فجرت عادته سبحانه وتعالى على ان يشفع وعده بوعيده لترجى رحمته ويخشى عذابه فباللطف والقهر يبقى الانسان الى درجة الكمأ والذين امنوا وعملوا ابو الجنة هم فيها خالدون والذين امنوا وعملوا الصالحات اولئك اصحاب الجنة قم فيها خالدون والذين امنوا اي امنوا بالله وصدقوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وعملوا الصالحات اي واطاعوا الله تعالى باداء فرائضه واجتناب محارمه وتكون الاعمال صالحة بشرطين ان تكون خالصة لوجه الله متبعا بها سنة رسوله صلى الله عليه وسلم اولئك اي الذين جمعوا بين الايمان والعمل الصالح اصحاب الجنة اي ملازموا الجنة كن فيها خالدون اي مخلدون فيها لا يموتون فيها ولا يخرجون منها ابدا قال الطبري يعني اهلها الذين هم اهلها هم فيها خالدون. يقيمون ابدا وانما هذه الاية والتي قبلها اخبار من الله عباده عن بقاء النار وبقاء اهل فيها ودوام ما اعد في كل واحدة منهما لاهلها تكذيبا من الله جل ثناؤه القائلين من يهود بني اسرائيل ان النار لن تمسهم الا اياما معدودة وانهم طائرون بعد ذلك في اي الجنة فاخبرهم بخلود كفارهم في النار وخلود مؤمنيهم في الجنة ومعنى الاية واما الذين صدقوا الله ورسوله وامنوا بالله واليوم الاخر وعملوا الصالحات فادوا الواجبات وانتهوا عن المعاصي فاولئك يديرون بدخول الجنة. جزاء وفاقا جزاء وفاقا على اثباتهم لربهم. وانابتهم اليه واخلاصهم له في السر والعلن وفي هذا دليل على ان دخول الجنة منوط بالايمان الصحيح. والعمل الصالح معا كما ان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال قل امنت بالله ثم استقم والقرآن مثاني يشفع الوعد بالوعيد مراعاة لما تقتضيه الحكمة في ارشاد العباد ترغيبا وترهيبا تبشيرا وانذارا