لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربه وعليهم غضب ولهم عذاب شديد الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان وما يدريك لعل الساعة قريب يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين امنوا مشفقون منها ويعلمون انها الحق انا ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد يقول الله جل وعلا في سورة الشورى والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب ولهم عذاب شديد الايات لما امر الله جل وعلا عبده ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالدعوة الى ما اوحاه الله جل وعلا اليه مما اوحى على الى النبيين قبله في قوله تعالى فلذلك فادعوا واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل ما امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا اعمالنا ولكم اعمالكم لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا واليه المصير قال جل وعلا عقب ذلك والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة عند ربهم وعليهم غضب الذين يحاجون الذين يخاصمون المشركون او اليهود والنصارى الذين يخاصمون في دين الله من بعد ما ظهر امره وبان واقبل عليه الناس ودخلوا في دين الله افواجا هؤلاء الذين يخاصمون من اجل رد الحق وارجاع الناس عن دينهم حجتهم داحضة حجتهم مغلوبة حجتهم لا قبول لها يقال هذه ارض دحر يعني تثبت عليها القدم وهؤلاء حجتهم باطلة يعني ما تستقر ما لها قرار وليس لها قبول لانهم يجادلون بالباطل لرد الحق الباطل لا قبول له فما بالك اذا كان لرد الحق فهي ابعد قبولا واجدر بان لا ينتبه لها ولا اقبلها العقول السليمة يحاجون في الله في دين الله وقيل يحاجون في يحاجون في الله يعني يحاجون ويخاصمون في رسول الله بانه غير صادق حجتهم من بعد ما استجيب له ما استجيب للقرآن او استجيب لدعوة الله او استجيب للدين او استجيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولا منافاة حجتهم ما يدلون به لاجل قبول ما يميلون اليه حجتهم داحضة غير مقبولة زلة زلقة لا تستقر ولا تقبلها النفوس العاقلة حجتهم داحضة عند ربهم عند الله جل وعلا لا قيمة لهم ولا قبول لهم ولا لحجتهم وعليهم غضب غضب عظيم من اين اخذنا العظمة؟ عظمة الغضب من التنكير وعليهم غضب. غضب شديد ولهم عذاب كذلك شديد مؤلم عليهم غضب من الله في الدنيا والاخرة ولا هم عذاب شديد في الاخرة وهذه الاية فيها وعيد شديد لكل من جادل بالباطل ولكل من وقف في وجه الحق كل من جادل بالباطل فهو متوعد بهذا الوعيد كل من تعرض لاذى المؤمنين من اجل ايمانهم فهو متوعد بهذا الوعيد الشديد ثم قال جل وعلا الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان الله الذي انزل الكتاب قيل المراد بالكتاب الجنس يعني اي كتاب منزل من الله جل وعلا فهو الذي انزل التوراة وهو الذي انزل الانجيل وهو الذي انزل القرآن وقيل المراد به القرآن خاصة بالحق يعني متلبسا بالحق ومشتملا على الحق الكتب المنزلة من الله جل وعلا كلها مشتملة على الحق التوراة والانجيل والزبور والقرآن. الزبور الذي نزل على داوود واتينا داوود زبورا مشتملة متلبسة محتوية للحق حال نزولها من الله جل وعلا قبل ان يدخلها التحريف والتزييف والتلاعب من اليهود والنصارى وهم تلاعبوا بكتبهم والله جل وعلا استحفظهم على كتبهم فتلاعبوا بها وزادوا فيها ونقصوا وحرفوا اما القرآن الله جل وعلا تكفل بحفظه لم يكل حفظه لغيره جل وعلا وقال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون القرآن محفوظ من الله جل وعلا مهما حاول المجرمون والظلمة والطغاة التحريف او الزيادة او النقص في كتاب الله ما استطاعوا والحمد لله بخلاف كتب اليهود والنصارى فهم حرفوها وبدلوها وذلك ان الله استحفظهم عليها ما تكفل الله بحفظها لحكمة يريدها الله جل وعلا لانه يريد نسخها وقال عن اليهود والنصارى بما استحفظوا من كتاب الله وهم استحفظوا عليه لكن ما حفظوه القرآن تكفل الله جل وعلا بحفظه الله الذي انزل الكتاب بالحق والميزان الميزان العدل لان به استوفى الحقوق العدل وقيل المراد الميزان الحقيقي ان الله جل وعلا انزله من السماء تكون قسمة الناس فيما بينهم وبيعهم وفي بيعهم وشرائهم بالعدل بالحق لا جور فيه ولا زيادة لان الميزان يعطي الحق صاحبة كما قال الله جل وعلا لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب ليقوم الناس بالقشط بالعدل وما يدريك لعل الساعة تكون لعل الساعة قريب وما يدريك لعل الساعة قريب وما يدريك وما يعلمك يعني ان الساعة قريبة لانها اتية وكل ات قريب لكن متى هي حينما قال المشركون للرسول صلى الله عليه وسلم متى الساعة قال الله جل وعلا وما يدريك لعل الساعة تكون قريب وما يدريك لعل الساعة قريب وسألوا عنها من باب الاستنكار ومن باب التكذيب والرد ولهذا قال يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والرسول صلى الله عليه وسلم سئل عن الساعة اسئلة متعددة وكل سائل يعطيه على قدره جبريل عليه السلام قال متى الساعة قال الرسول عليه الصلاة والسلام ما المسؤول عنها باعلم من السائل؟ انا وانت فيها سواء ليس عندي علم عن الساعة اكثر مما عندك انا وانت لا ندري متى الساعة والاعرابي الذي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم يسأل متى الساعة ما قال له الرسول عليه الصلاة والسلام ما المسؤول باعلم من السائل اعطاه على قدره قال ماذا اعددت لها هذه النتيجة وهذا الذي ينفعك الساعة غدا او بعد غد لا ضير ولا يهمك انما الذي يهمك ماذا اعددت للساعة انظر الى من القى الله جل وعلا الايمان في قلبه. قال اعددت لها حب الله ورسوله وقال عليه الصلاة والسلام المرء مع من احب ابشر بالخير فاستبشر بها الصحابة رضي الله عنهم في هذا السؤال من الاعرابي فرح به الصحابة يقول انس رضي الله عنه ما فرحنا بشيء بعد الاسلام مثل فرحنا بهذا الجواب المرء مع من احب انا احب الرسول صلى الله عليه وسلم. واحب ابا بكر واحب عمر فاكون معهم. يقولها انس رضي الله عنه وارضاه والمشركون لما سألوا عن الساعة قال الله جل وعلا ردا عليهم يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ثم استعجلوها وما تمنوها الا لانهم لا يؤمنون من باب التكذيب والرد والانكار واما المؤمن فهو خائف من الساعة يخاف ما يدري ماذا تكون نتيجته مثل ما يخاف الطالب من الامتحان الطالب يخاف من الامتحان وهو مستعد له لكن ما يدري ماذا تكون النتيجة النجاح والرسوب المؤمن كذلك يخاف من الساعة وان كان مستعدا لها لانه لا يدري ماذا تكون النتيجة هل يأخذ كتابه بيمينه ويقول هاؤم اقرأوا كتابية اني ظننت اني ملاق حسابية فهو في عيشة راضية في جنة عالية قطوفها ثانية كلوا واشربوا هنيئا بما اسلفتم في الايام الخالية او يأخذ والعياذ بالله كتابه بشماله ويقول يا ليتني لاموت كتابية ولم ادري ما حسابي. يا ليتها كانت القاضية ما اغنى عني ماليا هلك عني سلطانية. يقول الله جل وعلا للزمان خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه ثم في سلسلة ذرعها سبعون ذراعا فاسلكوه انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام فليس له اليوم ها هنا حميم ولا طعام الا من غسل لا يأكله الا الخاطئون. اعوذ بالله انظر الفرق بين الحالين وما يدريك لعل الساعة قريب قال العلماء كيف قال قريب ولم يقل قريبة قالوا ان الساعة مؤنس مجازي والمؤنث المجازي يصح ان يذكر له الفعل وان يؤنس فتقول طلع الشمس وطلعت الشمس ولا يصح ان تقول جاء فاطمة لان فاطمة مؤنث حقيقي وقيل المعنى والله اعلم وما يدريك لعل الساعة مجيئها قريب او وقتها قريب ثم قال جل وعلا يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها يقول تعالى متوعدا الذين يصدون عن سبيل الله من امن به والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له ان يجادلون المؤمنين المستحبين لله ورسوله ليصدوهم عما سلكوه من طريق الهدى حجتهم داحضة عند ربهم اي باطلة عند الله وعليهم غضب اي من ولهم عذاب شديد يوم القيامة قال ابن عباس ومجاهد جادل المؤمنين بعدما استجابوا لله ولرسوله ليصدوهم عن الهدى وطمعوا ان تعود الجاهلية كما قال بعض اليهود للصحابة رضي الله عنهم يريدون ان يصدوهم وان يستنقصوا منهم قالوا كتابنا قبل كتابكم ورسولنا قبل رسولكم ونحن خير منكم. وديننا خير من دينكم وهؤلاء قصدهم صد الناس عن الاسلام فانزل الله جل وعلا والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم لاحظة عند ربهم وقال قتادة هم اليهود والنصارى قالوا لهم ديننا خير من دينكم ونبينا قبل نبيكم ونحن خير منك واولى بالله منكم وقد كذبوا في ذلك ثم قال تعالى الله الذي انزل الكتاب بالحق يعني الكتب المنزلة من عنده على انبيائه. يعني المراد بالكتاب هنا الكتب الجنس الكتب المنزلة نعم والميزان والعدل والانصاف الى المراد بالميزان العدل يعني انزل العدل وفرضه واوجبه على العباد وقيل المراد بالميزان الميزان الحقيقي انزله الله جل وعلا من السماء ليكون بين الناس بالقسط والعدل والسوية لانه لو لم يكن هناك ميزان لربما ظلم الفقير والضعيف والذي لا يماكس يعطى مثلا الكيلو بمقدار نص كيلو والقوي يظلم الضعيف لكن انزل الله جل وعلا الميزان ليتقاسم به الناس وليتبايع به الناس وليكون املهم بالسوية والعدل وهذه في قوله تعالى لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وقوله والسماء رفعها ووضع الميزان الا تطغوا في الميزان. واقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان. لا تخسر يعني لا تنقصوا لا تبخس الناس حقوقهم وكما قال الله جل وعلا ويل للمطففين الذين اذا اكتئلوا على الناس يستوفون واذا كالوهم او وزنوهم يخسرون. الا يظن اولئك انهم مبعوثون وقوله وما يدريك لعل الساعة قريبة فيه ترغيب فيها وترهيب منها وتزهيد في الدنيا يستعجل بهذه الساعة قريبة قريبة لانها اتية لا محالة وكل ات غريب وما بين المرء والساعة الا ان يقال مات فلان لان من مات فقد قامت قيامته. وعرف منزله في الجنة او النار لانه ان كان من اهل الجنة فهو في روضة من رياض الجنة في قبره ويفتح له باب الى الجنة ويأتيه من روحها ونعيمها وان كان والعياذ بالله من اهل النار فهو في حفرة من حفر النار ويفتح عليه له باب الى النار فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه في قبره فما بين المرء والقيامة والساعة الا الموت اذا مات ظهر له الامر ووضح يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها ان يقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين وانما يقولون ذلك تكذيبا واستبعادا وكفرا وعنادا والذين امنوا مشفقون منها اي خائفون وجلون من وقوعها ويعلمون انها الحق كائنة لا محالة فهم مستعدون لها عاملون من اجلها وقد روي من طرق تبلغ درجة التواتر في الصحاح والحزان والسنن والمسانيد وفي بعض الفاظه ان رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوت جهوري توجهوني اعرابي ان الاعرابي عنده من القسوة الاعراب عندهم من القسوة والغلظة وكان الصحابة رضي الله عنهم يفرحون بالاعرابي اذا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم ليسأل حتى يستفيدوا لانهم يستحيون ان يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم والاعرابي عندهم من الجرأة ما ليس عند المؤدبين المتعلمين وهو في بعض اسفاره فناداه فقال يا محمد فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نحو من صوتك. نحو من صوته لانه هو اتى بصوت جهوري. فاجابه النبي صلى الله عليه وسلم بصوت قريب من صوته هاؤم ماذا ماذا تريد لان الاعرابي ناداه يا محمد نعم فقال متى الساعة؟ يسأل الاعرابي يقول متى الساعة متى تكون؟ يعني بعد سنة سنتين عشر مئة اقل اكثر نعم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ويحك انها كائنة. فما اعددت لها ويحك كلمة تخويف انها كائنة يعني واقعة لا محالة او بعدت لكن النتيجة ماذا اعددت لها هذا الذي فيه فائدة ماذا؟ هل استعديت للساعة هل اعددت لها عملا صالح نعم فقال حب الله ورسوله اعددت لها حب الله ورسوله نعم العدة فمن احب الله ورسوله عمل بطاعة الله جل وعلا واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا يقول قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله محبة الله جل وعلا سهلة لمن وفقه الله جل وعلا ماذا يعمل؟ يتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون من احباب الله ورسوله حب الله يقول اعددت لها حب الله ورسوله. والله جل وعلا يقول قل يا محمد ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم فقال انت مع من احببت. انت مع من احببت. يعني مع الرسول صلى الله عليه وسلم. وخير الامة ما دمت احببتهم المرء مع من احب فمن احب الطيبين فهو معهم. ومن احب الاشرار فهو معهم من ناصر الاخيار فهو معهم. من والى الاخيار فهو معهم فحب الصحابة رضي الله عنهم قربة لله جل وعلا وحب سلف الامة وحب العلماء قربة لله جل وعلا لان المرأة احبهم من اجل طاعتهم لله جل وعلا وحب الاشرار والفجار وموالاتهم معصية لله ورسوله ولذا قال عليه الصلاة والسلام اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله يعني الحب في الله عروة قوية من عرى الايمان كيف الحب في الله ان تحب هذا الرجل لانه مطيع لله ان تبغض ذاك الرجل لانه عاص لله فهذا الحب في الله والبغض في الله احببته لا لدنيا وانما لانه مطيع لله فيه خير فيه نفع ينفع عباد الله فاحببته لذلك والاخر ما غرك وانما ابغضته لانه فيه ظرر على الاسلام او ظرر على المسلمين او يؤذي الصالحين فانت ابغظته وان لم يظرك لانه مؤذي هذا الحب في الله والبغظ في الله الحب من اجل الله والبغض من اجل الله جل وعلا وقوله في الحديث المرء مع من احب هذا متواتر لا محالة والغرض انه لم يجبه عن وقت الساعة بل امره بالاستعداد لها. امره بالاستعداد. قال ماذا ماذا اعددت لها؟ يعني استعد لها الساعة اتية لا محالة. ولا يضيرك تقدمت او تأخرت اجلك ات ومنتقل وماذا فبماذا تنتقل انتقلت بعمل صالح ربحت وفزت وان انتقلت بعمل سيء والعياذ بالله خسرت الدنيا والاخرة يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها. يعني المكذبون للساعة يستعجلونها كما قال الله جل وعلا عنهم انهم قالوا عجل لنا قطنا يعني هات العذاب اللي عندك. العذاب الذي تتوعدنا به بالدار الاخرة هاتوه عجلوا من باب التكذيب والانكار يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها. والذين امنوا مشفقون يستعجلون بها لانهم غير خائفين منها ولا مشفقين والذين امنوا مشفقون منها يعني يخافونها فلا يستعجلونها لا يطلبونها فهم خائفون وجلون منها لا يدرون ماذا تكون النتيجة ويعلمون انها الحق يعني يؤمنون ويصدقون انها واقعة لا محالة ان من انكر الساعة كفر من انكر البعث كفر كما قال الله جل وعلا زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم بما عملتم وذلك على الله يسير الا ان الذين يمارون في الساعة يجادلون في وجودها ويدفعون وقوعها. يمارون يجادلون ويخاصمون او ينكرون او في شك منها شك عن الحق الذي يجادل في الساعة او يشك في الساعة او لا يؤمن بالساعة هذا ضال وخاسر في الدنيا والاخرة. وان نال ما نال من الدنيا لان الذي خلق السماوات والارض قادر على احياء الموتى بالطريقة الاولى والاحرى كما قال تعالى وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه الذين انكروا قالوا كيف بعد البلاء التفتت في الارض والتراب وزوال الجثة ازالة كاملة كيف تحيا مرة ثانية نقول من الذي اوجدها اولا لا شك يقول هنا الله ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله خلقهم جل وعلا على غير مثال سبق ثم افناهم اليس قادرا على اعادتهم ولله جل وعلا المثل الاعلى شخص بنى بيت مشيدة ورفع بنيانه ثم ترى له وازاله اليس قادرا على اعادته كما كان اولا اقدر ممن لم يبني ولم يعمل لا شك انه اقدر لانه يبني على غرار ما سبق ولله جل وعلا المثل الاعلى فهو الذي اوجدهم من العدم ثم افناهم اذا اراد اعادتهم اليس قادر على ذلك؟ اسهل عادة وفي عرف العقلاء والناس اجمعين ان اعادة الشيء اسهل واهون من ايجاده لاول مرة والله جل وعلا لا يعجزه شيء انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون يأمر جل وعلا من دون تهيئة امور ومن دون مواد ومن دون اشياء يأمر الارض بان تجمع ما فيها فاذا الشخص قائم واقف كما قال ابراهيم عليه السلام قال الله جل وعلا عنه واذ قال ابراهيم ربي ارني كيف تحيي الموتى؟ قال او لم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك. ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا خذ اربعة من الطير وقطعها اجزاء صغيرة واجعل على كل جبل جزء وامسك بالرؤوس ثم ادعهن يأتينك سعيا. بامر الله جل وعلا انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون الا ان الذين يمارون يعني يجادلون من المماراة والمجادلة ويصح على ان الذين يمارون من المرية والمرية الشك يعني يشكون في الساعة او يجادلون فيها لفي ضلال بعيد. بعيدا عن الحق والصواب والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين