بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغي ان ينزل الله ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين بئس ما اشتروا به انفسهم ان يكفروا بما انزل الله بغيا ان ينزل الله من فضله على من يشاء من عباده فباؤوا بغضب على غضب وللكافرين عذاب مهين بئس ما اشترى به انفسهم اي بئس ما باعوا به حظ انفسهم من الثواري بالكفر بالقرآن ومعنى الافتراء ها هنا البيع والافتراء والشراء والبيع كله من الابدان ويقال اشتريته اي بعته واشتريته اي ابتعته وكذلك شريته في المعنيين وكذلك بعثهم قال الله تعالى وشروه بثمن بخ. اي باعوه فمعنى الاية بئس الشيء باعوا به انفسهم الكفر يريد انهم اختاروا كفرا واخذوهم وبذلوا انفسهم للنار لان اليهود خصوصا علموا صدق النبي صلى الله عليه وسلم وان من كذبه فالنار عاقبته فاختاروا الكفر وسلموا انفسهم للنار وكان ذلك كالبيع منهم بغيا اي حسدا فالبغي اصله الحسد ثم سمي الظلم بغيا لان الحاسد يظلم المحسود جهده ارادة زوال نعمة الله عليه عنه وانما جعل الحسد ظلما لان الظلم هو المعاملة بغير حق والحسد تمني زوال النعمة عن المحسود ولا حق للحاقد في ذلك لانه لا يناله من زوالها نفع وما من بقائها ضر ان ينزل الله اي انزال الله من فضله على من يشاء من عباده وذلك ان كفر اليهود لم يكن من شك ولا اشتباه وانما كان حسدا حيث صارت النبوة في ولد اسماعيل عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وقوله من فضله هو الوحي على من يشاء من عباده ان يشاءه ويصطفيه للرسالة فالسعيد من تعلم الوحيين الكتاب والسنة وعمل بما فيهما وبث علومهما فباءوا اي رجعوا وانصرفوا واحتملوا غضبا واتي بالباء التي تفيد المصاحبة في غضب اي من الله عليهم. لاجل تضييعهم الثورات على غضب اي لكفرهم من نبي صلى الله عليه وسلم وبالقرآن وللكافرين عذابا مهين اي وللكافرين الجاحدين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من الناس كلهم عذاب مهين عذاب مهين اي مخز يهانون فيه فالعذاب على ضربين فالمهين منهما عذاب الكافرين لانه لا يمحض عنهم ذنوبهم وما ينتقلون بعده الى اعزاز واكرام والثاني غير مهم وهو ما كان فيه تمحيص عن صاحبه كقطع يد السابق من المسلمين وحد الزاني وفي هذه الاية الكريمة تنبيه ان من اتاه الله من فضله من العلم فينبغي ان يكون اعبد لله من غيره لان الله تعالى اعطاه من فضله فكان حقه عليه اعظم من حقه على غيره فكلما عظم الاحسان من الله عز وجل استوجب الشكر اكثر