اولئك على هدى من ربهم واولئك هم المفلحون اي الباقون في نعيم الباقون في نعيم الله والخير والظاهرون بحاجتهم السعداء السعادة الدائمة الابدية اولئك اي الموصوفون بما ذكر من الايمان بالغيب واقام الصلاة والانفاق مما رزقهم الله من النفقات الواجبة والمندوبة والحقوق للاخرين والايمان بما انزل على الرسول صلى الله عليه وسلم من الوحيين المتلو وغير المتلو والايمان بما انزل على من قبله من المرسلين والانبياء والايمان باليوم الاخر مستخدمين له بالعمل الصالح والصبر على المقدورات المؤلمة مع المحبة والتعظيم لله الكريم وحصر النفس عن الشهوات المحرمة فهكذا جاء وصفهم بهذا الوصف العظيم اولئك على هدى من ربهم وجيء بي على للاستعلاء فهم اعلى من غيرهم رتبة في الدنيا والاخرة ومناسبة ذكر الرب هنا ظاهر جدا اي لكونه رباهم بايات القرآن ناسب ان يهيئ لهم السعادة الدنيوية والاخروية فجعلهم في الدنيا على هدى اي مستعلين بالايمان على كل شيء مقدمين حق الله فوق كل شيء فجعلهم في الدنيا على الفلاح وفي الاخرة مفلحون والفلاح يسمعه المؤمن في اليوم والليلة خمس مرات ينادي المنادي حي على الصلاة حي على الفلاح والفلاح ارجى كلمة كانت عند العرب فالفلاح هو الفوز الكبير في الدنيا والاخرة اما في الدنيا فبالتوفيق والتهديد والهداية الى كل بر وخير بحيث تكون حياة المسلم سجلا حافلا بالاعمال الصالحة التي تجعله معتصما بحبل الله تبارك وتعالى من نزعات النفس وشهواتها ومن نزغات الشيطان ووساوسه سيعيش المؤمن قرير العين كافن النفس مطمئن القلب لا يشوب لذة عيشه نكد ولا يكدر صفوة سعادته تنغيص مصداقا لقوله تعالى من عمل صالحا من نفر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة اما في الاخرة فسيكون الامن من الفزع الاكبر ثم مآل ذلك المؤمن الخلود في جنة الفردوس ينعم فيها بكل ما لذ وطاب مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خضر على قلب بشر وينجو قلبه من كل مرهوب ويحصل على النعيم الدائم