بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين. نبينا محمد وعلى اله صحابته الطيبين الطاهرين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولشيخنا والحاضرين والمستمعين اما بعد فيقول الامام ابن جزيل الكلبي الفائدة العاشرة اياك في الموضعين مفعول بالفعل الذي بعده وانما قدم ليفيد الحصر فان تقديم المعمولات يقتضي الحصر فاقتضى قول العبد اياك نعبد ان يعبد الله وحده لا شريك له واقتضى قوله واياك نستعين اعترافا بالعجز والفقر وانه لا نستعين الا بالله وحده الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته هذه هي الاية الرابعة من الفاتحة نصفها للرب ونصفها للعبد كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي مضى من قول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فنصفها لي ونصفها لعبدي وفيه فاذا قال العبد اياك نعبد واياك نستعين قال الله هذا بين وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل فهذه الفاتحة سبع ايات كما عرفنا ثلاث قبلها من الشق الاول المتعلق بالرب تبارك وتعالى وثلاث بعد هذه الاية هي من الشق المتعلق بالعبد وهذه بينهما نصفها للرب ونصفها للعبد فقوله اياك نعبد هذه للرب وقوله اياك نستعين هذه للعبد وهذه الاية في الواقع كما يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله هي تفصيل لقوله الحمدلله رب العالمين قد عرفنا هناك ان نقلل الاستغراق فهو لاستغراق جميع المحامد لله جل جلاله وذلك لا يكون الا من كان كاملا من كل وجه ومن كان كذلك فهو المستحق للعبادة وحده والمستحق ان يعبد دون ما سواه فهذا يدل على انه لا معبود الا الله. ولهذا قال اياك اياك نعبد واياك نستعين فاياك نعبد اشارة الى عبادته بما اقتضته الهيته من المحبة والخوف والرجاء ونحو ذلك تشريع الامر والنهي واياك نستعين فان ذلك ايضا اشارة الى ما اقتضته ربوبيته جل جلاله وتقدست اسماؤه توكل والتفويض وما الى ذلك لانه هو الذي يكفي عبده وبيده النفع والضر وتقديم المفعول هنا اياك على الفعل نعبد نستعين في كل منهما قدم المفعول هذا يدل على الاهتمام اياك نعبد ايضا الاهتمام لو انه قال لو جاء بالكلام من غير تقديم لما حقه التأخير؟ فقال نعبدك نعبدك نستعين يعني نحن بك لكن لما قدم اياك فانه يدل على الاهتمام الله تبارك وتعالى هو المستعان به وهو المعبود في هذا ايضا هذا التقديم لئلا يتقدم شيء على ذكر الله تبارك وتعالى لئلا يتقدم ذكر العبد والعبادة على المعبود لو قال نعبد هنا قدم العبادة نعبد اي نحن نعبد الله وصار المعبود قد اخر ذكره في اللفظ لكن اذا قدم ما يتعلق به فقال اياك ثم اخر الفعل والفاعل فهذا تقديم لما هو او لا كقوله قل اغير الله اعبد ايها الجاهلون اغير الله فقدم ذكر المعبود على الفعل اعبده يعني انا الفاعل ضمير مستتر قل اغير الله ابغي ربه اغير الله قل افغير الله تأمروني اعبد ايها الجاهلون قل افغير الله هذا كله لئلا يتقدم ذكر الاستعانة والمستعين على المستعان به ايضا وعلى الله فليتوكل المؤمنون وعلى الله اصل الكلام هكذا نعم فليتوكل المؤمنون على الله قال وعلى الله فليتوكل وهذا على كل حال ايضا يشعر بالحصر والاختصاص لان تقديم ما حقه التأخير يفيد الحصر او الاختصاص فاذا قال اياك نعبد فهذا يعني يعني لا نعبد غيرك اياك نستعين اي لا نستعين بغيرك لو قال نعبدك هذا يحتمل نعبدك ونعبد غيرك نستعين بك استعينوا بك وبغيرك لكن اذا قال اياك نعبد فهذا يدل على الحصر وهذا معنى لا اله الا الله وهذا ظاهر فدل على نفي العبادة لغير الله تبارك وتعالى نفاها عن غيره اياك نعبد بهذا الحصر. كما نفى الاستعانة ايضا بغيره بقوله اياك واياك نستعين فتكون العبادة لله وحده والاستعانة لله وحده ويكون هذا الكلام بقوة لا نعبد الا اياك مثل كلمة التوحيد لا اله الا الله لا نعبد الا اياك لا نستعين الا الا بك ايضا لاحظوا هنا انه كرر الضمير اياك نعبد واياك ما قال اياك نعبد ونستعين وانما كرره مرة اخرى للاهتمام وايضا اذى افصح وكذلك ايضا للدلالة على تعلق هذه الامور بكل من الفعلين يعني لو قال اياك نعبد ونستعين فهذا دون قوله اياك نعبد واياك نستعين. فكل فعل على سبيل الاستقلال يفرد به الله تبارك وتعالى هذا ظاهر وكذلك ايضا لو انك قلت لمعظم من الناس اياك اه لو انك قلت له اياك احب واعظم واجل فليس ذلك كقولك اياك اعظم واياك احب واياك اجل وجعلت كل واحد من هذه على سبيل الاستقلال وابرزته هذه الجملة دون الاكتفاء بمجرد العطف اياك نعبد العبادة في اصلها بمعنى كمال الذل مع الخضوع مع الاجلال والتعظيم والمحبة هذه هي العبادة. الطريق المعبد يعني المذلل ولذلك تجدون اهل العلم يعرفونها بهذا التعريف تارة فيقولون العبادة هذا التعريف يصدق عليها من حيث هي يصدق عليها من حيث هي. فالعبادة مصدر وتارة يعرفونها يقولون هي اسم جامع لكل ما يحبه الله من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة فهل نحتاج الى ترجيح بين التعريفين الجواب لا فهذا صحيح وهذا صحيح. هذا باعتبار وهذا باعتبار فاذا نظرت الى معنى العبادة من حيث هي فهي التذلل كمال الذل مع كمال الخضوع والتعظيم مع المحبة واذا نظرت الى العبادة باعتبار متعلقها يعني ما تصدق عليه الصلاة عبادة والزكاة عبادة والصيام عبادة والاعتكاف عبادة كل ذلك وغيره مما شرعه الله تبارك وتعالى شرائع الاسلام المتعددة هذي كلها عبادات قلبية وعبادات باللسان والجوارح الايمان بضع وستون في الرواية الاخرى بضع وسبعون شعبة اعلاها شهادة ان لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من الايمان فالعبادة اسم جامع هنا اطلقت العبادة يعني المصدر على المفعول يعني المتعبد به المتعبد به ما هو المتعبد به؟ هو كل ما شرعه الله عز وجل فهي بهذا المعنى بهذا الاعتبار اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه واضح فاذا وجدت هذا التعريف في موضع وهذا التعريف في موضع ليس هذا من الاختلاف وتقول ما هو الارجح للعبادة؟ تعريفان؟ لا لا كل ذلك صحيح. هذا باعتبار وهذا باعتبار القراءة مثلا مصدر تارة يراد بها المعنى المصدري وهي نفس الفعل الذي يصدر من المكلف او من القارئ قراءة تلاوة الكتابة نفس الفعل وتارة يراد بها معنى المفعول المكتوب فلاحظوا الان هذه الان فعلي هذا فعل هذا كتابة واضح وفي الوقت نفسه نقول هذه كتابة ما الفرق بين الاول والثاني الاول الكتابة مصدر اطلقناه بالمعنى المصدري. الكتاب الذي هو الفعل مثل ما نقول الوحي الوحي بالمعنى المصدري هو عملية الايحاء ويقال الوحي هذا وحي للموحى به يعني القرآن الله لا اله الا هو الحي القيوم. نقول هذا وحي يعني موحى الموحى به وهكذا فحينما نقول العبادة بالمعنى المصدري فهي كمال الذل والخضوع التعظيم مع المحبة لله عز وجل واذا اردنا به ما يتعبد به فذلك اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والافعال الظاهرة والباطنة ولهذا يقال للعبد عبد لماذا؟ لذله وخضوعه واستكانته لربه جل جلاله وتقدست اسماؤه هو مقاد الانقياد الكامل من كل وجه ومن ثم فانه لا يسعه التوقف ولا الاعتراض لانه عبد والعبد لا بد ان يخضع ويطيع لسيده ومولاه من هنا يقال طريق معبد مذلل بعير معبد يعني مذلل هكذا فمعنى اياك نعبد على هذا يعني نخصك بالعبادة دون غيرك قصدك بماذا؟ اخصك غاية الذل والتعظيم الخضوع محبة لك واجلالا وخوفا ورجاء والمقصود اننا اذا اردنا بالعبادة فعل العبادة فهي التذلل و الخضوع. واذا اردنا بها نفس العبادات فهي اسم جامع بكل ما يحبه الله ويرضاه كما مضى اياك نعبده واياك نستعين نعم احسن الله اليكم الفائدة الحادية عشر واياك نستعين نطلب العون منك على العبادة وعلى جميع امورنا وفي هذا دليل على بطلان قول القدرية والجبرية وان الحق بين ذلك نعم نطلب العون منك. يعني نخصك وليس فقط نطلب العون منك. ما مضى من ان تقديم المعمول يدل على الحصر اياك نستعين نخصك بطلب العون منك في جميع امورنا الدينية والدنيوية في كل الاحيان والاوقات والاحوال نعتمد عليك بجلب النفع ودفع والضر مع كمام كمال الثقة فهذا مع اعلان العجز لان العبد حينما يقول اياك نستعين هو بذلك يعلن عجزه وضعفه وفقره الى عون ربه تبارك وتعالى ويبرأ من حوله وقوته يبرأ من حوله وقوته فليس ثمة قدرات خارقة عند الانسان ليس هناك عملاق في داخله يحتاج الى اطلاق ثم بعد ذلك يغير وجه الكون بل هو ضعيف عاجز يحتاج الى عون الله عز وجل له في كل شأن من شؤونه لذلك كان لا حول ولا قوة الا بالله ونقولها مع المؤذن حينما يقول حي على الصلاة حي على الفلاح نرددها في اليوم والليلة كل ذلك من اجل ان نستشعر هذا المعنى استشعار العجز والضعف امام الله امام قدرته بخلاف من يدعي غير هذا ان اظهار الانسان في صورة من القوة والتمكن وانه يستطيع ان يحقق بذاته وقدراته بعيدا عن ربه وعن عونه وفي الحديث اللهم لا تكلني الى نفسي طرفة عين اللهم لا تكلني الى نفسي ولا الى احد من خلقك طرفة عين وبهذا تتحقق الاستعانة والتوكل على الله تبارك وتعالى وهذا حال ينشأ ليه العبد كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله ويستقر في قلبه حينما يستيقن ان الله تبارك وتعالى هو وحده المتفرد بالتدبير والخلق والضر والنفع والعطاء والمنع وانه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن ولو شاءه الناس جميعا فهذا يوجب له الاعتماد على الله تبارك وتعالى والاطمئنان اليه وصدق اللجأ الى ربه ومليكه و خالقه يثق بكفايته حينما يتوكل عليه ويكون كما يقول ابن القيم مع الفارق كالطفل مع ابويه ما حال الطفل مع ابويه في رغبته ورهبته فهو ناظر اليهما يلتجأ اليهما في كل ما ينوبه فحل العبد اشد وابلغ من هذا في قوة صلته بالله عز وجل والافتقار اليه. هذه المعاني لو انها تحققت في نفس الانسان لتغيرت احوالنا صار العبد في حال من من الرغبة والرهبة والرضا والتسليم لله جل جلاله وتقدست اسماؤه ولا حصل له مطلوبه من كفاية الله عز وجل ومن يتوكل على الله فهو حسبه دعونا اياك نعبد اي نطلب العون منك على العبادة وعلى جميع امورنا قال في هذا دليل على بطلان قول القدرية والجبرية وان الحق بين ذلك القدرية يقولون بان العبد يخلق فعله ان العبد يخلق فعله يعني انه مستقل هذا يصلح هؤلاء الذين يبرزون قدرات الانسان بصورة يبالغون فيها بعيدا عن القدر فتجد في كلامهم ما هو ظاهر في هذا لان هذه الاشياء في الاصل مترجمة ومأخوذة من غير المسلمين فيقولون بان الانسان اذا كان عنده التصميم والعزم والارادة فلا بد ان يتحقق المراد ويضربون لهذا امثلة في كتاباتهم ترجمة لمن اعادوا المحاولة مرة وثانية وعاشرة وعشرات المرات حتى تحقق المراد فيرون انه بذلك يستطيع ان يصل الى مطلوبه ايا كان هذا المطلوب ولا يذكرون القدر مع انه في الواقع لا يمكن ان يحصل ذلك الا تقدير الله عز وجل وانه لن يحصل الانسان بجده واجتهاده وسعيه الحثيث. لن يحصل رزقا لم يكتبه الله له وقول الجبرية عكس هذا يقول الانسان لا ارادة له ولا مشيئة بل هو كالريشة في مهب الريح الله تبارك وتعالى قد اجبره على الفعل وهو يفعل المعصية وهو مجبر ويفعل الطاعة وهو مجبر ونحو ذلك والواقع خلاف خلاف هذا الانسان له ارادة ومشيئة ولكن وما تشاؤون الا ان يشاء الله فقدرته وارادته ومشيئته لا تخرج عن مشيئة الله العامة وهذا هو الوسط الذي هو مذهب اهل السنة والجماعة نعم تفضل احسن الله اليكم الفائدة الثانية عشر اهدنا دعاء بالهدى فان قيل كيف يطلب المؤمنون الهدى وهو حاصن لهم؟ فالجواب ان ذلك طلب للثبات عليه الى الموت او الزيادة منه فان الارتقاء في المقامات لا نهاية له. نعم هذه الجملة هذا الجواب عن هذا السؤال يذكره كثير من المفسرين اهدنا الصراط المستقيم يقولون اي ثبتنا والواقع ان هذا احد المعاني الداخلة تحته والا فان سؤال الهداية يتضمن ذلك ويتضمن غيره من انواع الهدايات الكثيرة فالهداية كما نعلم نوعان هداية ارشاد وهداية توفيق فقوله اهدنا الصراط المستقيم هذا طلب للهدايتين طلب للهدايتين اهدنا الصراط المستقيم بمعنى دلنا وارشدنا فهداية الارشاد كقوله تبارك وتعالى افلم يهدي لهم كم اهلكنا قبلهم من القرون يهدي لهم يعني يتبين يتبين لهم وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها يعني تسترشد بها وتستدل بها فهذه هداية ارشاد فهداية الارشاد الله تبارك وتعالى هدى عباده بمعنى ارشده الى محابه ومراضيه وعبادته هذي هداية عامة والله تبارك وتعالى هاد بهذا الاعتبار قد بين لعباده كل ما يحتاجون اليه ومن ذلك قوله تبارك وتعالى بهذا المعنى هداية الارشاد واما ثمود فهديناه فاستحبوا العمى على الهدى هذه ليست هداية توفيق لو كانت هداية توفيق لامنوا ولكنها هداية ارشاد انا هديناه السبيل اما شاكرا واما كفورا يعني دللناه وارشدناه وهديناه النجدين ان علينا للهدى هذا كله في الهداية العامة بهذا المعنى والرسل هداة بهذا الاعتبار وانك لتهدي الى صراط مستقيم اتبعني اهدك صراطا سوية واهديك الى ربك فتخشى. قول موسى صلى الله عليه وسلم فرعون اهديك يعني الارشاد والبيان وهكذا في اتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام وقال الذي امن يا قومي اتبعوني اهدكم سبيلا الرشاد اما النوع الثاني الذي هي هداية التوفيق فهذه هذه التي لا يملكها الا الله جل جلاله فالرسل عليهم الصلاة والسلام يرشدون ويبينون الحق ولكن الموفق والهادي هو الله عز وجل وقد جاءت هذه الهداية في مثل قوله تبارك وتعالى انك لا تهدي من احببت هنا نفى عنها الهداية وهناك اثبتها فتلك التي اثبتها هي هداية الارشاد وهذه التي نفاها هي هداية التوفيق ولكن الله يهدي من يشاء يعني يوفق ليس عليك هداهم يعني التوفيق الهدى ولكن الله يهدي من يشاء ولاحظ اجتماع هاتين الهدايتين في قوله تبارك وتعالى ووجدك ضالا فهدى الهدى هنا يشمل الارشاد ويشمل التوفيق وهكذا في قولنا اهدنا الصراط المستقيم يشمل الهداية وفعل الهداية اذا عدي بحرف فانه يفهم يتعين معناه ويتخصص بحسب هذه التعدية وهذا امر معلوم في لغة العرب بان الافعال تفهم معانيها على ضوء ما تتعدى به. وهذه قاعدة من قواعد التفسير تفهم معاني الافعال على ضوء ما تتعدى به كما ذكرنا في نظر فاذا عدي بنفسه فهو بمعنى الانتظار واذا عدي بالى وهو النظر بالابصار واذا عدي بي في نظر في كذا. نظر نظرت في انه احيط بهم دعوا الله لاحظ كل هذا الغيبة فهذا يكون على كل حال في كل موضع بحسبه مما يلتمس لذلك الموضع وهذه قضايا ليست قطعية وانما هي من الامور امريكا فهو بمعنى التفكر و الاعتبار فالهداية اذا عدي هذا الفعل هدى الى كذا هذا يتضمن الايصال الى الغاية المطلوبة واذا عدي باللام هداه لكذا اهتديت لكذا فهذا يتضمن الاختصاص والتعيين فاذا عدي بنفسه مثل هذا الموضع اهدنا الصراط ما قال الى الصراط وما قال في الصراط فهذا يشمل جميع ما سبق الهداية الى الغاية المطلوبة وكذلك ما يكون معدا باللام مما يتضمن الاختصاص و التعيين يعني بين لنا اهدنا الصراط المستقيم ادلنا وارشدنا الى الصراط المستقيم والهمنا ووفقنا وثبتنا عليه فيدخل بهذه الهداية المذكورة بهذا الاعتبار بداية الارشاد وهداية التوفيق اهدنا اليه واهدنا له يدخل انواع الهدايات فهداية الارشاد يدخل فيها هداية العلم والبيان للحق فقد لا يصل الى الانسان الدليل او العلم او الحق فيكون جاهلا به وكذلك ايضا قد يختلف الناس فيحتاج العبد الى هداية لمعرفة الحق الذي اختلفوا فيه اللهم رب جبرائيل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك فالعبد بحاجة الى هذه الهداية فكيف يقال اهدنا الصراط المستقيم بمعنى ثبتنا فقط ثم ايضا العبد في كل حين وفي كل لحظة بحاجة الى هداية ليه معرفة مراد الله عز وجل منه ما هو واجب الوقت ويحتاج الى هذه الهداية ان يهديه الله تبارك وتعالى ثم ايضا هذه الاعمال على كثرتها وسعت شرائع الاسلام بحيث ان العبد لو بقي العمر وهو يعمل في باب من الابواب لاستغرق ذلك عمره كله وهو بحاجة الى الى هداية للافضل من الاعمال يعني غير الواجبات فانه ما تقرب العبد الى الله تبارك وتعالى بشيء احب اليه مما افترضه عليه. لكن في غير الواجبات هذا ميدان واسع وهذه تجارة مع الله عز وجل والاعمار قصيرة فيحتاج العبد الى معرفة الافضل وهذا يحتاج الى هداية. ما هو الافضل ان اشتغل بهذا او اشتغل بهذا وهناك اعمال قد تكون هي الافضل من حيث هي ولكن الافضل لهذا المعين قد يكون هو المفضول وهذا يحتاج الى فقه وقد يقضي الانسان دهرا في عمل مفضول ويغفل عن الفاضل فيفوته خير كثير وبحاجة الى هداية. اهدنا هذا كله داخل في هداية الارشاد كثير من الناس قد يحرم هذا النوع من الهداية من اصله فلا يهدى الى الاسلام وهذا السؤال الذي يرد الله هدانا للاسلام فلماذا نسأل الهداية؟ وليست فقط هذه. هذه واحدة الهداية الى الاسلام وكم من المليارات من البشر لا يعرفون الله ولا يعرفون صراطه المستقيم ولا يعبدونه ولا يوحدونه حرموا هذه الهداية من اصلها لكن من من وفق اليها وارشد اليها اجتمع له الهدايتان يبقى في تفاصيلها يحتاج الى هداية فالانسان قد لا يوفق ولا تنهض همته الى طلب العلم ولا يرفع بذلك رأسا ويحتاج الى هداية للعلم وقد تنهض همته ولكنه قد لا يوفق للصواب وقد يوفق للصواب ولكنه لا يوفق للهداية الاخرى التي هي بداية التوفيق العمل بما علم وهذه هداية اخرى ان يقدره الله عز وجل عليه وان يجعله مريدا له وان يجعله فاعلا له. بعض الناس لا تسمو همته للعمل اصلا يعلم ان لديه معلومات يعلم ان الصلاة واجبة وان الحج واجب على الفور ولكن لا تنهض همته فلا يريد اذى العمل فهذا حرم هذه الهداية. يعني حصلت له هداية الارشاد ولكنه لم تحصل له هداية التوفيق فيحتاج العبد الى هذه الهداية ان يجعله الله عز وجل مريدا لهذا وفاعلا له وكذلك ايضا ان يثبته عليه فقد يستقيم مدة ثم بعد ذلك يتراجع وكذلك ايضا ان يصرف عنه الصوارف والعوائق والموانع التي تحول بينه وبين لزوم الحق وكذلك ايضا ان يهديه في الصراط الى امور كثيرة مما يتصل بالقلب واللسان والجوارح من الناس من يعمل ويطيع نحو ذلك لكن يبقى له التفات الى نفسه والى عمله والى عبادته وطاعته او علمه او ما اشبه ذلك وهذه امور قد تبطل هذا العمل وقد يكون علمه وبالا عليه بهذا الاعتبار هذا كله من الهدايات الداخلة تحته الى الممات ان يثبت عند الموت وهناك هدايات لا تدخل هنا في قولنا اهدنا الصراط المستقيم لانه قال صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم فهو الصراط الذي رسمه الله لعباده من اجل سلوكه لكن هناك هداية اخرى وان لم تكن داخلة في هذا من سورة الفاتحة. هناك هدايات بعد الموت عند سؤال الملكين ان يهدى للجواب وكذلك ايضا ان يهدى عند الحساب بينه وبينه ترجمان وكذلك هو بحاجة الى هداية الى الصراط الذي ينصب على جسر جهنم وبحاجة الى ان يهدى على الصراط فلا تزل قدمه وبحاجة الى ان يهدى الى باب الجنة وبحاجة الى ان يهدى الى منزله في الجنة لاحظ الى ان يصل منزله وهو بحاجة الى هداية الله عز وجل. فالعبد لا غنى له بحال من الاحوال. ولذلك نقرأ الفاتحة في كل ركعة اهدنا الصراط المستقيم فاذا قام ذلك في قلب العبد فانه يستشعر حاجته الماسة الى الهداية فلا يعرظ عن الموعظة والذكر ومجالس الذكر و ما يكون فيه نفعه ولا يؤخر العمل والطاعة وانما يكون مبادر يجتمع للعبد بهذا بداية العلم وهداية ايه العمل فيكون قد عرف الحق وعمل به وبقدر ما يتحقق له من ذلك يكون كماله وبهذا يتفاضل الناس في الدنيا والاخرة واكمل الناس في ذلك هم الانبياء عليهم الصلاة والسلام ويتفاوت من دونهم ومنهم من يكون كماله في الجانب الاول هداية العلم ولكنه في الجانب الاخر الضعيف الله عز وجل يهدي من يشاء الى صراط مستقيم انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والذين اهتدوا زادهم هدى فكل هذا العبد بحاجة اليه وحاجته الى هذا اعظم من حاجته الى الطعام الشراب وبن جرير الطبري رحمه الله ذكر في معنى هذه الاية ان في مسألته الهداية هنا فهذا يشمل التوفيق للثبات على العمل بطاعته واصابة الحق والصواب فيما امره به ونهاه فيما يستقبل من عمره هذه العبارة القصيرة التي قالها ابن جرير جمع فيها بين النوعين هداية الارشاد وهداية التوفيق وقد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان من فسر الهداية هنا اهدنا الصراط المستقيم بدوام الهداية يعني الثبات فان هذا كلام من لا يعرف حقيقة الاسباب وما امر الله عز وجل ايه وذكر شيئا مما ذكرته انفا بان الهداية في حقيقتها ان يفعل العبد في كل وقت ما امر به في ذلك الوقت من علم وعمل ولا يفعل ما نهي عنه يقول وهذا يحتاج في كل وقت الى ان يعلم ويعمل ما امر به في ذلك الوقت وما نهي عنه والى ان يحصل له ارادة جازمة لفعل المأمور وكراهة جازمة لترك المحظور فهذا العلم المفصل والارادة المفصلة لا يتصور ان تحصل للعبد في وقت واحد بل كل وقت يحتاج الى ان يجعل الله في قلبه من العلوم والارادات ما يهتدي به في ذلك الى الصراط المستقيم يقول نعم حصل له هدى مجمل بان القرآن حق الرسول حق دين الاسلام حق فهذا حق لكن هذا المجمل لا يغنيه ان لم يحصل له الهدى المفصل في كل ما يأتيه و يذره من الجزئيات التي يحار فيها اكثر عقول الخلق ويغلب الهوى والشهوات اكثر العقول لغلبة ذلك عليهم والحافظ ابن القيم رحمه الله في عدد من كتبه ذكر اشياء من هذا كثير حاصلها ما ذكرته وان الفلاح لا يتحقق الا هاتين الهدايتين هداية التوفيق وهداية الارشاد. فاذا التوفيق بان يلهمه الله عز وجل ذلك فيكون فاعلا له ما الى ذلك مما ذكرناه وهكذا الحافظ ابن كثير رحمه الله ذكر نحوا من كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحم الله الجميع وكذلك الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله نعم تفضل احسن الله اليكم الفائدة الثالثة عشر قدم الحمد والثناء على الدعاء لان تلك السنة في الدعاء وشأن الطلب ان يأتي بعد المدح وذلك اقرب للاجابة وكذلك قدم الرحمن على ملك يوم الدين لان رحمة الله سبقت غضبه وكذلك قدم اياك نعبد على اياك نستعين لان تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة لاحظ هذه الامور التي ذكرها منبها على وجه تقديمها على غيرها فهنا قدم الحمد والثناء على الدعاء اذى من اداب الدعاء. الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين اياك نعبد واياك نستعين اهدنا الصراط المستقيم فالمشروع ان يقدم الثناء على الله تبارك وتعالى اولا قبل السؤال والدعاء فان ذلك ادعى ل الاجابة قال وشأن الطلب ان يأتي بعد المدح وذلك اقرب الاجابة وكذلك قدم الرحمن على مالك يوم الدين لان رحمة الله سبقته غضبه لان رحمة الله سبقت غضبه. ولهذا قالوا بان ذكر الرحمة هنا بين الربوبية والملك يعني يقولون كان المتبادر ان يقال الحمدلله من الذكر الالهية رب العالمين ذكر الربوبية بعدها رب العالمين مالك يوم الدين في ذكر الملك لان الرب هو السيد المتصرف في خلقه المدبر لهم وهذا معنى الملك فهو التصرف المطلق تدبير لكنه جاء الرحمن الرحيم بينهما فهذا يدل على ان ربوبيته وملكه مبنيان على الرحمة فرحمة الله عز وجل سبقت غضبه ولذلك انظروا الى كثرة جنايات الخلق مع كثرة عطائه وانعامه وحلمه تبارك وتعالى يرسل اليهم الرسل وينزل عليهم الكتب ويغدق عليهم الوان النعم فملكه وربوبيته مبناهما على الرحمة يقول وكذلك قدم اياك نعبد على اياك نستعين لان تقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة الحاجة هي الاستعانة فما الطريق الى تحقيق المطالب التي اعلاها دخول الجنة ورضا المعبود جل جلاله والنظر الى وجهه الكريم وتحقيق العبودية تحقيق العبودية يحصل به سعادة الدارين ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم الا تنال لا ينال ما عند الله تبارك وتعالى الا عبادته وهنا ايضا في ذكر الاستعانة بعد العبادة مع ان الاستعانة من العبادة فان كما ذكرنا العبادة تشمل الاعمال القلبية واعمال الجوارح اقوال اللسان فمن الاعمال القلبية الاستعانة بالله عز وجل فهي عبادة له وافردت بي الذكر فهذا من باب ذكر الخاص بعد العام وهو يدل على اهميته واكديته وتقديم العبادة تقديم للغاية على على الوسيلة لان العبادة هي هي الغاية وما هو الطريق الى تحقيق العبادة انما يكون بالاستعانة لان قلنا معنى اياك نعبد واياك نستعين. نستعين بك على المطالب الدينية والمطالب والمطالب الدنيوية اليس كذلك فهذا هذه الاستعانة هي وسيلة فقدمت الغاية ولو نظرنا ايضا الى الاشرف منهما فان العبادة التي هي الغاية اشرف من من الوسيلة فقدم الاهم ثمان العبادة والاستعانة بينهما ملازمة فلا تتحقق العبادة الا بعون الله تبارك وتعالى ولا يحصل العون من الله تبارك وتعالى للعبد الا بعبادته الا بعبادته وطلب العون منه وبهذا يتحقق الايمان الصحيح والتوكل على الله تبارك وتعالى ويخرج العبد من حوله وقوته ويكون قلبه متوجها الى ربه ويعمل بجوارحه بطاعته وبهذا تحصل سعادته ونجاته ثم ايضا لاحظوا ان العبادة تتعلق ب حق الرب وقلنا ان الشق الاول و المتعلق بحق الرب وان هذه الاية جاءت بالوسط فهي على هي كما قال الله عز وجل هذه بيني وبين عبدي. فاياك نعبد هذا متعلق بالشق الذي قبله. فكان المناسب ان يقدم لتكون المتعلقات بحق الرب متتابعة دون ان يفصل بينها شيء من حق العبد فلو قال اياك نستعين واياك نعبد لدخل حق او ما يتعلق بالعبد ما يتصل الرب تبارك وتعالى ثم ايضا لاحظ الترتيب في الاسماء الحسنى المذكورة في اول هذه السورة الحمد لله رب العالمين بل عبادة متعلقة بماذا بالهيته والهيته هي الصفة المضمنة بهذا الاسم الكريم الله فانه مضمن المعنى صفة الالهية لان التأله هو التعبد تألهه القلوب محبة وتعظيما وخوفا ورجاء اول ما ذكر هو هذا الاسم الكريم الذي تذكر سائر الاسماء الحسنى بعده فذكر هنا العبادة قبل الاستعانة فاياك نعبد متعلق بهذا الاسم الكريم الله واياك نستعين المتعلق بالربوبية لان الاعانة من معاني الربوبية فالرب ذكر بعد لفظ الجلالة الله الحمد لله رب العالمين. فجاءت الاستعانة بعد ذلك كذلك ايضا مما يمكن ان يقال بان العبادة المطلقة تتضمن الاستعانة من غير عكس فقدم الاشمل والاعم ولو قدمت الاستعانة لم يكن ذلك المعنى متحققا ومناسبا في الترتيب فكل من حقق العبودية لله عز وجل لابد ان يكون محققا للاستعانة دون عكس دون عكس العبودية الحقة والا فالعبد قد يستعين لكن قد يستعين على المعاصي والشهوات ونحو هذا كما هو معلوم بل قد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله ان بعض المجرمين من قطاع الطرق ونحو ذلك ان عندهم من التوكل ما لا يوجد عند بعض العباد فتجد انه يركب الاخطار متوكلا على الله عز وجل لكن بما يسخطه الله عز وجل ايضا الاستعانة طلب من الله كما يقول الحافظ ابن القيم رحمه الله. والعبادة طلب له تقرب اليه فما كان له يكون اشرف واكمل لا تكون الا من