اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم وقيدنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم وحق عليهم القول في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس انهم كانوا خاسرين وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون ولا نذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم ولنجزينهم اسوأ الذي كانوا يعملون ذلك جزاء اعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاء بما كانوا باياتنا يجحدون وقال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس نجعلهما نجعلهما تحت اقدامنا ليكون من الاسفلين هذه الايات الكريمة من سورة فصلت جاءت بعد قوله جل وعلا وما كنتم تستترون ان يشهد عليكم سمعكم ولا ابصاركم ولا ابصاركم ولا جلودكم ولكن ظننتم ان الله لا يعلم كثيرا مما تعملون وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم ارداكم فاصبحتم من الخاسرين فان يصبروا فالنار مثوى لهم وان يستعتبوا فما هم من المعتدين وقيدنا لهم قرنا يقول الله جل وعلا وقيضنا لهم هيأنا ويسرنا وجمعنا معهم نظير ومصاحب ومقارن وزينوا لهم ما بين ايديهم وما خلفهم بينوا لهم اعمالهم السيئة فحسنوها لهم لان كثيرا ممن يعمل الاعمال السيئة يكون حوله من شياطين الانس والجن من يحسن له عمله وذلك لتسليط من الله جل وعلا ستكون هؤلاء بطانته بطانة سوء تأمره بالشر وترغبه فيه وتنهاه عن الخير وتبعده عنه وما ذاك الا لان الله جل وعلا اراد به السوء فهو غير صالح الهداية والاستقامة وقد قامت عليه الحجة فلا حجة له على الله جل وعلا لان الله جل وعلا ارسل الرسل وانزل الكتب وبين طريق الخير وطريق الشر ومن سلك طريق الخير وبتوفيق الله جل وعلا ومن سلك طريق الشر فبطاعته لنفسه وطاعته للشيطان والله جل وعلا لم يظلمه وهبه العقل والادراك وبين له الطريقين فاختار طريق السوء والهلاك فزينوا لهم ما بين ايديهم من امور الدنيا حسنوا لهم المعاصي حسنوا لهم الشرك والكفر بالله حسنوا لهم سفك الدماء حسنوا لهم الزنا وشرب الخمر ووقعوا في ذلك واستمرأوا هذا الفعل واحبوه والفوه وما خلفهم المراد بما خلفهم الى امور الاخرة قالوا لهم ولا حساب ولا جنة ولا نار واعطي نفسك ما تشتهيه بهذه الدنيا وما يقال عن البعث والحساب والجنة والنار هذه لا حقيقة لها لان الكافر لو عرف انه مبعوث ومحاسب ومسئول ومجزي بعمله ان خيرا فخير وان شرا فشر ما وقع في المعصية لكنه وقع في المعصية لانه انكر الايمان باليوم الاخر زينوا لهم ما بين ايديهم امور دنياهم وما خلفهم امور الاخرة وقيل زينوا لهم ما بين ايديهم يعني مستقبلهم ان يعملوا بهذه الاعمال يسعدوا انفسهم وما خلفهم من امور الدنيا ما عملوه سابقا انه لن يظيرهم والقول الاول اقرب والله اعلم قال به جمع من المفسرين ما بين ايديهم ما هم فيه حاضر دنياهم وما خلفهم امور الاخرة التي هي غيب عنهم وكأنهم جعلوها خلف ظهورهم لم يهتموا لها ولم ينتبهوا لها ولم يرعوا من اجلها وحق عليهم القول حقا بمعنى وجب وثبت والقول المراد به العذاب تحقق فيهم قول الله جل وعلا لأن جهنم منك ابليس وممن تبعك منهم اجمعين وحق عليهم القول وجب عليهم العذاب بهذا الفعل السيء الذي عملوه في امم اي كائنين معهم ليسوا هم الاوائل بل قومك يا محمد من كفار قريش سلكوا مسلك من قبلهم وسيكون مآلهم مثل مآل السابقين سواء بسواء وحق عليهم القول في امم اي كائنين في جملة امم سبقتهم في الكفر والضلال ادخلت يعني قد مضت وانتهت الامم السابقة كما قص الله جل وعلا بعضهم في صدر هذه السورة في قوله جل وعلا فان اعرضوا فقل انذرتكم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود اذ جاءتهم الرسل من بين ايديهم ومن خلفهم الا تعبدوا الا الله. قالوا لو شاء ربنا لانزل ملائكة فانا بما ارسلتم به كافرون فاما عاد فاستكبروا في الارض واما الايات واما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى. فاخذتهم صاعقة العذاب الهون بما كانوا يكسبون. ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون. هذا ما قص الله جل وعلا عن من قبلهم فهم سيكون مآلهم مثل مآل من سبق وانت يا محمد ومن امن بك ستكون مثل من قال الله جل وعلا في حقهم ونجينا الذين امنوا وكانوا يتقون في امم قد خلت من قبلهم من الجن والانس يعني من الثقلين وهم المكلفون المتعبدون والنبي صلى الله عليه وسلم مرسل الى الثقلين الى الجن والانس صلوات الله وسلامه عليه ادخلت من قبلهم من الجن والانس على ماذا؟ على الكفر والضلال فهؤلاء من قومك الذين كذبوك مآلهم مثل من سبقهم ممن مضى انهم كانوا خاسرين واقعين في الخسران لتكذيب الرسل ومعصية الله جل وعلا انهم كانوا خاسرين يا عليل لاستحقاقهم العذاب لماذا استحقوا العذاب لانهم كانوا خاسرين لما خسروا بانهم عصوا رسلهم التي ارسل الله جل وعلا اليهم لانقاذهم واخراجهم من ظلمات الجهل والضلال الى نور العلم والايمان فابوا ثم قص الله جل وعلا شيئا من افعال قريش في معارضة النبي صلى الله عليه وسلم ومعاندته وقال تعالى وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون كان كفار قريش اذا اتى اليهم ات من بعيد استقبلوه في مداخل مكة وقالوا احذر الساحر احذر الكاهن احذر الذي يفرق بين المرء وزوجه نفرق بين الاخ واخيه احذر الصابع يحذرونه من محمد صلى الله عليه وسلم وان يسمع منه بعضهم يضع في اذنيه القطن خشية ان يصل كلام محمد الى سمعه فيفتتن به من شدة ما يحذره كفار قريش حتى قال بعضهم كنت افعل ذلك يعني اضع القطن خشي من كثرة ما حذر ثم قال في نفسه انا فاهم وانا عاقل وانا مدرك جاء واستمع الى النبي صلى الله عليه وسلم والى ما قال فاعجب بذلك واسلم في مكانه انه يدعو الى كل خير ويحذر من كل شر وما دعا النبي صلى الله عليه وسلم الى شيء وقال العقل ليته ما دعا به. ما دعا له ولا حذر من شيء صلى الله عليه وسلم وقال العقل السليم ليته لم يحذر عنه ما حذر الا عن كل رذيلة وما امر الا بكل فظيلة. صلوات الله وسلامه عليه وكان كفار قريش يحذرون من جاء يسمع لمحمد لانهم يعرفون ان من سمع منه واليه اعجب بما صدر منه ويحذرون عامتهم ويفرقونهم اذا جاءوا وهم حول النبي صلى الله عليه وسلم يستمعون لقراءته ان قراءته صلى الله عليه وسلم القرآن تجلب عقول الناس لان فيها الخير والصلاح والاستقامة والهدى والعلم والايمان في حياة القلوب وكانوا يفرقون الناس ويقول بعضهم لبعض اذا قرأ محمد وارفعوا اصواتكم حتى تضيعوا صوته لا يسمعه الاخرون ويفتتن به وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن. احذر لا تجتمع لمحمد وكان بعضهم يحذر بعض ينهى بعضهم بعضا وكان بعضهم يحب ان يسمع مع كفره وظلاله ويأتي في الظلام في الخفاء في الليل يسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم ليلا يتلذذ بها وهو على كفره وضلاله واذا ربما اتى مجموعة فاذا اصبح الصباح وخشي ان يطلع عليه تفرقوا ثم ربما اجتمعوا في الطريق جمعهم بعض الطرق فلأمى بعضهم بعض. ما الذي اتى بكم كان يحذر بعضهم بعضا عن سماع القرآن وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه باللغو واللغط ورفع الصوت حتى تضيعوا عليه. شوشوا عليه وبنفسه وحتى لا يستمع له الاخرون وكانوا يأتون بالمكاء والتصدية الصفير والغنى الزمر والطبل حول المسجد الحرام حول الكعبة شرفها الله كما قال الله جل وعلا وما كان صلاتهم عند البيت الا مكاء وتصدئة والغو فيه لعلكم تغلبون يعني عارضوه بالباطل عليه وقال مجاهد رحمه الله الغوا فيه والتصدية والتصفيق والتخليط في الكلام حتى يصير لغوا وقال الظحاك اكثروا الكلام ليختلط عليه ما يقول قال ابو العالية قعوا فيه يعني يقولوا ما يتكلم به محمد سحر اهانة شعر ونحو ذلك رأى الجمهور الغوا فيه بلغوا ما لا فائدة فيه انلغى يلغى وقرأ بضم الغين الغو الغوا بضم الغين. الغوا فيه الفتح يلغو يدعو وفي الحديث فقد لغوت ان الفه تنقلب الى واو اصلها واو لعلكم لكي تغلبوه ولكي تغلب اصواتكم فلا يستمع الناس له ولا يفتتنوا بكلامه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة اذا قرأ القرآن يرفع صوته وكان المشركون يطردون الناس عنه ويقولون لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون وكان اذا اخفى قراءته لم يسمع من يحب ان يسمع القرآن فانزل الله جل وعلا ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها الاية في سورة الاسراء ولا تجهر بصلاتك المراد بقراءتك والله اعلم فذكر جل وعلا شيئا من حالهم نحو القرآن ثم توعدهم وقال جل وعلا فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا العذاب الشديد المؤلم وعيد لهم لجميع الكفار لكفار قريش ومن نحى نحوهم ولا نجزينهم اسوء الذي كانوا يعملون ولنجزينهم اسوء الذي كانوا يعملون نجزيهم باسوء اعمالهم واسوأ اعمالهم ما هو هو الشرك من كان واقع في الشرك فلا ينفعه عمل اي عمل مهما عمل ولا يخلو الكافر من عمل حسن لكن لا يثاب عليه لان ثواب الاخرة لابد معه من الايمان فمن عمل عملا حسنا من الكفار يعني يعملون كاكرام الضيف مثلا هذا من شيمتهم اللهم دعا اليه الاسلام وصلة الارحام بعضهم يصل الرحم وبعضهم عنده الجود والكرم يعطي ويبذل وهذه من الصفات الحسنة التي يثيب عليها الله جل وعلا في الدار الاخرة مع الايمان اما اذا لم يكن هناك ايمان فالله جل وعلا يعجل ثوابها للمرء في الدنيا حتى يقدم في الاخرة ولا حسنة له يعطيهم الله جل وعلا ثواب اعمالهم الحسنة مثلا من صلة الرحم وقرى الضيف والاحسان واعطاء الفقراء ونفع الغير ونحو ذلك الله جل وعلا عليها في الدنيا ثم يعاقبهم جل وعلا في الدار الاخرة على اسوء اعمالهم التي هي الشرك بالله وما ما هو الثواب الذي يعجل الله جل وعلا لهم في الدنيا؟ يعطيهم ما يعطيهم جل وعلا من الصحة والعافية والأمن تعطيهم ما يعطيهم من المال من الولد من الجاه ونحو ذلك من ما يرغبون به في الدنيا. هذا ثواب لاعمالهم لانه كما قال القائل لا يذهب العرف بين الله والناس فمن عمل معروف لا يضيع عند الله جل وعلا ان كان مؤمنا اثابه الله جل وعلا في الدنيا والاخرة وان كان كافرا فاجرا عجل الله جل وعلا له الثواب في الدنيا ثم بقيت مجازاته ومعاقبته على سيء عمله بخلاف المؤمن فلنجزينهم احسن الذي كانوا يعملون الله جل وعلا يرفع درجات العبد المؤمن في الجنة ويجزيه باحسن اعماله ويتجاوز جل وعلا عن سيئاته. لان المرء لا يخلو من سيئات والرسل المعصومون عليهم الصلاة والسلام ولنجزينهم اسوأ الذي كانوا يعملون. فالله جل وعلا ما ظلمهم وانما عاقبهم باعمالهم السيئة وفي هذا للمؤمن الانصات عند سماع كلام الله جل وعلا وصفة المؤمن انه ينصت كما امر الله جل وعلا في كتابه العزيز قوله عز من قائل واذا قرئ القرآن فاستمعوا له وانصتوا لعلكم ترحمون ان من لغى عند سماع القرآن ففيه شبه من هؤلاء وتحذير للمؤمن ان يشابه الكفار ينبغي عند قراءة القرآن ان يجتمع المرء وينصت ولا ينشغل بحديث مع جليسه اما ان يستمعوا للقراءة واما ان يتركوا المكان او يطلب من القارئ ان كان القارئ معهم يسكت عن ما يقرأ حتى لا يشابه الكفار في كلامهم تصدي الاخرين عن كلام الله جل وعلا والقرآن يشهد استمع له وانصت له واستجاب له كما يشهد على من اعرض عنه وانشغل عنه ولم يستجب له وكما ورد في الحديث والقرآن حجة لك عليك لك يشهد لك لانك اسهرت ليلك من اجله قمت في الليل تقرأ القرآن فتصلي وتناجي ربك يشهد لك القرآن بذلك او يشهد عليك اذا استمعت للايات ولم ترعوي لها الم تستجب لها ولم ترفع بها رأسا والعياذ بالله يشهد عليك بالاعراض والادبار عن الاستجابة لكلام الله جل وعلا القرآن حجة لك او عليك ولنجزينهم اسوأ الذي كانوا يعملون ذلك رجاء اعداء الله ذلك اي هذا الجزاء العظيم الشنيع الفظيع بالغلظة والقسوة جزاء من جزاء اعداء الله من اتصف بهذه الصفة الله جل وعلا يكرم اولياءه ويعاقب اعداءه وكرامته جل وعلا لاولياءه بما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر مهما حاول المرء من يتصور نعيم الجنة لا يدركه ولا يستطيع ان يتصوره كما انه مهما حاول ان يتصور عذاب الله لاعدائه لا يستطيع ان يتصوره ذلك اي العذاب الشديد ولم يقل هذا من قال ذلك لان اللام هذه تدل على البعد والفظاعة في العذاب والشدة جزاء اعداء الله ذلك مبتدأ وجزاء اعداء الله النار النار الرفع بدل من جزاء او عطف بيان ويجوز ان تصح ان تكون مبتدأ وان تكون خبر في مبتدأ مظمر هي النار ذلك جزاء اعداء الله هي النار او هو اي العذاب او الجزاء النار واذا قلنا هي مبتدأ فخبرها فيها دار الخلد النار لهم فيها دار الخلد يعني الاقامة والاستمرار المرء قد يتحمل احيانا الشدة كما يقول القائل الشدة بترا يعني تنقطع وتنتهي هذا في حال الدنيا المرء مهما كان في شدة فهو يأمل الفرج ويأمل زوال هذه الشدة وانجلاءها لكن الله جل وعلا اخبر ان شدة العذاب في الدار الاخرة لا انفراج له ولا زوال له لهم فيها دار الخلد. الاقامة والاستمرار والبقاء دائما وابدا والعياذ بالله جزاء بما كانوا يجحدون جزاء بما كانوا الباس بابية يجحدون لجحدهم كانوا باياتنا القرآنية او الكونية يجحدونها يعني ينكرونها ولا يؤمنون بها ولا يعترفون انها من عند الله جل وعلا فهم يجزون هذا الجزاء بسبب ما صدر منهم لان الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون وقال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس وقال ماضي انهم قالوا وانتهوا هل قالوا هذا او سيقولونه لا شك سيقولون لان القرآن نزل اعلن النبي صلى الله عليه وسلم يخبره بما سيحصل في الدار الاخرة ولكنه جاء في الماضي بدل المضارع الذي هو للحال المستقبل لتحقق الوقوع ان هذا محقق ولا محالة. بانه سيحصل ويؤتى في الماضي بدل المضارع دلالة على تحقق الوقوع وان هذا واقع لا محالة وقال الذين كفروا ربنا ارنا مارينا فيها قراءتان بكسر الراء بتسكين الراء قيل معناهما واحد بمعنى الرؤية البصرية ارنا اياهم بابصارنا وقيل ارينا بصرية في ابصارنا وارنا يعني اعطنا اعطنا اياهم لماذا ارنا اللذين اضلانا من الجن والانس لان الشيطان لا يخلو الشيطان انسي وشيطان جني والمرأة قد يتسلط عليه شيطان الانس فيضله السوء والعياذ بالله والبطانة الفاسدة الفاجرة وقد يتسلط عليه شيطان الجن يوسوس له غير الانس واخبر الله جل وعلا ان الكفار في نار جهنم وهم يصلون العذاب يحبون ان يتشفوا ممن اضلهم الى المراد لهؤلاء ابليس اللعين وابن ادم الاول الذي قتل اخاه ابليس اللعين هو الذي وسوس لادم وحواء ابن ادم الاول هو الذي سن القتل كما قال صلى الله عليه وسلم ما قتلت نفس بغير حق الا كان على ابن ادم الاول كفل من دمها. لانه اول من سن القتل قال صلى الله عليه وسلم من سن في الاسلام سنة حسنة فله اجرها واجر من عمل بها الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اجورهم شيء ومن سن في الاسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامة من غير ان ينقص من اوزارهم شيء وهم يطلبون من الله جل وعلا ان يعطيهم او ان يريهم هذين اللذين اضلاهم لانهم ما وقعت معصية في الارض الا بسبب هذين تعدي ابن ادم في معصية من المعاصي بسبب من دعاه لذلك الذي هو الاول من ابن ادم او بوسوسة الشيطان وهم يسألون الله جل وعلا ان يريهم هذين او الجنس قال العلماء الجنس يعني كل من اظلهم لانه لا يخلو الاظلال اما من جنس من جني او انسي والشيطان يكون من هذا ومن هذا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس المراد بهما ابن ادم الاول او وابليس او كل من دعا الى سيئة ورغب فيها وكل واحد يسأل ان يرى من دعاه الى المعصية ارنا الذين اضلانا وجاء بالذين للتثنية اضلانا من الجن والانس ماذا يريدون بهما؟ نجعلهما تحت اقدامنا اريد ان نجعلهم تحت اقدامنا لامرين اولا انهم هم الذين دلونا على المعصية فنريد ان نتقي بهم والعذاب. يخفف عنا العذاب اذا كانوا تحتنا الثاني اننا نريد ان يصلوا اشد العذاب فيكون اسفل والنار كما ورد دركات يعني اسفلها اشد عذابا من اعلاها ارنا الذين اضلانا من الجن والانس نجعلهما تحت اقدامنا ليكون من الاسفلين من الخاسرين يشتد عليهم العذاب ليكون من الاسفلين يقع في اسفل النار لينالوا شدة العذاب بسبب ما قادونا اليه هذه حال اهل النار بعضهم مع بعض كما قال الله جل وعلا صحبة التي تكون في الدنيا على غير طاعة الله تكون عداوة يوم القيامة كما قال عز من قائل الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين. كل واحد يوجه باللائمة على صاحبه وقص الله علينا جل وعلا مجادلة ومخاصمة الكبرى للضعفاء والاتباع للمتبوعين في ايات كثيرة من كتابه لعل في هذا يكون عظة وعبرة لمن اتبع رئيسه من قاده الى الظلال بغير حق لانه من اتعظ بهذا وانتفع كلمة من عذاب يوم القيامة ومن انقاد من دعاه الى الضلالة هلك معه والعياذ بالله وقال الذين كفروا ربنا ارنا الذين اضلانا. لما ايسوا من الخروج من النار استعطفوا ربهم ونادوه بهذا اللفظ ربنا اعترفوا حين لا ينفعهم الاعتراف ربنا ارنا الذين اضلانا من الجن والانس يحبون ان ينتقموا منهم. لماذا؟ يجعلونهم تحتهم. يتقون بهم العذاب وليشتد العذاب عليهم وبهذه الايات العظيمة عبرة واعظة لمن وفقه الله جل وعلا فانتبه ورعوى ما دام في دار المهلة وفي دامر العمل والله جل وعلا يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل والله جل وعلا يقبل توبة العبد ما لم يغرغر فاذا بلغت الروح الحلقوم حينئذ لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها يا خير والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا وعلى اله وصحبه