فاذلهما الشيطان عنها فاخرجهما من ما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو. ولكم في الارض مستقرون ومتاع الى حين. فاذلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الارض مستقر ومتاع الى حين فاذلهما الشيطان نحاهما عن الطاعة اي دعاهما وزين لهما الى سبب الذلة والاخراج عنها والزلة والمعصية والخطيئة والسيئة بمعنى واحد وقد تعددت الاسماء لسوء ضرر المعاصي والزل من الازالة ففيها ازالة عن الحق والشيطان هو ابليس سمي بالشيطان لبعده عن الخير والرحمة فاذلهما الشيطان عنها فاخرجهما مما كانا فيه من اللباس والمنزل الرحب والرزق الهنيء والراحة وهذه الاية مشعرة بان ادم لم يؤمر بسكنى الجنة على وجه الخلود بل على وجه التشرمة والتشريف فان الله اراده للاستخلاف في الارض الى حين البعث فكانت قصته في الجنة مثالا له ولبريه. في البعد عن الشيطان وخطواته وقلنا لادم وحواء اهبطوا اي انزلوا الى الارض بعضكم لبعض عدو يعني العداوة التي بين ادم وحواء وبني ادم من المؤمنين وبين ابليس وذريته والعدو اثم يستعمل في الواحد والاثنين طور الجنة والمذكر والمؤنث والعداوة مأخوذة من المجاوزة. من قولك لا يعدونك هذا الامر. اي لا وعداه كذا اي جاوزه فسمي عدوا لمجاوزة الحد في مشروه صاحبه ومنه العدو بالقدم لمجاوزة المشي وهذا اخبار لهم بالعداوة وتحذير لهم وامر بمعاداة ابليس وجنوده بالطاعات وعدم في خطواته وعداوة الشيطان للانسان نشأت عن حسد وتكبر منذ ان امر بالسجود فابى ومعاداتنا له لانه يوسوس لنا بالسوء ولكم في الارض مستقر موضع قرار وارزاق واجال ومتاع الى حين ما تتمتعون به مما تنبته الارض الى حين الموت وفيه التنبيه على النعم التي حولنا وقد سماها الله بالمتاع فالمتاع يبين اما نعيم الجنة فهو باقي وينبغي على العاقل ان يكون على ذكر دائم من ان استقراره في الارض وتمتعه بحطامها سينتهي في وقت لا يدري متى يدركه الموت ولا يدري اين يموت فعليه ان ينتفع بخيرات الله ويتمتع بطيب العيش مستنشقا رحيق الانس بذكر الله. حال كونه مقبلا على العمل لمرضاة الله ما استطاع شاكرا لانعمه بالقلب واللسان والجوارح لا يشغله عن الشكر شاغل من ملذات هذه الحياة. ومظاهر زينتها الباغية وليعلم العبد ان من شؤم المعصية ان تتحول النعمة الى نقمة