ثم قرر الله النبوة لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد ان قرر انه الرب الخالق الاله الرازق فقال مخاطبا من لم يؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا اي وان كنتم في شك من صدق هذا الكتاب وهو القرآن الكريم الذي انزلناه على محمد صلى الله عليه وسلم وشكرتم فقلتم لا ندري هل هو من عند الله ام لا فانتم متحدون بان تأتوا بسورة واحدة من مثله وقد وصف الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبد اذ العبودية لله اشرف مقامات الانسان وقد خلق بنو ادم لعبادة الله وحده وفي اضافة عبودية النبي صلى الله عليه وسلم الى الله تنبيه على شرف منزلته عنده واختصاصه به وفي ذكره صلى الله عليه وسلم باسم العبودية تذكير لامته بهذا المعنى ليجتهدوا بالعبادة اخلاصا لله واقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ولاجل ان لا يغالوا في تعظيمه وقوله فاتوا بسورة اي من مثل هذا القرآن في الاعجاز وحسن النظم والاخبار عما كان وما يكون فالتحدي بان يأتوا بمثل سورة واحدة مثل سور القرآن والسورة قطعة من القرآن معلومة الاول والاخر والامر فيه فاتوا للتعجيز وهذا التحدي ما زال قائما والخلق عاجزون ان يأتوا بمثله وادعوا شهداءكم واستعينوا بالهتكم التي يدعونها وبغيرها ممن تزعمون يعني شعرائكم وخطبائكم ليعينوكم على اتيان مثلهم من دون الله ان كنتم صادقين اي ان كنتم صادقين ان محمدا صلى الله عليه وسلم تقوله من نفسه وقد جاء في اول السورة نسي الريب عن القرآن وذكر هنا للاشارة ان من يوجد منه الريب بالقرآن فهو لخلل من عنده والتحدي بان يأتوا بسورة من مثله لدفع ما يتوهم من الريب فربنا ذكر الدواء لمن لديه الداء