والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الا من اذن له وقال صوابا ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت تراب هذه الايات الكريمة من سورة عم جاءت بعد قوله جل وعلا ان للمتقين مفازا حدائق واعناب وكواعب اترابا وكأسا دهاقا لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا جاء من ربك عطاء حسابا رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا الايات قوله جل وعلا رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا ربي الجر ومثلها الرحمن رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا ربوا بالرفع رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا الثالثة رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا بجرهما ربي الرحمن ورفعهما رب الرحمن وبالجر في الاولى والرفع الاخرى رب السماوات والارض وما بينهما الرحمن لا يملكون منه خطابا والجر واضح بدل او صفة لقوله معجزاء من ربك عطاء حسابا من ربك رب السماوات والارض الرحمن والرفع على الاستئناف والابتداء رب السماوات هو رب السماوات والارظ وما بينهما الرحمن والتفريق بينهما الاول الجر بقربه من عطاء من ربك والرفع على الاستئناف لقوله الرحمن بعده عن المعطوف عليه فهو على الاستئناف وفي هذه الاية اثبات عظمة الله جل وعلا وكما لربوبيته للسموات والارض ومن فيهن وهو الرب المربي لجميع خلقه بالنعم وهو المستحق للعبادة فلا يليق عقلا ان يكون هو الخالق والرازق والمنعم والمتفظل ثم تكون العبادة لغيره رب السماوات والارض وما بينهما هو الرحمن بعباده ومن رحمته جل وعلا انه يمهل ولا يهمل من رحمته جل وعلا انه لا يستعجل بالعقوبة الخلق يعصونه ويعملون بما يسخطه تبارك وتعالى. ويدر عليهم النعم ويعطيهم ويلطف بهم ويهب لهم الصحة والعافية والمال والولد رب السماوات والارض وما بينهما فل السماوات عمار وللاراضين عمار وعمار لما بين السماء والارض لا يملكون منه خطابا. لا يملك من هم الظمير فيه يملكون يعود الى الخلق منه الظمير يعود الى الله جل وعلا الى رب السماوات والارض لا يملكون منه خطابا. لا يستطيع احد ان يبدأ بمخاطبته تبارك وتعالى هيبة له واجلال الا بعد استئذانه لا يملكون لا يملك الخلق ولا يستطيعون ان يخاطبوه الا بعد اذنه تعالى كما قال تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه متى هذا؟ قال جل وعلا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون ويوم ظرف معمول لاحد فعلين لا يتكلمون يوم يقوم الروح يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون الاول لا يملكون والثاني لا يتكلمون يصح ان يكون احدهما هو العامل في الظرف يوم يوم يقوم الروح والمراد بهذا اليوم هو يوم القيامة يوم يقوم الروح ما المراد بالروح اقوال عدة للمفسرين رحمهم الله قيل المراد بالروح جبريل عليه السلام على حد قوله جل وعلا نزل به الروح الامين وقيل المراد بالروح القرآن وقد سمى الله جل وعلا القرآن روحا بايات كثيرة وقيل المراد بالروح ملك من الملائكة اعظم من السماوات والارض لا يقوم له شيء وهو اذا نزل احاط بالارظ كلها وقيل المراد بالروح ارواح بني ادم وقيل المراد بالروح بنو ادم بجملتهم وقيل المراد بالروح خلق من خلق الله يأكلون ويشربون وليسوا بملائكة ولا من بني ادم عباد لله والملائكة معطوف عليه معطوف على الروح يقوم الملائكة والروح صفا صفا يحيطون باهل الارض حتى لا يفلت احد منهم صفا لا يتكلمون لا يتكلم منهم احد الا باذن من الله تبارك وتعالى وقد ورد ان الملائكة عليهم السلام يشفعون والانبياء يشفعون والرسل يشفعون والعلماء يشفعون والشهداء يشفعون لكن كل هؤلاء لا يتكلمون بشفاعة حتى يستأذنوا الله جل وعلا ولا يشفعون الا لمن ارتضى كما قال الله وهو جل وعلا لا يرضى الا عن اهل التوحيد ولا يرضى عن اهل الشرك لان الله جل وعلا اخبر انه لا يغفر للمشرك ابدا واما الموحد ومهما ارتكب من الكبائر