والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد الحمد لله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين الى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحي يونس واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين الا في ضلال وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدع ربه اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب هذه الايات الكريمة من سورة غافر يقول الله جل وعلا ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين الى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كذاب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم وما كيد الكافرين الا في ظلال الايات هذه الايات تسلية من الله جل وعلا لعبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بانه وان كذبك قومك وقد كذب الرسل قبلك كذب موسى ومن قبله من الرسل وفيها تخويف ونذارة لكفار قريش لانكم اذا استمررتم على تكذيبكم لمحمد صلى الله عليه وسلم ورد دعوته فانه سيحل بكم ما حل بمن قبلكم ممن كذبوا رسلهم وقد علمتم ما حل بالكافرين الظالمين الذين كذبوا الرسل ومنهم القريبون منكم وهم الفراعنة ما حصل لهم مع ما اعطاهم الله جل وعلا من القوة والمناعة والبأس الشديد والتسلط العظيم كل هذا ما اغنى عنهم شيئا لما جاءهم امر الله وان المرء قد يتكبر ويتعاظم بنعمة انعمها الله جل وعلا عليه بها ستكون هي سبب هلاكه والقضاء عليه كما تكبر فرعون بقوله وهذه الانهار تجري من تحتي افلا تبصرون وكان هلاكه بالغرق كما الله جل وعلا علينا ذلك في كتابه العزيز يقول تعالى في هذه الايات ولقد ارسلنا موسى باياتنا وسلطان مبين ولقد اللام يقول عنها العلماء رحمهم الله موطئة للقسم وقد حرف تحقيق لان السياق يقول والله قد ارسلنا موسى باياتنا ارسل الله جل وعلا موسى ابن عمران يقول باياتنا الايات الدالة على صدقه وانه مرسل من ربه بالايات الدالة على وحدانية الله جل وعلا باياتنا وسلطان مبين سلطان الحجة والبرهان وهو شيء من الايات او هو بعض الايات لان الله جل وعلا اعطى موسى من الايات كما قال ولقد اتينا موسى سبعا ارسلنا موسى ولقد اتينا موسى تسع ايات بينات فاسأل بني اسرائيل اذ جاءهم تسع ايات بينات ومنها ايات عظيمة ومنها ايات مخوفة الضفادع والقمل ومنها طوفان البحر عليهم ومنها اليد والعصا الايات البينة الظاهرة الكبرى العصا التي كانت مع موسى عليه السلام يتوكأ عليها ويهش بها كما قال على غنمه جعلها الله جل وعلا ثعبانا عظيم اكلت وابتلعت كلما جمع السحرة وعادت كما كانت باذن الله عصا في يد موسى عليه السلام واليد كان موسى يدخلها في جيبه فتخرج بيضاء تتلألأ كأنها قطعة قمر من وسلطان مبين حجة بينة واضحة على صدقه الى فرعون وهامان وقارون وقالوا ساحر كذاب الى هؤلاء ومن معهم لان الناس يرجعون عادة الى مثل هؤلاء الثلاثة الكبراء فرعون ملك وهامان وزير وقارون صاحب الاموال والتجارة والكنوز العظيمة والناس تبع لهؤلاء الى هؤلاء الثلاثة فقالوا ساحر كذاب قالوا عاد الضمير الى الثلاثة وقد قال العلماء ان الذين قالوا عن موسى انه ساحر فرعون وهامان وقارون لم ينسب موسى الى السحر ان قارون كان من قوم موسى كما قال الله جل وعلا ان قارون كان من قوم موسى