا واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم العمل وحده لا يفيد والقول باللسان وحده لا يفيد وانما لابد من الثلاثة الكفار كفار. معلنون كفرهم واما المنافقون فهم اظر على المؤمنين من الكفار لان المؤمن قد يطمئن الى المنافق لانه ما يدري عنه انه منافق لان النفاق لا يعلمه الا الله جل وعلا الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعلم عن نفاقهم الا ما اطرأه الله جل وعلا عليه يعني منهم من علمه الرسول صلى الله عليه وسلم من المنافقين واخبر به حذيفة رضي الله عنه ومنهم من لم يطلع عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو افضل الرسل ما يدري عنهم حتى يعلمه الله جل وعلا لان ما في القلوب ما يعلمه الاعلام الغيوب جل وعلا وبعض الناس مثلا يتهم بعض الاشخاص وهو لم يطلع على ما في نفسه ما يدري ان ظهر شيء من السوء نعم فيؤاخذ به لكن يقال مثلا انه يقصد بقوله كذا او يريد كذا او نيته كذا ما تدري ما في نيته وما ما في قلبه ووجد من صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم وخرج معه للجهاد وادى الزكاة للنبي صلى الله عليه وسلم وهم منافقون في الدرك الاسفل من النار ومنهم من الناس من اتي به بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم واقام عليه حد الخمر ده فشتمه بعض الصحابة رضي الله عنهم. فقال لا تشتمه ما علمت الا يحب الله ورسوله سيء العمل لكن اعتقاده حسن ما علمته الا يحب الله ورسوله لا تجتمعوا القلوب علم ما فيها الى الله جل وعلا ولذا فالمنافقون اضر على المؤمنين من الكفار لان الكافر يحذره المؤمن ولا يطمئن اليه ولا يقبل منه ويعتبر عدو له لكن المنافق يأتيك باسم الاخوة الاسلامية باسم الصداقة باسم انه يحب لك ما يحب لنفسه وانه ناصح وقلبه الان من الغل والحقد والحسد والبغظاء والكراهية للمؤمنين ومنافق يقول نضحك على هؤلاء المطاوعة نضحك عليهم بهم نلعب عليهم ونحو ذلك هذا يقول ما يقول وهو غير صادق في محبته او اخلاصه او صدقه او مدافعته عن فهذا يعلمه الله جل وعلا والله جل وعلا يقول لهم كيف تكفرون بالله ايها الكفار ايها المنافقون كيف تكفرون بالله؟ هل يليق ان تكفروا بالله ما عندكم عقول كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم اربعة ثلاثة لا مجال للانكار فيها ابدا ثلاثة لا مجال للانكيار فيها واذا ايقن الثلاثة وهو موقن فيلزمه ان يوقن الرابع الكفار يصدقون انهم كانوا اموات هل هو حي منذ وجد الكون ميت ثم يحيى يحيه الله من احياه الله. هل هو احيا نفسه من احياه غير الله معترفون بان الله هو الذي احياهم ثم يميتكم هل ينكر الموت ولا انا ابد ما يمكن اموت هو حي الان وهو يخاطب لكن هل ينكر الموت؟ مات ابوه مات جده مات ابى جده مات جده وهكذا كلهم ماتوا يعرف فهل احد يستطيع ان ينكر يقول لا الموت ما يعرظ لي انا ابد صحيح وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم لابد من هذه هذه ما يؤمنون بها لكن ما يؤمن بها لضعف عقولهم الذي يقول كنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم لابد وثلاثة منها ما يستطيع عاقل ان ينكرها واذا لم ينكر الثلاثة لزمه عقلا ان يصدق بالرابع لان الذي ذكر الثلاثة هو الذي ذكر الرابع ما هو الرابع ثم يحييكم البعثة ما هذه الاماتات والاحياءات كنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون اربعة ما هو الاول الاول كنتم لا شيء وهذا موت الحي متحرك ويدرك هل كان المرء موجود من من الازل؟ لا غير موجود فيعبر عنه انه ميت كما قال الله جل وعلا هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ما كان شي وقال جل وعلا عن الارظ انها ميتة الارض ميتة ميتة يعني ما فيها حياة ما فيها نبات ما فيها شي وهو حينما القي نطفة من صلب ابيه الى رحم امه هل كان حي لا كم وكم من نطفة اريقت ما فيها فايدة ما وجد منها شيء وهو ما كان حي كان في الاول ميت. متى دبت اليه الحياة بعد القائه في الرحم باربعة اشهر فيه الروح وصار يتحرك صار حي ولذا قلنا قريبا انه ان سقط بعد اربعة اشهر فهو يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين على انه واحد منهم وهو ابن اربعة اشهر في رحم امه ويبعث يوم القيامة ويؤمل فيه ان يشفع لوالديه اذا لم يحجب شفاعته لم عظيم للوالدين الله جل وعلا يشفع الافراد في والديهم لكن ما يشفعون الافراط ولا غيرهم الا باذن الله جل وعلا فهو بعد اربعة اشهر يكون يكون حي ولذا يغسل ويصلى عليه ولو ان يكون بقدر نصف الكف ما يرمى ما دام نفخ فيه الروح سقط من رحم امه وهو ابن اربعة اشهر بعد ما تحرك وعرفت الام انه تحرك وسقط منها ميت يغسل ويصلى عليه ولا يجوز ان يرمى يقال مضغة لا قيمة له قطعة لحم او يظن انه قطعة دم او نحو ذلك لا ما دام احترق في بطن امه فهو نفسه ويبعث يوم القيامة وكنتم امواتا قبل نفخ الروح فاحياكم بنفخ الروح فيكم. هل المرء هو الذي احيا نفسه هل احياه احد غير الله هل يستطيع الوالدان ان يوجد لهما اولاد بارادتهما لا والله ما يقدرون وانما الذي احياه ونفخ فيه الروح هو الله جل وعلا. كم نطفة فراق في ارحام النساء ولا تنفع ونطفة الذين نطف هو قطرة المني يجعل الله جل وعلا فيها الروح يحييها فيما بعد ومنها من يوفق للاعمال الصالحة ويكون قرة عين لوالديه ونافع للاسلام والمسلمين ومنهم من والعياذ بالله من يكون شقاء ووبال على والديه وعلى معارفه وضرر على الاسلام والمسلمين الله جل وعلا يعلم ذلك ازلا حينما يرسل اليه الملك وينفخ فيه الروح ويؤمر باربع كلمات بكتب رزقه واجله وعمله وشقي او سعيد من اهل النار والعياذ بالله او سعيد من اهل الجنة ان الله جل وعلا يعلم ذلك اجلا وكنتم امواتا فاحياكم فاحياكم كنتم اموات في الاصنام وفي الارحام فاحياكم ثم يميتكم. بعد احياكم وبعد عمركم في الدنيا كل بحسب عمره في الدنيا منهم من يكون عمره في الدنيا يوم او ساعة ومنهم من يزيد على مئة سنة ومنهم بين ذلك ومنهم من يموت في رحم امه قبل ان يولد وكنتم امواتا فاحياكم ثم قال بعض العلماء جاء بثم هنا لوجود الفرق بين الاماتة الاولى والاحياء بعدها ثم الاماتة مرة ثانية كنتم امواتا فاحياكم. فالتعقيب اقرب من ثم يعني ميت ثم احيي ثم يميتكم. تبقون في الدنيا ما شاء الله من اعماركم منكم منكم قصير العمر ومنكم طويل العمر. وكلها بامر الله جل وعلا وعلم الله ثم يميتكم ثم يحييكم هذه محل الانكار عند الكفار والمنافقين ثم يحييكم الاحياء هذا متى في الدار الاخرة يوم البعث قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى مرد من سبيل امتنا اثنتين قبل الوجود وامتنا بعد انتهاء الدنيا واحييتنا اثنتين احييتنا في الدنيا بعد ان لم نكن شيء واحييتنا في الدار الاخرة يوم يقومون وهم ينكرون ذلك لكن الان ما في مجال للانكار فاعترفنا بذنوبنا فهل اذا من سبيل؟ ردنا للدنيا حتى نعمل صالح لكن هيهات ثم يحييكم ثم اليه ترجعون. ثم يحييكم ثم اليه ترجعون هذا الترتيب هو الذي روي عن عدد من رظي الله عنهم قالوا وهو الوارد في قوله تعالى ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فهل الى مرد من سبيل سئل ابن مسعود رضي الله عنه عن قوله ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين قال هي المذكورة في سورة البقرة وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم وهذا هو الوارد عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم وهو الواضح في الاية ومن العلماء رحمة الله عليهم من ذكر اقوالا منها ما لا مستند له وانما اجتهاد منهم قال انه احياهم في عند استخراجهم من صلب ادم وعند تقريرهم واستقرارهم بان الله ربهم وقد يأخذون هذا من قوله تعالى واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم قالوا تلك احياءه احياهم باخراجهم من صلب ادم واستشهادهم واقرارهم بوحدانية الله. ثم اماتهم ثم بعى احياهم في الدنيا ثم اماتهم في الدنيا قالوا هذه هي لان الاخيرة هذي البعث بعد الموت الكفار ما يعترفون به ثم يحييكم ثم يحييكم البعث والنشور ثم بعد الاحياء هذا مباشرة مردكم الى الله الله جل وعلا ترجعون اليه. ما لكم مفر الانسان اذا كان خايف من شخص او عدو له يقول اهرب منه اهرب منه يقال ما تستطيع يقول قد اموت انا قبل ان التقي به وقد يموت هو فاستريح منه ويحاول الخلاص لكن الى الله جل وعلا لا ما في خلاص ما تستطيع ان تهرب من الله جل وعلا لان المخلوق في قبضة الله جل وعلا ما يستطيع ولذا قال العلماء رحمهم الله الله جل وعلا يمهل ولا يهمل يمهل لانه ما يخاف الفوات جل وعلا المخلوق اذا كان له عدو يحب المبادرة في تنجيس الانتقام منه لم لانه يخاف ان يفلت منه يخاف ان يموت ولا يستطيع معاقبته يستطيع ان يموت هو صاحب الحق فيفوت عليه حقه في خوف كثير لكن الخالق جل وعلا ما يفلت منه المخلوق انه يعلم جل وعلا حاله وهو في قبضته ويعلم متى موتى ومتى حياته ومرده الى الله جل وعلا فهو يمهل جل وعلا لعل عبده ان يرجع الى الله ويندم ويتوب اما الاهمال فلا لان الاهمال صفة نقص والامهال كرم من الله جل وعلا. الامهال كرم والاهمال نقص فليهمل الناقص والله جل وعلا منزه عن ذلك فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم للبعث والنشور ثم اليه ترجعون. مردكم اليه هل يليق في عاقل اذا كانت هذه اطواره وهذه احواله ان يكفر بمن سيرجع اليه ان يعادي من هو واقف بين يديه تعالى وتقدس ما يستطيع كيف؟ ولذا قال كيف كيف تكفرون؟ هل يليق مثل الوالد ولله جل وعلا المثل الاعلى الوالد اذا اراد ان يعاتب ولده يقول كيف تفعل هذا الفعل ما يليق بمثلك انت عاقل كيف تفعل والله جل وعلا يقول كيف تكفرون بالله وكنتم كذا ذكر جل وعلا الرزق والعطاء والامور السابقة كلها تستدعي الايمان بالله ذكر جل وعلا الوعد الكريم في الدار الاخرة والعقاب الاليم في الدار الاخرة. كل هذا مذكور للانسان لكن شيء يتصل بنفسه الان حالا كيف تكفر وكنت كذا وكذا وكذا ثم قال جل وعلا هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. اقرأ يقول تعالى محتجا على وجوده وقدرته وانه الخالق المتصرف في عباده كيف تكفرون بالله اي كيف تجحدون وجوده او تعبدون معه غيره وكنتم امواتا فاحياكم ان هذا يسمى التفات في قوله تعالى الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه. هذا حديث عن الغائب الذين ينقضون عهد الله ثم قال جل وعلا خاطب الكفار