ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين جيم ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسرين ولقد علمتم عرفتم حال اصحاب السبت ولما اخبرهم بما عامل به اصحاب السبت فكأنه يقول لهم اما تخافون ان ينزل عليكم بسبب تمردكم ما نزل عليهم من العذاب فلا تغتروا بالامهال الممدود لكم فالاية مبنية على التحذير والتهديد وقد جيء بلفظ العلم علمتم الذي هو اوسع من المعرفة وفيه دلالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فقد انزل الله عليه علم ما عندهم من علم وزيادة الذين اعتدوا جاوزوا ما حد لهم من ترك الصيد في السبت فقلنا لهم كونوا بتكويننا اياكم وهو امر كوني فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين مطرودين مبعدين اي كونوا جامعين بين الغربية والخسر وهو التغار والطرد وكل من وقع في معصية فقد عرظ نفسه للصغار بمعنى لقد علمتم اعتداء من اعتدى منكم في السرك لكي يكون المكسور من العقوبة جزاء لذلك. ولمن ماثلهم ولفظ الاعتداء يدل على ان الذي فعلوه في السبت كان محرما عليهم وتفصيل ذلك في سورة الاعراف اذا احتالوا فلما نهاهم عن الصيد يوم السبت احتالوا بالة الصيد يوم الجمعة ثم امسكوا المصيد يوم الاحد والله لا يكتال عليه وفي هذه الاية الكريمة بيان حرمة الاحتيال لبلوغ المحرم وبيان عقوبة المحتالين. وان عاقبتهم السوء قال الشيخ ابن عثيمين علينا وعليه رحمة الله بيان حكمة الله في مناسبة العقوبة للذنب فالذنب الذي فعلوه انهم فعلوا شيئا صورته صورة المباح ولكن حقيقته غير مباحة وصورة القرد شبيهة بالادمي. ولكنه ليس بادمي وهذا لان الجزاء من جنس العمل