فبغى عليه واتيناه من كنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة اولي القوة. اذ قال له قوم لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين وابتغي فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغي الفساد في الارظ ان الله لا يحب المفسدين. قال انما اوتيته على علم ولا تنسى نصيبك من الدنيا استعمل الدنيا في طاعة الله جل وعلا فتربح الدنيا والاخرة واذا اهملت طلب الاخرة في الدنيا خسرت الدنيا والاخرة. ولكن يجوز اذا ذكر مجموعة ان يعود على بعضهم وقالوا اي الذين قالوا ساحر كذاب هم فرعون وهامان وقالوا ساحر وقالوا كذاب نسبوه الى هاتين الصفتين الذميمتين قالوا ساحر يعني في تمويهه وافتراءه ونحو ذلك وكانوا يعظمون السحرة هم في وقت انتشر فيه السحر وكانوا يعظمونهم فلم يكتفوا بقوله ساحر خشية ان يتبعه الناس بسحره فقالوا ساحر كذاب مفتري قالوا هذا القول ليصرفوا الناس عن اتباعه بقصد صرف الناس عن اتباعه لان الظالم اذا ظهر المحق افترى عليه افتراءات كثيرة لاجل الا تتبعه العامة لان ان تبعته العامة خسر وما بقي معه احد لكنه يفتري على المحق افتراءات كاذبة جائرة لاجل ان يصرف وجوه الناس عنه بسم الله الرحمن الرحيم يقول تعالى مصليا لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في تكذيبه من كذبه من قومه ومبشرا له بان العاقبة والنصرة له في الدنيا والاخرة كما جرى لموسى ابن عمران عليه السلام فان الله تعالى ارسله بالايات البينات والدلائل الواضحات ولهذا قال تعالى باياتنا وسلطان مبين والسلطان هو الحجة والبرهان الى فرعون وهو ملك القبط بالديار المصرية وهامان وكان فرعون اسم لكل من ملك مصر من القبط من الاقباط نعم وهامان وهو وزيره في مملكته وقارون وكان اكثر الناس في زمانه مالا وتجارة فقالوا ساحر كذاب اي كذبوه وجعلوه ساحرا مجنونا مموها كاذبا لان الله ارسله وهذه كقوله تعالى كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر مجنون فتواصوا به يعني ان هذه طريقة الظلمة والكفرة والفجرة كلما ارسل الله جل وعلا اليهم من يذكرهم ويعظهم ويدلهم على الصواب قالوا ساحر او مجنون. يعني اما ان ينسبوه الى السحر او ينسبوه الى الجنون من اجل ان يصرفوا وجوه الناس عنه فلما جاءهم بالحق من عندنا فلما جاءهم بالحق من عندنا كأن سائلا يسأل يقول وماذا كان الامر؟ فقال الله جل وعلا فلما جاءهم بالحق البين الواضح الظاهر عرفوه وما خفي عليهم من عندنا حق من عند الله جل وعلا قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم ما استطاعوا ان يغلبوه بالحجة. ولا بالدليل ولا بالبرهان. وانما ارادوا التسلط عليه واشغال الامة اشغال الرجال والنساء الخوف والذعر على اولادهم قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم والذين امنوا معه هم بنو اسرائيل هم قوم موسى عليه الصلاة والسلام قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه يعني العقوبة التي كانت عليهم من قبل اعيدوها عليهم لان فرعون حينما جاءه الكهنة والمنجمون قالوا انه يولد في بني اسرائيل غلام يكون زوال ملكه ملكك على يديه فماذا فعل هذا اللعين كل مولود يولد لبني اسرائيل ذكر يقتل وجعل جواسيسه وعيونه تدور على بيوت بني اسرائيل فاذا رأت المرأة منهن حبلى تابعتها حتى تلد فاذا ولدت اخذوا ولدها فان كان ذكرا قتلوه وان كان انثى ابقوه لاجل الخدمة والله جل وعلا اذا اراد شيئا فلا راد لما اراده سبحانه وتعالى قتل الغلمان من اجل موسى وبقي موسى عليه الصلاة والسلام وتربى في بيت فرعون وعلى طعامه ومائدته بحكمة الله جل وعلا قتل عدد كبير من غلمان بني اسرائيل وسلم الله جل وعلا موسى وتربى في حجر فرعون في بيته وبينه وبين امرأته يسعون لخدمته ولما يريده واستأجروا امه بدل ما كانت خائفة من ارظاعه ومن الاطلاع عليه اخذوا يدفعون لها الاجرة البالغة من اجل ان ترضعه. وهي صاحبة المعروف عليهم ثم توقف اللعين عن قتل ابناء بني اسرائيل فلما قام موسى عليه الصلاة والسلام بدعوته اراد ان يعيد العقوبة السابقة عليهم ليشغلهم لانه بهذه الطريقة يشغل الرجال والنساء والصغار والكبار ويكون الجميع كلهم في خوف وفي ذعر هذه واحدة والثانية انه يقضي على غلمانهم فلا يكون لهم شوكة ولا يكون لهم عدد كبير ما يبقى معهم الا البنات فهو اراد امرين الانتقام منهم وتخويفهم وتقليلهم بان لا يكون لهم عدد قالوا اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم يعني استبقوا البنات لاننا في حاجة اليهن يخدم فهن يخدمن الفراعنة واستحيوا نساءهم قال الله جل وعلا وما كيد الكافرين الا في ظلال قد يعمل الكافر عملا ويجتهد فيه فيكون حتفه به والله جل وعلا يقول انهم يكيدون كيدا واكيد كيدا وما كيد الكافرين ما يكيدونه للمؤمنين من اتباع موسى الا في ظلال في هلاك خسارة فلما جاءهم بالحق من عندنا اي بالبرهان القاطع الدال على ان الله عز وجل ارسله اليهم قال اقتلوا ابناء الذين امنوا معه واستحيوا نساءهم وهذا امر ثاني من فرعون بقتل ذكور بني اسرائيل اما الاول فكان لاجل الاحتراز من من جنود موسى او لاذلال هذا الشعب وتقليل عددهم او لمجموع الامرين واما الامر الثاني فلعله الثاني فلعله الثانية والاهانة والاهانة هذا الشعب ولكي يتشائموا بموسى عليه السلام ولهذا قالوا اوذنا من قبل ان تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربي ان يهلك عسى ربكم قال عسى ربكم ان يهلك عدوكم ويستخلفكم ويستخلفكم ويستخرفكم في الارض فينظر كيف تعملون قال قتادة هذا امر بعد امر الله عز وجل وما كيد الكافرين الا في ظلال. نعم. اي نعم وما مكرهم وقصدهم الذي هو تقليل عدد بني اسرائيل لئلا ينصروا عليهم الا ذاهب وهالك في ظلال وقالت وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدعو ربه عجز فرعون اللعين عن مقابلة موسى بالحجة والبرهان والبيان وخشي من اقبال الناس عليه لان معه النور والبرهان فقال ذروني اقتل موسى. اراد ان يتقرب الى قومه يقول لهم اتركوني اقتله انا تاركه من اجلكم فاذنوا لي في قتله لا تمنعوني من قتله وهو اللعين يعرف صدق موسى عليه السلام وانه ان هم بقتله وعزم على ذلك عوجل بالعقوبة فلم يستطع ان يقول لقومه لا استطيع قتله. اخشى من معاجلة العقوبة. قال انا احب ان اقتله. وليفعل ما شاء وليدعو ربه لكن انا تاركه من اجلكم. انتم تقولون اتركه فهو اراد ان يتظاهر بالقوة المزعومة وفي قلبه الخوف والوجل من موسى عليه السلام وكأنه يقول ما تركته الا من اجلكم فاذنوا لي في قتله وكأنهم يقولون له لا تستعجل في قتله لانه ساحر من السحرة فاذا قتلته