ثم اضرب فقال جل وعلا بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم بل اتبعوا لو جاء بالظمير لقال بل اتبعوا اهواءهم ولكنه اتى بالظاهر جل وعلا بدل الظمير لتسجيل هذه الصفة الذميمة القبيحة عليهم وهي الظلم من اتبع الذين ظلموا بشركهم مع الله والشرك اظلموا الظلم حيث قال الله جل وعلا اللقمان في وصيته لابنه يا بني لا تشرك بالله ان الشرك لظلم عظيم فهو اظلم الظلم واكبر الكبائر واقبح القبائح ان يتخذ المرء مع الله الها اخر قال تعالى بل اتبع الذين ظلموا اهواءهم اتبعوا اهواءهم يعني عبدوا الالهة مع الله اتباعا للهوى لا لانهم معهم دليل على ذلك ولا لحجة ولا لبرهان واضح بل هو اتباع للهوى ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله لا احد اضل ممن اتبع الهوى لان الهوى يعمي ويعصم فالمرء المنحرف عن الصواب حري اذا دل على الصواب ان يتبعه اذا لم يكن متعصبا لهواه فاذا تعصب لهواه فلا فائدة فيه من اتبع الذين ظلموا اهواءهم بغير علم بغير برهان ولا حجة فمن يهدي من اضل الله لا احد هل احد يهدي من اضله الله والله جل وعلا يقول لعبده ورسوله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حينما حرص على هداية عمه ابي طالب ولكن لم يرد الله جل وعلا له الهداية قال له جل وعلا انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء الهداية بيد الله ومحمد صلى الله عليه وسلم لا يهدي هداية التوفيق والالهام بل هذه لله وانما يهدي هداية الدلالة والارشاد وانك لتهدي الى صراط مستقيم. يعني تدل الناس فمن يهدي من اضل الله من اراد الله جل وعلا اجلا له الظلال والعمى والبعد عن الحق فلا احد يستطيع ان يهديه وما لهم من ناصرين. الهتهم هذه التي يعبدونها من دون الله وشركائهم وساداتهم لا يستطيعون ان ينقذوهم من عذاب الله ولا ان يخففوا عنهم من عذاب الله من شيء ولا ان يعجلوا العذاب ولا ان يستخرجوهم من العذاب فلا احد يستطيع ان ينصرهم او يعينهم وما لهم من ناصرين بين جل وعلا ظلم هؤلاء وعماهم عن الحق واتباعهم الهوى فحث رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على التمسك بالحق والاخذ به وان ظل من ظل من سادات القوم وكبرائهم لا تغتروا بالهالكين فاقموا وجهك للدين حنيفا وجهك يا محمد للدين توجه الى الدين توجها كليا لا تنصرف يمينا ولا شمالا وهذا امر له صلى الله عليه وسلم وامته تبعا له بذلك باتفاق المفسرين وجهك للدين بطاعة الله جل وعلا بتوحيد الله جل وعلا لاخلاص العبادة لله وحده ولا تنظر الى هؤلاء المؤمن اذا كان على الحق فعليه ان يحمد الله جل وعلا على ذلك ولا يستوحش من قلة من معه على الحق ولا يغتر بالكثرة التي على الضلال فالكثير الغالب من الناس على الضلال والقلة على الحق فاقم وجهك للدين حنيفا الحنيف المائل عن كل ما يخالف طريقه والمستقيم على الطريق المستقيم حنيفا شاعرا على الحق غير ملتفت اللي ما سواه مائل عن كل ما سوى الحق فاقموا وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها. فطرة الله الفطرة لغة الخلقة وفاطر خالق يقول الله جل وعلا الحمدلله فاطر السماوات والارض يعني خالق السماوات والارض ويقول تعالى وما لي لا اعبد الذي فطرني الذي فطرني الذي خلقني والفطرة الاصل الخلقة مطر بمعنى خلق والمراد هنا الملة اتفاق جمهور المفسرين على انه ليس المراد بالفطرة هنا الخلقة وان وردت في ايات من القرآن التي تلوتها لكن المراد هنا الملة والمراد بها الاسلام والتوحيد فطرة الله ملة الله التي فطر الناس عليها خلقهم عليها خلق الله جل وعلا الناس على التوحيد كما قال صلى الله عليه وسلم في خطبته حاكيا عن ربه تبارك وتعالى كما رواه الامام احمد رحمه الله ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب يوما وقال حاكيا عن الله سبحانه واني خلقت عبادي حنفاء كلهم وانهم اتتهم الشياطين فاضلتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما احللت لهم والله جل وعلا فطر الخلق على الحنيفية على ملة التوحيد حينما استخرج ذرية آدم من صلبه واشهدهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا وكما قال الله وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الثابت في الصحيحين وغيرهما عن ابي هريرة رضي الله عنه ما من مولود الا يولد على الفطرة وفي رواية على هذه الملة ولكن ابواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء ثم قال ابو هريرة رضي الله عنه واقرأوا ان شئتم فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله والله جل وعلا فطر الخلق على التوحيد ومن الخلق من يثبت على ما فطره الله جل وعلا عليه ومن الخلق من ينحرف عن هذه الفطرة فيهلك ومر عمر بن الخطاب رضي الله عنه على معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال له عمر لمعاذ ما قوام هذه الامة وقال معاذ رضي الله عنه ثلاث وهن المنجيات قوام الامة ثلاث وهن المنجيات الاخلاص وهو الفطرة فطرة الله التي فطر الناس عليها والصلاة وهي الملة والطاعة وهي العصمة فقال له عمر صدقت قوام الامة الاخلاص لله جل وعلا والصلاة والطاعة نستقيم الامة بهذا على الحق اذا حالت عن واحدة منها هلكت فطرة الله التي فطر الناس عليها. فطر الناس ما المراد بالناس هنا قال بعض المفسرين هذا لفظ عام ومراد به الخصوص مراد به المسلم المؤمن وقال بعضهم التي فطر الناس عليها يعني فطر الخلق مسلمهم وكافرهم لانهم كلهم فطرهم الله جل وعلا على الملة والدين والتوحيد الاعتراف بوحدانية الله جل وعلا واستدل القائلون بهذا بالاحاديث المتقدمة ان الله جل وعلا يقول في الحديث القدسي خلقت عبادي حنفاء يعني على التوحيد ويقول صلى الله عليه وسلم ما من مولود الا يولد على الفطرة يعني على التوحيد الكل مفطورون على التوحيد المسلم والكافر كما قال صلى الله عليه وسلم كل مولود يولد على الفطرة حتى يعبر عنه لسانه فاذا عبر عنه لسانه اما شاكرا واما كفورا الناس كلهم مفطورون على التوحيد لكن بهذا التوحيد الذي فطروا عليه يدخلون الجنة لا لان هذا فطر عليه ده اختياري ثم جعل الله جل وعلا للانسان العقل والاختيار والنظر ومنهم من يوفق للصواب فيكون اختياره للحق والهدى ومن الناس من يضل والعياذ بالله فيكون اختياره للظلال فيؤخذ به الاسلام والايمان الفطريين الاسلام والايمان الفطريان ليس عليهما ثواب كل انسان مفطور بفطرة الله جل وعلا على الايمان والاسلام وانما المؤاخذة والاعتبار الاسلام والايمان الشرعيين الذي يختاره الانسان لنفسه ويعمل بمقتضاه الكفار فطرهم الله جل وعلا على الايمان ان خلقهم على الايمان لكنهم اطاعوا الشيطان فظلوا عن الايمان وتركوه كل مولود يولد على الفطرة وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية الى خيبر وقتلوا المشركين انتهى القتل الى الذرية قتلوا الاولاد الصغار فلما جاءوا قال النبي صلى الله عليه وسلم ما ما حملكم على قتل الذرية صغار هؤلاء ليكو اسوا كفار لم قتلتموهم قالوا يا رسول الله انما كانوا اولاد المشركين يعني قتلنا المشركين وهؤلاء اولادهم انما كانوا اولاد المشركين وقال صلى الله عليه وسلم وهل خياركم الا اولاد المشركين خيار الصحابة رضي الله عنهم من هم اولاده وهل خياركم الا اولاد المشركين والذي نفسي بيده ما من نسمة تولد الا على الفطرة حتى يعرب عنها لسانها الولد الصغير مولود على الفطرة فاذا بلغ واختار اوجه اتوجه سعيدة بالتوجه الحسن وهلك بالتوجه السيء والعياذ بالله فانكر النبي صلى الله عليه وسلم على الصحابة رضي الله عنهم قتلى الاولاد الذرية وقد نهى عن ذلك في احاديث كثيرة لانه لا ذنب له ولا يستحق القتل حتى يتبين كفره ان تبين كفره فهو الكافر ويقتل حلال الدم والمال وان اسلم وامن فهو اخونا له ما لنا وعليه ما علينا ولا يضره ان كان ابوه كافرا مشركة فطرة الله التي فطر الناس عليها فطرة منصوب على انه مصدر مؤكد للجملة التي قبله الجملة التي قبله فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها كيف كان مؤكد هذه بلفظ وتلك بلفظ نعم مؤكد لمعناها اقم وجهك للدين حنيفا بمعنى الزم فطرة الله ثم قال فطرة الله التي فطر الناس عليها ويصح عند جماعة من النحويين كونه منصوب على الاغراء اي الزم فطرة الله او عليكم فطرة الله وهو منصوب على كل حال وهل نصبه على التأكيد تأكيد مضمون الجملة مصدر مؤكد لمضمون الجملة او منصوب