اما عاد فاستكبروا في الارض بغير الحق وقالوا وقالوا من اشد منا قوة؟ اولم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا باياتنا يجحدون ارسلنا عليهم ريحا صرصرا في ايام النحسات في ايام لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولا عذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى فاخذتهم فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون هذه الايات الكريمة من سورة فصلت يقول الله جل وعلا فان اعرضوا فان اعرض كفار قريش عما دعوتهم اليه يا محمد من الايمان بالله واتباعك فان اعرضوا هنا الكلام عنهم على سبيل الغيبة ان اعرضوا وقال في الاول جل وعلا على سبيل المخاطبة قل ائنكم تكفرون بالذي خلق الارض في يومين الاول خطاب الحاضر وهذا سلام عن الغائب وفي هذا التفات من الحضور الى الغيبة لانهم بعدما خطبهم جل وعلا لم يستجيبوا اصبحوا غير صالحين للمخاطبة عبر عنهم باسلوب الغيبة وقال فان اعرضوا اي عن التدبر والتفكر والايمان بالله جل وعلا واتباعك وقل انذرتكم والنذارة التخويف وقل انذرتكم وجاء به على فرار الفعل الماضي مع ان النذارة مستقبلة والتخويف مستقبل وما ذاك الا لتحقق الوقوع وكثيرا ما يأتي في القرآن بالفعل الماضي بدل الفعل المضارع للمستقبل لتحقق الوقوع كما في قوله جل وعلا اتى امر الله فلا تستعجلوه اتى وامر الله سيأتي جل وعلا وقل انذرتكم اي خوفتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود ان لم تؤمنوا ولم تستجيبوا استعدوا للعقوبة انا انذركم بالعقوبة وما هذه العقوبة صاعقة الصاعقة يطلق على العذاب ايا كان نوع هذا العذاب عذاب بالغرق او عذاب بالحرق او عذاب بالخسف كلها يطلق عليها صاعقة قال المبرد الصاعقة المرة المهلكة اي شيء كان وهي في الاصل الصاعقة هي الصيحة التي يحصل فيها الهلاك او قطعة من نار تنزل من من السماء معها رعد شديد والمراد هنا انذرتكم صاعقة الاقل عذاب. يعني خوفتكم اخوفكم وانذركم واحذركم من العذاب النازل بكم ان لم تؤمنوا وقد تقدم لنا ان عتبة ابن الربيعة لما جاء يعرض على النبي صلى الله عليه وسلم امورا ليكف عما يدعو اليه قرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم صدر هذه السورة الى قوله اين عرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود عند ذلك خاف عتبة خوفا شديدا وسأل النبي صلى الله عليه وسلم بالرحم بان يكف حتى انه وضع يده على فم النبي صلى الله عليه وسلم خوفا من نزول الصاعقة لانه يعرف ان محمدا صلى الله عليه وسلم لا يكذب وخاف خوفا شديدا وذهب الى داره ولم يذهب الى قومه في احدى الروايات وفي الرواية الاخرى انه ذهب الى قومه فاقسموا قد عاد عتبة بوجه خير الوجه الذي ذهب به يتغير واصابه الخوف والذعر مما توعده به النبي صلى الله عليه وسلم وقال لقومه لقد توعدكم في وعيد شديد. واشار عليهم باتباعه لكن ما قبلوا ذلك يقول انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود الصاعقة الاولى قال المفسرون المراد بها العذاب. ايا كان نوع العذاب. يعني اخوفكم العذاب. وقد حل بهم العذاب في الدنيا في معركة بدر حيث قتل منهم من صناديدهم سبعون واسر سبعون. فاصابهم الخزي والهزيمة والفضيحة امام الخلق وعذاب الاخرة والعياذ بالله اعظم وافظع حذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود. صاعقة عاد وثمود المراد بها هي الصيحة. اي يعني على حقيقة الصاعقة. لان هذا هو الذي اصابهم وقل انذرتكم صاعقة فيها قراءتان صاعقة في هذا اللفظ والصعقة بحذف الالف وكلاهما سبعيتان اذ جاءتهم الرسل اي جاءت الرسل الى عاد قال المفسرون رحمهم الله وانما خص هاتين القبيلتين لان امرهم مشهور وتعرفهم تعرف ما حصل لهم قريش وتمر بديارهم