قال الناس ما قتله الا هو عاجز عن مقابلته واتبعه الناس حينئذ وكأنهم يقولون له لا تستعجل وهو يقول ائذنوا لي في قتله ودعوني اقتله لاني خائف عليكم هذه شفقة عليكم تخاف عليكم بسببه من امرين ان يفسد دينكم ويفسد دنياكم لان الناس لا يخلون من رجلين رجل يهتم بدينه ولا يبالي بدنياه ويتفانى والاخر دينه ضعيف لا يهتم لدينه. لكنه يهتم لدنياه اذا اخذ شيء من دنياه وصار كأنه اسد ولا يهمه ما ينقص الدين فهو اراد الاثنين اراد هذا وهذا وقال اني اخاف ان يبدل دينكم ومن المتمسكون بالدين لا يريدون ان يبدل دينهم او ان يظهر في الارض الفساد اهل الدنيا لا يحبون ان تفسد دنياهم بل يريدون ان تستقيم لهم الاحوال والامن والبيع والشراء والتجارة والضرب بالاسواق وليكن ما يكون في الدين. لا يبالون فهو اراد الطائفتين قال انا اخاف من امرين اخاف عليكم افساد الدين واخاف عليكم افساد الدنيا فانا احب ان تأذنوا لي بقتله خشية ان يتطرق الفساد الى دينكم او يتطرق الى دنياكم. والله جل وعلا حليم يسمع جل وعلا ويمهل ولا يهمل والا كيف موسى كليم الرحمن الذي يرسله الله جل وعلا لبني اسرائيل للامة للدعوة الى الله وتوحيد الله ثم يقول فرعون اللعين اني اخاف ان يبدل دينكم. دينهم ما هو اذا حضروا عند فرعون عبدوه وسجدوا له واذا غابوا عنه على طريقة المشركين عبدوا الاصنام لانهم يزعمون انها تقربهم من فرعون عن فرعون فهم يعبدونه هو بنفسه حاضرا واذا غاب عنهم عبدوا الاصنام وهو يقول اخاف ان يبدل دينكم. ما انتم عليه من الدين من عبادتي وعبادة الاصنام الى ان تعبدوا اله موسى او ان يظهر في الارض الفساد يصبح الناس فريقين فريق مع موسى وفريق ضده. ثم تسوء الاحوال وتكون الشحن والبغظ والخلاف فانا اريد ان تجتمعوا على ما انتم عليه من الدين الذي يزعم انه هو الدين الحق والحالة الحسنة وقوله جل وعلا او ان يظهر في الارض الفساد فيها اربع قراءات كلها سبعية وان يظهر في الارض الفساد او ان يظهر في الارض الفساد ان يبدل دينكم ويظهر في الارض الفساد ويظهر في الارظ الفساد او والواو اخاف ان يبدل دينكم وان اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر ويظهر البناء للمجهول يظهر في الارض يظهر فرعون موسى في الارض الفساد او ان يظهر في الارض الفساد بالواو واو مع نصب الفساد رفعه يعني كأنه يتخوف الامرين او يتخوف احدهما يقول اذا قلنا او كأنه يقول يحصل هذا او هذا واذا كان بالواو معناه انه يتخوف وقوع الامرين. يقول اخاف ان يبدل دينكم ويظهر في الارض الفساد اخاف عليكم من الثنتين وهذه طريقة الظلمة والكفرة الفجرة اذا جاءهم الحق موهوا عليه وجعلوه كانه الباطل وجعلوا دعوة الحق كأنها هي الظالمة المفرقة كما قال كفار لقريش حينما ذهب وفدهم الى اليهود يسألونهم عن طريقتهم وطريقة محمد قالوا محمد قطع الرحم وفعل وفعل ونحن نصل الرحم ونرغب في جمع الكلمة وو الى اخره اينا اهدى طريق ما هو موقف موسى عليه الصلاة والسلام من هذا الوعيد الشديد من فرعون لم يكترث له ولم يهتم له بل توجه الى الله جل وعلا وقال موسى اني عذت بربي وربكم انا عائد بالله معتصم بالله ملتجأ الى الله الذي هو ربي ورب جميع الخلق رب العالمين جل وعلا ما من فرعون وحده وانما من كل متكبر من كل متكبر من كل ظالم من كل متعاظم على امر الله