وعلم ادم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني باسمائه هؤلاء ان كنتم في هذه الاية الكريمة بيان ان الله اراد ان يبين شرف ادم وادم هو ابو البشر فاراد ربنا ان يبين شرف ادم ومكانته بما علمه الله تعالى فالعلم عبادة وهو منزلة عظيمة لمن قام به حق القيام مؤذيا حق الله ومبصرا عباد الله بالله واسمائه وصفاته وكلامه وعلم ادم الاسماء كلها اي علمه الاسماء على سبيل الابتداء وعلمه اسماء الاشياء كلها ذواتها وافعالها وما يتعلم احد شيئا الا بتعليم الله له ثم عرضهم اي عرض المسميات بالاسماء من الحيوان والجمال وغير ذلك مما علمه ادم على الملائكة فقال انبئوني اي اخبروني والانباء الاخبار بالنبأ وهو الخبر ذو الفائدة العظيمة والاهمية بحيث يحرص السامعون على احتسابه ولذلك تضمن الانباء معنى الاعلام بان المخبر به يعد مما يعلم وهذا فيه اشارة على ان كل شيء نعلمه فيه فائدة. اخذنا هذا من معنى الانباء. حتى نحمد الله سبحانه وتعالى على ما انعم علينا بتسمية المسميات باسماء هؤلاء وهذا امر تعجيز اراد الله تعالى ان يبين عجزهم عن علم ما يرون ويعاينون وهم وغيرهم لا يعلمون الا بتعليم الله ان كنتم صادقين اي ان كنتم صادقين اني لا اخلق خلقا اعلم منكم وان كنتم صادقين في انكم افضل من هذا المخلوق وان كنتم صادقين في عدم جدارة بني ادم بالاستخلاف في الارض كما دل عليه قولهم اتجعل فيها من يفسد فيها وبهذه القصة الاولى نعرف من ماذ به النوع الانساني عن غيره من المخلوقات وانه مستعد لبلوغ الكمال العلمي الى اقصى الغايات فعلى المسلم ان لا يستر في طلب العلم وبثه وبذله في الانام فهو اغلى درة على هذه الارض ومن علم ان انفاسه معدودة وساعاته محدودة استثمر وقته بالانفعى