على الاغراء فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله لا تبديل قال بعض المفسرين هنا نفي بمعنى النهي لا تبديل لخلق الله لا تبدلوا خلق الله اي هذه الفطرة التي فطر الله الناس عليها لا تبدلوها وقيل المعنى لا تبديل لها من جهة الله سبحانه وتعالى وهي التي اختارها الله جل وعلا واقرها ولا يبدلها بغيرها لانها هي الحنيفية السمحة وهي الحق فلا تبديل لذلك من قبل الله او لا تبدلوها انتم باتخاذ غيرها وقيل لا تبديل لخلق الله لا احد يستطيع ان يبدل من جعله الله جل وعلا مسلما بان يجعله كافرا ولا احد يستطيع ان يبدل من جعله الله جل وعلا كافرا من اهل الظلال ان يجعله مسلما لا تبديل لخلق الله لا تبديل لما اراده الله جل وعلا بالخلق ازلا حيث قال جل وعلا هؤلاء للجنة ولا ابالي وهؤلاء للنار ولا ابالي وكل ميسر لما خلق له فمن خلق للجنة لا يستطيع احد ان يصرفه عن طريقها ومن خلق للنار والعياذ بالله لا يستطيع احد ان يجعل الهداية في قلبه والمؤمن يتخوف على نفسه حتى وان كان مؤمنا فلا يدري ما يختم له به وكان من اكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك وسألته عائشة رضي الله عنها اوتخشى يا رسول الله قال اما علمت يا عائشة ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن اذا اراد ان يقلب قلب عبد قلبه او كما قال صلى الله عليه وسلم فمن جعله جل وعلا للهداية والجنة فهو اليها لا محالة لا تبديل لخلق الله لما اراده الله جل وعلا لا تبديل لكلمة التوحيد التي اختارها الله جل وعلا لعباده ذلك الدين القيم الذي امرتم به فاقم وجهك للدين حنيفا هذا هو الدين القيم وهو الاستقامة على الحق وهو الذي اختاره اختاره الله جل وعلا لعباده فعظوا عليه بالنواجذ ذلك الدين القيم ذلك الذي امركم الله جل وعلا به الدين القيم الفطرة الحسنة المستقيمة وهذا الذي ينبغي ان يؤخذ به وينبغي ان يعظ عليه بالنواجذ ولكن اكثر الناس لا يعلمون هذا يقول الله جل وعلا هو الحق لكن لا تغتروا ايها المؤمنون بقلة السالكين لهذا الدين الحق لا تغتروا بكثرة الهالكين المبتعدين عن الدين الحق لا تقل اهل التوحيد والاخلاص قلة ما يمكن ان يكونوا هؤلاء على الحق وهم القلة واكثر الناس على طرق اخرى يقول نعم يكون هؤلاء على الحق وان كانوا قلة اهل الاخلاص واهل التوحيد هم من كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن سلك سبيلهم. حتى وان كانوا ان وان كان واحد في زمن ما كما كان ابراهيم عليه السلام واحدة على الحق كان امة وحده على الحق والناس كلهم في وقت من اوقاته على الظلال ولا استوحش عليه الصلاة والسلام ولكن اكثر الناس لا يعلمون هذا تأنيس للمؤمنين المتمسكين بالحق بان عليكم ان تعظوا من النواجز على ما انتم عليه من الحق وان قل من معكم ما دمتم على الكتاب والسنة فعضوا عليها بالنواجذ لان اكثر الناس على الضلال لا تقل لا يمكن ان يكون هؤلاء القلة هم على الحق والباجين على الضلال نقول نعم ممكن ان يكون ذلك لكن على من يرى انه على الحق التحقق مما هو سائر عليه هل هو سائر على الكتاب والسنة؟ فهو على الحق بلا شك ام هو اخذ ذات اليمين وذات الشمال. ويدعي انه على الحق. فكل يدعي وصلا لليلة وليلة لا تقر لهم بذلك الدعوة غير الحقيقة التمسك بالكتاب والسنة هذا هو الحق وان قل المتمسكون وان قل اصحابه والحائضون عن الصراط المستقيم هم الذين على الضلال وان كثروا ولكن اكثر الناس لا يعلمون منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين منيبين اليه منيب بمعنى راجع منيبين راجعين اليه ارجعوا الى الله بالتوبة والاخلاص والطاعة المرء يكون في الاول على الظلال فيرجع عن الظلال الى الحق فيقال منيب واناب ورجع وتاب ويلزم من هذا الطاعة لاوامر الله جل وعلا والانتهاء عن نواهيه منيبين اليه والمراد النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من امن به منيبين من قوله فاقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله منيبين اليه قد يقول قائل اقموا وجهك واحد الظمير يعود للنبي صلى الله عليه وسلم ثم جاءت الحال جمع منيبين فكيف ذلك يقول كما تقدم لانه باجماع المفسرين لان المراد