المخلص واما الاستعانة فتكون من المخلص ومن غيره فقدمت العبادة كذلك ايضا العبادة حق لله عز وجل على عباده وهذا شكر منهم على نعمه وافضاله فان شكر المنعم يقتضي ان يعبد وحده ولذلك كان الشرك اعظم الظلم ان الشرك لظلم عظيم باعتبار انه صرف للعبادة في غير من خلق ومن يستحق ومن انعم واعطى و تفضل الى غير ذلك من الوجوه والمعاني التي يذكرها اهل العلم والمقصود ان العبد بقدر تحقيقه للعبودية يحصل له من بعون الله عز وجل فهذه العبادة محفوفة باعانتين اعانة قبلها اعانة ايضا بعدها على عبودية اخرى وكذلك اعانة على النفس لئلا يحصل ادنى التفات وعجب او من اذى في الصدقات والاحسان الى الناس وما اشبه ذلك الانسان نفسه تنازعه تطلب حظوظها العاجلة المتقضية يحتاج الى اعانة اعانة الى هذه النفس تخلد الى الراحة يحتاج الى اعانة للقيام بمحاب الله وطاعته. فاذا قام بها بدأ هنا يتسلل اليها طلب الحظوظ الدنيوية من الجاه. وثناء الناس والمدح وما الى ذلك او ما يقايضهم به مما يطلب عائدة منهم على هذا الاحسان ونحو ذلك. يحتاج الى ان يعان على نفسه حتى يلقى الله تبارك وتعالى على كل حال مثل هذا يكفي في توضيح هذا المقام والله تعالى اعلم. نعم تفضل احسن الله اليكم الفائدة الرابعة عشر ذكر الله تعالى في اول هذه السورة على طريق الغيبة ثم على الخطاب في اياك نعبد وما بعده وذلك يسمى الالتفات وفيه اشارة الى ان العبد اذا ذكر الله تقرب منه فصار من اهل الحضور فناداه نعم الالتفات في كلامي اهلي التفسير كذلك في البلاغة يعني تحويل الكلام وهذا يشمل صورا متعددة كالتحويل من تحويل وجه الكلام من الغيبة الى الخطاب والعكس وكذلك ايضا يدخل فيه صور اخرى من تلوين الخطاب قد يخاطب الواحد ثم يكون الخطاب الجماعة والعكس فهذا فيه تنشيط للسمع في الجملة يعني عموما ايا كان الموضع او السياق وفي كل موضع يتلمس العلماء له وجها جاء هذا الالتفات من اجل التنبيه عليه. فهنا يقول انه في اول السورة جاء بطريق الغيبة الحمد لله رب يعني هو رب ضمير الغائب هو رب العالمين الرحمن هو الرحمن الرحيل. مالك هو مالك يوم الدين كل هذا بالغيبة ثم قال اياك فهذا بضمير المخاطب يسمى التفات التفت من الغيبة الى الخطاب اياك نعبد وقد مضى الكلام على الالتفات في القضايا البلاغية يقول وفيه اشارة الى ان العبد اذا ذكر الله تقرب منه فصار من اهل الحضور يعني يقول كانه لما ذكره بصفاته وكمالاته واثنى عليه بعد ان حمده ومجده بعد ذلك كانه قد حضر بين يديه فوجه الخطاب اليه مباشرة. قال اياك نعبد عبارة المؤلف هنا يقول وفيه اشارة الى ان العبد اذا ذكر الله تقرب منه فصار من اهل الحضور فناداه هذه العبارات قد يستعملها الصوفية ولكن العبارة التي قد تكون ادق هي من باب التقريب يقال كانه لما ذكره بصفاته وكمالاته كانه حضر بين بيديه وجه الخطاب اليه اياك اياك نعبد واياك نستعين كما قال الله عز وجل وسقاهم ربهم شرابا طهورا ربهم هذا في بالغيبة قال ان هذا كان لكم جزاء فخاطبهم لذلك لما ذكر انعامه واكرامه وجه اليهم الخطاب بان هذا جزاء لهم على اعمالهم الصالحة وعبادتهم وايمانهم فهذا من الغيبة الى الخطاب عكسه من الخطاب الى الغيبة حتى اذا كنتم بالفلك وجرينا بهم ما قال وجرينا بكم وجرينا بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان. وظنوا البلاغية التي تحتمل هذا غاية ما هنالك فهنا في قوله اياك نعبد واياك نستعين كما قلنا كأنه قد اقترب من ربه بعد ان اثنى عليه فوجه الخطاب اياك نعبد وبعضهم يقول بانه لما ذكر بالمدح الثناء وذكر اوصافه العظام تعلق المعلوم بموصوف عظيم هو الاله والرب والرحمن والرحيم والملك والمالك توجه الخطاب اليه بعد ان تميز تميزت اوصافه فقال اياك نعبد واياك نستعين يعني يا من هذه صفاته نتوجه اليك بالعبادة وحدك وبالاستعانة دون ما سواك نعم