صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. اي اهدنا طريق من انعمت عليهم انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين الذين اطاعوا الله وعبدوه انعمت عليهم بالهداية وهم قوم موسى وعيسى عليهما وعلى نبينا الصلاة والسلام قبل ان يغيروا نعم الله عز وجل وكذلك هم الذين ذكرهم الله عز وجل في قوله ومن يطع الله والرسول فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في حين وحسن اولئك رفيقا غير المغضوب عليهم اي غير الذين غضبت عليهم وهم الذي وهم اليهود ومن كان على شاكلتهم ممن علم الحق ولم يعمل به والمغضوب عليهم من اليهود. قال الله تعالى في اليهود فباءوا بغضب على غضب وقال ايضا قل هل انبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم والخنازير وعبد الطاغوت اولئك شر مكانا واضلوا عن سواء السبيل وثبت ذلك ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال الامام احمد في مسنده حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن بدية العقيلي قال اخبرني عبد الله ابن شقيق انه اخبره من سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو بوادي القرى وهو على فرسه فسأله رجل من بني القيل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هؤلاء؟ قال هؤلاء المغضوب عليهم ولا الظالين اي ولا الذين ضلوا وهم النصارى ومن كان على شاكلتهم ممن ضل عن الحق واساء العمل قال تعالى ولا تتبعوا اهواء قوم قد ضلوا من قبل واضلوا كثيرا وضلوا عن ثواء السبيل ولذا فان اخص اوصاف النصارى الضلال فالمسلمون سألوا الله تعالى ان يهديهم طريق الذين انعم عليهم ولم يغضب عليهم كما غضب على اليهود ولن يضلوا عن الحق كما ضلت النصارى والضلال الذهاب عن الصواب في الدين ويسند القارئ ان يقول بعد فراغه من قراءة الفاتحة امين مفصولا عنها وهو دعاء بمعنى اللهم استجب وبالسند المتصل الى الامام البخاري وهذا السند لاهل الدورة الذين يتابعون فانهاروا في صحيح البخاري عن شيخ صبحي ابن جاسم البدر السامرائي عن عبد الكريم الشيخ الشهير باب الصاعقة عن يوسف حسين الخنفوري عن نذير حسين الدهلوي عن الشيخ محمد اسحاق الدهلوي عن الشاه عبدالعزيز بن ولي الله عن ولي عن ولي الله احمد بن عبد الرحيم الدهلوي عن ابي ظاهر ابن ابراهيم الكوراني الكردي عن حسن ابن علي الهجيمي عن محمد بن العلاء البابلي عن ثالث ابن محمد السنهوري عن النجم محمد ابن احمد الغيطي عن زكريا بن محمد الانصاري عن احمد بن علي بن حجر العسقلاني عن ابراهيم بن احمد السنوخي البعدي عن احمد بن ابي طالب الحجار عن الحسين ابن المبارك الزبيدي انا بالوقت عبدالاول بن عيسى الهروي عن عبدالرحمن بن محمد الداودي البوشنجي عن عبدالله بن احمد بن حماية السرقصي عن محمد بن يوسف بن مطر الفرابل عن الامام البخاري قال في صحيحه برقم سبع مئة وواحد وثمانين باب فضل التأمين حدثنا عبد الله بن يوسف قال اخبرنا مالك عن ابي الزناد عن الاعرج عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا قال احدكم امين وقالت الملائكة في السماء امين فوافقت احداهما الاخرى غفر له ما تقدم من ذنبه من فوائد هذا الحديث اولا ان يقترن تأمين الامام وتأمين المأمومين في وقت واحد بعد الانتهاء من قراءة سورة الفاتحة ثانيا ان سورة الفاتحة تشمل على ادعية جامعة لخيري الدنيا والاخرة ولهذا يشرع للعبد ان يؤمن اذا انتهى منها ليناله من ذلك الخير ثالثا فضيلة قول امين مع مع الامام وحرص الصحابة رضوان الله عليهم على ان لا يضيعوها رابعا اذا قام العبد للصلاة وقرأ سورة الفاتحة فان الملائكة تؤمن معه ليستجيب الله له كما ان الملائكة يدعون ويستغفرون للبشر كما جاء ذلك في كتاب الله خامسا عن الانسان الذي يقتدى به ان يحث الناس على الخير وان يرشدهم الى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم. سادسا ان التأمين عقب الفاتحة سبب من اسباب مغفرة الذنوب فينبغي عدم التفريط فيها تابعا ان الملائكة تتابع الائمة وتؤمن بدعائهم وهذا من فوائد صلاة الجماعة اذ ان المنفرد لا يحصل له هذا الفضل ثامنا على العبد ان يبادر الى فعل الامور التي تسبب في مغفرة الذنوب. كما يبتعد عن فعل الامور التي توقع العبد في الخطايا