اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم بل اكثرهم لا يؤمنون اوكلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منهم يعني الذين نقضوهم من علمائهم فالعهد الميثاق الذي اعطته بنو اسرائيل ربهم ليعملن بما في التوراة وقد اعطوا هذا العهد والميثاق مرة بعد مرة ثم نقض بعضهم ذلك مرة بعد اخرى ووبخهم جل ذكره بما كان منهم من ذلك وعير به ابناءهم اذ ان الابناء قد سلكوا منهاج الاباء في بعض ما كان جل ذكره اخذ عليهم بالايمان به من امر محمد صلى الله عليه وسلم من العهد والميثاق فكفروا وجهلوا ما في التوراة من نعته وصفته واليهود عاهدوا فيما بينهم لئن خرج محمدا صلى الله عليه وسلم ليؤمنن به وليكونن معه على مشركي العرب فلما بعث نقضوا العهد وكفروا به ثمان العهود التي كانت بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين اليهود نقضوها كفعل قريظة والنظير عاهدوا ان لا يعينوا عليه احدا فنقضوا ذلك واعانوا عليه قريشا يوم الخندق وهم من حيث انهم كفروا بنقض العهد كما كفروا بالايات ربنا يقول بل اكثرهم لا يؤمنون لانهم من بيننا غضب لعهدي وجاحد لنبوته معاند له ولينتبه المؤمن الى ختم الايات قال زكريا الانصاري ان قلت لما قال هنا لا يؤمنون وفي غيره لا يعقلون لا يعلمون قلت لان الاية هنا نزلت في كفار نقض بعضهم العهد وجحد بعضهم الحق ولم يستمع هذان الامران في غير هذه السورة