فهم يعرفون منازلهم ويمرون بهم ويدركون ما حصل عليهم اذ جاءتهم الرسل الرسل هم وصالح عليهما الصلاة والسلام بعد نبيهم هود وثمود نبيهم صالح اذ جاءتهم الرسل وجمع كلمة الرسل ليشمل من بعدهم ومن قبلهم لان من كذب رسولا وكأنما كذب الرسل كلهم ومن امن برسول وجب عليه الايمان بالرسل كلهم لانهم طريقتهم واحدة ودعوتهم واحدة وكلهم متفقون في اصل الشريعة الذي هو محيط التوحيد ركن اساسي في كل دين فلا يخلو دين من الاديان وشريعة من الشرائع من توحيد الله جل وعلا الذي هو الاساس وان اختلفت شرائعهم للفروع في صفة الصلاة في صفة الزكاة في صفة الصيام شيء مفروض على امة ولم يفرض على اخرين. وهكذا في فروع الشريعة. واما اصل الشريعة وهو التوحيد فهو دعوة الرسل صلوات الله وسلامه عليهم من اولهم الى اخرهم كلهم يدعون الى توحيد الله جل وعلا فما ابيح الشرك في امة من الامم. ولا يصلح ان يباح لا عقلا ولا شرعا انه لا يصلح ان يكون لله جل وعلا شريك اذ جاءتهم الرسل من بين ايديهم ومن خلفهم المراد من بين ايديهم يعني امامهم وكان قبلهم نوح قبل عاد وثمود نوح عليه السلام وادريس وسيث وادم قيل اربع اربعة انبياء قبل هؤلاء وبعد هؤلاء ابراهيم ومن جاء بعده من ذريته عليهم الصلاة والسلام ومن خلفهم يعني اذ جاءتهم الرسل من بين ايديهم ومن خلفهم يعني من بعدهم. من بعد هؤلاء الرسل وقيل انهم جاؤوهم من كل طريق يعني حاولوهم اشد المحاولة واعتنوا بهم اشد الاعتناء وجاءوهم بالترغيب وجاءوهم بالترهيب وجاؤوهم بالرجا والامل وجاءوهم بالتخويف والنذارة وهكذا فلم ينفع فيهم شيء من بين ايديهم ومن خلفهم الا تعبدوا الا الله كلهم هؤلاء الرسل ومن بعدهم كلهم يقولون لهم الا تعبدوا الا الله افردوا الله جل وعلا بالعبادة اخلصوا له الطاعة لا تلتفتوا الى غيره لا تعبدوا سواه الا تعبدوا الا الله ان هذه يعبر عنها العلماء رحمهم الله بانها تفسيرية او مصدرية وقال بعضهم يجوز ان تكون مخففة من الثقيلة الا تعبدوا الا الله قالوا ايعاد وثمود قالت للرسل مخاطبين لرسلهم لو شاء ربنا لانزل ملائكة يعني انتم من جنسنا كيف فضلتم علينا لو اراد الله اتمام هذا الامر فارسل الينا ملائكة يصدقهم اما انتم فلا لو شاء ربنا لانزل ملائكة ثم صرحوا لتكذيب الرسل قالوا فان بما ارسلتم به كافرون الشيء الذي تدعوننا اليه وهو توحيد الله نحن كفار به وهذه الحجة قالها هؤلاء وقالها غيرهم كما قال الله جل وعلا عن الامم تسرعوا بهذه الحجة وهذه الحجة حجة داحضة حجة جاهلة وحجة ضالة ان من لطف الله جل وعلا بالعباد ان ارسل اليهم رسلا من جنسهم انه لو جاءتهم الملائكة قالوا لا ندري ما تقولون ولا نعرفكم ولا ندري من انتم وانما ارسل الله جل وعلا اليهم رسلا يعرفون انهم من خيارهم ولهم مكانة لديهم من لطف الله جل وعلا بالعباد من ارسل اليهم الرسل من جنسهم انا بما ارسلتم به اظهروا الكفر وصرحوا به ولم يتلعثموا ولم يجاملوا ثم ذكر جل وعلا ما حصل لهاتين الامتين على سبيل التفصيل وقال تعالى فاما عاد فاستكبروا في الارض عاد ومساكنهم كما ذكر الله جل وعلا في الاحقاف والاحقاف جمع حقف والحقف هو الرمل المرتفع المتراكم الذي لا يصل الى ان يكون جبل ثم اختلف المفسرون رحمهم الله اين كانت مساكنهم ها هي بين اليمن وحضرموت في جنوب الجزيرة العربية كم هي احقاف في الشام قيل هذا وهذا وكما قال ابن جرير رحمه الله لم يتعبدنا الله بتحديد مكانهم سواء كانوا في الشام او في اليمن الا انهم كانوا معلومين عند كفار قريش فاما عاد فاستكبروا في الارض يعني تكبروا وتعاظموا لان الله جل وعلا اعطاهم من القوة والقدرة العظيمة ما منحهم الله جل وعلا اياها فكان الواحد منهم يأتي الى الصخرة العظيمة في حافة الجبل فيزحزحها ويحملها ويضعها في