لها ما كسبت اي جزاء ما فعلته من الخيرات والاعمال الحساب ولكم ايها المخاطبون ما كسبتم اي من العمل ولا تسألون عما كانوا يعملون اي لا تؤاخذون بسيئاتهم ولا تسألون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعه باحسان الى يوم الدين اما بعد قال الله تعالى تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون تلك امة اي ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب وابناءهم امة جماعة وسميت الجماعة امة من اما بمعنى قصد وسميت كل جماعة يجمعهم امر ما اما دين واحد او زمان واحد او مكان لانهم يؤم بعضهم بعضا قد خلت مضت وسلفت بالموت الذي كتبه الله على الخلق قال الطبري وانما يقال للذي مات فذهب قد خلا لتخليه عن الدنيا وانفراده مما كان من الانس باهله وقرنائه في دنياه واصله من قولهم خلى الرجل اذا صار الى المكان الذي لا انيس له منه وانفرد من الناس فاستعمل في الذي يموت على ذلك الوجه عن اعمال من سبقكم ولا تنالون مما كسبوا شيئا ولا ينالون مما كسبتم شيئا ومجمل معنى الاية ايها المخاطبون من اليهود والنصارى وغيرهم دعوا ذكر الاباء والاجداد كابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والمسلمين من اولادهم اذ لا ينفعكم الانتساب اليهم والى اعمالهم الصالحة فخيرهم انما هو لهم لا لكم وانهم جماعة قد مضت الى سبيلها وكل منكم ومنهم له عمله الذي يخصه قال الطبري معنى الاية اذا قل يا محمد لهؤلاء الذين يجادلونك في الله من اليهود والنصارى ان كتبوا ما عندهم من الشهادة في امر ابراهيم ومن سمينا معه وانهم كانوا مسلمين وزعموا انهم كانوا هودا او نصارى فكذبوا ان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط امة قد خلت اي مضت لسبيلها فصارت الى ربها وخلت باعمالها وامالها لها عند الله ما كسبت من خير في ايام حياتها وعليها ما كسبت من شر لا ينفعها غير صالح اعمالها ولا يضرها الا سيئها فاعلموا ايها اليهود والنصارى ذلك فانكم ان كان هؤلاء هم الذين بهم تفتخرون وتزعمون ان بهم ترجون النجاة من عذاب ربكم مع سيئاتكم وعظيم خطيئاتكم لا ينفعكم عند الله غير ما قدموا من صالح الاعمال ولا يضرهم غير سيئها فانتم كذلك احرى ان لا ينفعكم عند الله غير ما قدمتم من صالح الاعمال ولا يضركم غير سيئها فاحذروا على انفسكم وبادروا خروجها بالتوبة والانابة الى الله مما انتم عليه من الكفر والظلالة والفرية على الله وعلى انبيائه ورسله ودعوا الاتكال على فضائل الاعمال والاجداد فانما لكم ما كسبتم وعليكم ما كسبتم ولا تسألون عما كان ابراهيم واسماعيل واسحاق ويعقوب والاسباط يعملون من الاعمال لان كل نفس قدمت على الله يوم القيامة فانما تسأل عما كسبت واسلفت دون ما اسلف غيرها. انتهى كلام الطبري يرحمه الله تعالى من فوائد الاية في الاية اثبات عدل الله وان لا تزر وازرة وزر اخرى ثانيا ينبغي الامساك عما حصل من الفتن بين الصالحين بان ذلك قد يجر الى الوقيعة بهم ثالثا اثبات سؤال الناس يوم القيامة عن اعمالهم رابعا الاعتماد على عمل الاباء لا يجدي نفعا فمن ابطأ به عمله لم يسرع به نسبه وان الارض لا تقدس احدا انما يقدس الانسان عمله خامسا الاسلام ملة جميع الانبياء سادسا في الاية الكريمة دليل على ان العبد يضاف اليه اعمال واجساب. وان كان الله اقدره على ذلك سابعا ان احدا لا ينفعه كسب غيره ثامنا ان نتائج الاعمال واثارها تعود غدا على العامل وحده لا ينتفع بها من ينتسب اليه تاسعا يجب على المرء ترك الاعتزاز بشرف وصلاح الماظين. والاقبال على نفسه بتزكيتها وتطهيرها وعدم التفريط في الاعمال الصالحة عاشرا سنة الله في الخلق ان المرء يجزى بعمله ولا يسأل عن عمل غيره هذه عشر التكرار لاجل التأكيد هذا وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته