الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون الذين اتيناهم الكتاب يشمل مؤمني اهل الكتاب ومؤمني هذه الامة وعلى رأسهم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم امنوا بكتاب الله وصدقوا به يتلونه حق تلاوته يقرأونه كما انزل ولا يحركونه ويتبعونه حق اتباعه يتلونه اي الكتاب يتلونهم متأملين متدبرين لما يشتمل عليه من الاوامر والنواهي والحقائق حال كونهم مراعين حق تلاوتهم بلا تحريف ولا تبديل ولا تغيير ولا ترك ولا تبديل قال ابن عاشور والحق هنا ضد الباطل اي تلاوة مستوفية قوام نوعها لا ينقصها شيء مما يعتبر بالتلاوة وتلك هي التلاوة لفهم مقاصد الكلام المسلوق فان الكلام يراد منه افهام السامي فاذا تلاه القارئ ولم يفهم جميع ما اراده قائده كانت تلاوته غامضة فحق التلاوة هو العلم بما في المطلوب اولئك يؤمنون به وبما فيه من الاحكام والايات والاخبار ومن يكفر به اي بالكتاب المؤتى بان يحرفه او يبدله الى ما تهواه نفسه فاولئك هم الخاسرون فهم الخاسرون لمصيرهم الى النار المؤبد عليهم هم الخاسرون اي المقصورون على الخسران المؤبر والحرمان المخلد وهم الذين خسروا انفسهم في الدنيا والاخرة بسبب تحريف كتاب الله وتبديله قال ابن عاشور والقول في قوله ومن يكفر به فاولئك هم الخاسرون كالقول في اولئك يؤمنون به وهو تصريح بحكم مفهوم اولئك يؤمنون به وفيه اصطفاء عن التصليح لحكم المنطوق. وهو ان المؤمنين به هم الرابحون ففي الاية ايجاز بديع لدلالتها على ان الذين اوتوا الكتاب يتلونه حق تلاوته وهم المؤمنون دون غيرهم فهم كافرون فالمؤمنون به هم الفائزون والكافرون هم الخاسرون وقوله تعالى الذين اتيناهم الذين مبتدأ واتيناهم صلتهم ويتلونه حال مقدر منهم. لانهم لم يكونوا وقت اتيانه سالين لهم وحق منصوب على المصدر. لانها صفة للتلاوة في الاصل لان التقدير تلاوة حقة واذا قدم وصف المصدر واضيف اليه انتصب المصدر واولئك مبتلى ويؤمنون به خبرهم. والجملة خبر الذين ولا يجوز ان يكون يتلونه خبر الذين بانه ليس كل من اوتي الكتاب تلاه حق تلاوته لان معنى حق تلاوته العمل به وهذه الاية تؤكد ان من رزق القرآن في قلبه وانتفع به وعمل بما فيه فقد اغناه الله بالقرآن عن كل شيء