واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون واذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون واذ قتلتم نفسا اي اذكروا اذ قتلتم وهذا اول القصة ولكنه مؤخر في الكلام وفي تأخيره حكمة وهو بيان انهم قد تلكأوا في امتثال الامر بذبح البقرة وتشددوا في اوصافها حتى ما كادوا ينفذون ذلك الذبح ثم انهم قد قتلوا وتجرأوا على قتل النفس البريئة وكاد حق القتيل ان يضيع لولا ان الله بين لهم فيكون في ذكر الاية هنا تقرير انهم قد قتلوا وقد اسند القتل للجميع لانهم امة واحدة كالشخص الواحد وتخصيصها بالاسناد دون ما مر من جناياتهم لظهور قبح القتل فلما قتلوه تدافعوا في شأنه. ليدرأ كل منهم التهمة عن نفسه فاخرج الله ما كان مخبوءا من امرهم واذ قتلتم نفسا بغير حق بل طمعا في الذئب طمعا في الدنيا واسند القتل الى اليهود المعاصرين للعهد النبوي لانهم من سلالة اولئك الذين حدث فيهم وكثيرا ما يستعمل هذا الاسلوب للتنبيه على ان الخلف قد سار على طريقة السلف في والضلال ولا نجاة الا بالاعتصام الكامل فادارأتم فاختلفتم وتدافعتم والله مخرج مظهر ما كنتم تكتمون من امر القتيل وتدافع بني اسرائيل في شأن القتيل لم ينفعهم في كتمانه بل اخرج الله ما كانوا يكتمون وفي هذا تحذير مما تكنه النفوس من الخواطر المحرمة والعزم على الاثم فربنا يعلم ما في النفوس. ويحاسب عليها وفيه وفيه ملمح مهم. على منة الله علينا لان الله تعالى يستر على العبد كثيرا من المعاصي والله مخرج ما كنتم تكتمون اي والله مظهر ما كتم وسترتم من امر القتل فمن كان يعرف امر القاتل يكتمه لهوى في نفسه واغراض تبعد عنه الضغم والعداوة قال ابن عاشور وانما تعلقت ارادة الله تعالى بكشف حال قاتلي هذا القتيل مع ان دمه وليس باول دم صل في الامم اكراما لموسى عليه السلام ان يضيع دم في قومه. وهو بين اظهرهم وبمرئا منه ومسمع لا سيما وقد قصد القاتلون استغفال موسى. ودبروا المكيدة في اظهارهم المطالبة بدمه فلو لم يظهر فلو لم يظهر الله تعالى هذا الزنا في امة لظعف يقينها برسولها ولكان ذلك مما يزيدهم شكا في صدقه فينقلب كافر فكان اظهار هذا الذنب كرامة لموسى ورحمة بالامة للا تضل. فلا يشكل عليكم انه قد ضاع دم