بلا من كسب سيئة واحاطت به خطيئة فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون بلى من كسب سيئة واحاطت به خطيئته. فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون بلى اي ليس الامر كما ذكرتم وهو قولهم لن تمسنا النار الا اياما معدودة كسب سيئة وهي الشرك والكسب استجلاب النفع وتعليقه بالسيئة على سبيل بيان الخسران لان الاصل ان المرء يفعل ما يكسبه لحياته الدائمة والسيئة كل فعل يكون اثره سيئا في الناس او في الجماعة او في النفس فيفسد التقدير ويكون وبابا فيظلم نفسه والناس ومن حوله واحاطت به خطيئته سدت عليه مسالك النجاة وهو ان يموت على الشرك ومعناه احاطت بحسنته خطيئته اي احبقتها من حيث كان المحيط اكبر من المحاط به والخطيئة هي الفعل المقصود الاثم المتكرر الذي يخط في النفس خطوطا حتى يصير الذنب عادة له او كالعادة فيفضل الشر عنه وباستمرار من غير قصد خاص اليه وكأنه يقع غير مقصود وفي الحال تكون النفس قد اركد قد اركست بالشر اركاثا فالخطيئة حال النفسية للنفس الاثمة التي تمرست بالاثم فيكون المعنى فيه احاطت به خطيئته اهلكتهم واوتقته ذنوبهم واستولت عليه كما يحيط العدو بالانسان اي صارت كالحائط عليه وكالسور بمعنى استنفته من كل جانب وقيدته عن فعل الخير بمعنى ان الخطيئة استولت على النفس وصارت كأنها قبة قد احاطت بالنفس الاثمة من كل جوانبها بمعنى غمرته من جميع جوانبه فلا تبقى له حسنة وسدت عليه مسالك النجاة فاولئك اصحاب النار هم فيها خالدون اي البعداء عن مقامات الخير الذين يخلدون في النار اي فاولئك الذين كسبوا السيئات واحاطت بهم خطيئاتهم اصحاب النار اي ملازموها في الاخرة كما انهم ملازمون اسبابها في الدنيا هم فيها خالدون اي دائمون فيها لا يموتون فيها ولا يخرجون منها وليعلم ان المؤمن مجور بهذه الاية عن المعاصي وان المعاصي كلها متوعد عليها كما ان الطاعات كلها موعود عليها وقد ذهب اهل السنة والجماعة الى ان الخلود في النار انما يكون للكفار. بما ثبت في السنة تواترا من خروج عصاة الموحدين من النار فيتعين تفسير السيئة والخطيئة. في هذه الاية بالكفر والشرك وذلك اخذ من سياق الايات فيؤيد ذلك كونها نازلة في اليهود