جل وعلا الكبر غمط الحق. يعني رد الحق وعدم قبوله اني عذت العيال هو الاعتصام بالله واللجوء اليه جل وعلا اني عذت بربي وربكم. تذكير لهم لمؤمنهم وكافرهم. بان الله جل وعلا هو رب الجميع لانه جل وعلا رب العالمين وليس رب المؤمنين او المسلمين وانما هو رب العالمين وكل ما سوى الله عالم. فهو رب الخلق اجمعين بربي وربكم لا من فرعون كانه يقول لم اكترث له. هو واحد من جملة المتكبرين الظالمين والله جل وعلا يمنعني منهم جميعا اني عدت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن لا يصدق ولا يعترف بيوم الحساب الذي هو يوم القيامة نعم وقال فرعون ذروني اقتل موسى وليدعو ربه وهذا عزم من فرعون لعنه الله على قتل موسى عليه الصلاة والسلام اي قال لقومه دعوني حتى اقتل لكم هذا وليدعوا ربه اين ابالي منه وهذا في غاية الجحد والتجهرم والعناد وقوله قبح الله قبحه الله اني اخاف ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد يعني موسى يخشى فرعون ان يضل موسى الناس ويغير رسومهم وعاداتهم وعاداتهم. وعاداتهم وهذا كما يقال في المثل صار فرعون مذكرا يعني واعظا. يعني كانه قام يعظ قومه نعم. يشفق على الناس من موسى عليه الصلاة والسلام. ويظهر الشفقة عليهم من ان يظلهم موسى عليه الصلاة والسلام وقرأ الاكثرون ان يبدل دينكم وان يظهر في الارض الفساد وقرأ الاخرون ان يبدل دينكم او ان يظهر في الارض الفساد يعني او او الواو. نعم. وقرأ بعضهم يظهر في الارض الفساد يعني او والواو مع بنا يظهر ويظهر للمعلوم والمجهول ويترتب عليه اذا بني للمعلوم رفعت كلمة الفساد. يظهر في الارض الفساد واذا بني للمجهول صار نائب الفاعل يعود الى موسى والفساد مفعول به نعم وقال موسى اني عذت بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب اي لما بلغه قول فرعون ذروني اقتل موسى. قال موسى عليه الصلاة والسلام استجرت بالله وعذت به من شره وشر امثاله. ما استعاذ بقوته او بما اعطاه الله من الحجة او بان يهرب من من فرعون او ان يقول لا ابالي به. وانما قال انا عائد بالله. ومن استعاذ بالله اعاذه كما قال الله جل وعلا في الحديث القدسي من عاداني وليا فقد اذنته بالحرب وما تقرب الي عبدي بشيء احب الي مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. وان استعاذني لاعيذنه وان سألني اعطيته ولئن استعاذني لاعيذنه فمن استعاذ بالله حال كونه متقربا الى الله جل وعلا بما يحب. فان الله جل وعلا يعين ويسلمه ويخلصه من كل ورطة ولهذا قال اني عذت بربي وربكم ايها المخاطبون من كل متكبر اي عن الحق مجرم لا يؤمن بيوم الحساب ولهذا جاء في الحديث عن ابي موسى رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا خاف قوما قال اللهم انا نعوذ بك من شرورهم نتصل بك ونلتجأ اليك من شرورهم نعم. ونذرأ بك في نحورهم. يعني نجعلك يا ربنا في نحورهم قنا نعم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب يعني لا يؤمن بالبعث وهكذا ينبغي لكل مؤمن اذا تسلط عليه الاعداء التوجه الى الله جل وعلا والاستعاذة به سبحانه والله جل وعلا يعيد من استعاذ به والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وقد استجاب الله جل وعلا لموسى فجعل في نحر فرعون من هو من اهل بيته كما يأتينا ان شاء الله