الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقال قرينه هذا ما لدي يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب منيب ادخلوا هذا بسلام ذلك يوم الخلود لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد هذه الايات الكريمة من سورة قاف جاءت بعد قوله جل وعلا قال قرينه ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد قال لا تختصمون دي وقد قدمت اليكم بالوعيد ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد. يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد؟ الايات هذه الايات وما قبلها وما بعدها تذكير للانسان بمآله وما يؤول اليه في الدار الاخرة ان كان من اهل السعادة والاسلام والايمان او كان من اهل الشقاوة والكفر والضلال وهي امور اذا تأملها المؤمن كانها رأي عيب ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقرأها في المجامع الكبيرة يقرأها في خطبة الجمعة يقرأها في العيدين تذكيرا للمرء وبيانا لنشأته وحياته في الدنيا ومآله في الدار الاخرة ليكون على بصيرة من امره ولتقوم عليه الحجة والله جل وعلا يقول في هذه الايات بعدما ذكر المحاجة بين المرء وقرينة وان المرء يقول ان القرين هو اضلني واطغاني وهو الذي امرني بالسوء ويقول القرين ربنا ما اطغيته ولكن كان في ضلال بعيد وما يقوله الله جل وعلا لا تختصموا لدي وقد قدمت اليكم بالوعيد الامر بين واضح جلي بين لكم الامر في الدار الدنيا من اطاع الله واتقاه واتبع المرسلين سعد سعادة لا يشقى بعدها ابدا ومن كفر وطرى وظل وعصى الرسل بقي شقاوة لا يسعد بعدها ابدا والعياذ بالله والامر جلي واضح وفي الدار الاخرة ليس هناك دار الا الجنة او النار اما دار السعادة الابدية دار الشقاوة الابدية والعياذ بالله والامر واضح جلي بحمد الله يقول تعالى يوم نقول لجهنم هل امتلأت؟ وتقول هل من مزيد يوم نقول لجهنم يجوز ان يكون العامل في يوم اذكر اذكر لهم يا محمد ذلك اليوم ويجوزا ان يكون العامل فيه قوله تعالى ما يبدل القول لدي ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد يوم نقول لجهنم ذلك اليوم لا تبديل ولا تغيير قراءة الجمهور يوم نقول العظمة منسوبة الى الله جل وعلا الله جل وعلا يقول يوم نقول في جهنم وقرأ يوم يقول لجهنم يقول الله جل وعلا هل امتلأت لان الله جل وعلا وعدها بملئها في ايات كثيرة من كتابه العزيز وحينما اختصمتا الجنة والنار قالت النار في الجبارون والمتكبرون والملوك والاغنياء وقالت النار وقال في الجنة في الضعفاء والمساكين والفقراء وقال الله جل وعلا للجنة انت رحمتي ارحم بك من اشاء وقال للنار انت عذابي اعذب بك من اشاء. ولكليكما ملئها وعد النار بان يملأها ووعد الجنة بان يملأها والنار لا تمتلي حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها الى بعض وتقول قط قطي انت رأيت واما الجنة فيبقى فيها فظله سينشئ الله اقواما يسكنهم فيما بقي من مساكن الجنة فضل واحسان واما النار فلا ينشئ الله اقواما يعذبهم. لان الله لا يظلم الناس شيئا ولا يعذب جل وعلا الا من استحق العذاب اما التنعيم فالله جل وعلا يجوز ويتكرم به والكرم يمدح به ربنا جل وعلا يوم نقول لجهنم هل امتلأت والله جل وعلا اعلم فهو يسأل النار هذا السؤال وتقول هل من مزيد؟ هاتوا اعطوني لا ازال اماكن انها لابد ان تنتلي وتقول هل من مزيد وللعلماء رحمهم الله في هذا الجواب هل من مزيد يعني اطلب زيادة اطلب تقول النار اطلب زيادة هذا قول وهو قول جمهور المفسرين لما دل عليه الحديث في الصحيحين الاتي يفسره القول الاخر انها تقول هل من مزيد يعني ما اتسع لاحد ما بقي في مكان ولا لابرة زيادة على ما في ما اتحمل زيادة ولكن الحديث الذي في الصحيحين يبين ويوضح ويدل على ان المقصود والله اعلم بمراده ان المقصود الاول انها تقول اعطوني لا تزال تطلب زيادة لان قعرها بعيد وهذا الكلام حقيقة وليس تمثيلا او تصويرا كما يقول بعضهم بعضهم بل هو حقيقة لان الله جل وعلا ينطق النار وينطق الجنة وينطق الجماد وشيء ادرك في الدنيا حنا الجذع وسبح الحصى في يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والشجر ينطق في اخر الزمان يقول تعال يا مسلم فان ورايا يهودي فاقتله الشجر ينطق يختبي به اليهودي حينما يقوم علم الجهاد ويجاهد المسلمون الكفار في سبيل الله ولاعلاء كلمة الله كل شيء يكون معهم حتى الجماد حتى الشجر يختبي فيه اليهودي فيقول الشجر يا مسلم تعال فان وراي يهودي فاقتله يجيء المسلم فيقتل اليهودي الا شجر نعم الا شجر الغر شجر الغرقد فانه يخفي اليهودي ويسكت عليه يقول من ذهب الى هناك الى ديار اليهود يقول اكثر الشجر عندهم هو هذا الشجر. يزرعونه في اماكنهم فهو ليس تمثيل كما قال بعضهم وانما هو حقيقة تنطق النار وتنطق الجنة بامر الله وتنطق الجوارح وينطق الفخذ وتنطق اليد وتنطق الرجل يوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون يقول رحمه الله قيل ان هذا الاستفهام بمعنى الاستزادة اي انها تطلب الزيادة على من قد صار فيها وقيل ان المعنى انها طلبت ان يزاد في سعتها لتضايقها باهلها الاول بمعنى هل من زيادة والثاني بمعنى هل من شيء تزيد فيه يعني امتلأت وقد اخرج البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعظها حتى يظع حتى يظع رب العزة فيها قدمه فينزوي بعضها الى بعض فتقول قط قط وعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا اخر فيسكنهم في فضول هذا لفظ مسلم واخرجه ايضا من حديث ابي هريرة بنحوه وفيه فاما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله عليها رجله يقول لها قطي قطي. قيل معنى القدم هنا المتقدم وهذا من التأويل والمراد القدم التي هي الرجل ونثبت لله جل وعلا ما اثبته لنفسه من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل نثبت اثباتا مع التنزيه وننفي التشبيه والتعطيل في صفات الباري جل وعلا الرسول صلى الله عليه وسلم اثبت الرجل والقدم لله جل وعلا. وهو اعلم بصفات ربه جل وعلا ولكن الحذر والخوف من ان يقع المرء في التشبيه او في التمثيل او في التكييف كل هذا ممنوع في صفات الباري جل وعلا وهناك طائفتان ضالتان في باب الاسماء والصفات لله تعالى وطائفة ثالثة وسط هم اهل السنة والجماعة طائفة غلت في الاثبات فتجاوزت الحد وشبهت تعالى الله وطائفة غلت بالتنزيه فنفت الصفات عن الله جل وعلا واهل السنة والجماعة وسط بين الطائفتين اخذوا ما عند هؤلاء من الحسن وتركوا القبيح واخذوا ما عند اولئك من الحسن وتركوا القبيح اثبتوا لله جل وعلا اثباتا بلا تمثيل ولا تكييف ولا تشبيه ونزهوا الله جل وعلا تنزيها بلا تعطيل افهم الفرق غلط في الاثبات فتجاوزوا الحد وشبهوا قالوا لله يد كايدينا ورجل كارجلنا تعالى الله هذا اثبات الاثبات حسن لكنهم تجاوزوا الحد مع الاثبات شبهوا وظلوا الطائفة الاخرى نزهوا والتنزيه حسن لكنهم تجاوزوا الحد فعطلوا واهل السنة والجماعة جمعوا بين الحسنيين ونفوا القبيحين اثبتوا مع التنزيه وابتعدوا عن التشبيه كما ابتعدوا عن التعطيل يقول رحمه الله وفي الباب احاديث في اثبات صفة القدم لله جل وعلا والرجل ومذهب اهل السنة والجماعة مذهب جمهور السلف فيها الايمان بها من غير تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف ولا تمثيل وامرارها على ظاهرها. وهذا هو الحق الذي لا محيد عنه يقول كما قال الامام مالك رحمه الله الاستواء معلوم والكيف مجهول والايمان به واجب والسؤال عن الكيفية السؤال عنه اي عن الكيفية بدعة ولا يسأل عن الكيفية لان الذي يسأل عن الكيفية الذي احاط بها. ومن يحيط بصفة الباري جل وعلا واما المعنى في القدم والرجل والسمع والبصر والاستواء والنزول وغير ذلك من صفات الباري جل وعلا ومعلوم. واظح المعنى يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد؟ يعني تطلب الزيادة لانها موعودة بملئها. وفيها سعة ثمان الله جل وعلا يضع عليها حديث اخر فيها قدمه فينزوي بعظها الى بعظ وتقول قط قطي يعني يكفي يكفي يخبر تعالى انه يقول لجهنم يوم القيامة هل امتلأت وذلك انه وعدها انه سيملأها من الجنة والناس اجمعين فهو سبحانه يأمر يأمر بمن يأمر به اليها ويلقى وهو وهي تقول هل من مزيد ايه هل بقي شيء تزيدونني هذا هو الظاهر من سياق الاية وعليه تدل الاحاديث قال البخاري عند تفسير هذه الاية عن عبد الله ابن ابي الاسود عن انس ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلقى في النار وتقول هل من مزيد؟ حتى يضعوا قدمه فيها فتقول قط قطي. يعني يكفي يكفي. تمتلأ تمتلئ ينزوي بعضها الى بعض وتضيق باهلها وقال الامام احمد عن انس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال جهنم يلقى فيها وهي تقول هل من مزيد يعني تريد زيادة تطلب نعم حتى يضع رب العزة في حتى يضع رب العزة فيها قدمه سينزوي بعضها الى بعض وتقول وعزتك وكرمك ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا اخر فيسكنهم في فضول الجنة وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد كثيرا ما اذا ذكر الله جل وعلا حال الكفار عقب ذلك بحال المؤمنين واذا ذكر النار عقب باهل الجنة وذكر الجنة واذا ذكر اهل الجنة اولا بين حال اهل النار بعد ذلك ليطلع المرء على الحالين وليسأل الله جل وعلا التوفيق للاستقامة على الحق يقول تعالى وازلفت الجنة ازلفت بمعنى قربت وادنيت وقيل ازلفت بمعنى زينت وهيئت للمتقين لمن اتقى الله جل وعلا فابتعد عن الشرك لمن اتقى الله جل وعلا فسلم من الشرك وابتعد عنه لان من وقع في الشرك حرام عليه دخول الجنة واما المعاصي دون الشرك وصاحبها امره الى الله جل وعلا وهذا ما يعبر عنه اهل السنة والجماعة بقولهم تحت المشيئة انشاء جل وعلا غفر له من اول وهلة وادخله الجنة بفظله واحسانه وبتوحيده وايمانه وان شاء جل وعلا عذبه بالنار لما اقترف من الكبائر والسيئات ثم يخرجه من النار ويدخله الجنة لان الموحد الذي عبد الله وحده ولم يعبد معه غيره لا يخلد في النار خلافا لبعض الطوائف الضالة وطائفة قالت صاحب الكفيرة كافر وهو خالد مخلد في النار. وان لم يكن مشرك يعني اذا زنا او شرب الخمر يقولون هذا اذا مات على كبيرته خالد مخلد في النار ويعتبر كافرا بوقوعه واقترافه الكبيرة وطائفة اخرى تقول هو في الجنة في الدنيا في المنزلة بين المنزلتين صاحب الكبيرة قالوا لا يقال له مسلم ولا مؤمن ولا يقال له كافر ماذا يقال له يقولون بالمنزلة بين المنزلتين خرج من الاسلام وما دخل في الكفر اذا مات على هذه الحال يقولون خالد مخلد في النار مع الطائفة الاخرى اهل السنة والجماعة يقولون اذا وقع المسلم في كبيرة من كبائر الذنوب ويقال له فاسق مسلم وليس بمؤمن او مؤمن بايمانه فاسق بكبيرته هذا في الدنيا خرج من الاسلام لا وان زنا وان سرق وان زنا وان سرق ما خرج من الاسلام ما يخرج بكبيرة من كبائر الذنوب من الاسلام الا بالشرك الكفر بالله في الدار الاخرة يقولون هذا تحت المشيئة انشاء جل وعلا غفر له من اول وهلة وادخله الجنة وان شاء جل وعلا عذبه بالنار لكبيرته واخرجه من النار وادخله الجنة ولا يخلد في النار الا الكافر المشرك ويدل على هذا قول الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ما دون