المكان الذي كان يريد كما يحمل الواحد منا اللبنة من الطين اعطوا قوة وكانوا طوالا في الاجسام تغلبوا على الناس وقهر الناس وتكبروا على الناس بما اعطاهم الله جل وعلا من القوة وكثيرا ما يكون العطاء سبب للعقوبة الشديدة والعياذ بالله ان الله جل وعلا يعطي العطاء ابتلاء وامتحانا للعباد ويمتحن جل وعلا بالنعم كما يمتحن جل وعلا بالمصائب فمن الناس من اذا انعم الله جل وعلا عليه بنعمة حمد الله وشكره وسخر نعمته هذه في مرضات الله واستعان بها على طاعة الله سواء كان مالا رياسة او جاه او شرف او نحو ذلك ومن الناس والعياذ بالله من اذا اعطي النعمة تسلط وتكبر على الناس وتعاظم واستعمل هذه النعمة فيما فيما يسخط الله وصارت هذه النعمة عقوبة له ووبال عليه في الدنيا والاخرة والعياذ بالله هؤلاء اعطاهم الله جل وعلا هذه القوة والقدرة ابتلاهم وامتحنهم بها ولو سخروها في طاعة الله وفي العمل في مرضاته. وفي الزام الناس بطاعة الله والاخذ على ايديهم بما اعطوا من القوة لكان خيرا لهم ولكنهم تكبروا على الناس ومن ضمن ما تكبروا تكبروا على الرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين وتوعدتهم الرسل بالعذاب قالوا من يستطيع يتسلط علينا من يستطيع ان يغلبنا فاستكبروا في الارض بغير الحق الكبار بغير حق لان قد يكون شيء ما ظاهره التكبر وهو بحق كما قال الله جل وعلا في صفة المؤمنين اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين المؤمن يكون قوي وصلب وثابت غير دني في جانب الكفار وفي جانب اخوانه المؤمنين يكون لطيف رحيم رفيق متواضع التواضع عباد الله المؤمنين وخاصة الفقراء والشيوخ والضعفة ومن فيه عاهة او عيب هذه مفخرة للمرء اذا تواضع له تلطف به واحسن اليه واما اذا تمسكن وتواضع للكفار فهذا عيب لا يجوز يكون بجانب الكفار قوي وعزيز ولهذا قال العلماء لا يجوز ان يخدم المسلم الكافر في خدمته الخاصة في بيته او في ما يتعلق به اما العمل معه فهذا لا بأس به لان الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتعاملون مع اليهود ويبيعون عليهم ويشترون منهم وربما عملوا الاعمال البعيدة عن خدمتهم الخاصة عملوها باجرة لكن لا يكون ذليلا متواضعا متمسكنا في جانب الكافر يكون قوي وعزيز فاستكبروا في الارض بغير الحق كبار بغير حق ما تكبروا على الكفار وانما تكبروا على قبول الحق فلم يقبلوه استكبروا في الارض بغير الحق وقالوا من اشد منا قوة؟ كيف تتوعدنا من اشد منا قوة؟ من يستطيع ان يتسلط علينا تأتينا بقوم تدوسهم تحت اقدامنا انهم عندهم قوة وقدرة من اشد منا قوة؟ قال الله جل وعلا ردا عليهم او لم يروا ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة من الذي اعطاهم القوة هذه؟ اليس هو الله جل وعلا ما هو اقوى منهم وهو الذي ينتقم منهم وهو الذي يعذبهم ويعذبهم بما شاء من اي شيء وقد يكون حقيرا كما عذب جل وعلا النمرود بعوضة المتمرد المتعاظم على الخلق المتسلط على خليل الرحمن احراقه بالنار وتسلط على الناس فاهلكه الله جل وعلا ببعوضة. اضعف خلق الله اولم يروا يعلم ويدرك ان الله الذي خلقهم هو اشد منهم قوة وكانوا صفتهم بآياتنا يجحدون يجحدون ايات الله جل وعلا الكونية الخلقية ايات شمس والقمر والسماء والارض والليل والنهار كلها ايات تدل على وجود الله جل وعلا وعلى كمال قدرته كما ان الايات المتلوة الذي اتى بها الرسل صلوات الله وسلامه عليهم والمعجزات التي اتى بها الرسل صلوات الله وسلامه عليهم كل هذه ايات من ايات الله جل وعلا قال الله جل وعلا وكانوا باياتنا يجحدون ما امنوا بها ومن قادوا لها فبين جل وعلا بماذا عذبهم؟ فقال فارسلنا عليهم ريحا صرصرا تعاظموا على الناس قالوا من يستطيع ان يغلبنا ارسل الله جل على عليهم الريح التي هي احيانا تكون نعمة ولا يستغني المخلوق عنها عن الهوى ويبحث عن الهوى اذا انكتم او حجر في مكان ضيق اراد ان يخرج يستقبل الهوى ويستنشق الهوى ما ارسلنا عليهم ريحا بمعانيه صرصار يعني شديدة لها صرير وتأتي صرصرا بمعنى باردة ريحا باردة والريحة الباردة في مبدأ امرها مقبولة وتراد لكنها اذا زادت صرصرا في ايام نحسات قراءتان في ايام نحسات كما ذكرها الله جل وعلا في اية اخرى سبع ليال وثمانية ايام حسوما اذا ابتدأت بيوم الاربعاء وانتهت بيوم الاربعاء ثمانية ايام وسبع ليال في ايام نحسات يعني تتابعت عليهم وهذه ايام جعلها الله جل وعلا ايام عذاب عليهم وشدة وضيق لنذيقهم هذا بالخزي في الحياة الدنيا عجل الله جل وعلا لهم شيئا من العذاب لانهم اظهروا القوة والعظمة والغلبة للناس وانه لا يستطيع احد ان يغلبهم وهم تسلطوا على الناس وسيطروا عليهم فاراد الله جل وعلا ان يذيقهم الخزي في الدنيا قبل الاخرة لنذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا. الخزي عن الاهانة والاحتقار والمذلة ومما ورد من الدعاء اللهم اني اعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الاخرة ان يذيقهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الاخرة اخزى عذاب الاخرة اشد ولا يقاس عذاب الدنيا بعذاب الاخرة ولكن الله جل وعلا يري العباد في الدنيا لعلهم ان يكونوا هبة لغيرهم يتعظ بهم غيرهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا والعذاب الاخرة اخزى. ورد ان المتكبرين يوم القيامة في المحشر امثال الذر يطأهم الناس باقدامهم مثل ما تكبروا بغير حق اذلهم الله جل وعلا واهانهم وجعلهم يطأهم الناس باقدامهم ولا عذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون لا يستطيعون نصر انفسهم ولا يستطيع احد ان ينصرهم ويتخلى عنهم اعوانهم وخدمهم ومن يسيطرون عليه في الدنيا ويسخرونه في العذاب ويسخرونه في الدفاع عنهم يتخلون عنهم يوم القيامة لا ينصرون انفسهم ولا ينصرهم غيرهم ان بعض الناس يتوقع ان ما اعطي من الخدم والاعوان في الدنيا انهم الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين تنقلب الصحبة والصداقة التي كانت بينهم في الدنيا والمحبة والالفة الى عداوة ويلعن بعضهم بعضا الا المحبة في الله وهي باقية الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين الخلة في الله والمحبة في الله تبقى ومن السبعة الذين يظلهم الله جل وعلا في ظله اليوم على ظل الا ظله. رجلان تحابا في الله اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه ورد في الحديث اوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله يعني ان تحب المرأة هذا لانه مطيع لله. ما انعم عليك بنعمة ولا اعطاك ولا نفعك. لكنك رأيته مطيعا لله فاحببته احببته في الله وابغضت الاخر لانه فاسق لانه فاجر لانه عاصي وان كان قريبك فانت تبغضه قال الله جل وعلا لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم اية والعذاب الاخرة اخزى وهم لا ينصرون ثم قال جل وعلا عن ثبوت ونبيهم صالح عليه الصلاة والسلام هم معروفون في جهة في طريق المدينة الى الشام. طريق الحجاز الى الشام في جهة العلا وما حولها وداع صالح معروفة هذه لا خلاف فيها واما ثمود فهديناهم يستحب العمى على الهدى قد يقول قائل كيف هداهم الله فاستحبوا العمى على الهدى. ما نوع الهداية التي هداهم الله فهي هداية الدلالة والارشاد هداية التوفيق والالهام يعني الهمهم الله جل وعلا الهداية لو الهمهم الله جل وعلا الهداية لثبتوا عليها ولكنه جل وعلا هداهم يعني دلهم وارشدهم الله جل وعلا هدى العباد الرسل وبالايات قد تقدم لنا ان الهداية نوعان بداية دلالة وارشاد