يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا واسمعوا وللكافرين عذاب اليم يا ايها الذين امنوا اي بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن وهذا النداء وقع في القرآن الكريم في ثمانية وثمانين موضعا وهذا اول خطاب خوطب به المؤمنون في هذه السورة بالنداء قوطبوا بالنداء الدال على الاقبال عليه ونداء المخاطبين باسم المؤمنين فيه تنبيه بان الايمان يقتضي من صاحبه ان يتلقى اوامر الله تعالى ونواهيه ويحسن الطاعة والامتثال وان اول نداء اتى عاما يا ايها الناس اعبدوا ربكم وثاني نداء اتى خاصا يا بني اسرائيل اذكروا وثالث نداء في امة الاجابة امة محمد صلى الله عليه وسلم. المؤمنين فكان اول نداء عاما امروا فيه باصل الاسلام وهو عبادة الله وثاني نداء ذكروا فيه بالنعم الجزيلة وتعبد بالتكاليف الجليلة وخوفوا من حلول النقم الوبيدة ثم الامر بالتكبير بالامر بالتزام الاوامر وتصدير الحكم بالنداء دليل على الاهتمام به لان النداء يوجب انتباه المنادى ثم النداء بوقف الايمان دليل على ان تنفيذ هذا الحكم من مقتضيات الايمان وعلى ان فواته نقص في الايمان يا ايها الذين امنوا لا تقولوا راعنا كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا سمعك وكان هذا بلسان اليهود سبا قبيحا فلما سمعوا هذه الكلمة يقولونها لرسول الله صلى الله عليه وسلم اعجبتهم فكانوا يأتونه ويقولون ذلك ويضحكون فيما بينهم فنهى الله تعالى المؤمنين عن ذلك وانزل هذه الاية وامرهم ان يقولوا بدل راعنا انظرنا اي انظر الينا حتى نفهمك ما نقول واسمعوا اي اطيعوا واتركوا هذه الكلمة لان الطاعة تجب بالسمت فقوله واسمعوا اي ايها المؤمنون اسمعوا القرآن سماع قبوله وللكافرين واليهود عذاب مؤلم شديد اذا هذا ادب للمؤمنين وتشجيع على اليهود قال الطبري علينا وعليه رحمة الله وكأن الله جل ثناؤه قد امر المؤمنين بتوقير نبيه صلى الله عليه وسلم وتعظيمه حتى نهاهم جل ذكره فيما نهاهم عنه عن رفع اصواتهم فوق صوته وان يجهروا له بالقول كجهر بعضهم لبعض وخوفهم على ذلك حبوب اعمالهم فتقدم اليهم بالزجر لهم عن ان يقولوا له من القول ما فيه جفاء وامرهم ان يتخيروا بخطابه من الالفاظ احسنها ومن المعاني ارقها فكان من ذلك قولهم راعنا لما فيه من احتمال معنى ارعى ما نرعاك اذ كانت المساعدة لا تكون الا من اثنين كما يقول القائل عاظمة وحاجتنا وجالسنا. بمعنى افعل بنا ونفعل بك ومع نرعى ما سمعك حتى نفهمك. وتفهم عنا فنهى الله تعالى ذكره اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ان يقودوا ذلك كذلك وان يخرجوا مسألته بانتظارهم وامهالهم ليحصلوا عنهم. بتبجيل منهم له وتعظيمه وان لا يسألوه ما سألوه من ذلك على وجه الجفاء والتجهم منهم له ولا بالفظارة والغلظة تشبها منهم باليهود في خطابهم نبي الله صلى الله عليه وسلم بقولهم له اسمع غير مسمع وراع