ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان ياتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ثم انتم هؤلاء اراد يا هؤلاء والعطف بثم للترتيب الزمني. اي وقع ذلك كله. وانتم تقتلون والخطاب لليهود الحاضرين في وقت نزول القرآن تقتلون انفسكم اي يقتل بعضكم بعضا وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم تتعاونون على اهل ملتكم والتعاون هو التظاهر. وانما قيد للتعاون التظاهر لتقوية بعضهم ظهر بعض وهو تفاعل من الظهر. وهو مساندة بعضهم ظهره الى ظهر بعض بالاثم والعدوان اي بالمعصية والظلم والعدوان مجاوزة الحق. وهو الافراط في الظلم والاثم الفعل الذي يستحق عليه صاحبه الذنب ويدخل فيه الظلم ومعناه يظاهرون عليهم بما يوجب الاثم وهذا من اطلاق السبب على مسببه وان ياتوكم اسارى تفادوهم اي مأسورين يطلبون الفداء فديتموهم والاسير هو المأخوذ على سبيل القهر والغلبة وهو محرم عليكم اخراجهم. اي واخراجهم عن ديارهم محرم عليكم وقد تقدمت اشياء حرمت عليهم قتل النفس والاخراج من الديار والتظاهر واقتص هذا القسم لتأكيد التحريم بقوله وهو محرم عليكم اخراجه وان كانت كلها محرمة لما في الاخراج من الديار من معرة الجلاء والنسي الذي لا ينقطع شره الا بالموت وذلك بخلاف القتل لان القتل وان كان من حيث هو هدم بناء الله اعظم لكن فيه انقطاع الشر وقد اخرجنا من ديارنا ظلما وحرمنا منها فنسأل الله ان لا يحرمنا رحمته. وان يجعل لنا من بركة العلم والعمل اظعاف بركة اهل بلدنا اجمعين افتؤمنون ببعض الكتاب يعني بداء الاسير. وهذا استفهام معناه التوبيخ الانكار وتذكرون ببعض يعني القتل والافراج والمظاهرة على وجه الاباحة. قال السدي اخذ الله تعالى عليهم اربعة عهود ترك القتل وترك الاخراج وترك المظاهرة. وفداء اسرائهم فاعرضوا عن كل ما امروا به الا البدع فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزيا فظيحة وعذاب وهو ان في الحياة الدنيا اي اسوأ العذاب. يعني بعد الخزي الذي يحل بهم في الدنيا يردهم الله الى اشد العذاب الذي اعده الله لاعدائه والجزاء يطلق في الخير والشر والحياة الدنيا هي الحياة الحاضرة التي نعيشها الان وسميت دنيا فهي مؤنث ادنى. لانها قريبة مرئية محسوسة والحياة الاخرة هي الحياة الحقيقية الدائمة التي تكون سعادة دائمة او شقوة مستمرة نسأل الله السلامة في الدنيا والاخرة ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب اي اسوء العذاب يعني بعد الخزي الذي يحل بهم في الدنيا يردهم الله الى اشد العذاب الذي اعده الله الله لاعدائه والجزاء يطلق في الخير والشر واشد العذاب الخلود في النار. واشديته من حيث انه لا انقضاء له. وانه انواع لانها ادركات مختلفة وفيها اودية وحياة وهو العذاب الذي لا فرح به. مع اليأس من التخلص منه وما الله بغافل عما تعملون اي لا يخفى على الله تعالى من اعمالهم شيء فيجازون باعمالهم وفيها بشارة عظيمة على الطاعة لان الغفلة اذا كانت ممتنعة عليه سبحانه وهو اقدر القادرين وصلت الحقوق لا محالة الى مستحقيها قال ابن قويم تضمنت الاية وجوب فك الاسير وبذلك وردت الاثار عن النبي صلى الله عليه وسلم انه فك الاسارى وامر بفكهم وجرى بذلك عمل المسلم وانعقد به الاجماع ويجب فك الاسارى من بيت المال. فان لم يكن فهو فرض على كافة المسلمين ومن قام به منهم اسقط الفرظ عن الباقين وقد دلت الاية الكريمة على ان الله يعاقب الحائضين عن الحق بعقوبات في الدنيا وعقوبات باة في الاخرة فالسيئات مفرجات