وهداية توفيق والهام بداية الدلالة والارشاد لله جل وعلا كما قال هنا واما ثمود فهديناهم يعني دللناهم وارشدناهم وللرسل صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين. وانك لتهدي الى صراط مستقيم ولمن سلك سبيل الرسل من عباد الله الصالحين قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني يدعو الى الله على بصيرة وهداية الدلالة والارشاد لله جل وعلا ولرسله وللعلماء والدعاة الى الله على بصيرة وهداية التوفيق والالهام هذه لمن لله وحده فيها غيره وهي المراد بقوله جل وعلا للنبي صلى الله عليه وسلم لما حرص على هداية ابي طالب انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء انك لا تهدي من احببت وما ارشد النبي صلى الله عليه وسلم ابا طالب فلا ارشده لكن ما وفقه للايمان ما يستطيع توفيق للايمان الهداية والاسلام والايمان هذه لله جل وعلا واما ثمود فهديناهم دللناهم وبينا لهم وهديناه النجدين طريق الخير طريق الشر الله جل وعلا بين للعباد الطريقين فمن وفقه الله جل وعلا سلك طريق الحق واهتدى ومن حرمه الله جل وعلا هداية التوفيق ظل وانحرف والعياذ بالله وقد قامت عليه الحجة واما ثمود فهديناهم يستحب العمى يستحب الضلالة تحب الشقاوة ولم يقبلوا دعوة نبيهم صالح عليه الصلاة والسلام مع انه اتاهم بالايات البينة والبراهين الساطعة الدالة على صدقه وطلبوا ان يخرج لهم ناقة عشراء من هذه الصخرة اخرجها الله جل وعلا ابتلاء وامتحان خرجت وكان لها الماء اليوم وتعطيهم بدله الحليب واللبن يكفي يكفيهم قل لهم وفي اليوم الثاني يكون لهم الماء. هي ترد يوما وتتوقف يوما كانت معجزة لنبي الله صالح عليه وعلى المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين فاستحبوا العمى على الهدى ما قبلوا هدى الله فاخذتهم صاعقة العذاب الهون اخذتهم الصاعقة فاهلكتهم عن اخرهم الا من امن بصالح عليه الصلاة والسلام بما كانوا يكسبون بسبب كسبهم او بالذي كانوا يكسبون ما يصلح ان تكون مصدرية وان تكون موصولة. موصولة بمعنى الذي مصدرية تشبك هي وما بعدها بمصدر يعني بكسبهم او بالذي كانوا يكسبون فهذه الايات العظيمة انزل الله وخوف الله جل وعلا بها كفار قريش وقل من كان على الكفر والضلال فهو متوعد بهذا الوعيد وقد انزل الله جل وعلا بهم العذاب كما تقدم في معركة بدر العظمى حيث اظهر الله جل وعلا ونصر رسوله والمؤمنين واهلك الكفار ومن اراد اهلاكه منهم مع كثرة عدد الكفار وقلة عدد المسلمين وقوة عدة الكفار وظعف عدة المسلمين لكن الله جل وعلا نصرهم الملائكة قاتلت الملائكة مع المسلمين والله جل وعلا يخوف العباد وينذرهم فمن وفقه الله جل وعلا اهتدى وانا ابى الى الله وعمل بطاعة الله واستعمل نعم الله في مرضاته وتحققت له سعادة الدارين. سعادة الدنيا والاخرة ومن العباد والعياذ بالله من يوالي الله جل وعلا عليه النعم ويستعملها فيما يسخط الله نستعين بها على غضب الله جل وعلا نستعين بها على معصية الله ويتكبر بها على عباد الله ويظن انه اعطيها لقوته. او لعلمه او لذكائه او لشجاعته او نحو ذلك من الصفات التي منحه الله جل وعلا. فهو الذي جل وعلا منح هذه الصفة واعطاها فتكون هذه النعمة التي اعطي والعياذ بالله سببا لعقابه وخسارته في الدنيا والاخرة والسعيد من وعظ بغيره فمن وفقه الله جل وعلا اهتدى وتبصر وتأمل في امره. فان كان على حق فيسأل الله الثبات عليه والاستقامة والقوة في طاعة الله ومن كان فيه شيء من الانحراف او من الكسل عن الطاعة يتدارك ما دام في دار المهلة وفي دار العمل والله جل وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويقبل جل وعلا توبة العبد ما لم يغرغر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين