وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله او تأتينا اية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الايات لقوم يوقنون وقال الذين لا يعلمون يعني من اليهود والنصارى ومشركي العرب. قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم عنادا للحق لن نؤمن لك حتى يكلمنا الله انك رسوله او تأتينا اية يعني ما تالوا من الايات الاربع في قوله تعالى وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الارض ينبوعا من الاية تسعين في سورة الاسراء الى الاية الثالثة والتسعين وغير ذلك مما طلبوه ومعنى لولا يكلمنا الله اي هلا يكلمنا الله انك رسوله كذلك قال الذين من قبلهم يعني كفار الامم الماضية كفروا بالتعنت لطلب الايات كهؤلاء تشابهت قلوبهم اشبه بعضها بعضا في الكفر والقسوة ومسألة المحال وتشابهت بالتعنت والعمى والعناد والاقتراح واتقان الكفر وهذا كقوله تعالى في سورة الذاريات اتواصوا به وتشابه قلوب اهل الباطل في كل زمان ومكان لاستجابتهم للشيطان وطاعتهم له قد بينا الايات لقوم يوقنون اي من ايقن وطلب الحق فقد اتته الايات لان القرآن برهان شاف كاف واليقين عند الفقهاء اخص من العلم لان العلم عندهم معرفة المعلوم على ما هو به واليقين معتقد يقع للموقن في حقه وجيء بالفعل المضارع في يوقنون لدلالته على التجدد والاستمرار فهم يزداد ايمانهم كلما تدبروا الايات القرآنية وطالعوا الايات الكونية ويستذكرون صراط الله في كل مناسبة فمعناها نزلناها بينة بان جعلناها كذلك في انفسها كما في قولهم سبحان من صغر البعوضة وكبر الفيل لا انا بيناها بعد ان لم تكن بينة قد بينا الايات بقوم يوقنون ينصفون فيوقنون انها ايات يجب الاعتراف بها والاذعان لها والاكتفاء بها عن غيرها فانما تنفع الايات لمن يؤدي انصافه الى الايقان وهذا تصبير للنبي صلى الله عليه وسلم وانه ليس بمسيطر عليهم ولذا علله بالاية اللاحقة بانه بشير ونذير وفي الاية الكريمة بيان منزلة العلم فالذين لا يعلمون اي لا يعلمون توحيد الله من الكفار فالجهل يقود الانسان الى المهالك اذا كان اول النازل من القرآن اقرأ وفي الاية بيان ان هناك علاقة سببية بين الاقوال اللسانية والاحوال القلبية فحينما تتشابه القلوب تتشابه الاقوال وهذا الذي جعل بعضهم يقول الكفر ملة واحدة