بذلك بقوله فاقم وجهك النبي صلى الله عليه وسلم وامته منيبين اليه حال من النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين به منيبين اليه واتقوا اتقوه خافوه بامتثال اوامره واجتناب نواهيه التقوى ان تجعل بينك وبين معصية الله وقاية حاجز لا تأتي للمعصية وتقول قد اتقيت واتقوه واقيموا الصلاة امر من الله جل وعلا باقام الصلاة التي هي عمود الاسلام وهي ركنه الاعظم بعد الشهادتين وهي الفرق بين المسلم والكافر المصلي اخونا له ما لنا وعليه ما علينا وغير المصلي عدونا هو الكافر بالله وهي اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين واذا اراد المرء واذا اراد المرء ان ينظر الى قدره عند الله جل وعلا فلينظر الى قدر الصلاة عنده فان كانت الصلاة عنده بالمنزلة اللائقة بها فعليه ان يحمد الله جل وعلا وان يعرف ان له قدر عند الله جل وعلا واذا كانت الصلاة عنده لا يهتم لها ولا يقدمها على ما يهتم به فليعرف حينئذ ان قدره عند الله جل وعلا كذلك فلا قدر له عند الله حينئذ وهي الصلة بين العبد وبين ربه وهي اول ما يحاسب عنه العبد يوم القيامة فان نجح في صلاته نظر في سائر عمله وان لم ينجح في صلاته لم ينظر في سائر عمله واقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين ولا تكونوا تحذير ونهي بمحمد صلى الله عليه وسلم وامته بان لا يكونوا من المشركين الذين يتركون الصلاة ويضيعونها ولا يتقون الله ولا يخافونه ولا تكونوا من المشركين ممن يشرك مع الله غيره في العبادة من هؤلاء؟ قال من الذين فرقوا دينهم اختلفوا فيه وبدلوه وزادوا فيه ونقصوا وتنازعوا فيه وكانوا شيعا جماعات فراق وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفرقة وقال عليه الصلاة والسلام افترقت اليهود على احدى وسبعين فرقة وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا من هي يا رسول الله؟ قال من كان على مثل ما انا عليه واصحابي ومن كان على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو الناجي ومن خالف ذلك فهو الهالك والمراد بهؤلاء الثلاث والسبعين كلهم فرق اسلامية ينتسبون الى الاسلام وليست فرق كفر وخروج من الملة وانما هي مخالفات الاسلام وليس المراد والله اعلم انهم مخلدون في النار هؤلاء وانما هم يستحقون النار الا من كان على مثل ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا قيل المراد بهم اليهود والنصارى. وقيل المراد بهم اهل البدع من هذه الامة اخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم. وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون. كل جماعة يقولون الحق معنا نحن على الحق نقول نعم كل يدعي الحق لكن الحق مع من معه الكتاب والسنة من اخذ بالكتاب والسنة فهو على الحق ومن حاد عنهما فهو المبتدع قد قال عليه الصلاة والسلام عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعده تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم ومحدثات الامور منه صلى الله عليه وسلم لانه سيحصل احداث وبدع ووقع كما اخبر صلى الله عليه وسلم احترقت امة الاسلام الى فرق كثيرة واهل الحق جماعة واحدة ولا يلزم ان يكونوا في بلد واحد او في مكان واحد وانما يكونوا موجودين في الارض عموما اقامة لحجة الله على خلقه كل يفرح بما عنده وبطريقته يقول طريقتي هي السليمة وهي التي على الحق ومسرور بطريقته بينما هو على الظلام لان الكتاب والسنة لا يساعده ولم يأخذ بهما وانما الذي على الحق هو من اخذ بكتاب الله جل وعلا وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعض عليهما بالنواجذ وحكمهما وحكم بهما في عباد الله جل وعلا كل حزب بما لديهم فرحون دليل على ان اهل الضلال يسرون بما هم عليه ويفرحون به ويستأنسون به وهم على خير الحق والله جل وعلا يحذر العباد من الافتراق والهوى ويأمر عباده جل وعلا بعبادته والاخلاص له منيبين اليه واتقوه واقيموا الصلاة فاذا فعل العباد ذلك امنوا بالله واخلصوا له العبادة واتقوا الله جل وعلا بفعل الطاعات واجتناب المحرمات واقاموا الصلاة. فقد سلموا من الشرك والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين