الذين يظنون انهم ملاقو ربهم وانهم اليه راجعون الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون الذين يظنون يستيقظون وهذا من تسمية الشيء بضده وهو كثير عند العرب ولا يسمى الشيء بظده الا لفائدة وهذا نعت للخاشعين فهم يعلمون يقينا انهم راجعون الى ربهم الذي يربهم بالنعم فمن رحمته ان يجمع الخبائث يوم القيامة لاجل الفصل بينهم انهم ملاقوا ربهم انهم مبعوثون وانهم محاسبون وانهم مجزيون وانهم راجعون الى الله تعالى اي يصدقون بالبعث والحساب والجزاء والقصاص والرجوع الى الله وقد جاء التعبير عن العلم بالظن ليفيد انهم مع اليقين فان توقع الامر المعلوم يتكرر عندهم عند القرب وعند التركات وعند تكرر تدبر الايات الكونية والقرآنية فمعنى الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم اي انهم يتوقعون هذا اللقاء وقتا بعد اخر فهم يؤمنون ايمانا صادقا جازما بلقاء الله ويترقبون ذلك اللقاء ويستعدون له وينتظرونه متوقعين له فيقينهم يقين المتوقع المترقب فيكون في قلوبهم دائما ويستعدون له بعمل صالح يقدمونه. رجاء ان يغفر لهم. وان يتغمدهم برحمته ويكفر عنهم سيئاتهم ويترجون هذا اليوم عند كل اثم يتركونه محتسبين الاجر ومعلوم ان ترك الذنوب باب من اعظم ابواب الحسنات والتعبير بربهم فيه اشعار بنعمه تعالى عليهم لانه هو الذي رباهم وانشأهم وتعهدهم في الوجود كما يتعهد المزارع زرعه بالسقي والاصلاح والرفادة وثمة ربوبية خاصة لاوليائه بالتوفيق للعلم والصراط المستقيم وانهم اليه راجعون اي ويؤمنون مستيقنين متوقعين انهم اليه وحده راجعون وتقديم اليه للدلالة على انه وحده الذي يرجعون اليه ويجزيهم بالاحسان احسانا وبالتوبة غفرانا وانه الغفور الرحيم الودود لاوليائه التائبين وهذه العقيدة وهي الايمان الجازم بالرجوع الى الله عقيدة تتكرر عند المؤمن في اليوم والليلة مرارا كما في سورة الفاتحة واذا مر بالانسان شيء يقول انا لله وانا اليه راجعون فنحن عبيد لله ونرجع اليه لينال كل امرئ ما قدم في هذه الحياة الفانية بتلك الحياة الدائمة. فايامنا هذه خوالي. وتلك ايام بواقي