اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين اولئك اي المتصفون بالصفات السابقة الشنيعة المميزة لهم واولئك اسم اشارة للبعيد للايذان ببعد منزلتهم في الشر وسوء الحال والظلال الجور عن القصد والهدى التوجه اليه واشتروا الضلالة بالهدى اي استبدلوا بها رأس مالهم فضلا عن الربح اذ الايمان رأس المال واعمال الطاعات ربح فاذا ذهب رأس المال فلا ربحا ولذلك فما ربحت تجارتهم بل خسرت وما كانوا مهتدين الى اسباب الربح ابدا باستبدادهم الهدى الذي هو رأس المال بالظلالة التي هي سبب الخسران فالمنافقون اخذوا الضلالة وتركوا الهدى وكذلك الكافر اخذ الكفر مكان الايمان فكان ذلك منهما شراء للكفر والظلالة الذين اخذهما بترك ما تركا من الهدى وكان الهدى الذي تركاه هو الثمن الذي جعلاه عوضا من الضلالة التي اخذها فكل كافر مستبدل بالايمان كفرا باكتسابه الكفر الذي وجد منه بدلا من الايمان الذي امر به قال تعالى ومن يتبدل الكفر بالايمان فقد ضل سواء السبيل واشتروا استحبوا واختاروا لان كل مشتر مختار ما في يد البائع على ما في يده فما ربحت تجارتهم اي خسروا باستبدال الكفر بالايمان والعذاب بالثواب فالمنافقون بشرائهم الضلالة بالهدى خسروا ولم يربحوا لانهم استبدلوا الحيرة والعمى واختاروهما على الرشاد والهدى واخذوا الخوف والرعب مكان الحفظ والامن وما استعجلوه من سوء فقد اوجبوا على انفسهم اليم العقاب وشديد العذاب فخابوا وخسروا في الدنيا والاخرة والدنيا فرصة ان لم تكن لك فهي عليك واعظم التجارة التجارة مع الله والله يضاعف لمن يشاء وكل امرئ يتاجر وكل تاجر وراء تجارته فلينظر امرئ ما تجارته فالسعيد من حفظ اوقاته وانفاسه بما ينفع في دار القرار وما كانوا مهتدين. اي ما كانوا مصيبين في تجارتهم اي ما كانوا رشداء في اختيارهم الفاني على الباقي واختيارهم الضلالة على الهدى واستبدالهم الكفر بالايمان واشترائهم النفاق بالتصديق والايمان