وعلى خطر لكنه اهل لان يشفع له وكما قال عليه الصلاة والسلام شفاعتي لاهل الكبائر من امتي من وقع في الكبائر واما الصغائر الله جل وعلا يكفرها ويغفرها لعبده بالاعمال الصالحة ما يحتاج المسلم الى شفاعة في جنبي ذنبه الصغير بالذنوب الصغائر لان الله يكفرها بالوضوء والخطى الى المسجد والمحافظة على صلاة الجماعة والمحافظة على صلاة الجمعة والحج والعمرة وغير ذلك من الاعمال الصالحة. كما قال صلى الله عليه وسلم الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان كفارة لما بينهما ما اجتنبت الكبائر ومن اصول اهل السنة والجماعة ان شفاعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لاهل الكبائر من امته والمراد باهل الكبائر الذين ماتوا وهم مصرون عليها واما من تاب في حياته قبل مماته فالله جل وعلا يتوب عليه لان الله جل وعلا يقول في صفة عباد الرحمن والذين لا يدعون مع الله الها اخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يعني هذه الجرائم الثلاثة الكبار يلقى اثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا الا من تاب من تاب فقد استثناه الله جل وعلا فهو مغفور له بتوبته لا يتكلمون الا من اذن له في الكلام وقيل المراد الا من اذن له الرحمن في ان يشفع له والامران لابد منهما اولا ما احد يشفع الا بعد اذن الله ثانيا انه انه ان الشافع لا يشفع الا لمن اذن الله له ان يشفع فيه لا يشفع لاي احد مباشرة وانما يشفع لمن اذن الله لعبده ان يشفع فيه والشفاعة تطلب من الله جل وعلا ولا تطلب من الشافع ما يسوغ لك ان تسأل النبي صلى الله عليه وسلم الان الشفاعة او تسأل الملائكة او تسأل شهيدا او عالما او تقيا تقول اشفع لي وانما تسأل الله جل وعلا ان يشفع فيك انبياءه ورسله وعباده الصالحين يقول مثلا اللهم شفع في انبيائك ورسلك وعبادك الصالحين يقول اللهم لا تحرمني شفاعة افراطي الشفاعة ما تسأل من الفرط ان يشفع فيك وهو الولد الصغير الذي مات قبل الحلم وانما تسأل من الله جل وعلا ان يشفع فيك من تسأل انت من تريد الشفاعة منه. اللهم شفع في انبيائك اللهم شفع في رسلك اللهم شفع في عبادك الصالحين وهكذا لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن الا من اذن له الرحمن في الكلام او اذن له الرحمن في ان يتكلم فيه لان كلا الامرين لا بد من الاذن الاذن للشافع اولا في ان يشفع ثم اذن للشافع في ان يشفع في كذا فاذا اذن الله للشافع ان يشفع فلا يشفع لمن اراد وانما يشفع لمن اذن الله له ان يشفع فيه لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا وقال صوابا يصح هذه ان تكون في الشافع انه اقول الحق والشيء المأذون فيه الذي اذن الله فيه او في المشفوع فيه والمتكلم فيه الا من اذن له الرحمن وقال صوابا والصواب كلمة التوحيد او قال الحق والحق كلمة التوحيد او قال ما يرضي الله والتي ترضي الله جل وعلا هي كلمة التوحيد لا اله الا الله لان من جاء بها فهو اهل لان يشفع فيه ويشفع الله جل وعلا فيه من شاء ومن لم يأت بكلمة التوحيد لا نصيب له في الشفاعة لان الله اخبر في كتابه ان الله لا يغفر له ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء الذنوب الاخرى مهما عددا او عظمت فعلا فهي داخلة تحت المشيئة سوى الشرك بالله فالله جل وعلا لا يغفره الا من اذن له الرحمن وقال صوابا. قال قولا حقا. قال الصواب والحق والهدى يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وانه رب السماوات والارض وما فيها وما بينهما وانه الرحمن الذي شملت رحمته كل شيء وقوله تعالى لا يملكون منه خطابا اي لا يقدر احد على ابتداء مخاطبته الا باذنه كقوله تعالى من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه. من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه؟ يعني لا احد لا احد يشفع عند الله الا باذن الله تبارك وتعالى وكقوله تعالى يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه وقوله تعالى يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون اختلف المفسرون في المراد بالروح ها هنا ما هو؟ على اقوال احدها ما رواه العوفي عن ابن عباس انهم ارواح بني ادم الثاني هم بنو ادم قاله الحسن وقتادة وقال قتادة هذا مما كان ابن عباس يكتمه الثالث انهم خلق من خلق الله على صور بني ادم وليسوا بملائكة ولا ببشر. وهم يأكلون ويشربون قاله ابن عباس ومجاهد الرابع هو جبريل قاله الاعمش وسعيد ابن جبير ويستشهد لهذا القول بقوله عز وجل نزل به الروح الامين على قلبك لتكون من المنذرين. المراد بقوله تعالى نزل به الروح الامين. جبريل على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام الخامس انه القرآن قاله ابن زيد كقوله وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا هذا القرآن فسماه الله جل وعلا رح لان فيه حياة القلوب نعم السادس انه ملك من الملائكة بقدر جميع المخلوقات قال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس قوله يوم يقوم الروح قال هو ملك عظيم من اعظم الملائكة خلقا الا من اذن له الرحمن قوله يوم يأتي لا تكلم نفس الا باذنه وكما ثبت في الحديث الصحيح ولا يتكلم يومئذ الا الرسل وقوله تعالى وقال صوابا اي حقا ومن الحق لا اله الا الله كما قاله ابو صالح وعكرمة ذلك اليوم الحق ذلك الاشارة الى يوم القيامة الحق الثابت وقوعه لا محالة ولا شك فيه ذلك اليوم الحق فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا ذلك اليوم الحق فمن شاء اراد من العباد ان يكون له مكانة عند الله جل وعلا ومنزلة فليتخذ ذلك في حال الدنيا في دار الدنيا فليتخذ الاسباب بتوحيد الله جل وعلا وافراده بالعبادة والعمل بطاعته سبحانه والله جل وعلا وهب العقول للعباد عند فقد العقل لا تكليف ما يكلف العبد الا اذا كان عاقلا وارسل الرسل وانزل الكتب ببيان الحق وارسال الرسل وانزال الكتب ووهبة العقل حجة الله جل وعلا على خلقه ودعا الله جل وعلا عباده لعبادته وحده لا شريك له فمن شاء اتخذ الى ربه مئابا طريقا ومأوى الى الله جل وعلا ان اراد ذلك فقد بينه الله جل وعلا ويعبر العلماء رحمهم الله عن الفاء هذه فمن شاء يقولون عنها انها الفاء الفصيحة يعني افصحت عن شرط مقدر فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا مرجع يرجع فيه الى ربه جل وعلا ويقدم الاعمال الصالحة لله جل وعلا فتكون له مكانة عند الله ذلك اليوم الحق اي الكائن لا محالة فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا مرجعا وطريقا يهتدي اليه ومنهجا يمر به عليه وتقدير الشرط كما قدره بعض العلماء رحمهم الله في بعض الحواشي ومن شاء اتخذا واذا كان الامر كما ذكر من تحقق اليوم المذكور الذي هو يوم القيامة لا محالة فمن شاء ان يتخذ مرجعا الى ثواب ربه الذي ذكر جل الذي ذكر شأنه العظيم فعل ذلك فمن شاء فعل ذلك اذا كان الامر كذلك فمن شاء ان يتخذ الى ربه فليفعل معناه الطريق مفتوح الطريق واضح والامر بين. فمن شاء ان يسلك طريق الحق فليفعل ما دام في دار المهلة والله يقول جل وعلا فهديناه النجدين يعني بينا له طريق الخير والشر فديناه بمعنى هنا دللناه الهداية كما هو معلوم. تأتي بمعنى الدلالة والارشاد وتأتي بمعنى التوفيق والالهام كلها مذكورة في القرآن نعم انا انذرناكم عذابا قريبا يعني يوم القيامة لتأكد وقوعه صار قريبا. انا انذرناكم يقول الله جل وعلا خطابا للكفار ولمن نزلت عليه في وقتهم الايات انا انذرناكم والانذار هو التخويف. يعني خوفناكم يا اهل مكة وانذرناكم وبينا لكم انذرنا لكم انذرناكم عذابا قريبا. ما المراد بهذا القريب اهو عذاب في الدنيا ام عذاب في الاخرة؟ قيل المراد العذاب القريب عذاب في الدنيا. توعدهم الله جل وعلا بانهم ان لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم فسيحل بهم عذاب قريب وقد حل والمراد به يوم بدر حيث قتل من صناديدهم سبعون واسر سبعون من رؤساء كفار قريش وهذا عذاب قريب وهو المنذر وقد تحقق وقيل المراد بالعذاب القريب عذاب يوم القيامة. لانه هو العذاب الفظيع. هو الشديد الذي لا يطاق وسماه الله جل وعلا قريبا لتحقق وقوعه لانه واقع لا محالة وكل ات قريب وان طال الزمن نعم انا انذرناكم عذابا قريبا يوم القيامة لتأكد وقوعه صار قريبا لان كل ما هو ات قريب يوم ينظر المرء ما قدمت يداه. يوم ينظر المرء المراد بهذا المرء الانسان مؤمن او كافر لان المؤمن ينظر ما قدمت يداه من الاعمال الحسنة فيسر بها وينبسط ويفرح ويقول هاؤم اقرأوا كتابية يرفع كتابه بيمينه ويأخذه بيمينه وينادي على نفسه لان ما في كتابه الا ما يسر ليس فيه فضايح لانه ما عمل فظائح وان صدر منه شيء فقد غفرها الله جل وعلا وسترها والفاجر والكافر ينظر في اعماله السيئة القبيحة ويفتضح بها امام الملأ يوم ينظر المرء يعني كل انسان مؤمن او كافر ما قدمت يداه يعني من الاعمال ما قدم عمله امامه والمراد باليدين اليدين واطلق على العمل وان كان بعضه من عمل غير اليدين لان اليدين هما غالبا التي تزاول الاعمال فهو يقدم ما يقدمه بعمل يديه. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ينظر ما قدمت يداه من عمل حسن او عمل سيء. في سر بالعمل السيء في سر بالعمل الحسن يستاء ويضيق صدره بالعمل السيء يوم ينظر المرء ما قدمت يداه اي يعرض عليه جميع اعماله خيرها وشرها قديمها وحديثها كقوله تعالى ووجدوا ما يعني كل الاعمال التي قدمها في اول الامر او اخره كلها يراها بين يديه نعم ويقول الكافر ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا النظر في حق المؤمن والكافر. يوم ينظر المرء ما قدمت يداه كل ينظر في عمله لكن الذي يندم ويقول هذا القول هو الكافر ويقول الكافر المراد به الكافر مطلقا الجنس وقيل المراد به الكافر ابو جهل او ابو لهب وقيل غير ذلك والاولى العموم حتى وان كانت نزلت بسبب شخص واحد كافر فالعبرة كما قال المفسرون بعموم اللفظ لا بخصوص السبب يوم يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا. لم يسأل ويتمنى ان يكون تراب لان الله جل وعلا يجمع الخلائق قل لهم الثقلين الجن والانس والبهائم والحيوانات كلها والطير والوحوش فيقتص الله لبعضها من بعض حتى انه ليقتص للشاة الجما من ذات القرن ثم اذا اختص لبعضها من بعض قال الله جل وعلا لهذه الحيوانات كلها سوى الثقلين كوني ترابا تصير ترابا فعند ذلك يتمنى الكافر انه مثل هذه الحيوانات يا ليتني كنت ترابا. قيل المراد انه يتمنى انه كان تراب من تراب الدنيا فلا يبعث او يتمنى انه حيوان من حيوانات الدنيا غير المكلفين يتمنى انه حيوان من حيوانات الدنيا حتى اذا بعث بعد البعث يقال له كوني ترابا ويتمنى هذا ويتمنى هذا ويتمنى ان يكون مثل هذه الحيوانات والحشرات والبهائم التي قال الله جل وعلا لها كوني ترابا وقد اختلف العلماء رحمهم الله في الجن هل هو ممن يقال لهم ذلك قال بعض العلماء كذلك الجن يقال لها كوني ترابا فتنتهي وقال بعضهم مؤمن الجن في ربض حول الجنة ما يدخلون الجنة وهم حولها وقيل الجن مثل الانس مؤمنهم في الجنة وكافرهم في النار والله اعلم ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا يود الكافر يومئذ انه كان في الدار الدنيا ترابا ولم يكن خلق ولا خرج الى الوجود. وذلك حين عاين عذاب الله. ونظر الى اعماله الفاسدة قد سطرت عليه بايدي الملائكة السفرة الكرام البررة وقيل انما يود ذلك حين يحكم الله بين الحيوانات التي كانت في الدنيا سيفصل بينها بحكمه العدل الذي لا يجور حتى انه ليقتص للشاة الجماء من القرناء فاذا فرغ من الحكم بينهما قال لها كوني ترابا فتصير ترابا فعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا اي كنت حيوانا فارجع الى التراب وقد ورد معنى هذا في حديث الصور المشهور وورد فيه اثار عن ابي هريرة وعبد الله ابن عمر رضي الله عنهما والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى اله وصحبه اجمعين