يا بني اسرائيل اذكروني نعمتي التي انعمت عليكم واني على العالمين يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واني فضلتكم على العالمين يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم اي اذكروا نعمي التي انعمت عليكم وعلى اجدادكم اذكروها بالقلب واللسان والجوارح والنعمة هنا يراد بها جميع النعم لانه جنس مضاف فله حكم الجميع وذكر النعم يستلزم شكرها وقد اعان الله ما اعاد من الامر بذكر النعم لاهمية حفظ النعم بشكرها فالنعم تحفظ بالشكر وتزداد وكذلك اعادها بسبب ان اكثر الناس جبلوا على الجمود وترك الاستجابة عن الوعظ فكرر الامر تلطفا بهم ورجاء ايمانهم وليأخذ الدعاة من ذلك درسا في الترفق والتكرار مع الاخرين وربنا جل جلاله قد كرر تذكيرهم بالنعم لغفلتهم المطبقة عن شكر نعم الله وقد ناداهم باسم ابيهم لانه مصدر عزهم وفخرهم واستجلابا لاستجابتهم فان اباهم هو العابد الشاكر وذكرهم ربنا بهذا الفضل لينبههم على ان الذي فظلهم على غيرهم له ان يفضل غيرهم كما فضل محمدا صلى الله عليه وسلم وامته والله ذو الفضل العظيم ونبههم على انهم اجدر من جميع الشعوب بالتأمل فيما اعطى الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم من الايات والمعجزات ودلائل النبوة والخصائص والشمائل والمفظل اولى بالسبق الى الفظائل واني فظلتكم اعطيتكم الزيادة. على العالمين اي على عالمي زمانكم وهو ما ذكره في قوله اذ جعل فيكم انبياء والمراد بهذا التفضيل سلفهم ولكن تفضيل الاباء شرف الادنى فقد فظلهم الله على الامم حاشا امة محمد صلى الله عليه وسلم فامتنا خير الامم لما اختصت به من الامر بالمعروف والنهي عن المنكر والايمان بالله قال تعالى كنتم خير امة اخرجت للناس يأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون فقوله واني فضلتكم على العالمين اي واذكروا تفضيلي اياكم على عالمي زمانكم وهذا التفضيل نعمة خاصة وعطفه على نعمة عطف خاص على عام وهو مبدأ لتفصيل النعم وتعدادها وافراد بعض افراد العام لاجل التأكيد والتنبيه وربما كانت اعداد النعم مغنيا عن الامر بالطاعة والامتثال. لان من طبع النفوس الكريمة امتثال امر المنعم لان النعمة تورث المحبة فهذا التذكير مقصود به الحث على الاستجابة بما يناسب تلك النعمة ويستبقي ذلك الفضل بهذه الاية الكريمة تذكير لبني اسرائيل ان الرسول صلى الله عليه وسلم نعمة اليهم والى الناس جميعا قال تعالى يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها واكثرهم الكافرون