ذلك يدخل فيها الزنا والسرقة وشرب الخمر وسائر الكبائر ودون الشرك والله جل وعلا اذا شاء غفره لعبده. لان المرء قد يكون صاحب كبيرة من كبائر الذنوب لكن له حسنات كثيرة اعمال صالحة جليلة ينفع المسلمين له نفع له تأثير حسن في الاسلام الله جل وعلا جواز كريم قد يغفر له من اول وهلة ولا يدخله النار وان كان مقترف لكبيرة من كبائر الذنوب وقد لا يغفر الله له ذنبه هذا فيمحصه منه ويطهره لتعذيبه في النار لان فيه اناس يخرجون من النار كالفحم اكلتهم النار ثم يلقون في نهر عند باب الجنة فيمحصون ويطهرون ثم يدخلون الجنة وشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم متعددة عليه الصلاة والسلام يشفع لاقوام استحقوا دخول النار فلا يدخلوها ويشفع لاقوام دخلوها فيخرجون منها ويشفع لاقوام منازلهم في الجنة دنيا فيرفعون ويشفع لاقوام في النار يستحقون النار فيخفف عنهم العذاب. وقال العلماء هذه خاصة في ابي طالب تخفيف عذاب النار ممن يستحقها استمرار خاصة في ابي طالب ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل هل نفات عمك ابا طالب لان فرق بين ابي طالب ابي لهب وكلاهما عم النبي صلى الله عليه وسلم لكن ابو طالب كان يدافع عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومات على الكفر وابو لهب يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم اذى شديدا وقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم هو اخف اهل النار عذابا له شراكان من نار يغلي منهما دماغه والعياذ بالله ازلفت الجنة للمتقين اي الذين اتقوا الشرك انه ليس المراد والله اعلم بالمتقين الذين اتقوا من المعاصي غير بعيد ازلفت قربت لهم وهذه كرامة من الله جل وعلا ان الله جل وعلا يدنيها لهم ولا يذهبون اليها من مكان بعيد وانما تدنى لهم وتفتح لهم ابوابها بحيث ينظرون اليها قبل ان يدخلوها ليزداد شوقهم اليها ويقال لهم هذا ما توعدون يعني هذا النعيم وهذه الجنة التي وعدتكم بها الرسل. صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين هذا ما توعدون لكل اواب اواب بمعنى راجع يعني قد يقترف الذنب. يقع في المعصية لكن يرجع بسرعة يندم يتوب يستغفر لكل اواب حفيظ يحفظ ذنوبه يتأملها يندم عليها ما ينساها المؤمن ذنبه دائما بين عينيه يتخوف منه يتخوف من العقوبة فما ينساه واما الفاجر والعياذ بالله فهو يذنب الذنوب الكثيرة وكأنها لا شيء. ولا يبالي اما المؤمن فهو يتأثر من الذنب ويتصوره ولا ينساه دائما بين عينيه لكل اواب حفيظ او حفيظ بمعنى حفظ امر الله جل وعلا اتى به كما امر حفظ ذنوبه فتاب منها ولم يصر عليها او حفظ امر الله جل وعلا فاتى بالطاعات وابتعد عن المعصية ومن ميزة القرآن وبلاغته انه يأتي اللفظ البسيط الساهل القليل الحروف المشتمل على معاني كثيرة يصح هذا ويصح هذا وممكن ان يكون المراد الجميع من هو هذا وصفه الله جل وعلا بقوله من خشي الرحمن بالغيب خشي الرحمن خشي الله جل وعلا يعني خافه والخشية يوجد عند المرء الخوف والارتعاش من اثر المعصية خشي الرحمن بالغيب يعني في حال غيبته بانه لا يرى الله جل وعلا هو لا يرى الله جل وعلا ويخشاه او خشي الرحمن بالغيب حال غيبته عن الناس لان من الناس من يظهر الخشية على رؤية الناس له فاذا اختفى عن الناس بارز الله في المعصية والعياذ بالله اذا الستر عن الاعين وقع في المعصية لكنه لا لا يقع في المعصية هيا من الناس او مجاملة او نحو ذلك او خشي الرحمن بالغيب يعني انه لم يرى الله جل وعلا وانما خافه ولم يراه كما فسر النبي صلى الله عليه وسلم الاحسان الذي هو اعلى صفة يتصف بها العبد المطيع لله جل وعلا وصفة الاحسان وهي ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك تعبد الله كأنك تشاهده وانت لا تشاهده. لان العبد لا يشاهد الله جل وعلا في الدنيا وانما يعبده عبادة من كانه يشاهد الله وهو لا يشاهد الله ويعتقد ان الله جل وعلا يشاهده. يطلع عليه ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك جل وعلا وهذه صفة الاحسان التي هي اعلى الصفات. ودونها صفة الايمان ودون الايمان صفة الاسلام راتب ثلاثة من خشي الرحمن بالغيب وجاء بقلب منيب اي راجع الى الله مخلص في طاعته جاء بقلب منيب ثواب ليس قلبه معرض غافل قاسي مخلصا لله جل وعلا في سريرة مرضية وعمل صالح وعقيدة صحيحة صافية من الشوائب والبدع والضلالات وقيل المنيب المقبل على الطاعة يعني ذا العزم الاكيد والقوة والسرعة في طاعة الله جل وعلا وقيل منيب بمعنى سليم سليم مما يخدش ايمانه وطاعته لله جل وعلا ادخلوها بسلام يؤمرون بالدخول وينادون للدخول حينما تقرب لهم تكريما بخلاف اهل النار والعياذ بالله فهم يلقون فيها القاء يقذفون فيها قذفا ادخلوها جاء بلفظ الجمع باعتبار معنى من هذا ما توعدون لكل اواب حفيظ. من خشي الرحمن بالغيب من لفظها مفرد ومعناها الجمع ادخلوها بسلام ادخلوها سالمين من العذاب دائما وابدا ادخلوها بسلام يسلم عليهم الله جل وعلا وتسلم عليهم الملائكة ادخلوها بسلام ذلك اشارة الى زمن الدخول ذلك يوم الخلود البقاء المستمر الذي لا نهاية له لان المرء اذا حصل على شيء في الدنيا من سعادة صار عنده خوف اما ان يترك هذا الشيء او يسلب منه في حال الحياة او يموت ويتركه ما يتلذذ نعيم الدنيا اما في الاخرة فهو يبشر بالاستمرار دائما وابدا في ذلك فيكون في حال هناء وسعادة دائما وابدا لا ينتابها خوف ولا وجل ولا خشية ان تنزع منه ادخلوها بسلام ذلك يوم الخلود اي البقاء المستمر دائما وابدا لهم ما يشاؤون فيها لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وعدان كريمان من الله جل وعلا ما يشاء العبد ورد ان السحابة تكون فوقهم وتقول ماذا تريدون ان امطر لكم تعطيهم ما يريدون. قال بعض السلف لان الله اشهدني ذلك لاقولن امطري علينا جوار مزينا لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد فوق ما يريده المرء وما يحيط به يعطى ما لا يدركه يحيط به فيتمناه يعطى فوق ذلك ولدينا مزيد قال بعض المفسرين رحمهم الله المراد والله اعلم النظر الى الله الكريم كما قال الله جل وعلا للذين احسنوا الحسنى وزيادة والزيادة هي النظر الى وجه الله الكريم لهم ما يشاؤون فيها اذا اشتهى المرء اي شيء جاءه في الحال ورد في الحديث انه اذا اجتهد طير الذي في السماء ينزل بين يديه مشوي جاهز للاكل اذا اشتهى الولد في لحظات يكون بين يديه السن الذي يريده ابن سنة ابن عشر سنين ابن كذا ابن كذا في حالة السن التي يريدها. يعطيه الله جل وعلا ما يريد لهم ما يشاؤون فيها اي الجنة ولدينا عندنا فوق هذا زيادة يعطيهم الله جل وعلا اشياء لا يتصورونها ولا تحيطوا بها افكارهم فيسألونها فيعطيهم الله جل وعلا اياها ابتداء دوني سؤال لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد وقيل المراد بهذا المزيد الذي هو بمثابة يوم الجمعة في الدنيا يوم في الاسبوع يفد اهل الجنة على الله جل وعلا فيعطيهم في ذلك اليوم الذي يسمى يوم المزيد يعطيهم ما شاءوا وفوق ما شاءوا وفكروا فيه ولدينا مزيد من النعم التي لم تخطر لهم على بال ولا مرت لهم في خيال هو النظر الى وجهه الكريم قاله جابر وقال انس يتجلى لهم الرب تبارك وتعالى في كل ليلة جمعة في دار كرامته هذا هو المزيد وعن علي قال يتجلى لهم الرب عز وجل وقيل ان السحابة تمر باهل الجنة فتمطرهم الحور ويقولن نحن المزيد الذي قال الله تعالى ولدينا مزيد والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين