الواجب عليه مما امره الله تعالى به هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته لان ذلك قد يجر الى الوقيعة بهم. ثالثا اثبات سؤال الناس يوم القيامة عن اعمالهم رابعا الاعتماد على عمل الاباء لا يجدي نفعا فمن ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم. ولا عما كانوا يعملون. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون تلك امة اي ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وابناؤهم امة جماعة وسميت الجماعة امة من اما بمعنى قصد وسميت كل جماعة يجمعهم امر ما اما دين واحد او زمان واحد او مكان واحد لانهم يؤم بعضهم بعضا قد خلت مضت وسلفت بالموت الذي كتبه الله على الخلق قال الطبري وانما يقال للذي مات فذهب قد خلا لتخليه عن الدنيا وانفراده مما كان من الانس باهله وقرنائه في دنياه واصله من قولهم خلا الرجل اذا صار الى المكان الذي لا انيس له منه وانفرد من الناس فاستعمل في الذي يموت على ذلك الوجه لها ما كسبت اي جزاء ما فعلته من الخيرات والاعمال الحساب ولكم ايها المخاطبون ما كسبتم اي من العمل ولا تسألون عما كانوا يعملون اي لا تؤاخذون بسيئاتهم ولا تسألون عن اعمال من سبقكم فلا تنالون مما كسبوا شيئا ولا ينالون مما كسبتم شيئا طبعا هذا يستثنى منه من كان سببا في عمل صالح او غير ذلك اما هنا فهذا هو الاصل ومجمل معنى الاية ايها المخاطبون من اليهود والنصارى وغيرهم دعوا ذكر الاباء والاجداد كابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والمسلمين من اولادهم اذ لا ينفعكم الانتساب اليهم والى اعمالهم الصالحة فخيرهم انما هو لهم لا لكم وانهم جماعة قد مضت الى سبيلها وكل منكم ومنهم له عمله الذي يخصه اما مناسبة الاية فقد قال ابن عاشور عقبت الايات المتقدمة من قوله واذ ابتلى ابراهيم ربهم بهذه الاية لان تلك الايات تضمنت الثناء على ابراهيم وبنيه والتنويه بشأنهم والتعريض لمن لم يقتفي اثارهم من ذريتهم وكان ذلك قد ينتحل منه المغرورون عذرا لانفسهم فيقولون نحن وان قصرنا فان لنا من فضل ابائنا مسلكا لنجاتنا فذكرت هذه الاية ذكرت هذه الاية لافادة ان الجزاء بالاعمال لا بالاتكال من فوائد الاية اولا في الاية اثبات عدل الله وان لا تزر وازرة وزر اخرى ثانيا ينبغي الامساك عما حصل من الفتن بين الصالحين وان الارض لا تقدس احدا ولا النسب انما يقدس الانسان عمله خامسا الاسلام ملة جميع الانبياء سادسا في الاية الكريمة دليل على ان العبد يضاف اليه اعمال واكساب. وان كان الله اقدره على ذلك سابعا ان احدا لا ينفعه كسب غيره ثامنا ان نتائج الاعمال واثارها تعود غدا على العامل وحده لا ينتفع بها من ينتسب اليه تاسعا يجب على المرء ترك الاعتزاز بشرفي وصلاح الماضي والاقبال على نفسه بتزكيتها وتطهيرها وعدم التفريط في الاعمال الصالحة عاشرا سنة الله في الخلق ان المرء يجزى بعمله ولا يسأل عن عمل غيره. طبعا هذا شريطه ان يؤدي الانسان