ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم كرون ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون ثم عفونا عنكم تركنا معاجبتكم بالعقوبة وجيء بي ثم التي تفيد التراحي بتفاوت ما بين فعلهم القبيح مع الطاف الله في شأنهم فعفونا اصله من العفو من عفت الريح الاثر اذا قامست فالعفو هو طمس الله اثر الذنب لتجاوزه حتى لا يبقى له اثر يتضرر به العبد من بعد ذلك اي من بعد اتخاذكم العجنة الها والاشارة في قوله ذلك الى اتخاذه من عجل لها هو ذلك الذنب العظيم واشار اليه اشارة البعير لان مثل ذلك الفعل يجب ان يتباعد منه تباعدا كليا وكل الذنوب صغيرها وكبيرها ينبغي التباعد عنها لعلكم يشكرون اي لكي تشكروا نعمتي بالعفو والنعمة وعدم استئصالكم بالعذاب فمعنى لعل في هذا الموضع معناه شيء ومع كون الاية في سياق حكم بني اسرائيل فان شكر المنعم واجب على كل احد قال سفيان ابن عيينة على كل مسلم ان يشكر ربه عز وجل لان الله قال لعلكم تشكرون والشكر هو الطاعة لجميع الجوارح لرب الخلائق في السر والعلانية وقال الحسن البصري شكر النعمة ذكرها. قال تعالى واما بنعمة ربك فحدث وقال العلماء شكر كل نعمة ان لا يؤتى الله بعد تلك النعمة وقالوا حقيقة الشكر معرفة المنعم وان لا تعرف لنفسك في النعمة حظا بل تراها من الله عز وجل. قال الله وما بكم من نعمة فمن الله فمعنى شكر العبد لربه هو ان يستعمل نعمه في طاعته فهذه العين الباصرة التي انعم الله عليه بها وفيها من عجائب القدرة شكرها ان لا ينظر بها الا الى ما يرضي الله وهذه اليد الباطشة التي انعم الله بها شكر نعمتها ان لا يبطش بها الا فيما يرضي الله وهذا اللسان الذي يبين به ويفصح عما في ضميره شكره ان لا ينطق به الا فيما يرضي الله وهذا القلم الذي يكتب به لا يخط به الا ما يرضي الله وهذه الاجهزة الباهرة التي بين ايدينا لا نستعملها الا فيما يرضي الله وهكذا في جميع سائر النعم والمنح البدنية والمالية الى غير ذلك مما لا نفي فله الحمد والشكر والثناء الحسن