مخاطبة كيف تكفرون هذا يسمى التفات يعني من الغيبة الى الخطاب. وفيه تنويع في الخطاب ولفت نظر والاتيان بما يلفت نظر العباد ويجعلهم ينتبهون لهذا السياق وهذا القول وكنتم امواتا فاحياكم. اي وقد كنتم عدما فاخرجكم الى الوجود كما قال تعالى ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون خلق السماوات والارض بل لا يوقنون وقال تعالى هل اتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا والايات في هذا كثيرة وقال سفيان الثوري عن ابي اسحاق عن ابي الاحوس عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه في قوله تعالى قالوا ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا. قال هي التي في البقرة وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم وقال ابن جريج عن عطاء عن عن ابن عباس رضي الله عنهما وكنتم امواتا امواتا في اصلاب ابائكم لم تكونوا شيئا حتى خلقكم ثم يميتكم موتة الحق ثم يحييكم حين يبعثكم قال وهي مثل قوله تعالى ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين وقال الضحاك عن ابن عباس في قوله تعالى ربنا امتنا اثنتين واحييتنا اثنتين قال كنتم ترابا قبل ان ان يخلقكم فهذه ثم احياكم فخلقكم فهذه حياة. ثم يميتكم فترجعون الى القبور فهذه ميتة اخرى ثم يبعثكم يوم القيامة فهذه حياة اخرى فهذه ميتتان وحياتان فهو كقوله كيف تكفرون بالله وكنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم قال جل وعلا هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. لما ذكر جل وعلا ما يتعلق بهم بذواتهم وارواحهم وخلقهم جل وعلا بما انعم به على عباده في قوله هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. هل انتم خلقتم ما في الارض ام هناك خالق غير الله تعالى الله؟ هو الذي خلق لكم. هو الذي اعطاكم وهو الذي رزقكم. خلق لكم ما في الارض قال العلماء رحمهم الله يؤخذ من هذه الاية ان الاصل في الاشياء الاباحة ان كل ما اوجده الله جل وعلا لعباده مباح الا ما ورد الشرع بتحريمه يقول الاصل في الاشياء الانتفاع والاباحة الا ما ورد المنع فيه فهو على ما منع هو الذي خلق لكم ما في الارض خلقه لكم لمصالحكم الدينية والدنيوية الدينية ماذا قالوا بالاعتبار والتأمل والاستعانة بهذا على طاعة الله تستعين برزق الله على طاعة الله خلق لكم ما في الارض لكم لامور دينكم ودنياكم تأكلون من خيرات الله جل وعلا في الارض وما ينزل لكم من السماء لان خير الله جل وعلا بين من السماء والارض بالله هو الذي يجعل ما يجعل من السماء في الارض فتتوافر فيه فتكون الخيرات ما في الارض جميعا ولم يقل ما في الارض من النبات او من الماء لا بل كل شيء الجبال فيها مصالح. المعادن فيها مصالح البحار فيها مصالح الاشجار فيها مصالح ما في باطن الارض فيه مصالح عظيمة للعباد هو الذي خلق لكم ما في الارض كل ما في الارض خلقه لكم لتستمتعوا به وتستفيدوا منه منه ما تأكلونه ومنه ما تلبسونه ومنه ما يكون لدوابكم ومنه ما يكون لاموركم واعمالكم الاخرى كل ما في الارض خلقه الله جل وعلا لمصلحة عباده هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا. ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سماوات ثم استوى هنا هذا الاستواء غير الاستواء الوارد في سبعة مواضع من كتاب الله الرحمن على العرش استوى الرحمن على العرش استوى. هذا استواء الله جل وعلا على العرش والعرش سقف المخلوقات ما فوقه شيء مخلوق فوقه الله جل وعلا وهنا قال هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن. استوى الى السماء فسواهن جعلهن فسواها جل وعلا سبع سماوات فسواهن سيرهن وجعلهن سبعة سماوات والسماوات سبع كما هي في القرآن وفي السنة ولكل سماء سكان يقول اطت السماء وحق لها ان تعض ما فيها موضع وشبر الا وفيه ملك قائم او راكع او ساجد ما فيها فظا ملأى بالملائكة لها عمار وسكان مثل سكان الارض الا ان اولئك افضل منزهون عن الخطأ وعن المعصية وهم ما لهم شغل وعمل الا العبادة. عبادة الله جل وعلا لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون بنو ادم يعصون الله ولا يفعلون ما يؤمرون بل يفعلون ما لا يؤمرون به ولذا قالت الملائكة عليهم السلام لما قال الله جل وعلا كما سيأتينا قريبا ان شاء الله اني جاعل في الارض خليفة. قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء وهم عليهم الصلاة والسلام لا يعصون الله ما امرهم منزهون معصومون عن المعصية ثم استوى الى السماء فسواهن يعني صيرهن وخلقهن واوجدهن واستوى هنا بمعنى قصد رصد الى السماء فسواهن سبع سماوات سبع لكل سماء سكان وكما جاء في الحديث فوق السماء السابعة بحر ما بين اسفله واعلاه كما بين السماء والارض وفوق هذا البحر الكرسي وفوق الكرسي العرش والله جل وعلا فوق العرش وجاء ان الكرسي نسبة السماوات اليه كسبعة دراهم القيت في ترس يعني في صحن سبعة دراهم كل كل درهم مثلا قدره بقدر اربعة القروش او اقل الصغيرة سبعة موظوعة في هذا الصحن الكبير هذه السماوات السبع بالنسبة للكرسي لعظمة الكرسي نسبة الكرسي الى العرش هذا الذي وسع السماوات والارض الكرسي نسبة الى العرش كحلقة من حديد القيت في فلاة من الارض حلقة من حديد كبيرة او صغيرة رميت في فلاة من الارض ماذا ستكون هذا الكرسي الذي وسع وسع كرسيه السماوات والارظ ولا يؤده حفظهما والله جل وعلا فوق العرش مطلع على خلقه لا تخفى عليه خافية ما السماوات السبع في كف الرحمن الا كخردلة في يد احدكم فعظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق تبارك وتعالى ثم استوى الى السماء فسواهن. يعني خلقهن واوجدهن سبع سماوات كان الدخان قبل ان تخلق دخان وهو بكل شيء عليم. كل من الفاظ العموم وشيء نكرة كل شيء كبير او صغير حقير او جليل ظاهر او خفي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور خائنة الاعين اللي يسارق بالنظر ولا يتوجه اليه يسارق في النظر مصارقة يعني يتوجه كذا يميل بصره الى جهة اليمين او جهة الشمال وكأنه لا يريد من حوله يطلع على تميله لبصره يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد العرقان في جانب العنق حبل الوريد اقرب شيء الى الانسان نحن اقرب اليه من ذلك وهو جل وعلا الذي قال عنه كيف تكفرون بالله وهو في كل شيء عليم هل يليق بالعاقل ان يكفر بمن هذه صفته وهذه قدرته جل وعلا يحيي ويميت وهو الذي خلق ما في الارض جميعا وخلق ما في السماوات وهو بكل شيء اي شيء عليم وسع علمه كل شيء جل وعلا. لا تخفى عليه خافية وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها اي ورقة في اي موقع من المواقع وما تسقط من ورقة الا يعلمها يعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين وما تحمل من انثى ولا تضع الا بعلمه. ليس المراد بالانثى بنات ادم وحواء؟ لا قل انثى البعوضة والحشرة والذبابة والكبيرة والصغيرة فيها انثى وذكر ما تحمل من انثى ولا تظع الا بعلمه جل وعلا فعلى المؤمن ان يؤمن بسعة علم الله جل وعلا واحاطته بكل شيء والمؤمن يسأل ربه في جوف الليل في الظلام ما عنده واحد لانه يؤمن بان ربه يعلم به مطلع عليه يسمعه ويجيب جل وعلا وهو بكل شيء عليم وعليم صيغة مبالغة يعني عظيم العلم ما هو يعني علم دون علم. علم شامل لكل شيء لما ذكر تعالى دلالة من خلقهم وما يشاهدونه من انفسهم ذكر دليلا اخر مما يشاهدونه من قلق السماوات والارض فقال هو الذي خلق لكم ما في الارض جميعا ثم استوى الى السماء فسواهن فسواهن سبع سماوات صدى الى السماء والاستواء ها هنا مضمن معنى القصد والاقبال لانه عدي بالاء فسواهن اي فخلق السماء سبعا. والسماء ها هنا اسم جنس. فلهذا قال فسواهن سبع سماوات وهو بكل شيء اي وعلمه محيط بجميع ما خلق. كما قال الا يعلم من خلق وتفصيل هذه الاية في سورة حميم السجدة وهو قوله تعالى قل ائنكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين وتجعلون له اندادا. ذلك رب العالمين. وجعل فيها ونسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين. ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها ثم استوى يعني قصد الى السماء قصد ذلك جل وعلا وتوجه بخلقه نعم فقال لها وللارض ائتيا طوعا او كرها. قالتا اتينا طائعين. فقضاهن سبع سماوات في يومين واوحى في كل سماء امرها وزينا السماء الدنيا بمصابيح وحفظا. ذلك تقدير العزيز العليم وخلق الله جل وعلا الاراضين العرظة بما فيها في اربعة ايام والسماء بما فيها السماوات بما فيها في يومين والكل خلقها الله جل وعلا في ستة ايام جل وعلا قادر على ان يقول لها كن فتكون كما اراد الله ففي هذا ما خلقه جل وعلا للسماوات في يومين وخلقه للارظ في يومين انها لابد من هذا الزمن لا وانما ليعلم عباده وليعلمهم الخلق والتأمل والتدبر والا فالله جل وعلا يقول للشيء كن فيكون كما اراده سبحانه وتعالى. نعم ففي هذا دلالة على انه تعالى ابتدأ بخلق الارض اولا ثم خلق السماوات سبعا وهذا شأن البناء ان يبدأ بعمارة اسافله ثم اعاليه بعد ذلك وقد صرح المفسرون رحمهم الله بذلك كما سنذكره بعد هذا ان شاء الله فاما قوله تعالى اانتم اشد خلقا ام السماء؟ بناها رفع سمكها فسواها واغطش ليلها واخرج ضحاها والارض بعد ذلك دحاها. اخرج منها ماءها ومرعاها والجبال ارساها. متاعا لكم ولانعامكم قد قيل ان ثم ها هنا انما هي لعطف الخبر على الخبر لا لعطف الفعل على الفعل كما قال الشاعر قل لمن ساد ثم ساد ابوه ثم قد ساد قبل قبل ذلك جده يعني ان ثم هذه لا تدل دائما وابدا على الترتيب والتعقيب فقال سادة يقول لمن ثم ساد ابوه فسيادة الاب قبل سيادة الولد وليس بعده. وسيادة الجد كذلك قبل الاب ولم تكن بعده وقيل ان الداعي كان بعد خلق السماوات والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وقد جاء في الاحاديث والاية ان الاراضين سبع الاراضين سبع لكن الله اعلم جل وعلا بصفة ذلك فلا يقال ان في كل ارض ادميون او عشكل اخر الله اعلم. ما كلفنا بهذا من الناس من يقول في كل ارض نبي وانبياء وفي كل ارض مثلا ادم وذرية ونحو ذلك الله اعلم بهذا هذا لا يعلمه الا الله جل وعلا الله الذي خلق سبع سماوات ومن الارض مثلهن يتنزل الامر بينهن. فهو جل وعلا هو الاعلى العالم بذلك وانما علينا الايمان بان السماوات سبع وان الاراضين سبع. وهل الاراضين متلاصقة؟ ام تنفصل بعضها عن بعض الله اعلم بذلك