فقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قلب الملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال تعالى وقالوا كونوا هودا او نصارى تهتدوا قل بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين اي قالت اليهود لمحمد صلى الله عليه وسلم واصحابه من المؤمنين كونوا هودا تهتدوا وقالت النصارى لهم كونوا نصارى تهتدوا يعنون بقولهم تهتدوا اي تصيب طريق الحق ثم جاء تلقين العقيدة والجواب على هذا الامر بل ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين والملة الدين واما الحنيف فانه المستقيم من كل شيء. الثابت على الحق المخلص دينه لله وحده فمعنى الكلام اذا قل يا محمد بل نتبع ملة ابراهيم مستقيما ومناسبة الاية الكريمة ما قاله الرازي قال الرازي اعلم انه تعالى لما بين الدلائل التي تقدمت صحة دين الاسلام حكى بعدها انواعا من شبه المخالفين الطاعنين في الاسلام من فوائد الاية الكريمة علامة السيئة السيئة بعدها. فاليهود والنصارى لم يكتفوا بارتكابهم الباطل وسلوكهم طرق الضلال حتى دعوا الى ما هم عليه ثانيا على المؤمن ان يظرب عن مقولة اهل الباطل ويثبت على الدين الحق الذي انزله الله من السماء ويصدع به بل ملة ابراهيم حنيفا في الاية الكريمة ثالثا في الاية الكريمة التأكيد على الثبات على الاسلام العتيق كما انزله الله تعالى وان الانسان يحذر من البدع غاية الحذر قال القاسمي ولولا ان القرآن محفوظ وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة السلف الصالح مدونتان في الكتب لنسينا الاصل واكتفينا بهذه البدع رابعا اذا كان اهل الضلال يدعون الى باطلهم فاهل الحق احق ان يدعوا الى دين الله خامسا كل داع الى الضلال ففيه شبه من اليهود والنصارى وهذا يبصرك سبب دعائنا في الصلوات طلب الهداية على الطريق المستقيم ومجانبة المغضوب عليهم والضالين سادسا حيثما وجد الباطل فيجب اشاعة الحق وبثه قال تعالى بل ملة ابراهيم حنيفا والعلم لا يهلك حتى يكون سرا. سابعا الثناء على ابراهيم لاجل اتباعه هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته